أسطورة الذئب والحملان مشاركة13
أعود للكتابة ثانية في هذا الموضوع بعد أن قرأت المشاركة السادسة، وأرى الموضوع قد خرج عن سياقه فعلا، فموضوع زواج المتعة مقحم في القضية، أورده الدكتور قاسم وكنت أحب أن لا يفعل، لأن الموضوع مثار تنازع، والشيعة وإن كانوا يبيحونه فإنهم يجعلونه استثناء، ولا يقبله أصلا كرام الناس منهم لبناتهم، ولهم في حله شروط تضيق وتتسع، وحيث أن بيئة المشكلة هي بيئة سنية فأي داع لإقحام موضوع زواج المتعة هنا. هذا من جانب ومن جانب آخر القضية ليست قضية تعدد محض، بل هي قضية نهم غير متزن من قبل إنسان في موقع صدارة.
وأعتقد أن الدكتور قاسم قد أدرك ذلك بعد المراجعات التي وردت له، هذا ما يتضح من ردوده، وهذا واجب المسلم أن يقبل النقد والمراجعة، كما هو واجب إخوانه أن يترفقوا في نقده، وفي قبول مراجعته لآرائه.
أعتقد أن القضية فجرت أبعد ما هو من موضوعها الأساسي رغم أهميته، فجرت قضية حاجتنا لقبول الاختلاف في المسائل الاجتهادية ليس فقط بيننا وبين إخواننا الشيعة، بل بين الاجتهادات المختلف فيها بين أهل السنة -هذا إذا سلمنا بأن الزواج العرفي الموثق بشاهدين باطل، ولا أجد لذلك سندا صحيحا في الفقه فيما أعلم- .
وفجرت قضية مهمة أخرى هو الطريقة التي نطرح بها المسائل التي هي محل اجتهاد بين العلماء، وأننا ينبغي أن نطرحها بصيغة لا توحي بالقطع، وأن ما نعتمده من رأي ديني هو الصواب وحده، ولعل جوابها كان الأحرى أن يكون ابتداء مناصفة بين إرشادي اجتماعي، وإرشادي شرعي، لأن القضية ليست قضية أحكام فقهية مجردة بل هي أكثر تعقيدا وترتبط بتفاصيل تجعلها تحتاج إلى حس فقهي، وقد كنت أرسلت إلى الأستاذ مسعود صبري ليكتب -لئلا أنفرد بالكتابة من منطلق تخصصي الشرعي - لكن انشغالاته حالت دون ذلك.
والله أعلم.
14/11/2006
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
قرأنا مداخلة الأخت "صفية الجفري " الثانية، وقد لفت انتباهنا الكلام الموزون الصادر عن رأي خبير بالشرع. وللتعليق نقول: أن ذكرنا لمسألة زواج المتعة كان عرضياً في ردنا على الأخت صفية بالذات كونها من أصحاب الاختصاص، وقد جاء ذلك فقط في سياق الحديث عن الزواجات غير المعلنة، وأعطينا مثلاً زواج المتعة كوننا لسنا متمكنين من المعلومات حول زواج المسيار أو الزواج العرفي.
نعرف أن زوج السيدة "توتا" هو من الطائفة السنية، وإذا كان تزوج زواجاً آخراً فسيكون بالطبع زواجاً عرفياً أو مسياراً، أو غيره مما يراه انتماؤه المذهبي حلالاً.
أما بالنسبة لقول أن كرام الناس لا يقبلون زواج المتعة لبناتهم؛ فنقول أن زواج المتعة لا يصلح للبنات مطلقاً، بل هو حلال للمطلقات أو الأرامل، في حال عدم التمكن من الزواج الدائم، وكل الناس الذين جاء لهم التشريع هم أناس كرام وعباد الله المحترمين.
أما خروج الردود على قصة السيدة "توتا" عن نطاق المألوف؛ فهذا يعود لطريقة فهم كل واحد من الناس على حدة. واختلاف الرأي نراه من منظار "اختلاف أمتي رحمة"
وكما أننا اعتدنا أن نرى لكل أمرٍ جوانبه الإيجابية، فإننا نجد في قصة "توتا" مسرحاً للفكر ومائدة لتناول فاكهة الدماغ، من غذاء روحي ينمي الحس ويقوي التجربة الاجتماعية. والله ولي التوفيق.
ويتبع........: أسطورة الذئب والحملان مشاركة14
........: أسطورة الذئب والحملان م. مستشار3