في الحقيقة أنا أرى أن يتركها أفضل، وذلك لأسباب كثيرة منها:
ما حدث بينهما من خلوة وأنها سمحت له أن يجتمع معها في خلوة إلى آخره.. سيجعلها دائما في محل شك له، غالبا بنت المدينة لا تتأقلم مع جو الريف وكونها موافقة الآن وذلك لعاطفتها الجياشة تجاه حبيبها ولكن حين اصطدامها بالواقع سيكون لها رأي آخر، ولكونه أيضا من أسرة متدينة فسيكون جوا غريبا عليها لم تتعود عليه وحينها ستحس بأنها مقيدة الحرية في تصرفاتها التي اعتادت عليها من قبل.
وكيف له أن يرتبط بمثل هذه الفتاة التي كانت لها علاقات بأولاد من قبل غيره وأيضا قصة حب سابقة ربما كانت تتصرف مع حبيبها نفس ما فعلته معه الآن.
أرى أنه لا يرتبط بها ويبتعدا عن بعضهما وندعو الله أن يغفر لهما فالآن أفضل من بعد الزواج والدخول في مشاكل لا حصر لها.
وجزاكم الله خيرا
4/12/2006
رد المستشار
أخي الكريم
بارك الله فيك، وجزيت خيرا على مشاركتك، أحب أن أبتدئ كلامي بملاحظة أراها مهمة وهي تتعلق بعنوان الاستشارة، فقد وضعت بعنوان: أتركها أم أتزوجها.. تزوجها. وهذا ما يخالف مضمون الجواب على الاستشارة، التي وضعت أمام المستشير كافة الطرق التي يمكن أن يسلكها في تقدير المستشار وما يترتب على سلوكه إياها، ليختار عن بصيرة، ولم تفرض عليه قرارا بعينه لأنه أعلم بما يصلح له. وقد بادر الدكتور وائل مشكورا بتغيير العنوان حين نبهته إلى ذلك، فبارك الله فيه، وأعانه.
الطرح الذي قدمته يا أخي الكريم عن ارتباط الفتاة بعلاقات سابقة، هو الطرح ذاته الذي ساد في رسالة صاحب المشكلة، وقد حرصت أن أبين وجهة أخرى في التفكير لعلها جديرة بالتأمل، أما عن تقبل الفتاة للوضع الجديد فأنا معك في أنه قد يكون صعبا وقد غفلت عن إثبات ذلك في إجابتي إذ لعل الحرص على تبيان الخطوط الأصلية للعلاقة بينهما جعلني أغفل عن بعض التفاصيل رغم أهميتها ولكن ربما يكون التركيز على تأخر اليقظة لصعوبة الارتباط من قبله، ما يجعله أكثر تبصرا ومسؤولية في اختيار طريقه وقد هان السير في طريق الارتباط المقدس على شبابنا رغم خطر ذلك، وقد قال تعالى لما تكلم عن سعي الرجل للارتباط بالمرأة في فترة العدة، قال في ختام الآية: (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه) قال ابن عباس رضي الله عنه: يعلم ما في أنفسكم من صدق الرغبة في الارتباط وعدمها (بمعناه).
وصدق الرغبة في الارتباط تقتضي أن لا يسمح المرء لنفسه أن يعزز علاقته بالطرف الآخر وهو على غير ثقة من أنه يقبله فعلا، ويريده فعلا شريكا لحياته .وتمام الآية: (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن لكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم).
أسأل الله تعالى أن يهدينا جميعا إلى سبيل الرشاد في عافية.