الزواج هو مشكلتي
تحياتي أعزائي الدكاترة الأفاضل العاملين بموقع مجانين...
سامحوني سألقى على عاتقكم مشكلة ربما فريدة من نوعها بالموقع وهى باختصار مشكلة زواجي... نعم زواجي... أنا يا دكاترة إنسانه رائعة من وجهة نظري (نعم أشعر بذلك... وأعوذ بالله من الغرور... والله لست مغرورة نهائيا... إنه فضل الله علي) آنسة 37 سنة... أحب نفسي حبا ايجابيا (لا سلبيا)... روحي متعلقة بربي سبحانه وتعالى... متزنة وعاقلة جدا.. شيك جدا... جميلة جدا وأبدو أصغر من سني على الأقل بعشرة سنوات... عميقة جدا... أشعر بأني مختلفة جدا... أدرس للدكتوراه... أعشق الأناقة في كل شيء (الملابس - الأماكن- أسلوب الحديث- الكلمات - أسلوب المعاملة - ....الخ)..لي هوايات غير تقليدية للفتيات... فممكن أقوم بإصلاح جهاز كهربي أو بكهربة المنزل أو أقوم بشتل وزراعه بعض الأشجار أو الزهور بحديقة منزلنا أو أقوم بأعمال دهانات مثلا وأحيانا سباكه بسيطة... وأحب تفصيل الملابس من المجلات الموضة العالمية... كما أهوى التطريز اليدوي... أحب الحيوانات جدا خاصة القطط... صادقة ربما لدرجة الهبل والهطلان(هكذا يقول لي البعض)... دموعي قريبه جدا من عيني... وأهتم بمظهري جدا وأهتم بالبرفانات فأنا عاشقه لبعض الروائح العطرية خاصة عندما أذهب للنوم أو للصلاة... وأحب الأحذية والشنط الأنيقة...
مرت على فترة المراهقة بسلام تام لم أخطأ في حياتي مرة واحدة. أمي. هي صديقتي الدائمة النصح لي وأنا كنت مستجيبة وبشدة.. على فكره أنا لست اجتماعية على الإطلاق ليس لأني أكره الناس بالعكس أنا أحب كل مخلوقات الله ابتداء من البشر وانتهاء إلى النبات والطبيعة الخلابة..(أعشق التأمل في مخلوقات الله عز وجل... ربما أقضى نصف ساعة أتأمل في نمله تسير وتجر شيء تهتم به وشكل حوارها مع الأخريات من النمل عندما تقابلها بالطريق ثم رد فعل كل منهما بعد الحوار)..... أنا لا أجد من أستطيع أن أتآلف معهم... لم أجد بيني وبين أحد اهتمامات مشتركة... فاكتفيت بحبي الصامت للجميع معبرة عنه أحيانا بالتجاوز عن أخطاء الغير في حقي(فهي كثيرة جدا جدا وجسيمة أحيانا كثيرة)..... والابتسامة البشوشة في أوجه الغير هي سلاحي أحيانا ضد نفسي وضد المسيئين لي... ولكني أحيانا أكون عصبية جدا ولكن سرعان ما أهدأ وأندم على عصبيتي الزائدة...
اعتدت أن يهتم بي ويتقرب مني الرجال ممن حولي وأنا هكذا منذ صباي ومراهقتي... وأنا لا أسعى لذلك أبدا... بالعكس أنا خجولة جدا جدا لدرجة أنني ربما أتعثر في كلماتي لو تحدثت مع رجال أو رجل شعرت أنه ينظر لملامحي بعمق.... خاصة في بداية صبايا... أنا والحمد لله علاقتي بربي ممتازة وأرتدي الحجاب الجميل الشيك وعلى أحدث الموضة العالمية ولكن بكل احتشام واحترام يعنى مش طرحه وجينز -على فكرة أنا لم ولن أرتدي الجينز مطلقا على أي شاكلة أنني أجده عنوانا للصعلكة... عفوا أيها القراء المرتدون للجينز... ولكن هذا هو اعتقادي(أنني أعشق أن تكون صورتي وقورة مع الشياكة).
مشكلتي يا سادة... مشكلة حياتي الآن أنني أرسم صورة في خيالي لفارس أحلامي لا أستطيع أن أتنازل عن أي صفه به... الغريب أن الصفات التي أتمناها هي صفات بسيطة جدا... ولكني لم أجدها حتى الآن... تتعجبون الآن وتتساءلون... صفات بسيطة ولا تجدينها كيف هذا؟؟؟!!!!!!! أنني يا سادة أريد إنسان صادق طيب حنين ورومانسي بحق وليس كلام... يحبني وحدي وأحبه وحده ولا يمكن أن نعيش سوى لبعض... أريده وقور جدا وشخصية قوية وربما مرعبة خارج بيته... أريده جميل الخلقة والخلق مرحا كالأطفال داخل بيته صادق في مشاعره أن غضب أو كان مسرورا...
عشت ما فات من عمري أبحث عنه... صحيح أنا ارتبطت بعدد من الخطبات الفاشلة وكنت أفسخ خطبتي لأني لا أستطيع التالف مع أي إنسان عادى (من بتوع اليومين دول) كاذب وفهلوي ويلعب بالبيضة والحجر ويأكل عقلي بكلمتين وخلاص لغاية ما الجوازة تتم.. وبعد كده يبان المستور وتتكشف الحقيقة مثل أكثر من 90% من البيوت المصرية... مش ممكن تكون دي حياتي بعد الجواز... أنا أجد أن الزواج أما يفتح باب الجنة أو باب جهنم والعياذ بالله... أرغب بباب الجنة.. يا رب.
هل أنا بي ثمة خطأ بتفكيري؟؟؟ هل أنا غريبة؟؟؟ هل أطلب المستحيل؟؟؟
هل صعب تحقيق حلمي.. خاصة بعد تقدم عمري.. الذي أشعر أنه سرق منى ولم أعيش سنواته المعدودة على؟؟؟
هل من بين القراء الأفاضل من هم مثلي في طريقة التفكير؟؟؟
10/11/2006
رد المستشار
أنت تسألين سؤالين..
(هل أنا غريبة؟) (هل أطلب المستحيل؟)
والإجابة ببساطة: لا.. أنت لست غريبة؟
ولكنك تطلبين المستحيل!!
كلام متناقض.. أليس كذلك؟! وذلك لأننا فعلاً نعيش عصر المتناقضات!!
أنت لست غريبة.. فأنت فتاة عاقلة رقيقة غير تافهة وتطلبين شخصاً مناسباً ومكافئاً لك، يحترم عقلك وشخصيتك، كما يحترم قلبك وأنوثتك ورقتك.. طلبك ليس غريب إذاً.. ولكنه في واقعنا الحالي مستحيل.. فالرجال في مجتمعنا ـ جُلهم ـ لا يبحثون عن تلك الفتاة التي تدرس الدكتوراه، وتتأمل النملة التي تتحاور مع صديقتها في الطريق، أو الفتاة التي تحب الحيوانات والأحذية والشنط الأنيقة..
هناك صنف يهمه الجمال الخلاب، البياض الذي يخالطه الحمرة لأنه لا يريد من الزواج سوى (العفة) (والإحصان) الذي لا يتحقق إلا بالزواج من جميلة وفقط، تكرس جسدها لخدمة عفته وإحصانه وليس تأمل النملة.
وهناك صنف آخر أهم ما يطلبه هو أن تحقق له ما يسمى عنده (الاستقرار الأسري)، فهي تملأ معدته ومعدة أولاده بالطعام، وتحافظ على نظافة المنزل والأولاد، وتستضيف أهله وضيوفه، وتستذكر للأطفال دروسهم وتحل مشاكلهم وتضعهم في فراشهم قبل أن يعود متعباً من عمله ليشاهد التليفزيون ثم ينام. وهناك صنف ثالث يطلب (ذات الدين) التي -من وجهة نظره- هي الأكثر غضاً للبصر، وطاعةً للزوج، وارتداءً لأطول الملابس. وهناك صنف رابع يريد كل ما سبق.. وهذا هو الأغلب الأعم.. لذلك فأنت لست "لُقطة" من وجهة نظر هؤلاء الشباب؟ وهذا المجتمع "وبالتالي فأنت تطلبين المستحيل" وأمامك الآن اختيار من اثنين:
إما أن تظلي بدون زواج، وتواجهي حياتك وطاقتك للعمل العام، أو لرسالة تعيشين من أجلها في سبيل الإصلاح أو التنمية أو عمل خير، أو أن تتنازلي قليلاً، وترتضين شخصا يمكن تحمل سلبياته.. مع الأخذ في الاعتبار أمرين هامين:
الأول: إذا تزوجت من شخص ما فهذا ليس تفضلاً منك عليه، فهو ليس ذنبه أنك متميزة أو عاملَة، وأنت في النهاية زوجته، وله عليك حقوق حسن العشرة بالمعروف دون تكبرّ أو تعالي..
الثاني: أن التنازل الذي ستقدّمينه – الآن – لن يشمل فقط تنازلك عن صفات شخصية في زوج المستقبل، وإنما سيشمل تنازلات اجتماعية، فأنت في السابعة والثلاثين من عمرك، وهذا معناه أن فرص الزواج بالنسبة لك ستكون من أرمل أو مطلق أو مُعدَّد، وسيكون صاحب أولاد غالباً..
أختنا الكريمة..
ربما تشعرين بلهجة عنيفة، ولكن هذا في الحقيقة غير صحيح، فهذه في الحقيقة لهجة (صدق) أتوجه به إليك، ولهجة (سخرية) أتوجه بها للمجتمع الذي انقلبت فيه كثير من الموازين، ولم تعُد هناك قيمة للكنوز والنفائس.
هذه ليست دعوة لتزدادي غروراً، فأنا لا أتصور ـ وكذلك أنت ـ أنك فتاة كاملة بلا عيوب، ولكن أنت بالتأكيد فتاة متميزة ومختلفة عن كثيرات من أقرانك ولا أدري إن كان يجب أن أهنئك على هذا أم أعزيك؟؟