أريد أن أكون مثلهم..!؟
أنا فتاة من أسرة متوسطة الحال مشكلتي هي أنى مش عارفة أكون زي بنات خالي!
هم مستواهم الاجتماعي فوق المرتفع عندهم ملابس كثير أوى وشيك وكمان هما "أمامير" أوى أحلى منى وعندهم ثقافة أكتر منى!
وكل الناس بتحبهم أكتر منى، وأنا ولا عارفة أكون زيهم في أي حاجه! حتى في حب الناس لي، بصراحة مش عارفة أعمل إيه؟؟
والموضوع ده يؤثر علي في المذاكرة وأيضًا في الحالة النفسية، أتمنى أن أجد عندكم حلا لمشكلتي.
6/10/2003
رد المستشار
غريب أمر الإنسان الذي لا يرضى بحاله أبدا ولا يكف عن التطلع لما مع الغير بدلا من التفكير في أمره واحتماليه أن يكون اقل مما هو عليه.... ولكن هذا هو الإنسان، لنتوقف أمام اسم الله تعالى"العدل" إن الله عز وجل يحكم هذا الكون بميزان وبحكمه فائقة وإذا نظرنا حولنا بعقلانية لوجدنا أننا كلنا متساوون فإذا أعطى الله شيئا لشخص ما بالزيادة حرمه من شيء آخر أو أشياء أخرى بنفس القدر كي تتعادل الكفتان فإذا أعطى الله أحدنا المال كان ذلك على حساب شيء آخر ومن كان فقيرا اليوم كان غنيا غدا، والعكس لا يوجد أبدا إنسان يحصل على كل شيء ولا يوجد إنسان لا يحصل على أي شيء.
فتلك الجميلة ربما أعطاها الله هذا الوجه الجميل إخفاءً لعيب بها لو ظهر للناس لنبذوها فكان جمالها هذا عدلا من الله وهذه التي حرمت من حسن الطلعة أعطاها الله طيبا في الخلق والروح من أدراك أن بنات خالك لديهم كل شئ وأنت ليس لديك أي شئ.
بدلا من التطلع لهن وعمل مقارنه بينهن وبينك انظري لمن هم أقل منك وأما الذين يحاولون أن يجدوا حكمة الله في أمرهم فلا يجدونها أو لا يستطيعون الوصول إليها، فنقول لهم: ليس شرطا أن نعلم حكمه الله في أمرنا الآن ولكن المؤكد أننا سوف نراها غدا ذلك فقط لمن أراد أن يراها ولمن أراد أن يتفكر في آيات الله واستخدم عقله الذي أعطاه له الله وميزه به عن باقي المخلوقات ربما ترين فعلا أنك لا تملكين شيئا مثلهم وربما كان عندك حق ولكن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة ومن حرم اليوم أعطي غدًا، وإذا خلت اليوم إحدى الكفتين فسوف تتوازيان غدا ذلك إن لم تكن الكفتان متوازيتان الآن بالفعل أنت لم تقولي لنا ما هي ظروفك، ولكن ما يفهم من كلماتك ومن سنك أنك صغيرة السن، كل ما يهمك الآن هو الملبس والمظهر العام وسوف تتغير فكرتك هذه ونظرك للأمور فيما بعد.
عزيزتي لا تكوني مظهرية واعلمي أن الاهتمام المبالغ فيه بالمظهر يضيع الجوهر، أنت جميلة بكيانك أنت وبمظهرك الخاص بك أنت وبأخلاقك وعقلك أنت، ثقي بنفسك فأنت بلا شك مميزة عنهن، بل وربما كان هناك من يراك أجمل منهن، ربما أيضا تلك الملابس البسيطة التي ترتدينها هي أجمل من ملابسهن الغالية الثمن، فالإنسان بنفسه لا بمظهره وكم تخفى الملابس عيوبا وتكون سترا ليس للأبدان بل للقلوب أتريدين أن تكوني كذلك؟
اجعلي أناقتك في كلامك وجمالك في عقلك وفكرك، وانظري لنفسك في المرآة وقولي ما أجملني بكوني أنا.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك، الحقيقة أن الأخت الزميلة أ.إيناس مشعل قد أحاطت في تعليقها على مشكلتك بكافة جوانب المشكلة، وأريد فقط أن أضيف أن مشكلتك في حقيقة الأمر هيَ مشكلةٌ تقع فيها بناتٌ كثيراتٌ من صاحبات الطموح والتطلع.
والطموح والتطلع سمتان طيبتان في الشخصية، وينتظرُ أن تدفع بصاحبها إلى الأفضل دائمًا، ولكن ما الذي حدثَ في حالتك؟ ولماذا تسببت بعض صفات شخصيتك في معاناتك؟ المسألة نتجت عن شيء من التسرع في الحكم وشيء من عدم الفهم لحقيقة الأمور في الدنيا التي نعيشها، وعلينا أولاً أن نقوم بتقسيم ما لدى كل إنسانٍ منا إلى جزءٍ لا يد له فيه ولكنه يستطيع تنميته وتحسينه، غالبًا إذا ما أراد وأصر، وجزءٍ يعتمد في أغلبه على ما يستطيع الإنسان تقديمه لنفسه وإضافته إلى قدراته وميزاته فإذا بدأنا بالمستوى الاجتماعي لأسرتك.
وهذا ما لا يد لك فيه فأنت ولدت لأسرة متوسطة الحال، ولكنك تستطيعين بالصبر والطموح والتطلع إلى أعلى الدرجات العلمية أن تصلي إلى مستوى اجتماعي أفضل ربما مما تتخيلين نفسك قادرةً عليه.
وأما ما هو من تبعات المستوى الاجتماعي كالثياب وغيرها فإن الأناقة ممكنةٌ بالبساطة وحسن الاختيار والتناسق ولا يشترط أن تملكي الكثير من الثياب لكي تكوني أنيقة، بل يشترط أن تتمتعي بالبساطة وحسن الاختيار كما قلت، وهذه أشياءٌ يمكنك إذا نزعت النظارة السوداء التي تنظرين بها إلى حياتك أن تكتشفيها في نفسك عليك إذن أن تبحثي عن ميزاتك (وهي بالتأكيد موجودة ولكنك لا ترينها ولذلك لم تذكريها)،
فبدلاً من التحسر على ما أنعم الله به على الآخرين وحرمك منه الآن، يفضل أن تبحثي داخل نفسك عن قدراتك وما تستطيعين تنميته من مهارات وأن تسعي إلى القراءة لكي تكوني مثقفةً ربما أكثر من الأخريات، أنت تحتاجين إلى مزيدٍ من الجهد إذن لا إلى مزيد من التحسر على ما لم تملكيه باختصار شديد هناك من يجدون متع الحياة جاهزةً في انتظارهم، وهناك من يضطرون إلى العمل من أجل توفيرها بمجهودهم في الدنيا، وهؤلاء هم الأشخاص الجديرون بالنجاح والتفوق في الحياة إذا هم أرادوه وثابروا وأصروا، بينما نجد المتمتعين بالوراثة أقل قدرةً على تحقيق النجاح وأقل إحساسًا بقيمته وبالسعادة التي تصاحبه.
في النهاية عليك أن تراجعي طريقة تفكيرك وأن تنظري إلى دروسك لا كعبء عليك بل على طريقةٍ للوصول إلى ما تطمحين إليه حتى وإن تأجل إشباعك لرغباتك بعض الشيء، فهناك ما زال العمر مديدًا إن شاء الله تعالى، وتابعيني بأخبارك.