مشكلتي
عمري 22 وأنا نادمة على كل ما فعلته في حياتي إضافة لكل القرارات التي اتخذتها كانت خطأ فالآن بعد 3 سنوات من التخرج قمت بتغيير اختصاصي والبدء من الصفر ذلك لأن فرص العمل قليلة في الاختصاص القديم مع العلم أني أشد الحاجة للعمل الآن وإيجاد مصروفي الخاص بهذا السن، وسد احتياجاتي العديدة التي للأسف أهلي غير قادرين على سدها ومنها مصروف الأناقة وغيرها التي أصبحت أهم ما في الإنسان في هذا العصر، هذا من ناحية أما من ناحية أخرى فأنا حتى الآن لم أتزوج ولم أعرف أن أبني علاقة مع أحد مع أنني فتاة جميلة وقد طلبني الكثيرون لكنني لم أعجب بأحدهم فأنا رومانسية جدا
وأحيانا أظن أن فارس الأحلام موجود بخيالي فقط أشعر أني بحاجة لأحب أحدهم يكون رومانسي صادق وحنون ويحبني لكن لا أجد هذا الشخص في عيون الذين يطلبون معرفتي فحتى أنا كل صديقاتي تزوجوا ودائما يسألنني لمَ لم أرتبط حتى الآن.
بدأت أشعر بفقدان الثقة بالنفس حتى أنني أتساءل وأندم على قرارات قديمة وفرص أضعتها من يدي فدائما أقول لما رفضت هذا؟ ولما فعلت هذا؟ حتى صرت أشكك بكل قرار أتخذه أشعر بالغصة عندما أرى حبيبين فلماذا أنا غير قادرة على الاتفاق مع أحد أحبه ويحبني؟ الوحدة أسوأ ما في الوجود أشعر بأنني إنسانة فاشلة أضعت سنين من عمري بدون وعي كل ما أتمناه هو العودة إلى الوراء لكي أغير مجرى حياتي من ناحية أخرى فأنا الآن أكثر ثقة بنفسي قبل 5 سنوات وأقوى شخصية وأقل خجلا بنسبة 95 بالمائة لكن ذلك استلزم مني الفشل وإضاعة الفرص وسنوات العمر لا تقدم هكذا.
10/11/2006
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت "ساري" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لقد قرأت في مشكلتك مشكلة الكثيرات من فتيات مجتمعنا المحافظ، حيث أن اكتساب الخبرة في الحياة يأتي عادة بمجهود فردي مضنٍ. لقد قلتِ أنك تخلصتِ الآن بعد إنهائك الشهادة الجامعية الأولى من 95% من خجلك، يعني أنك اكتسبت خلال حياتك بالإضافة إلى العلم؛ جوهرة الشخصية للوصول إلى الكمال الذي نتوق إليه.
الأخت "ساري"، لا زلتِ في أول العمر، وأمامك الطريق طويلاً لبلوغ ما تنشدينه. نحن نؤمن بالقسمة والنصيب، ولو كان لك قسمة في أحدهم لما أخطأكِ.
ننصحك بمتابعة دربك العلمي، ليس فقط لإيجاد الوظيفة، بل أيضاً لاكتمال الوعي والإدراك، والوصول إلى السعادة في أية حالة تكونين: متزوجة أم عزباء، مع أولاد أو بدون أولاد، غنية أم فقيرة. فالسعادة ليست حكراً على الأغنياء أو المتزوجين، أو المرزوقين أولاداً.
يمر على الإنسان في خلال حياته أوقاتاً من راحة البال، وأخرى من التجربة:
"أَحَسِبَ الناسُ أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون"؟؟، " وبشر الصابرين" إذاً، إذا كنت الآن تمرين في مرحلة من ضيق العيش، فإن مع العسر يسرا، ولا تنسي سلاح الصبر عند المآسي. وكما لا تدوم شدة، إننا نتوقع أن الفرج آتٍ لا محالة، خاصة بالاتكال على الله، والتسلح بالصلاة وبالدعاء. ومن أكثر قرع الباب يفتح له.
وفقك الله.