عجزت عن الإجابة ..!
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا صاحبة مشكلة بعنوان "عجزت عن الإجابة" حسب ما أظن أنني سميتها، إذ أنني أرسلتها منذ أكثر من 5 شهور ولم يتم الرد عليها حتى الآن!! وما أستغربه حقا أن أجد مشكلات يتم الرد عليها في نفس الشهر فماذا عن مشكلتي؟؟ هل تراها لا تستحق الرد عليها أم أنه لا يوجد لها حل؟؟
وعلى العموم أنا سأفترض أنها تاهت أو ضاعت بين الأوراق لعلمي بالكم الهائل من الاستشارات التي تصلكم أسبوعيا فربما ضاعت من دون قصد وها أنا ذا أعيد كتابتها نصا مرة أخرى لأنني أحتاج رأيكم جدا جدا وكنت أحتاجه في أسرع وقت ولكنكم تأخرتم علي جدا أيضاً ،كنت سأؤثر الصمت ،لكنني راجعت نفسي وقررت أن أعيد التأكيد على طلبي وحاجتي الشديدة للاستشارة والعون منكم، لأنني فعلا متعبة فوق ما تتصورن والأفكار أكلت عقلي والحيرة نهشت حياتي وصبغتها بلون السواد القاتم /أسال الله لكم التوفيق.................... هذا هو نص المشكلة:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...... أما بعد
أود أن أحكي قصة..... أو بمعنى أصح مشكلة لم أتخيل يوماً أن أتعرض لها أو أن أواجه مثلها في حياتي قط، ظننتها كابوس من الكوابيس المزعجة التي يمكن أن تنتهي بمجرد أن أصحو من النوم ولكن للأسف هيهات لي ذلك..... لن أطيل في مقدمات أدبية وسأسرد لكم الحكاية بعد أن ضاقت بي الدنيا وذبلت أيامي واجتمع الحزن والألم في قلبي فقررت أن ألجأ إليكم رغم أنني كنت مترددة وخائفة من ذلك وأعلم السبب لأنني أخشى أن تقولوا لي ما لا أتمناه أو أرجوه.
أنا فتاة فلسطينية شارفت أن أتم العشرين عاماً، أعيش في أحدى دول الخليج، سافرت لأدرس في فلسطين بعد أن تم بحمد الله قبولي في الجامعة، كنت من النوعية التي كل شغلها الشاغل الدراسة وحسب وكنت متفوقة جداً طموحة جداً لا أقبل بأقل من الأول أو الأفضل..... حتى بالنسبة لموضوع الزواج كنت أقول للجميع أنني لن أتزوج حتى أحصل على دكتوراه في الطب!!
ولم يكن يهمني أو أفكر أو حتى أتمنى أن أتعرف على شباب أو أحب شخصاً ما في هذه السن، كل تركيزي على التفوق والدراسة وحسب وأن أكون متميزة في كل شيء خصوصاً في الطاعة ونفع الأمة بعملي والنجاح في الحياة والعمل والأسرة ووو... الخ...... لا أنكر أنني كنت أسعد عندما ينظر أحدهم إلى فأشعر بالاهتمام وأنني مرغوبة لكن ذلك لم يكن يأخذ أي حيز من تفكيري فهي لحظات عابرة فقط.
المهم ذات مرة كنت أتحدث مع عائلة عمتي التي تعيش في أحدى دول شمال أفريقيا (العربية طبعا) عن طريق التشات، تكلمت لأول مرة في حياتي معه، لم أكن أعرفه ولا هو يعرفني ولكن كنت شاهدت له صورة عندنا وعرفت أنه أبن عمتي لا أكثر، ومن هنا بدأت الحكاية.... أردت التحدث معه كأي أقارب يتعارفون لأول مرة ولم يكن في نيتي ولا نيته أي مقصد غير هذا وربنا يشهد على هذا....
شعرت بشيء غريب يحيك في صدري وأنا أتحدث معه وأقرأ كلماته، لا أنكر أن طريقة تفكيره وآراءه أعجبتني.... تكلمنا ووجدت نفسي أتكلم وأخبره بأشياء لم أخبرها لأحد من قبل من مكنونات نفسي، انتهى الحوار رغم أنني شعرت أنني لا أريده أن ينتهي..... شعرت بسعادة كبيرة دون أن أحدد سببها، لن أطيل في هذا المشهد....... المهم بعدها أحسست بأنني أغضبت الله وتكلمت مع شاب في خلوة وقد كنت على درجة عالية من أيمانياتي بعد انتهاء رمضان الماضي وقررت أن أثبت على طاعته وأحرص على جعل أرضائه أعلى أهدافي، أرسلت له بعدها رسالة أخبرته فيها بهذا وأن غرضي الجنة ومرافقة الرسول ووو... ولذلك فإنني لن أقبل أن أكلمه أو أتحدث معه وأعربت عن استغرابي من طلبه مني أنه إذا تعرضت لموقف أو مشكلة أن أخبره حتى يقف بجانبي ويقدم لي النصح ويساعدني......
خفت ووجهت له تساؤلي عن سبب اهتمامه وماذا يريد مني وقلت له لن أتكلم مع شاب غريب لأنني بذلك أخون أهلي وأغضب ربي ووو.... وقلت له أنني لن أتكلم معه أبداً بعد الآن وعاهدت الله على ذلك..... وجدته منبهراً من أنني أفكر بهذه الطريقة وأنني على هذه الدرجة من التدين والإيمان والوعي رغم صغر سني وقال أنه لأول مرة في حياته ينصدم هكذا ويشعر أنه كالطفل الصغير ولا يفهم شيء في الحياة........(للعلم هو يكبرني ب7 سنوات)، بعدها لما قرأت هذه الرسالة لم أصدق أن يقول أحد عني ذلك ويمتدحني بهذه الصفات العظيمة...... وأقول في نفسي أنا؟؟ من أنا؟؟
من أنا حتى ينبهر بي أحد أو يعجب بي لدرجة أنه لم ير في حياته قط مثلي!! بكيت وضحكت في الوقت ذاته من شدة فرحي ،ومن بعدها بدأت المراسلات بيننا وتدريجياً بدأ قلبي يدق لأول مرة بما يسمونه "الحب"...... هذه الكلمة التي كنت بقدر حبي لها أخشاها جداً.... لقد قرأت من القصص والمشكلات على موقعكم وموقع إسلام أون لاين الكثير الكثير عنه ومنه وبسببه ووو.... ورغم أنني أحببت قبل ذلك (رغم أنني لا أود تسميته حب بل مجرد أعجاب أو بمعنى أصح ميل فطري للجنس الأخر) عدة أشخاص، أخرهم كان أحد الأقارب أيضا إلا أنه صدمني بإهماله لي ولا مبالاته بعد أن كنت أشعر باهتمامه ولو بشكل غير مباشر.....
المهم كلهم كنت رغم ميلي القلبي أرفضهم عقلياً ولم أكن مقتنعة بأي منهم (مع العلم أنني لا أكلم أحدهم بشكل خاص أبداً... تستطيعون القول أنه ميل من طرف واحد)، لكن ماذا عن هذا؟؟ أعلم أنه إنترنت وقرأت تجارب عديدة على الموقع بخصوص حب الإنترنت والتشات ومدى التدليس والكذب فيه، لكن كنت أخبر نفسي ولكنه أبن عمتي!! لا يمكن أن يكذب أو يؤذيني وإلا سأفضحه مثلاً كمان أنني أعرف أخته (تعيش في فلسطين) وهم على قدر عال من الأخلاق، أضف إلى ذلك حب عمتي الشديد لوالدي رحمه الله (توفي منذ 5 سنوات) وبالتالي حبها الكبير لنا.
استمرت المراسلات بيننا قرابة 3 شهور أو 4 متقطعة، كنت خلالها أذكر نفسي وأشعر بغصة أنني أفعل شي يغضب الله ومن دون أخبار أهلي وكنت أبكي حرقة أحيانا كثيرة، وأنه رغم نشوة وسعادة الحب والذي لم أحلم به كنت أحس بألم وكأن شيء ينقصني يزيل كل تلك البهجة، لذلك كنت أحيانا كثيرة أقول له أن نتوقف وننتظر حتى يستطيع أن يخطبني وفعلاً كنت أنقطع فترة لكنني كنت أعود مرة أخرى وبقوة أكبر وتدفق أكبر في المشاعر فأجدها تزداد قوة ويزداد تعلقي به، كلمني عن حياته وظروفه، أنقطع عن الدراسة فترة من الزمن بسبب حبه للعمل ورغبته في تكوين نفسه وتحقيق طموحه المهني مما جعله يترك الدراسة وينخرط في العمل أكثر وأكثر لكنه ولله الحمد منذ 3 شهور أتم دراسته وتخرج (وهو يعمل في غير مجال دراسته لأن الأولوية للمواطنين وليس الأجانب)...
كنا منذ البداية ننوي الحلال وهو أخبرني أنه يريدني زوجة لا غير وأنه سيتقدم لي وأنه يحبني وأنه متى خرج تصريح الزيارة له ليدخل فلسطين سيسافر ويخطبني (هم نازحون ولا يدخلون فلسطين إلا بتصريح)، رغم صعوبة حدوث هذا الأمر (إذ لا أحد يستطيع أن يضمن أو يتوقع ما سيفعله اليهود بين عشية وضحاها!!) لكنني وهو تشبثنا بهذا الأمل عل لقاءنا يتم ويصبح الحلم حقيقة، صحيح أنه رآني ورأيته من خلال الصور أو عن طريق التشات لكنني كنت على يقين أن هذا لا يكفي وأن هذا التعارف هش وأنه يجب علينا خلال الخطبة أن نتعارف ومن خلالها سنقرر هل سنكمل أم لا وهو وافقني على هذا لأنني من خلال قراءتي عرفت أنه تعارف غير حقيقي، أي أنه دون تعرف على السلوك ولا تواصل فيه بين البشر الحقيقيين.... أنا كنت مدركة ذلك جيداً واتفقت أنا وهو على ذلك، أردنا أن نتقابل وحسب ونكون مخطوبين ومن ثم نفعل كل اللازم.
لكن الصدمة الكبرى كانت طلب أهلي أن أعود إلى البلد الذي نعيش فيه لقبول منحة من الجامعة للدراسة مجانا هناك وبالطبع لم أجد بداً من الموافقة من باب التوفير ومن باب أن أعود للعيش وسط عائلتي فيجتمع شملنا، رغم أن الكلية كان مستواها أقل من كليتي التي كنت أدرس بها (كما يسمونها ليست كلية قمة!!) لكنني استخرت وتوكلت على الله، قبل سفري أخبرت أمي بقصتي مع هذا الشاب فصدمت جداً وقالت لي أنسي الموضوع الآن واقطعي اتصالك به تماماً حتى نرى ماذا سنفعل، لذلك اضطررت أن أنقطع عن حبيبي لفترة، وقاومت وحاولت الصمود لكنني لم أستطع الاستمرار فكلمته من جديد من بلد أقامتي وأخبرته أنه يجب أن يخبر أمي ويفاتحها في موضوعي، ولله الحمد الشاب لم يكن يلهو بي وكان صادقاً فعلاً واحترم حبه لي فكان يبغي الحلال، كلم والديه وفعلاً اتصلا بوالدتي وطلباني رسمياً منها (رغم أنني لم أتوقع أن يكون ذلك بهذه السرعة)....
طرت من الفرح وأنا أجده رجلاً كما حسبته وأنه إذا وعد صدق في وعده.... لكن أمي للأسف رفضت (بعد أسبوع تقريباً من تلك المكالمة أي بعد تفكير)وصدمتني وصدمته كذلك وقالت لي إياك أن تفتحي الموضوع أو تحاولي الاتصال به، لقد انتهى كل شيء وعليك أن تنسي.
الآن هاهي القصة واليكم لأوضح لكم الأمور:
- لقد أحببت فيه فكره، شعرت أنه متفتح ولديه من الثقافة والخبرة في الحياة ما يفوقني بكثير، أدركت من خلاله أن الحياة ليست الكتب والكراسات والدرجات وأنني رغم تفوقي لم أتعلم شيئاً في مدرسة الحياة!! أعجبني تدينه وأنا أجده يحثني على القيام والمداومة على تلاوة القرآن والدعاء في الصلاة ووو...... أعلم أن هذا ليس مقياس تدين لأنني لمست في كلامه حرصه على الطاعة وأنني وإياه متقاربان في التدين ويمكن أن نتعاون على طاعة الله أن يسر الله زواجنا، أنا أعينه حين يسهو وهو يعينني حين أسهو.
- أيضاً رأيته يحترمني ويستمع لي دوماً، وماذا أريد أنا غير رجل يقدر زوجته ويحترم قدسية الحياة الزوجية، لا يراني مجرد امرأة تسهر على راحته وتلبي طلباته، يتزوجها لتريحه!! استشففت من خلال الحوارات التي دارت بيننا أنه يحترم مشاعري ويقدر رأيي ويستشيرني، يرى في الحوار الهادئ خير وسيلة للتفاهم.
- وجدته واثق من نفسه جداً (بعكسي أنا) وقوي، عصامي يريد أن يبني نفسه بنفسه ويبحث دوما عن الاستقلالية منذ صغره لذلك كان يعمل ويدرس معاً حتى وضع تركيزه في العمل.
- شعرت أيضاً أن إحساسه عالي، فهو حنون جداً جدا ًورقيق المشاعر مرهف الحس ومن خلال كلامه عرفت أنه خيالي ويحب أن يتخيل الأشياء ،يحب الطبيعة ويستمتع بجمالها وبصراحة استغربت أن يجمع رجل بين قوة الشخصية والثقة والصلابة مع الناس (في ظاهره) وبين الرقة والرومانسية والحنان والدفء في العواطف بهذا الشكل من داخله!!
- أيضاً أحسست أنه قادر على حمايتي ومستعد أن يتحمل مسؤوليتي كاملة ويعتني بي ويكون نعم القوام والسند لي، ولا يخفى عليكم يا سادة أن أهم شيء أن تشعر المرأة بالأمان والاطمئنان بمن تريد الارتباط به أليس كذلك؟؟
- أعلم ما ستقولونه أيها الأساتذة الكرام....... هذا ما أخبرك هو عن نفسه فما دليلك على صحة ما قال وما فهمت وأحسست وأنه فعلاً بهذه الصفات يا أبنتي؟؟ سأرد: لا دليل عندي، لكن ردي هو، أذن فلماذا نريد أن نخطب، أليس لأتأكد من كل هذا وأكثر وأفهم طباعه ويعرفني وأعرفه...... لكن لا يوجد أحد قبل الخطوبة يعرف الأخر تماماً، تكفي أمور مبدئية تدفعه للتقدم ليخطب فلانة أو لتقبل بخطوبة فلان وأنا أجد هذا الشرط متوفراً هنا!! وأنا أخبرته لو لم نتوافق أو اكتشفنا عدم تقاربنا يمكننا أن نفسخ الخطوبة وكل منا في طريق!!
الأمر الآخر وهو أسباب أمي للرفض وهي كثيرة جداُ:
الأول/ هو أنها لا تريد أن أبتعد عنها وأنا أبنتها الوحيدة ولدي 4 أخوة (أحدهم مصاب بالتوحد) خاصة وأنني إذا سافرت لن أستطيع السفر إليهم وهو يصعب عليهم جداً السفر إلي (إن لم يكن مستحيلاً)ولا يمكن أن نلتقي إلا في فلسطين وهذا لن يكون ممكناً دوماً لصعوبة سفر زوجي معي الا لو سافرت وحدي إلى هناك وأيضاً سيكون بصعوبة أيضاً (أي ربما لن أستطيع رؤية أهلي ثانية)، فتقول لي وكيف أتركك تواجهين مصيرك وحدك؟؟ وماذا لو احتجت شيئاً أو حصلت مشكلة مع زوجك ونحن لسنا معك؟؟ وأنا أريد أن أسعد بك وأرى أبناءك!!
الثاني/ هو دراستي، تقول لي :أنت لازلت سنة أولى جامعة ويلزمك 4-5 سنوات لتنهي الدراسة فهل ستظلون مخطوبين 5 سنوات؟؟ وهل سيقبل أهله بذلك حتى لو قبل هو (فأبواه يريدان أن يتزوج مبكراً لحبهما الشديد له فهو أصغر أخوته وله أخ و3 أخوات) ؟؟ وأنا لن أقبل بأي حال أن تتزوجي وأنت تدرسين لأني واثقة أنك لن تكملي مع أعباء الزواج ، لو كنت بقربي لكنت ساعدتك لكن وأنت وحدك من سيساعدك!!
الثالث/ هو كيف سنسأل عنه ونتأكد من أخلاقه وهو في بلد ونحن في بلد ولا نعرف أحداً في تلك البلد التي يعيشون فيها؟؟
الرابع/ هو صلة القرابة بيني وبينه فوالده يكون أبن عم والدتي، أي قرابتنا من الأب والأم، وأمي تقول أن في فرع والده ظهرت أمراض في العائلة فتقول لي وماذا لو تسبب زواجكما في أنجاب أبناء معاقين لا سمح الله بسبب القرابة؟!
الخامس/ هو سكنه فنحن سنسكن في شقة فوق شقة عمتي وأخوه وزوجته يسكنون أمامنا في نفس الطابق فأمي تقول لي: يعني سيكون عليك أمه وأخواته الاثنتين(غير متزوجات) وزوجة أخيه!! وأنت أصغرهم وسيضايقونك ويتعبونك ومهما كانت استقلاليته وحرصه عليها (كما أخبرني) فلن يستطيع منع إيذائهن لك ولو بالكلام أو التدخل في حياتك!!
السادس/ تقول كيف سيراك يا أبنتي؟؟ إذا كان لا يستطيع السفر إلى فلسطين ولا القدوم إلينا هنا، هل ستخطبان على الورق؟! وعلى فرض أنه أستطاع ،هل ستريان بعضكما شهرا من كل سنة من سنوات الخطوبة؟؟ وماذا عن ظروف عمله هل ستسنح له الفرصة أن يسافر كل عام وهل إمكاناته المادية تسمح بذلك؟! (وأنا بصراحة حسبما أخبرني أنه بالفعل لا توجد أمكانية أن أسافر إلى أهلي كل عام لأن مادياته رغم أنها جيدة لكنها لا تصل إلى درجة السفر سنوياً وأخبرني أنه ربما يستطيع ذلك كل 10 أعوام على الأقل!!)
السابع/ أمي تقول أن مشاعري هذه ليست حقيقية وإن هذا مجرد تعلق باعتباره أول شخص يعبر عن حبه لي وأنه لا يلبث أن يزول عندما أكبر وأنضج!! بالإضافة إلى أن أمي تقول أنني لم أعرفه وأن الإنترنت ليس تعارف رغم أنني وهو اتفقنا على صفة الصدق كأساس في تعاملنا فترد أمي وما يدريك أو يجعلك واثقة هكذا؟؟
الثامن/ على فرض أنه وافق وأهله على انتظار 4 سنوات ، هل تضمنين أن شيئاً لن يحصل ماذا لو صارت ظروف فلم تستطيعا أن تتزوجا؟؟ ستكونين بذلك ظلمته بانتظارك وبدون فائدة!!
التاسع/ وكيف أتركك تسافرين لبلد لا نعلم عنها شيئاً ولا نعرف فيها أحداً ونحن أيضاً لا نعرف عن مستواهم المعيشي شيئاً؟! أليس من حقي على الأقل أن أطمئن كيف ستعيشين؟!!
أعلم أن كلام أمي مقنع ولكنني أحبه جداً وهو كذلك، ونبغي الحلال..... ألم يقل الرسول الكريم (لا أرى للمتحابين غير النكاح)؟؟
أعلم أن ظروفه صعبة وغير مناسبة وأعلم مدى المشقة التي سأعانيها لو سافرت ولست واثقة تماماً بقدرتي على التحمل والصبر فأنا الفتاة المدللة الموفر لها كل شيء ولا تقوم بأي من أعمال المنزل فهي تعيش في الخليج!! لكنه شخصية مذهلة وأي فتاة في الدنيا تتمنى أن ترتبط بإنسان يحبها ويخاف عليها ويريد أن يحتويها ويحميها بكل قوته/ حبي له يدفعني أن أتحمل وأصبر وأن أفعل أي شيء على أن نفترق......... وحين أحس بمدى المسؤولية والأعباء التي ستلقى علي عاتقي بهذا الزواج أقول في نفسي أن الحياة لا طعم لها أن لم نكافح ونتعب، وطالما أنني وإياه سنتعاون لمواجهة مشاقها فلا خوف علي فمع الوقت سيشتد عودي وأصبح قوية!! فما رأيكم بهذه الأفكار؟؟
وكانت ردودي على أمي من خلال بعض تفاهماتي معه عن بعض الأمور كالتالي:-
بالنسبة لموضوع السفر أخبرني أنه يستطيع أن يحضرني إلى بلده بحكم معارفه الكثر لحل مشكلة مكان اللقاء (ولكنني لا أخفيكم سرا أنه لا يستطيع إلا أن يحضرني أنا فقط وأما بقية أهلي فهو لا يستطيع!!)
أما بالنسبة لموضوع الدراسة فقد أقترح علي أن أدرس عامين عن أهلي وعامان آخران بعد الزواج وبهذا نقلل فترة الخطبة قليلاً وأكون مهيأة للزواج وكذلك يكون قد أرضى أهله ولو نسبياً لكنني أخشى أنني لن أستطيع التوفيق بين دراستي ومسؤولياتي كزوجة خاصة لو كانت الكلية علمية كالهندسة أو الطب فهي كليات تحتاج لتفرغ!! أما بالنسبة لأهله فهم يحبونني جداً ولا أعرف لماذا أمي تصر على أن أخواته سيضايقنني، تقول لي: النفوس تتغير والغيرة منك - لأنك متزوجة وسعيدة وهن لا- تعمي القلوب!! فهل هذا صحيح؟؟ وتقول لي أيضا حتى لو كانت أمه تحبك سوف تغار عليه فهو أبنها الأصغر وسوف تضايقك وتتدخل في حياتك!!
أما بالنسبة لزوجة أخيه فهو يخبرني أنها لن تتجرأ على أن تضايقني لأنها تخشاه جداً وأنني يمكن أن أقطع عليها ذلك بسد منافذ الحوار بيننا أو الحديث المطول.
أما بالنسبة لموضوع القرابة ففكرت ماذا لو قمت أنا وهو بفحوص قبل الزواج.... ألن يحل هذه المشكلة؟؟ أفيدوني رعاكم الله في أمر هذه الفحوصات.
بالنسبة لمشاعري فأنا أشعر أنها حقيقية، لأنها تختلف تماماً عما كنت أشعر به تجاه من أعجبت بهم من قبل فما رأيكم أنتم؟؟
حين أخبر أمي عن صفاته وأخلاقه ورجولته تقول لي: أنا لم أشكك في أخلاقه ولم أتكلم عنه بسوء لكنني أرى أنه عندما يتقدم شخص للزواج فإنني أراه من كل جوانبه (أهله وإمكانياته وظروفه وحياته وأخلاقه وكل شيء) هل هو مناسب أم لا فلا أستطيع أن أنظر إلى أخلاقه وأوافق وظروفه لا تناسبنا؟!
لكنني أقول في ذهني إذا كان ما تقوله أمي صحيح فما معنى حديث الرسول الكريم [إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه]؟؟ وأين الظروف هنا؟؟ هل قال [وظروفه جيدة]؟؟
وهل هو مسئول عن هذه الظروف؟؟ ولماذا يُرفض من أجلها وهو لا ذنب له فيها إلا أنه "فلسطيني لاجئ"!! لماذا يفرق بيننا من أجل ظروف؟! وهل الظروف تحكمنا فعلاً؟؟ أذن فما معنى ما يقوله رواد التنمية البشرية من أن الإنسان هو من يتحكم بالظروف وليس العكس إذ لا يجوز أن يلقى اللوم على ظروفه!!
أنا في حيرة لا يعلم بها إلا الله، أأصدق أن مشاعري وهم وأنسى كل ما دار بيننا وأطوي هذه الصفحة؟؟
هل أترك إنسان يحبني بصدق ويريد أن يسعدني بكل ما يستطيع؟؟ وهل أضمن أنا أن أجد غيره يحبني بهذا القدر؟؟ وأنتم تعلمون العنوسة في ازدياد والبنات كما يقول المصريون (على قفا من يشيل!!) هل أترك من شعرت أنه "رجل" أحلامي ولن أقول "فتى" لأن ما أعجبني فيه هو رجولته وقدرته على تحمل المسؤولية ولا أجد أقوى دليلاً من مسؤوليته تجاه حبه بطلبه الزواج بي من أهلي!!
هل ما أشعر به حقاً وهم وليس حباً حقيقياً؟؟ هل بزواجي به أكون جنيت على نفسي بتضحيتي بكل شيء وقبولي بالزواج في ظل هذه الظروف "الغير طبيعية"؟! أحيانا أقول في نفسي "الطموحة زيادة عن اللزوم" وماذا لو وجدت من هو أكثر منه تديناً ولديه شهادة عالية وعنده رقي أكبر وفي نفس بلد الإقامة؟؟ ولكنني أعاود وأقول ولماذا أنتظر أن يأتي من هو أفضل منه وأنا لست على درجة عالية من التدين أو لدي من الصفات الرائعة الكثير حتى أطلب من هو عالي التدين!! فلأختر ما يقاربني وما هو بين يدي ويناسبني وليس من هو أعلى!! هل فعلاً سبب حبي له هو ضعف ثقتي بنفسي، أو حبه هو لي؟؟
هل أكون بموافقتي على الخطبة وإصراري على إنهاء الدراسة قبل الزواج (رغم أنني أميل إلى إنهاء الدراسة قبل الزواج لكنني لا أنكر عدم قدرتي على الصبر على انتظار كل هذه المدة بعيدة عنه!!) ظلمته وحرمت أهله أن يروا أولاده مبكراً؟؟ هل أكون بموافقتي قد تسببت في أذية نفسي وأندم عمري كله لو أنجبت أبناً معاق (وأنا من خلال معايشة أخي أعرف جيداً ما معنى وجود معاق في البيت!!).
وماذا لو تعبت أمي في أخر عمرها وهي مريضة بالسكر، من سيرعاها غيري وقد ذهب كل واحد من أخوتي ليعيش حياته وله بيته وأولاده؟ وأنا أبنتها الوحيدة!! أليس من باب البر أن أكون معها وبجوارها بعد أن ضحت منذ وفاة والدي رحمه الله من أجل؟؟ وماذا سيحدث لأخي المعاق لو حدث شيء لأمي (حفظها الله) لا سمح الله وأنا بعيدة عنهما؟! كيف سأكون معها؟؟ أليس من حقها أن تفرح بأولادي وأشعرها بالسعادة بعد همها كل هذه السنين؟! هل أضحي بمن أحب من أجلها كي أكون بقربها؟؟ هل لو تزوجنا حقاً سيكون الله راض عنا ونحن قد بدأنا الأمر بمعصية؟؟ هل بركة الله ورضاه ستزول من بيتي وأنا التي أريد أن أبني بيتي معه على طاعة الله وأن ننجب أبناء يحبون الله ورسوله؟! هل التوبة كافية لتزيل هذه المعصية أم هو صحيح كما يقال (ما بني على باطل فهو باطل)؟
هل سأكون ممن قال الله تعالى فيهم (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوانٍ خيرُ أم من أسس بنيانه على شفا جرفٍ هارٍ فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين[109] التوبة )؟؟
هل سأبعث يوم القيامة وقد كتب على جبيني وجبينه "خانت أهلها أو أبوها"!! وأنا التي أتمنى أن نشرب من حوض النبي معاً يدانا بأيدي بعضنا ونخبره نحن يا رسول الله حرصنا على أحياء سنتك في بيتنا؟؟ هل هو متدين حقاً ما ظننت؟؟ وكيف للمتدين أن يكلم فتاة خلوة هكذا ويعبر لها عن حبه صراحة دون أن يشعر أنه مخطئ؟؟ ثم أعود وأقول ولماذا لا تقولين هذا لنفسك وأنت تصفين نفسك بالمتدينة؟؟ فهل هذه من صفات النفاق؟؟ فأقول كل ما يتعلق بالتدين وأنا مقتنعة به وبصحته وأنا لا أطبق منه إلا القليل؟؟ أشيروا علي، يكاد رأسي ينفجر...... هل وهل وهل وهل، ماذا أفعل وأجد لأول مرة صراع محتدم بين عقلي وقلبي اللذان لم أعهد عليهما الاختلاف والتصارع؟؟ ولا أستطيع حتى إرضاءهما معا وكيف أختار بين أمي وحبيبي وكلاهما أحبه وأرجو قربه؟؟
الحيرة تنهش قلبي وتدمر تفكيري وأنا كلما قررت شيئاً أخاف وأتراجع خشية أن أندم بعدها وكما تعلمون فإن قراري هذا يحدد مصير حياة أبدية سأختارها.... هل أنتظر وأترك الأمر للظروف طالما أنه لازال مبكراً؟! لكن ماذا عنه وهو الذي ينتظر مني رداً عليه، أأتركه ينتظر وإحساسي بالذنب تجاهه يعذبني؟؟.... تركته يحبني ثم أقول له عفواً أنا مخطئة في مشاعري.. لا أحبك!!
على فرض لو كانت مشاعري مشاعر مراهقة كما تقول أمي وأخي /أو أقول له أنا آسفة لا أستطيع أن أتزوج بك فأمي غير موافقة!!..... ماذا أفعل؟؟ / حين أفكر أنني سأبتعد عنه وأن النهاية هي الفراق أحس أن قلبي يتمزق، لا أكاد أتوقف عن البكاء وأما حين أتخيل ولو للحظة أنه يمكن أن يكون لأخرى أجن وأحس أنني سأموت كمدا وحسرة!!، لكنني في الوقت ذاته حين أتخيل أنني سأعيش بوضع مأساوي (كما صورته أمي لي) أقول كيف أقبل؟؟ وماذا سيحل بي؟؟
أشعر بالحيرة........ وأخشى كل الخشية أن تؤيدوا رأي أمي فتضيع أحلامي أنا وهذا الشاب ونحن نعاني لوعة الفراق.... هل تعلمون أنني لا أتخيل أن يمسني أحد غيره؟؟ أنظر في وجوه شباب الجامعة فأجده فيهم، هل يعقل أن يكون تعلقاً مرضياً بسبب وفاة والدي؟؟ أم لأنني وجدت فيه حضناً أبث له همي وأفضي إليه بسري؟؟ أمي تقول أنني لازلت صغيرة ولا قدرة لي على الاختيار فهل هذا صحيح؟؟ هل المشكلة لا تزيد عن فراغ عاطفي لدي وضعف الثقة بالنفس أو ربما حاجة لتفريغ الطاقات المكبوتة؟؟ أم هو انعدام الهدف والرؤية الذي جعل من هذا الموضوع يأخذ كل تفكيري؟؟
هل أقاوم وأدافع عن حبي طالما أنني وهو متفقان؟؟ أم أرضخ لإرادة أمي وقرارها....... صدقوني لا أستطيع الابتعاد عنه حاولت وحاولت لكنني لا أستطيع وهو يتعذب وأنا كذلك فما الحل؟؟ لا تقسوا علي أرجوكم فكل أهلي حتى أخوتي يرفضون، ويقولون لي عن حبي [هذا كلام فارغ و" لعب أطفال" ]... أريد أن أستخدم كل الطرق الممكنة حتى أجعل أمي توافق فكيف أقنعها؟؟ وكيف أواجه كل هذه العقبات الصعبة!! هل هي صعبة حقاً أم نحن من نجعلها كذلك؟؟ أرجو أن أكون وفقت في إيضاح مشكلتي وأتمنى أن تردوا علي في أسرع وقت لأنني لا أستطيع المذاكرة وطوال الوقت أفكر حتى لا يكاد يغيب عن ذهني لحظة.
ملاحظة (أمي تقول أنها مرتاحة بقرارها هذا وتقول قمت بالاستخارة ودرست كل الجوانب وإن قرارها هذا هو قدر الله وأنه أراد أن نبتعد فهل هذا صحيح؟؟ هل أرضى وأقول هذا قضاء الله وأصبر وأستسلم؟! أنا كذلك صليت استخارة ولكن لم أشعر بشيء يرشدني للقرار، كل ما كنت أشعر به بعد لحظات أو بضع ساعات منها هو أنني أحبه وأحس ذلك في قلبي!!)
مع العلم أنني بين فترة وأخرى أتصل به بعد أن يغلبني قلبي وأضعف بسبب اشتياقي له فلا أطيق بعده، فلا أرتاح حتى أسمع صوته ولو بدون أن أكلمه بسبب عهدي لأمي ولكن أحيانا أكلمه دقائق معدودة عبر الهاتف لأطمئن عليه، أو أبكي له على الهاتف وأساله ماذا سنفعل؟؟ ولكن كلما أتذكر أن هذا حرام أخاف واستغفر على أمل ألا أعاود ذلك، لكن والله أنا لا أريد ذلك، أريد أن أكلمه أمام الجميع وعلناً وأن أفخر بهذا وأحس بسعادتي ورضا كل من حولي بذلك لأني لا أخشى من حبي له فهذا حقي وحقه وليس حراماً طالما نيتنا خير ونهايته زواج...
أليس كذلك؟؟ أخبروني؟؟ أليس من حقي أن أحب وأحَبّ مثل كل الفتيات؟؟ أليس لي قلب ومشاعر؟؟ أين أذهب بها؟؟ أنا لا أبرر خطأي فأنا أعلم أنني أخطأت لكن كان هدفنا من التشات هو أن نعرف بعضنا قليلاً ونتأكد من مشاعرنا.. والله كانت نيتي ذلك لما أخبرني أنه يريدني زوجة... صدقوني، أمي حين تراني أسرح به أو أفكر فيه حزينة تنظر إلي نظرة ضيق وتقول لي وكأنها لا تحس بي: إلى متى ستظلين هكذا؟؟ وحين أخبرها أنني مكتئبة أو متألمة ترد علي: أنت وضعت نفسك في هذا الإطار ولا تريدين الخروج منه وتبحثين عن الحزن وتغلقين أذنيك ولا تريدين أن تريحي نفسك!! هل هذا صحيح؟؟
أشكر لكم رحابة صدركم وأعلم أنني أطلت جداً جداً جداً لكنني كنت أحاول أن أخبركم بكل شيء علكم تفيدونني فيما ضاق به صدري وأنهك حياتي.
جزاكم الله عني وعن الأمة خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
10/11/2006
رد المستشار
كنت أطبع رسالتك لأقرأها ليلا حين يبدأ السكون ويخفت الضجيج وأجلس مع نفسي لأفكر في أفضل الحلول... وما أن وقعت عيناي على بداية رسالتك حتى سرقتني ممن حولي لأدخل عالمك وأصل إلى نبضات قلبك الصغير حيث يئن حيرة ويتمنى أملا!!
ولا أعلم متى يوقف الدكتور وائل سيل جراح القلوب التي يرسلها إلي؟ فهي تشقيني كما تشقي أصحابها... بل أكثر... ولكن علينا أن نعترف بعدة اعترافات نبيلة رغم أنها "ثقيلة الظل".
1. أن هناك أمورا نجيش لها الجيوش ونجعل جنودها في حالة الاستعداد القصوى "فقط" بداخلنا وحين نخرجها للنور نجدها مهمة ولكنها ليست الأهم هكذا لأن العقل يقول ذلك... أو لأن الظروف قالت كلمتها...
2. أي علاقة إنسانية قوية تبدأ من الصفر وتظل تعلو وتعلو فتصل لقمتها ثم بعد القمة يحدث "هبوط اضطراري" هذا الهبوط يأتي بعده توازن أو يوصلنا لنقطة الصفر من جديد والعاقل من تنبه لنفسه عند بداية الهبوط ليقرر عند أي مستوى سيكون!! معتمدا على وعيه بنفسه وبدوره ولكن هيهات أن يعلو صوت فوق صوت معارك القلب واحتياجاته!!
3. نتحدث كثيرا عن التضحية والبذل- في الرخاء- مطمئنين لأنفسنا حتى يأتي الاختبار فنتحسس طريقنا لأنفسنا ونحن"خجلى" فلم أجد –حسب سطورك- منك العزم الأكيد للتضحية من أجل محبوبك.
فأنت تخشين خشونة العيش بعد رغده... تخشين من نفسك حينما تواجهين مسئولية اختيارك... تخشين حتى من اكتشاف عدم صدق مشاعرك!!..
وأنا لا ألومك يا ابنتي فأنت مثل ملايين بناتنا لم تتربين على معرفة نفسك أو فهمك لنضج مشاعرك واستقرارها.
4. الرضا... الاستسلام كلمتان ثقيلتان تكادان ترقيان لمرتبة الكره! ولكن فيهما من الدواء الكثير، فحين ترضين بأن برك بقلب أمك الذي سيعتصر من أجلك له حق.
وحين ترضين لنفسك أن يسمو دورك فتأخذين احتياج أخيك "لكما" مأخذ الواجب. وحين تستسلمين لفكرة أن محبوبك قد يكون فيه الخير الكثير ولكن ليس بالضرورة أن يكون خيرة الكثير هو ما يناسبك أنت. سترتاحين ولو بعد حين.
فالحياة شاقة فيها من الاختبارات الكثير وليس معنى حديثي أن الله خلقنا ليشقينا.... أبدا يا ابنتي ولكن لنتعلم ونكافح ونفهم وقد نتعثر ولكن حتما سنقف من جديد فنستحق لقب "إنسان" حين نستطيع تحمل ما نكره ونقاوم ما نريد فيأتي رضوان الله واستحقاق جنته.
يبقى لك عندي أن أبوح بمخاوفي من...
* أن تتباطئي في أخذ قرار الفراق رغم إيماني بأن ألمه أشد من ألم الكي وسيأخذ منك الكثير ولكن تذكري أنه لن يحدث أكثر مما يحدث الآن وأننا لم نسمع بعد عمن مات حبا.
* أنك لا زلت صغيرة ينقصك المعرفة والخبرة ودروس الحياة التي تمكنك من معرفة نفسك وحقيقة مشاعرك لتتخذي قرارات مصيرية.
* عدم ذكرك لعيوب في محبوبك ترى هل خلق الله أحدا بلا عيوب أم ما هو التفسير؟
* وقوعك ضحية للشات رغم قراءتك عنه.
* عدم إدراكك أن الزواج ارتباط واتساع للعائلة و"أنس جميل" فهل تبدئيه بسد منافذ للحوار أو الحديث الطويل!! فقد تجلسين مع زوجة أخيه أكثر من زوجك.
* أن تكون الفحوص شيئا تتسترين وراءه فلا تنكري...
* أن يكون محبوبك أكثر واقعية منك فلقد أوضح تماما ما يستطيعه وإمكانياته وما يستطيع تقديمه ولم تكوني أنت على نفس هذه الدرجة من الوضوح.
* أن تتصوري أن نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم لم يعطِ للظروف والكفاءة مساحة عند الاختيار فهل أثم سيدنا زيد عندما طلق أمنا زينب؟ فهل ننكر عليه دينا أو خلقا!!
وترى لم تخير مكانا اسمه العوالي في المدينة ليسكن بها زوجته من مصر حتى لا تستوحش الصحراء؟!
* أن تجلدي نفسك على ما مضى فلو تعامل الله عز وجل معنا بقانون البشر لما أدخل امرأة بغي "الجنة" عندما رق قلبها لكلب يلهث من العطش ولكن الحكيم من يستغفر ويوقن بأن الله غفور ودود وأنه إله يصبر ويقدر فيعفو.
* فهمك لدور رواد التنمية البشرية -كما أسميتهم- فهم يلعبون داخل مساحة مربع لا يستطيعون أن يزيدوا حجمه أو يتعدوه فالمربع من الداخل هو أنت بقدراتك وإمكانياتك ودورهم أن يجعلوا تلك القدرات على أقصى ما يكون لتملأ هذا المربع أما خارجة فلا لأنها حياة وظروف ووراثة وغيره.
ويتبع>>>> : اعترافات ثقيلة الظل مشاركة