أسطورة الذئب والحملان!! رواية جديدة!!
لنفند أوراقنا من جديد.. ونعيد النظر إليها... فتراكم الردود.. شكل تراكما على الحقائق... لست هنا بصدد تجديد الخلاف وإنما بوضع النقاط على الأحرف وإيجاد الحقائق..
أسطورة الذئب والحملان أو مسلسل الذئب والحملان.. كما يمكن تسميته.. فلم يعد من المستبعد أن تنافس أعداد حلقات هذا المسلسل أعداد حلقات بعض المسلسلات المكسيكسة... فالمرء يريد حقه أو هكذا يجب أن يكون..
الانفصال العاطفي بين الزوجين وأسطورة الذئب والحملان.. كلاهما.. كانت الردود عليهما تحمل نهجاً واحداً.. ربما لتشابه أصحاب الحق في أنهما الاثنتان تتشاركان في كونهما أنثى.. ذلك المخلوق الذي خلق ليكون خطأ، ويكون شماعة لتعليق أخطاء الجنس الآخر عليه.... فالأولى كانت مخطئة في تمنيها حياة بعيدة عن تدخل الأهل .فليس لهذا المخلوق الأنثوي حق التمني وإلا جعلناه سببا في انحراف الجنس الآخر...
وليس لها أيضا تمني نصفا قويما عادلا... والا اتهمت بأنها تتمنى ضربا من سابع المستحيلات... وإن فكرت بالزواج فهذه ضريبة تفكيرها التي يجب أن تتعظ منه الأخريات.. وبعد تضحيات يتسلل إلى ذهن هذا المخلوق فكرة نيل الحق بشرع من شروع الله.. تصبح هنا إعادتها إلى صوابها واجبة... آه نسيت أنها المخلوق قليل العقل قاصر الفهم...
أما الأخرى وإن كانت تختلف عن سابقتها في جعلها شماعة لتعليق الأخطاء، فهنا يتسنى لنا جعلها الخطأ نفسه.. فإن غارت شأنها شأن معظم الخلائق نستدل ونقول بان غيرتها كفر هكذا _كما جاء في الرد_ وبكل بساطة... أما غيرة المستشار فهي إيمان كونه ذكرا.... وإن لم ترغب بمباح -كما يمكن تسميته اعتمادا على مذهب مختلف- تتهم بأنها تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض... أما عندما لا يرغب المستشار بهذا المباح لأخته.. فهنا لا يعدو الأمر كونه ليس كل مباح مرغوب!! فسبحان الله خالق الأكوان!! فقط لكونه الرجل..
أرأيتم أن الظلم هنا ليس رأياً كما يدعي البعض وإلا لما جعله رب العالمين ظلمات يوم القيامة!!
والسؤال ما زال قائماً وما زال يطرح نفسه في أكثر من رسالة وبأكثر من لغة ومن أكثر من جنس في مدة قاربت الشهر.. ولم يتلق جواباً إلى الآن في ماهية من يصنف ضمن المُعِفِين وهو يفسد زوجا على زوجه ليناله؟؟ سؤال طال طرحه بأكثر من لغة ولو كان المرء يجيد لغة ثالثة لطرحه مجددا لعله يلقى جواباً.. ولا أدري إن كان سيلقى جوابا بعد طول انتظار قبل نشر هذه الكلمات...
لم يكن من المستبعد رؤية مشاركة ابنة العشرين بل و حتى ابنة ال10 أعوام.. فالظلم لا يحتاج إلى خبرات الأعوام حتى يتم تميزه.. فحتى الأنعام تميزه وبسهولة، وتثور ثورتها له. هذا إن استبعدنا كوننا نصنف الأنثى كهذه الأنعام... فتكريمها يتم عن طريق توفير قوت يومها و مسكن لها.. وإن حادت عن السير وفق الرغبة فمالكها يضربها.. بل ويشتمها وما لها سوى الصبر والصبر فقط وليس أي شيء آخر..
أما إن تحدثت كما يتحدث البشر و طالبت بحقوقها باستفهام.. وانتظرت أياما لتلقيه.. هنا يتسنى لنا عدم الرد على السؤال وإعطاء الحق حقه فهي لم ترق بعد إلى السمو بعالم البشر الذكري... فيكفينا إمطارها بطول المديح وزخرف الكلام ومعسولة.. فسرعان ما ستنسى ما جاءت إليه...فهي ذلك المخلوق قليل العقل... كثير العاطفة!!!
بعد كل ذلك نصنف ونقول :(أن مشكلة "توتا وزوجها" صارت مناسبة عند بعض الناس للهجوم على المستشار، وعند آخرين للهجوم على الشيعة والتشيّع)!!_لست بصدد الحديث عن البند الثاني الذي يمس الفرق الطائفية مع احترامي للطائفتين.. فمكان هذا الحديث لم يكن ليكون هنا_
أو هكذا دون سبب؟؟ يوجه الناس هجومهم لشخص دون غيره دون أدنى سبب؟؟.. نتحدث كما لو كنا نجهل الأسباب.. وكما لو كان أصل الهجوم فعلا وليس ردة فعل!!.. ولربما بدى هجوما لأن كاتبيه لم يمتلكوا فن القدرة على دس الهجوم وإخفائه في كلمات عَبِرة منمقة..
ثم نطالب _بعيدا عمن مس الفرق العقائدية رغم موافقتي بوجوب احترام كليهما_ نطالب بمزيد من الاحترام؟؟ وهل أعطينا الاحترام كما يجب لنطالب غيرنا بإعطائه لنا؟؟
فاقد الشيء لا يعطيه.. فكلمة احترام ليست كلمات نبدأ بمفرداتها في أول الرسالة وآخرها... وكلمة احترام ليست كلمات منمقة وأثير معسول نملأ به ردودنا و كأن محدثنا سينسى ما جاء إليه بهذه الطريقة!!... فأين احترام العقليات هنا؟؟ ليتم المطالبة باحترام عقليات مماثل؟؟
ثم تذكر هذه الأنثى أو تلك أن عليها زرع الورود في طريق الناس.. كل الناس.. وكأنها ليست أكثر المخلوقات محبة للورود وزرعها في كل مكان.. لكن ليس لحد السذاجة!!
وأعيد كلماتي السابقة في أنني لست ضد أو بصدد بقاء الزوجة أو تركها لزوجها.. فهي الأكثر قدرة على معرفة قدراتها وهي الأكثر قدرة على التحديد.. لكني ضد زخرفة حروف الظلم، وتسمية المسميات بغير أسمائها... أقول قولي هذا الآن متمنية لهذا الجدل أن يتوقف.. رغم أنني خضت فيه مرغمة كمحاولة أخيرة.. فلا أجد من ورائه طائلاً سوى هدر الوقت والطاقات وجني الفتات...
خاتمة بالمقولة الشهيرة التي قيلت لعمر ابن الخطاب رضي الله عنه: (عدلت فأمنت فنمت يا عمر).
26/11/2006
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت "أنثى" حفظك الله؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أجبنا للتو على رسالتك السابقة، وبما أنك قد كتبت رسالة ثانية، يعني أن هذا الموضوع قد أخذ حيزاً كبيراً من اهتمامك، معك حق! فهذه القصة هي قصة الكثيرات في مجتمعنا، خاصة إذا أردنَ أن ينتحلنَ اسماً مبهماً كأنما كل الإناث تجسدوا في الكاتبة.
أختي الكريمة! لم تكتبي حتى كم يبلغ عمرك لكي نعرف مع من نتحدث؟! أردتِ فعلاً أن تمثلي كل الفتيات بكل الأعمار. في هذه القصة، يصلح أن نتذكر ما طلبه الباري عزّ وجلّ منا في حال التعامل بين الزوجين، ناهيكِ عن ما طلبه سبحانه في طريقة التعامل بين كل أفراد المجتمع.
ففي العلاقة الأولى: طلب منا أن نتعامل بمودة ورحمة، ولم يذكر كلمات قانونية عن الحقوق والواجبات، وأعتقد يا أختي الكريمة بأننا جميعاً نعرف ما معنى المودة والرحمة! ذلك ليس بأن نقول للزوج اذهب أنت وأتِ بكوب الماء، فلي نفس الحقوق كما لك. وكذلك ليس بأن يقول الرجل للمرأة بأنه عليها التزام.
المنزل وعدم مواجهة الناس لأن الشرع سمح له بوضع الحجر عليها، وأن لا تتحرك إلا بإذنه، فإذا أردنا أن يتعامل الزوجين على هذه المبادئ لانتهت معظم الزيجات بالطلاق ومنذ شهر العسل.
لقد أجحفتِ بحق الأنثى عندما قلتِ بأنها "المخلوق الخطأ، قليل العقل، قاصر الفهم" وإلا لما وُضِعَت الجنة تحت أقدامها، فهي أمنا وأختنا وابنتنا وحبيبتنا... فكيف نستطيع أن نصفها إلا بأحسن الصفات، وكم هنالك من امرأة تساوي آلاف الرجال؟! وكم نجد في المجتمع من رجال لا يتساوون بأهون المخلوقات.
نذكر بأننا كنا في صدد إيجاد حل لامرأة أستاذة في هذا المجتمع، ولم نكن أمام قوس المحكمة لكي نحكم على أحد الطرفين، لمَن الحق ومَن يقع عليه الحق؟!
إذاً، كان ردنا على السيدة "توتا" هو حلاً وليس حكما. وفي ذلك أحكمنا المبدأ الأساسي للزواج وهو المودة والرحمة، وإلا لكنا مثلك نثور لقصتها ونحمل سيف النقمة على ذلك الزوج ونقطع رأسه قبل أن نسمح له بطلب المغفرة والتوبة.
إذن، إنه الحل الذي اقترحناه على السيدة توتا، ولم يكن الحكم الذي صدر من أفواه الكثيرات من الأخوات، وما زلنا نعتقد بأن الأمثل هو أن نعيد ذلك الزوج إلى كنف العائلة ولا أن نحكم عليه بالنفي. وعلى المُصلح دائماً أن يُظهر محاسن الطرف الآخر ويذكّر بشوائب الطرف المواجه لكي يقرب وجهات النظر ويسهل عليه الحل التوافقي. وأعتقد أن الكثيرات منكن خضن تجربة إصلاح ذات البين، ولو مرة واحدة في الحياة.
أخيراً، أذكّر بأن الدين كما المبادئ الاجتماعية المثالية تطلب منا من ناحية أخرى التعامل في ما بيننا باحترام ومحبة، وقد أتت بذلك كل التعاليم والشرائع "أحبب لأخيك ما تحب لنفسك" "عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك"... فلربما يكون شعورك قد تأذى من بعض المداخلات الهجومية، أما نحن فقد تقبلنا ذلك بصدر رحب مدركين بأن المجتمع باقة من الورود ولكل وردة عبيرها المميز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويتبع........: أسطورة الذئب والحملان م مشاركة
.......: أسطورة الذئب والحملان.. مشاركة مستشار4
........: أسطورة الذئب والحملان مشاركة 17