خطة محكمة ما هو الحب؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لي استفسار عن رد حضرتك على مشكلة (الخطة المحكمة)، البنت صاحبة المشكلة ذكرت إنها تحب ابن خالتها وهو في أولى جامعة وأكبر منها بـ 4 سنين... يعنى هي في الصف الثالث الإعدادي، وده كان جزء من رد حضرتك عليها (إذا عرفت كيف تساعدينه في الوصول إلى أهدافه بدون أن تضحي بنفسك فمن الممكن أن يكون هذا بداية لعلاقة جيدة ومثمرة.. ابدئي بمحاولة مصادقته أولا. وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.)
هل هي لو بدأت علاقة مع ولد وهما في السن ده هيقدروا يحافظوا عليها؟ هتكون ماشيه في المسار الصح؟
أنا فعلا بسأل مش بتهكم لأني حسيت بردو من رد حضرتك إنك تظهر لها الجوانب الثانية إنها مش هينفع تصاحبه وهي مش بتكلم أولاد... وفي نفس الوقت حضرتك قلت أنها تصادقه أولا عشان تعرف هتقدر تساعده ولا لا هتكون إيه هي نيتها في الصداقة دى؟
ولا حضرتك تقصد أن الحل الوحيد أنها تصادقه وهي مينفعش تصادق أولاد، إذن الحل الوحيد مش نافع فالموضوع يتكنسل، أنا فعلا مش فاهمه وبسأل لأن الموضوع ده عامة مش واضح فعلا بالنسبة لي بالرغم من أني إن شاء الله هتخرج من الكلية في هذا العام وعندي 21 سنة وكان نفسي أرتبط بشخص... هو كان يحبني لكني كنت برفض أي كلام في الموضوع ده... وعرفت أقنعه الحمد لله إننا أخوة (هه!!!) لمجرد أني مش عارفه بجد إيه الصح اللي يتعمل في الموقف ده كنت دايما متخيله إننا صغيرين.. لا مش هينفع... كده.
ففعلا عايزه أعرف إيه الصح في حالة لما يكون البنت والولد بيعرفوا بعض وعايزين يرتبطوا (علاقة زمالة يسمح بها الشرع....في حدود مجال العمل أو الدراسة طبعا)؟ يعنى إيه المسموح به؟
وفي حالة لو حد هو اللي رشحهم لبعض... إيه هي أنسب طريقة يتعرفوا على بعض بدون إحراج للطرفين؟
أسفه على الإطالة.. والأسئلة الغريبة بجد.. يعني ممكن تبدو بديهية.
5/10/2006
رد المستشار
صديقتي
من اللازم لمن يريدون حياة زوجية ناجحة أن يكونوا صداقة أولا... والصداقة هنا بنية الصداقة وبدون أية أغراض أخرى لأن الحب أيضا يجب أن يبنى على الصداقة... ولا أعني هنا الانجذاب أو الإعجاب أو التعلق أو التعود أو الشهوة ولكني أعني الحب والذي يحتوى على الأربعة الآتية كلها بالتبادل ما بين الطرفين: المعرفة والاهتمام والاحترام والمسئولية.
وفي حالة الفتاة التي تساءلت عن ردي عليها، فهي صغيرة السن ولا تكلم الشباب فكيف تعلم أن ما تشعر به هو حب حقيقي؟.. كيف وهي لم تنضج مشاعرها ولم تمارس على الإطلاق سوى في أن تأمل في ابن خالتها أملا لا يتعدى كونه حلم يقظة.. وكيف يكون غير ذلك وهي لا تعرف عنه شيئا... هل هي تعرف طريقة تفكيره أو ما يزعجه أو يسعده أو أي شيء عنه بصفة شخصية؟ بالطبع لا فهي لم تتحدث معه وتناقشه بصفة شخصية فكيف تحبه بدون أن تعرفه حقيقة؟؟؟
إنه الخلط الشائع ما بين الإعجاب (أو الانجذاب) والحب، وهو الخلط الذي يتسبب في الكثير من المشاكل الزوجية والطلاق الزائد في مجتمعاتنا التي من المفروض أنها تقدس الحياة الزوجية وتسعى لتحقيقها وإنجاحها.
في حالتك أنت، يجب أن تعي أنك بالبعد عن كل المشاعر خوفا من الخطأ، توقعين نفسك في احتمال كبير لفشل ذريع في الزواج.. كيف يكون زواجا ناجحا وقد بني على مشاعر غير ناضجة ولم تجرب ولم تفهم من قبل... نحن جميعا نعلم الحدود في العلاقة بين الرجل والمرأة على سبيل الزمالة أو الصداقة أو الحب... طالما لا نختلي بالجنس الآخر في مكان منعزل أو خاص أو سري، طالما عرفنا الجنس الآخر في إطار الصحبة داخل المجموعة وفي الأماكن العامة، فما الضرر؟
إن ما أوقعنا جميعا في الشرق الأوسط في شرك الفشل العاطفي هو اعتقادنا الراسخ والغير حقيقي والغير منطقي أن الغرائز لا يمكن التحكم فيها (مع أننا نصوم نهار رمضان) وأن الحب شيء لا أخلاقي ولا بد وأن يؤدي إلى الزنا... إن هذه للأسف هي طريقة تفكير مريضة ناتجة عن ترديد أفكار بعض المرضى بدون التفكير فيها وبدون الأخذ في الاعتبار التجربة الإنسانية وحتى تجربة الغرب الذي نتهمه بالانحلال...
ففي الغرب مثلا مع أن كل شيء تقريبا مباح، يأتي الحب والالتزام والإخلاص في العلاقة في المرتبة الأولى وليس الجنس أو الشهوة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.