أمل بلا أمل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لا أدري كيف أبدأ لكني من أربع شهور فكرت أكتب لكم لكن لم أستطع الإقدام على ذلك إلا اليوم ولا أدري إن كنت سأستطيع الإكمال في السرد أم لا فأنا أشعر بضيق شديد لا أستطيع معه الإقدام على فعل أي شيء يتطلب ولو قدر بسيط من المجهود.
تبدأ القصة من أحد الأيام التي لم يطلع لها شمس حيث كان عمري 15 سنة تقريبا حيث وقع تحت يدي أحد الأفلام التي تعرض الممارسات الجنسية الشاذة ومدة الفيلم تقريبا 3 ساعات لكني لم أستطع المشاهدة سوى لمدة ربع الساعة فقط وأحسست بعدها بالذنب الشديد جدا كان هذا في أحد أجازاتي إلى مصر حيث أن أسرتي تعمل بالخارج ثم سافرنا لمقر عمل أبي وحدث في أحد الأيام السوداء أيضا ما لم أرغب أبدا أن يحدث حيث كنت في طريقي للحمام والذي تمر في الطريق إليه بغرفة والدي وسمعت ما لم أرغب في أن أسمعه بين والدي وللأسف قرن عقلي مباشرة بينه وبين ما شاهدت في ذلك الفيلم السيئ وشعرت بصدمة عظيمة ثم ذهبت إلى غرفتي لأكمل مذاكرة.
بعد ذلك وقبل أن أستغرق في النوم كل يوم كنت أسمعهم أيضا ويدور في عقلي أني لا أريد أن أسمع لا أريد أن أسمع وتظل الفكرة تلح على رأسي حتى تكاد تنفجر ويكون الحل الوحيد أن أقوم فعلا من سريري وأذهب لأستمع لما يحدث وأحس بغضب شديد جدا وأفكر في الانتقام.. ممن؟ لا أعرف ولكني وجدت نفسي أعمل شيئا كالعادة السرية.
كنت أثناء هذا الفعل أحتقر نفسي كثيرا ولكني لم أكن أستطع التوقف وامتلأ جسمي بالكدمات وشعرت بأني أرتكب ذنبا عظيما وكنت أدعو ليل نهار أن ينتشلني ربي من هذا الوحل.. ولكن…. ظننت يومها أن أبواب السماء كانت قد أغلقت دون دعوتي خصيصا وظللت في هذا العذاب المستمر 3-4 أشهر كأنها سنوات: تلتقط أذني بعض الهمهمات ثم أقوم وأستمع بالفعل…أغضب….. أنتقم من جسدي.
ولا أعرف ما هو السبب عندها الذي توقفت بسببه هذه الدائرة المهم وقتها كنت تقريبا في غيبوبة بمعنى أني مستيقظة ولكني لم أكن أدري بمن حولي ولا أهتم بهم. بعدها بسنوات قليلة نزلت إلى مصر لألتحق بالجامعة ومضى الأمر كالأتي:
كلما رجعت في أجازة وسط العام أو آخره إلى ذلك المكان أسمع نفس الكلام وأحس أني ضعيفة جدا وهشة جدا ومن الممكن بسهوله أن أرجع لما كنت أفعل فأتعب كثيرا وأرجع إلى مصر لإكمال دراستي. ثم حصلت على مساعدة من الطبيب النفسي في التأمين الصحي الخاص بي وأعطاني ستابلون مرتين في اليوم + سبريلكس مرة واحدة +دوجمتيل مرة أيضا +موتيفال مرة.
وعندما علم أهلي بذلك أصر والدي على رؤية الدواء وقال لي بالحرف: عادي جدا أنتي مجرد واحدة مرفهة ومكتئبة. وطلبت أمي مني في نفس الجلسة أن أذهب للطبيب حالا وأخبره أني أريد أن أوقف الدواء وقال لي الطبيب أن أنتظر قليلا لبعد مرور الامتحانات.
وبعدها سافرت في الأجازة وتعبت ثم رجعت للجامعة ولجأت للطبيب وهكذا أوقف الدواء بعد الامتحانات وأذهب الأجازة وأتعب وارجع فأستشير الطبيب وهكذا وخلال ذلك لم أخبره بالقصة الأصلية أبدا ودائما كنت أروي أشياء أخرى هربا من ذلك.
إلى أجازة منتصف العام الأخيرة حدث ما لم أكن أتوقع….. لاحظت أن ما أستمع إليه في الحقيقة هو مجرد هلاوس وبالطبع كنت أنام في هذه الفترة نوما مضطربا أو لا أنام مطلقا المهم أني قررت إخبار الطبيب بما يؤرقني ولكني حكيت له القصة في عجالة وحذفت أحداثا كثيرة منها وبالطبع التقط الطبيب موضوع الهلوسة وحذف من الروشتة الاكتيفيت والدوجمتيل والليبراكس وبقى الستابلون والتريتيكوو إضافة إليها أبيكسيدون مرتان يوميا وبالطبع عانيت من الأعراض الجانبية للدواء وزاد الطين بلة من رأى حالي وأبدى رأيه (العظيم) في الدواء فقلقت ولم أستطع النوم تماما لمدة 48 ساعة ثم تخلصت من القلق تدريجيا.
بالطبع لم أستطع المداومة على الدواء أكثر من 4 أيام وذهبت للطبيب ولم أجده ثم ذهبت إليه في موعد الاستشارة وقلت له أني لا اسمع أشياء إلا لمدة شهر في السنة وليس منطقيا أن أظل السنة كلها نصف نائمة بسبب هذا الشهر وأن الدواء يعطل حياتي أكثر من المرض!
فأوقف الابيكسيدون وأعطاني بروثاديين 25 ملجم لمدة15 يوم ثم أوقف الدواء وكانت هذه هي آخر مرة أذهب إليه فيها حيث أني أنهيت الجامعة بتفوق وترتيب على دفعتي أيضا. أنا الآن تعبانه جد، خمولة، نومي مضطرب، أعاني من الكوابيس، لم أصفف شعري أو أستحم من شهر، دائما أفكر في إيذاء نفسي وأفكر في طرق الانتحار لكن ما يعطل ذلك هو إيماني العميق بان القبر ليس مكانا للراحة وأن هناك حسابا عظيما ينتظر موتي.
تمر علي أوقات اشعر فيها أني ميتة بالفعل ولكن التنفس مجهود كبير علي وأجلس في ضيق بلا أمل يرجى في الحياة ولا راحة تنتظرني عند الموت. وتعتمد أسرتي على ذلك فلا يهم إن ظللت3 شهور بلا استحمام وإذا كنت لم أرسب حتى الآن، ولن أنتحر، فما هي المشكلة؟!!
أنا لا أريد معرفة ماهية المشكلة فأنا غرقانة فيها بالفعل ولا أريد من أسرتي أن تتفهم فذلك مستحيل بعد كل هذا الوقت، ولكني أريد من سيادتكم تصورا لما يمكن أن أفعله لكي أخرج من هذا الوحل؟
أرجوكم ساعدوني. أرجو حذف بعض التفاصيل تحقيقا للسرية
وجزاكم الله خيرا.
27/10/2006
رد المستشار
صديقتي؛
غرقك في المشكلة لا يعنى أنك ترينها بوضوح..في الحقيقة، يعنى أنك لا ترين شيئا على الإطلاق من الأشياء أو المفاهيم التي قد تساعدك... إن الوحل الذي وقعت فيه بادئ الأمر ما هو إلى فضول طبيعي عن الجنس ولكنك استنكرت أن يكون لك رغبة في معرفة وتجربة شيء يتعلق بالجنس... لقد استنكرت حتى أن يستمتع أبواك بالجنس لدرجة أنك خلقت بعض الهلاوس السمعية Hallucinations، بعد سماعك لوالديك ربما أثناء ممارستهما الجنس أو مجرد حديث عادى بينهما ولكنك أردت وصورت لنفسك أنه الجنس...
والآن دعيني أسألك: إن كان الجنس بهذه البشاعة فلماذا أمتعنا به الله ولماذا جاء كل الأنبياء عن طريقه (حتى عيسى عليه السلام جاء من رحم وفرج مريم عليها السلام)... ليس في الجنس في حد ذاته ما يشين أو ما هو غير نظيف.. في الحقيقة، وإذا فهمنا الجنس كما يجب، فإننا نصل إلى أن الجنس بين البشر في الحلال هو علاقة روحية قبل أن تكون جسدية لأنه، إذا مورس الجنس كما يجب أو كما هو مأمول فيه بين البشر، فإنه سيكون تعبيرا عن حب عميق ورغبة في الاستمتاع مع المحبوب وبالمحبوب... وقد يفسر هذا ما أطلقه الغرب على الجنس في مصطلح "صناعة الحب" أو "فعل الحب" making love في الستينات من القرن الماضي ولكنهم الآن بدؤوا يفهمون أن الحب هو الذي يتسبب في الجنس الممتع وليس العكس.
أما الممارسات الشاذة فهي وسيلة لاستغلال رغبة البشر الطبيعية في مشاهدة كل ما هو غريب وجديد للحصول على معلومات أكثر، وفضول البشر الطبيعي وفضولهم الزائد فيما هم فيه مبلبلون ومحتارون وراغبون ومنه خائفون.. هذا اللغز اللذيذ المخيف.... الجنس.
إن الله قد قال لنا أنه يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر.. وفى رأيي، فقد حرم الله الزنا لأنه جنس بدون حب، جنس حيواني بدون التزام واحترام وحميمية حقيقية... الله لم يحرم الجنس أو الشعور بالرغبة فيه ولكنه حرم الزنا أو إطاعة الرغبة العمياء فيه... أما من ناحية العادة السرية، فقد اختلف العلماء والمفكرون فيما إذا كان حراما أم مكروها أم حلالا... وأنا لن أشجع الانغماس فيها ولكن يجب أن أقول وبحيادية شديدة أن ليس هناك ضرر منها في الإنسان الطبيعي الذي يمارس إمتاع نفسه أو نفسها من حين لآخر لكسر حدة الشهوة الغريزية والتي هي في الحقيقة رغبة في الحب.
لماذا لا تسلمين بأن الجنس ليس وحلا وليس حراما في المطلق وأن فضولك ورغبتك في معرفة المزيد كان وما يزال شيئا طبيعيا وصحيا؟؟؟
لماذا تعاقبين نفسك وجسدك على شيء أعطاه لك الله لتستمتعي به؟؟؟
هذا هو الموضوع الرئيسي وهذه هي الأفكار التي يجب تعديلها ومناقشتها مع معالجك أو معالجتك... الحل ليس في الدواء وليس في الاكتئاب (معاقبة نفسك وجسدك) وإنما في الاعتدال في الأفكار والأفعال.... ليس هناك دواء كيميائي لهذا وإنما الدواء في أن نغير ما بأنفسنا من مفاهيم وأفعال مريضة.
واقرئي من على مجانين:
اعترافات مجنون : أقوى من الفصام !
اعترافات مجنون: فصام وجداني متابعة
تعتعة نفسية: عندك فصام يعني إيه؟
تعتعة نفسية: عندك فصام يعني إيه؟2
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
ويتبع : أمل بالله نعم الأمل م