أريد حلا
السلام عليكم....
بادئ ذي بدء أود أن أقدم أجمل التحيات وأخلصها إلى دكتورتي بالجامعة حنان طقش... شكرا لك في كل ما منحتنا إياه من علم وعمل.
أريد حلا لمشكلتي....
أنا فتاة تبلغ من العمر 22 تخرجت حديثا من الجامعة ومشكلتي وهي أنني أخاف من المستقبل تراودني شكوك كثيرة لا أعرف مصدرها؟؟؟ علما أني أصلي وأقرأ القرآن ولكن عندي مشكلة الخوف من المستقبل الخوف من الموت أي شيء يتعلق بالمستقبل....
أرجو تقديم الحل، ودمتم
4/12/2006
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله
عيوني مريومة مش كنت مريت على المكتب شربنا سوا سحلب بدل ما نغلب المجانين معانا بما أنك طالبتي!!!
بسيطة فرصة نكرر معلومة مهمة لمن يقرأ أن من الأخطاء الفكرية الشائعة أن المؤمن لا يقلق أو أن حزن المؤمن ضعف في إيمانه أو خلل في حسن توكله على الله وهذا ظلم للنفس وتحميلها ما لا تطيق، فرغم أن الإيمان يمنع المرء من أن يعجز فيستعن بالله في جميع أمره وهذا هو الإيمان ولكن في الإنسان ضعف يجعله عرضة لكافة الآلام وقد نبهنا الرسول عليه الصلاة والسلام لهذا فقال أن ما أصابنا من هم ولا حزن إلا كان لنا به أجرا حتى الشوكة يشاكها المؤمن فلم يقل عليه السلام بما أنك مؤمن لن تحزن ولكن شرعنا يقول لنا بما أنك مؤمن لا تحزن، وهو عنوان لكتاب أسأل الله أن يجازي كاتبه عائض القرني خير الجزاء.
لا تحزن تكون باتباع التفكير المنطقي ولكن المؤمن ليس روحا فقط فهناك جسد يتأثر بمعطيات الحياة فيكل من التعب وقد تتغير قدراته وتختل موصلاته بتغير أحواله فنشعر بالاكتئاب والحزن لأسباب فسيولوجية وهنا لن يكفينا أن نقول أننا مؤمنون بل كمؤمنين يجب أن نطلب الدواء سواء نفسي أو عقاري. ويقر الرسول عليه الصلاة والسلام بضعفنا بل أنه نفسه كان يحزن ويضيق صدره فيلجأ لصلاته ويقول لبلال أرحنا بها يا بلال ولكنه رسول فلن تكون صلاتنا كصلاته ولكن لصلاتنا بالتأكيد دورا إيجابيا في حياتنا ولكنها قد لا تكفينا.
كي تستفيدي من صلاتك وقراءتك للقرآن يجب أن يكون ذهنك صافيا وخاليا من الأفكار المشوشة واللا منطقية. يعتبر قلق المستقبل أحد التصنيفات العامة للاضطراب وكذلك القلق من الموت وللتعامل مع مختلف أنواع القلق لا بد لنا من إتباع التفكير المنطقي بعد تحديد محتوى القلق، فهل هو خوف من الوحدة في المستقبل، تقولين مخاوف من الموت هل هو موتك أم موت عزيز عليك.
سأتحدث بشكل عام فأقول ما الذي يؤكد لك أن غدا ليس مشرقا؟؟ من قال أنه سيكون كئيبا مخيفا؟؟ لا أحد يملك إجابة فنحن نقول دائما أن لا ضمانات في هذه الحياة وهذه شروط اللعبة التي لا نملك تغييرها بل وجزء من متعتها أننا لا نعرف ما الفرح الذي قد تأتي به ولا من أي باب سيكون فإن كان ما جاء ليس فرحا فالفرح سيليه إن شاء الله المهم ألا نستسلم في منتصف الطريق فهذه خسارة حقيقية.
وكذلك الموت فهو بالنسبة لنا ليس نهاية بل المرحلة النهائية للنمو أنه غايتنا جميع، بالطبع قد نخشى النهاية ونخاف مفارقة المألوف ولكن مرة أخرى من قال أن القادم لن يكون أجمل من الحاضر؟؟ إن كنت متأكدة أن غدا لن يكون مشرقا وأن الموت سلبي وسيء دائما فأنت مكتئبة وأنا لا أقبل لقلب غض أن يكتئب.
عزيزتي "مريوم" تسألين عن حل لمشكلتك وأعتقد أنه بعد تغيير طريقة تفكيرك السلبي ستجدينه في العمل فابحثي عنه واخرجي من المنزل حتى وإن كنت متطوعة ودعي عنك الهم والقلق وتذكري كلامي دائما أن "للبيت رب يحميه". وعرض القهوة ما زال قائما سواء في الجامعة أو على مجانين.
واقرئي على مجانين:
الخوف من المستقبل: هل هو القلق المتعمم؟
الخوف المتعمم: هل هو القلق المتعمم؟
اضطراب القلق المتعمم
اضطراب الأحوال أم اضطراب القلق المتعمم ؟
نفسي عصابي قلق متعمم GAD