إحساسي بالملل
أنا إنسان ناجح في حياتي الطبيعية حالتي أنني استطعت تحسين وضعي الوظيفي وظيفة فني آلي وظيفتي كمهندس وقد تعبت كثيراً حتى استطعت أن أحسن من وضعي الوظيفي حيث كلفني من الوقت ذلك مدة ست سنوات ولكن الحمد لله أصبح وضعي الوظيفي جيد.
عندما كنت طالباً في الجامعة كانت فترة دراستي هي من الساعة 3-7 مساءً وفي أغلب الأحيان أعود إلى البيت الساعة التاسعة مساءً وبعد أن تخرجت من الجامعة وأصبحت أعمل كمهندس، وأصبح دوامي في الشركة من الساعة 7-3.5 مساءً أسست في بادئ الأمر تلك مشاعر الخوف على أن أفقد أحد والدي وأن أفقد نفسي وكانت تسيطر فكرة الموت علي بشكل غير طبيعي في العمل وفي المنزل ودائماَ كنت أشكو من الملل في بعض الأوقات وحتى الأعمال اليومية التي اعتددت على عملها أشعر بعدم الرغبة في أدائها بالإضافة لعدم رغبتي في الحديث مع الآخرين ولكني كنت دائماً محاولاً مقاومة تلك الرغبات لكي لا ألفت انتباه الآخرين عن حالتي
راجعت طبيب نفسي فنصحني باستعمال دوائيين أحدهم ixel والآخر reperdol وقال لي أنها بداية حالة اكتئاب وأن أعراضها خفيفة وطلب مني أخذ حبة واحدة من الدواء الأول ونصف حبة من الدواء الآخر وقال لي يجب علي ممارسة الرياضة باستمرار وأيضاً علي الاهتمام في وجبات الأكل والمشكلة إني لم أخذ هذه الأدوية خوفاً من كثرة أثارها الجانبية وأيضاً خوفا من يبدي لي أني في غير طبيعتي في عملي فلم آخذ هذه الأدوية وأيضاً استطعت التغلب على فكرة الموت بإقناع نفسي أن الموت حقٌ على كل إنسان وأن هذه هي مشيئة الله ولكن أفكار الملل كانت تسيطر على باستمرار لدرجة أنني أتخيل نفسي أنني سوف أعيش في ملل حتى في الحياة الأبدية سوف أجدها مملة
وتؤثر علي فكرة الحياة الأبدية باستمرار ولكن تسيطر علي مشاعر الحزن في بعض الأوقات والشعور بالملل وعدم الرغبة في العمل
R03;فأتمنى منكم مساعدتي.
24/11/2006
رد المستشار
عزيزي مهندس الأردن؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنطق رسالتك بمدي ما عانيته حتى وصلت إلى ما أنت فيه من مكانة اجتماعية ووظيفية، لقد بذلت سنوات طوال من عمرك بالإضافة إلي ما بذلته من جهد في هذه الفترة حتى وصلت إلى ما أنت فيه، ويبدو أنه يا صديقي كان علي حساب جوانب أخري مهمة في حياتك خاصة الجانب الاجتماعي والعاطفي (وإن كنت لم تشر إليهما في رسالتك)، ويبدو أن سمات الشخصية لديك تميل إلي الشخصية الوسواسية أو ما يطلق علية في اللغة الدارجة شخصية يشع منها القلق حيث الانشغال الشديد بالأفكار التي بلا نهاية، الرغبة الشديدة في الإتقان والتميز، التنظيم الشديد وغيرها من السمات التي إذا لم تلتزم بها تشعر بأعراض فسيولوجية مثل الزهق وزيادة ضربات القلب وزيادة التنفس أو ضيقه أو الصداع وآلام المعدة وغيرها من الأعراض التي تجعلك من الزائرين الدائمين للزملاء من أطباء الباطنية والقلب.
ونتيجة لذلك وبعد وصولك إلى مكانة جيدة في عملك بدأ الخوف ينتقل إلى مناطق أخرى وبدأت أفكار وسواسية متطفلة حول الوالد أدامه الله، أو أن تموت ولا تستمتع بما حققته من نجاح، مما جعلك تدخل في نوبة من نوبات الاكتئاب الثانوي وجعلك تشعر بالملل وعدم الرغبة في الحياة وعدم الاستمتاع، ولقد نجحت في التغلب على خوفك وذهبت لأحد الأطباء الذي شخص الاكتئاب الثانوي ويبدو أنه قد لفت نظره ما وراء الاكتئاب من أفكار وتعامل معها بالدواء، ولكنه يبدو أنه لم يأخذ حذره من نمط شخصيتك القلوقه وبالتالي لم يكشف لك عن أهمية أخذ الدواء وأن آثاره الجانبية أقل مما تتصور أو مما كتبته أنت في رسالتك، ولأنك تخاف على صورتك أمام الآخرين امتنعت عن أخذ الدواء فازدادت الحالة سوءا.
فيا صديقي العزيز توجه من فورك إلى طبيبك النفسي واختر أحد الأطباء الذي يمارس العلاج النفسي بجوار العلاج الدوائي فأنت تحتاج إلى برنامج علاجي معرفي سلوكي يعتمد على تعديل أفكارك نحو نفسك ونحو الحياة وتعلم كثير من السلوكيات التي تساعدك على التغلب على الأفكار وعلى حالة الملل التي تعاني منها، وهناك العديد من الحالات المشابهة لحالتك على الموقع فارجع إليها لعلها تفيدك، ننتظر أخبارك والله الموفق.
ويتبع >>>>>>>>>: اكتئاب ثانوي في شخصية قلوقة م