أرجوكم لا تتجاهلوني
السلام عليكم؛
يا إخوتي لا تتجاهلوني أعلم أنه ليس في المكان المخصص أكتب لكن قلبي انفجر وذراعي لا تقبلان الرجوع إلى الحياة ولا أحد يسمعني... أتوسل إليكم بسماعي.. أمور كثيرة وأحوال أكثر ضاقت علي وأغمضت الدنيا أعينها عني لدي الكثير من المشاكل فلا تتناسوا وجودي كما اعتدت دائما ممن حولي..
أنا فتاة مكسورة القلب اسمي نفسي لا أعرف تحديد شخصيتي ولكن ما أعرفه عني أنني...:
عندما كنت في 15 انتقلت لأتعلم في بلدة أخرى لأرى وجوها لا أعرفها بعد مرور أشهر تعرفت على صديقة وسميتها رفيقة عمري كانت نعم الصديقة في السراء والضراء معي تساعدني في مشاكلي وتدافع عني كنت أرتاح إليها ونتبادل الحديث دائما بكل وعي وبراءة واعتادت أن تستشيرني في جميع أمورها وتقبل النصيحة حتى إذا تصادقوا أهلنا أيضا وأصبحت أختي المحبوبة..
المهم مضي عليّ هذا الجمال وعشت وأنا أشعر أنه يوجد من أبادله الرأي وأتفق 4 سنوات تقريبا.. لكن في بداية السنة الدراسية الأخيرة بدأنا في التقرب إلى شخصيات أخرى من بنات الصف رغم أني كنت أسمع عنهن الكثير مما لا يرضى به فبدأت أشارك أمي بهن وأسدت لي الكثير من النصائح مثلا "في الاستراحة لا تجلسي معهن فقط ترقبيهن من بعيد وشاوري نفسك هل يليق هذا الانزلاق بك؟" وفعلا أصبحت أدرك أنهن منزلقات ولا يخفن الله فابتعدت بسهوله لأنهن لم يمثلوا لي شيء ولم يرق لي اجتماعهن...
وبدأت أحذر صديقتي منهن بعدد من الأساليب والأمور.. ولكن دون جدوى والمحير أنها كانت تبرر بأنها تتسلى لا أكثر بدأت أعرف الكثير عنهم فأبادل صديقتي وأسألها عن رأيها..(قصة طويلة)وفي إحدى أيام المدرسة انتشرت فضيحة أنهن جلبن مشروب للسكر للمدرسة عندها نفذ صبري لكنها بقيت على ذات العلاقة...
وبعدها بأشهر اتصلت بي إحداهن لتخبرني عن أمور حدثتها لصديقتي وأنها تعلم بكل ما قلت لها عنهن وأمور عدة.. عندها أقلعت عن هذه الصداقة ولم أعد أثق بأي أحد على وجه الأرض بل كرهت بنات حواء والآن أنا أشعر بالوحدة، علما بان هذه الحادثة مر عليها 9 أشهر لكني ما زلت أفتقدها وأحبها ولن أحاول في التقرب إلى أحد بعدها....
ماذا أفعل ارأفوا بي
11/11/2006
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
لماذا هذه النظرة التشاؤمية لنفسك والناس؟ ظننت مع بداية كلماتك أنك يتيمة مثلا أو وحيدة تماما ثم ظهر أن علاقتك بوالدتك بارك الله فيها وأعانك على برها ناجحة ودافئة كما ظهر أن لديك قدرة على اكتساب الِأصدقاء في أي مكان تنتقلين إليه، وبعد قليل توضح أن لديك شخصية قوية مستقلة قادرة على اتخاذ قراراتها بناء على التفكير المنطقي فلماذا بعد كل هذه الإيجابيات في شخصك وحياتك تعتبرين أنك إنسانة كسيرة القلب؟؟ هل كانت معارضة صديقتك أول إحباط حقيقي تتعرضين له في الحياة؟
أعتقد أنه كذلك ولذا سأعلمك بنية أشياء عن أمور الحياة أننا مثلا لا نستطيع فيها أن ننفذ جميع رغباتنا مهما كانت سامية ومنطقية وفيها مصلحة للآخرين، فاعلمي أن للإنسان حدودا ولا يجب أن يكسره هذا بل عليه أن يستثمر خبرات الفشل في حياته كي يتجنبها في المرات القادمة. اعتبار الإنسان عدم مطابقة مجريات الواقع لرغباته كارثة ونهاية العالم يعني اتباعه طريقة غير منطقية في التفكير تؤدي بمن يلازمها للاضطراب النفسي.
أمر آخر يجب عليك تعلمه أن لكل شيء حدود بما فيها الثقة والصداقة ذلك لأن الناس تتغير وهكذا خلقهم الله فهم قد يتغيرون باختيارهم وقد يفتنون ولكن في جميع الحالات لا يجب أن نترك الآخرين يرسموا لنا حياتنا ويحددوا قيمنا بسلوكهم، فمثلا لو أن صديقتك فتنها رب العالمين برفقة سوء واكتشفت أنها خانت عهدك فهل فعلت أنت كذلك؟ هل خنت عهد الصداقة التي كانت بينكم وكشفت أسرارها؟ إن كنت فعلت لا يمكنك لومها على أمر تشبهينها فيه وإن لم تفعلي فاعلمي أن هناك دائما آخرون مثلك في الحياة يحفظون الود والعهد عليك فقط أن تجديهم وتختاري من تصادقي بعد أن علمت أن للصداقة حدود كما للثقة حدود لا يجب تجاوزها.
وكما يغني عبد الحليم على طول الحياة نقابل ناس ونرتاح ويا ناس عن ناس- وطبيعي مش فاكرة لا اسم الأغنية ولا بقيتها حتى- ولكن المعنى أن هناك آخرين في الحياة يمكنهم ويسعدهم أن يكونوا أصدقائك بدل هذه الفتاة فلماذا تحرمين هؤلاء من رفقتك الطيبة وتحرمين نفسك أيضا من صحبة صالحة تؤنسك وتساعدك؟ إن اخترت الانعزال استمرت الحياة بدونك ولكن إن اخترت أن تتعلمي مزالق المبالغة في الثقة في الحياة تكوني قد استفدت من التجربة بأن لا نبالغ في ثقتنا بالآخرين ولا نبالغ أيضا في الشك.
وإجابة على سؤالك ماذا تفعلين أقول احتفظي لهذه الصداقة بذكريات جميلة واستفيدي من خبرتك معها وفيها في البحث عن صداقة جديدة تناسبك فمهما انتشر الشر فإنه لا يسود والخير والشر وجدا من بداية الخلق ولن ينتهيا إلا بمشيئة الله، وفي انتظار اكتساب صداقة جديدة تؤنسك يمكنك الاعتماد على علاقتك بوالدتك والتركيز على دراستك واشغلي فراغك بالمطالعة فعن نفسي أعيش حقا العبارة التقليدية البالية بأن الكتاب خير جليس.