وحدة وحيرة ..!؟
مشكلتي عدم ثقتي في نفسي، كل إنسان يمر بمشاكل مع ناس لكن أنا بعد كل مشكلة مع حد أبقى مش عارفة أنا غلط ولا صح لازم أحكي لشخص المشكلة ويقول لي أنت صح علشان أحس أني ارتحت أو حتى غلط، المهم أنى بكون مش عارفة أنا صح ولا غلط غير لما حد يقول لي أو آخذ رأي حد على الرغم من أني بشهادة جميع من حولي شخصيتي قوية وتفكيري ناضج.
وكمان بتكلم بسرعة وأعتقد أن سببها عدم الثقة في نفسي يمكن بسبب التربية فوالدتي دائما تقول لي أنت غلط وتقاطعني كثيرا في كلامي فبقيت بحس أن مفيش حد بيحترمني وأنا بتكلم وده خلاني أتكلم بسرعة خصوصا لو أنا بين ناس كثير ولو قالوا مش فاهمينك أو ضحكوا عليّ أتلجلج أكثر، غير أني إنسانة وحيدة عندي أخ واحد وهو غير مهتم غير بحياته ووالدتي مختلفة معي دائما وأصدقائي قلائل علشان كده دائما بحس بالوحدة .
أرجوك حل لمشكلتي فأنا الآن بعمل في مكان محترم جدا ومشكلتي بتسبب لي إحراج كبير وعرضت على ماما أن اذهب لدكتور أمراض نفسيه لكنها كأغلب الأمهات مقتنعة أن اللي بيروح لدكتور أمراض نفسية فهو مجنون وكمان صعب أروح لوحدي أو بعدم علمهم علشان كده أرجو أنكم تنصحوني بحل غير الذهاب للدكتور، أما آخر طلب ليا بعد أذنكم هو إذا كنت تعرفوا دكاترة في التخاطب يسعدوني على الكلام ببطء أرجو أنكم تحددوا أسماء أو أماكن لأني سألت كثير لكن مفيش حد يعرف وأعتقد أنهم قله في مصر.
شكرا ليكم ولا امتلك غير الدعاء لكم
جعل الله هذا الموقع في ميزان حسناتكم اللهم آمين آمين آمين يا رب العالمين.
27/10/2006
رد المستشار
ابنتي الحبيبة؛
لم يكن تلعثم سيدنا موسى في الكلام عائقا له رغم أن وظيفته كانت الدعوة أي الكلام ثم الكلام ثم الكلام حتى أنه لقب بموسى الكليم!!!
ولم يكن صَمَمُ بيتهوفن عائقا له في بث موسيقاه ليعلم البشر كيف يتذوقون الموسيقى!
ولم يكن كفاف طه حسين عائقا له من أن يؤلف المؤلفات وأن يتعلم ويعلم، فأنت لست موسى عليه السلام ولا بيتهوفن ولا طه حسين حيث لا تشكين تلعثما أو صمما أو كفاف
ورغم أنهم كانوا معاقين بدنيا إلا أنهم كانوا يحملون بين أنفسهم" برءً نفسيا" جعلهم لا يستنكرون على أنفسهم أن يركنوا إلى آخرين لأن لديهم عملا وكفاحا ورسالة يريدون تأديتها.
فالقصة إذن ليست قصة عائق عضوي بقدر ما هي عائق نفسي، وهذا هو الفرق بينك وبينهم-رغم بعد التشبيه من حيث الإعاقة- فما زلت تتخبطين في ردهات الماضي وتستجلبين أسبابا تخطيتها منذ سنوات رغم تكرارها مثل مقاطعة والدتك أو تحرجك من بعض أناس لم يتعلموا بعد الذوق كيف يكون!
أو كونك وحيدة فأي وحدة تتحدثين عنها هل الوحدة وحدة كلام؟! أو قلة عدد الأصدقاء فالوحدة شعور يحياه الإنسان حتى وإن كان بين ملايين البشر فلا تعلقي الوحدة على شماعة سرعة كلامك في الحديث حيث لا يفهمونك لذا فأنت وحيدة!!!
فانهضي وأبصري أن نجاحك مسئوليتك، وهذه المسئولية لها مكونات عديدة آخرها سرعتك في الكلام، ولكن... لكي يرتاح فؤادك سأذكرك بأن الكلام الذي يخرج من أفواهنا ذا ثلاثة أضلاع:
ضلع يتعلق بالمعاني التي تحملها الكلمات التي ننطق بها.
وضلع يتعلق بالأصوات التي تعتبر هيكلا عظميا –مجازا- لكلامنا.
وضلع ثالث وهو الأنغام الموسيقية التي نلبسها لكلامنا المنطوق.
واهتمام الناس بالكلمات أغفلهم عن أهم ضلع وهو موسيقى الكلام –الضلع الثالث- والذي منه يعتدل مسار العبارات ووقعها وسرعتها أيضا، واليك بعض الاقتراحات البسيطة التي تستطيعين أن تبدئيها مع نفسك لو استنفرت همتك
1. أن يسير كلامك مع نبراتك الوجدانية وحالتك الانفعالية التي تشعرين بها في نفسك وتريدين أن توصليها للآخرين.
2. أن تركزي أن يكون هناك صيغة للتعجب، صيغة للترجي،.... الخ.
3. أن يقسم –مثلا – صيغة الأمر بالعبارات القصيرة والمقاطع الحادة وهكذا حسب الصيغ المختلفة.
4. بقدر الإمكان تمرني نفسك أن تكون عباراتك متماسكة غير مفككة .ولا مانع أن تتدربي مع إحدى صديقاتك اللائي يحببنك أو والدتك.
5. أن تتعلمي أن تتنوع موسيقى كلامك مع من يستمع إليك فحديثك مع طفل غير حديثك مع مديرك!!
ويمكن أن تقومي بتدريب نفسك بأن تقرئي كل يوم قراءة جهرية من كتاب أدبي ويفضل أن تكون القصة لأحد المؤلفين الذين يستهوونك وأن تقرئي بأبطأ سرعة ممكنة وإذا استطعت أن تمثلي ما تقرئين يكون أفضل، فلا تتعجلي القراءة فأنت تقرئين لا للوقوف على المعاني أو سياق الأحداث بل تدربين جهاز نطقك على الوسيلة الفعالة للحديث وبمرور الوقت ستتعلمين الضغط على النبرات، وحين تجدين جملة فيها موسيقى كلامية تعجبك كرريها عدة مرات.
فالبدء يكون بالتدريب على موسيقي الكلام ثم يأتي تباعا السرعة المناسبة للحديث وإذا لم تستطيعي استنفار همتك لفعل ما أقترحه عليك فما لك بد من أن تتواصلي مع معالج نفسي حيث ستكون مشكلتك التي تسعين لحلها ولن يخلو جراب قوسك من الأسهم للتصويب على الطريقة الصحيحة في طلب موافقة والدتك على هذا التواصل ولا تنسي أن "من داوم قرع الباب يوشك أن يفتح له"
وأترك العناوين التي تحتاجينها لأستاذي الدكتور وائل أبو هندي
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا وشكرا على ثقتك، الحقيقة أنني لا أعرف أين تقيمين وبالتالي أنصح بأن تزوري أقرب مستشفى جامعي من مكان إقامتك فتعرضي نفسك على طبيب عيادة الطب النفسي وطبيب عيادة الأنف والأذن أو السمعيات والتخاطب إن وجد في تلك الجامعة، وأنصحك كذلك بقراءة ما تأخذك إليه العناوين التالية وما بداخلها من إحالات من على مجانين:
لجلجة في كلامي: هذرمة ثم لجلجة
لعثمة في الكلام
كيف تفهم نفسك؟ مبادئ
كيف تنمي ثقتك بنفسك، م
كيف أبني ثقتي في نفسي؟
الثقة بالنفس: كن واضحا وصريحا ومحددا
الطريق إلى التوكيدية في الإسلام
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.