ومازلت أعاني
أنا صاحبة المشكلة التي بعنوان الرهاب الاجتماعي.... لقد وفقني الله لوظيفة مرموقة بعد المرور بعده مقابلات شخصية في أماكن متفرقة باءت بالفشل ولكن ومن أجل أنني في بعض الأوقات أبدو بمظهر الواثقة من نفسها فلقد اجتزت اختبارات هذه الوظيفة المرموقة ولله الحمد ولكن......... ما زالت لدي مشكلة أو عدة مشاكل مجتمعه منها أنني أشعر دائما أنني غير واثقة من نفسي وأنني غير محبوبة من زملائي كما أنني أقابل أناسا في مجال العمل أصحاب شخصيات مريضه حيث لا يتوانون عن افتعال مشاكل أو خلافات معي "مثلا التعامل معي بقله ذوق عن عمد وما إلى ذلك".
وللأسف لم أتعلم كيف أواجه مثل تلك الشخصيات و كيف أضع حدودا لا يتجاوزوها بدون انفعال زائد قد يفقدني احترام الناس لشخصيتي... أعلم من داخلي أنني لست ضعيفة بدليل العديد من المواقف والمشاكل العاطفية التي مررت بها وواجهتها بقوه ولكني عاجزة عن رد بعض الإهانات في العمل بطريقه بها خبرة في التعامل وليس مجرد رد فعل غاضي أهوج أبدو به كطفله "مع العلم أنني لم أفعل هذا" بل كان التجاهل والصمت هو رد فعلي مما يعذبني جدا....
أريد أن أتعلم كيف أثق في شخصيتي وأتصالح مع ذاتي كيف أعطي انطباعا لدي من يقابلني لأول مرة أنني قوية وواثقة من نفسي؟؟ لقد كرهت الناس وكرهت التعامل معهم ولكنني لن أرضى أن أنهزم أو اترك العمل حيث سأظل للأبد أشعر بالهزيمة والضعف ولكنني تعبت والله جدا وعلى استعداد أن أزور دكتور نفسي لأبدأ معه ما يسمى العلاج المعرفي السلوكي فهل ذلك يمكن أن يفيدني؟؟ وما هذا العلاج بالظبط؟؟ هل يمكن أن يكون ضعف الشخصية وراثيا؟؟؟
أرجو الرد سريعا فأنا أعيش أسود أيام حياتي.
وجزاكم الله خيرا.
15/12/2006
رد المستشار
أختي العزيزة؛
ألف مبروك وتمنياتي القلبية لك بدوام النجاح في العمل، وكم أنا سعيد بإقدامك على العمل في وظيفة مرموقة؛ فمن فضلك حافظي على عملك واستمري فيه مهما واجهك من صعاب، ويسعدني أن أسمع وأقرأ بعض كلماتك مثل: "لن أرضى أن أنهزم أو أترك العمل حيث سأظل للأبد أشعر بالهزيمة والضعف"، وهذه الكلمات أريدها دائما وضاءة منيرة في عقلك وفكرك مهما لاقيتي من متاعب وصعاب كالأمواج العاتية في بحر الحياة الهائج المتلاطم الأمواج؛ فما أجمل الانتصار على ضعف النفس والتغلب عليه، واعلمي أختي الفاضلة أنك ستواجهين أصنافاً من البشر تتعجبين من أمورهم وتصرفاتهم، ولكن عليك دائماً بالرجوع إلى قيمنا الدينية الأخلاقية الوسطية المعتدلة، وليكن ذلك هو مقياسك الذي تقوِّمين به من تختلطين بهم من البشر، ومن تجدينه بعيداً عن هذه القيم الأخلاقية الوسطية المعتدلة فتجنبيه وابتعدي عنه، والعكس صحيح.
ومن المهم أيضا ألا تغرك مظاهر الناس، فقد يبدو شخص خلوقاً رزينا ديناً وهو من أبالسة البشر، وقد يبدو شخصاً بغيضاً غليظاً جافاً ولكن قلبه من النقاء والطهر ما يرقى إلى مستوى قلوب الملائكة. ولكي تعرفي أصناف البشر فلابد من مخالطتهم، ويساعدك على ذلك القراءة في علم النفس بصورة عامة وعلم نفس الشخصية على وجه التحديد، وستعرفين أيضا من خلال القراءة في علم النفس أن دور الوراثة في الشخصية –مهما كانت ضعيفة- يمكن تعديله وتحسينه بأنواع العلاجات النفسية المختلفة.
وكما نصحتك من قبل تابعي قراءة "كتاب تأكيد الذات" على هذا الموقع.
أما طلبك التدريب على العلاج السلوكي المعرفي فيوجد على الموقع "مستشارونا" ويمكنك التواصل مع واحد منهم من سكان القاهرة القريبين منك، وهذه بالطبع خطوة أخرى نصفق لك عليها. ولأخذ فكرة عن هذا العلاج ستجدين سلسلة من "المقالات" عنه للدكتور محمد شريف سالم على هذا الموقع.
وفي النهاية أنصحك بالمداومة على الذهاب لطبيبك النفسي المُعالج، وأن تأخذي العلاج الذي يصفه لك بانتظام، وذلك لتتخلصي من هذا "السواد" في حياتك كما تقولين، وإن حدث من العلاج أي أعراض جانبية فيمكنك استشارته فوراً ولو بالتليفون؛ فلا يُعقل أن يكون هناك عقاقير تُعالج الاكتئاب والإحساس بالظلام والسواد في الحياة ولا نذهب ونطلبها من الطبيب المعالج بحجة أن لهذه العقاقير آثار جانبية!!!!. أليست هذه الآثار الجانبية مهما كانت أخف وطأة من المعاناة والكبد من الاكتئاب؟؟!!.
وكما قلت مرراً فإن العلاج النفسي سواء بالجلسات أو بالعقاقير يحتاج من المريض إلى الصبر والمثابرة، والشفاء من حظك ونصيبك بإذن الله تعالى.
ويتبع >>>>>: الرهاب الاجتماعي م1