ماذا بعد ؟!!!؟؟
السادة مستشاري مجانين المحترمين... الدكتور وائل المحترم.... بداية أهنئكم على هذا الموقع الرائع وأود أن أشرح لكم مشكلتي وربما أطيل عليكم ولكن ذلك بسبب عمق هذه المشكلة وتشعبها فأرجو ألا يسبب هذا لكم الإزعاج....
مشكلتي هي انعدام الحياة الجنسية بيني وبين زوجي وقد بدأت هذه المشكلة منذ ليلة الزفاف حيث فشلنا وقتها بإتمام العملية وقد أحسست يومها بضعف الرغبة الجنسية عند زوجي ولكني وبحكم كوني لا أعلم شيئا عن هذه المواضيع فلم أثر هذا الموضوع خوفا من أن أكون مخطئة.... المهم مضت الأيام ولم يحدث أي جديد سوى بعض المحاولات الفاشلة التي لم تثمر شيئاً... طبعا خلال هذه الفترة قام زوجي بمراجعة الأطباء الذين نصحوه باستخدام الأدوية المقوية (الفياجرا وما شابه) ولكن ذلك لم يؤدي إلى شيء كذلك قام أحد الأطباء بإعطائه الإبر الموضعية والتي تسبب انتصاباً في القضيب لمدة ساعتين ولكن حتى هذا لم يفعل شيئا...
خلال هذه الفترة اكتشفت أن زوجي يتناول دواء (الليثيوم) وقد أخبرني أن طبيباً أعطاه إياه نتيجة لمشكلة نفسية مر بها قبل زواجي بحوالي ست سنوات وقد أخبرني أنه لا يعلم ما هو هذا المرض ولكنه مضطر لأخذ الدواء على مدى الحياة وقد استفسرت منه عن أعراض هذا المرض فقال إنه يصاب بأرق واكتئاب كذلك فهو يصبح كثير الكلام.... وقد أصيب بنوبة بعد ذلك وأخذ يتناول الأدوية المخصصة لها ولكني لم استطع الاطلاع عليها لأنه كان يأخذها بمعرفة والدته وحدها وحتى دون أن يطلعني عليها... طبعا أخبرني أن هذا الدواء لا علاقة له بمشكلتنا الجنسية.
المهم بعد زواجنا بحوالي سنة اكتشفنا أنه مصاب بالسكري الغير معتمد على الأنسولين طبعا راجعنا الأطباء الذين أعطوه الأدوية والحمية المناسبة وقد التزم بها فترة من الزمن لكنه عاد إلى عاداته الغذائية السابقة. المهم أن السكري عنده الآن غير مستقر فأحياناً يكون ضمن الحدود الطبيعية وأحيانا يرتفع حتى يصل لما فوق 250... وقد تابعنا حياتنا متجاوزين للمشكلة ودون أن نجد حلاً لمشكلة العلاقة الجنسية فيما بيننا... وقد راجعنا حتى الآن العديد من الأطباء ومن مختلف الاختصاصات معظم الأطباء أشاروا إلى عدم وجود مشكلة عضوية وخصوصاً أن زوجي يتمتع بالانتصاب الليلي والاحتلام بين فترة وأخرى (كل شهرين أو ثلاثة وأحياناً مرتين في الشهر) ولكن عندما نكون مع بعضنا فإنه غالباً يحصل على انتصاب غير كامل كما يعاني من ضعف الرغبة الجنسية أو انعدامها في معظم الأحيان كذلك يعاني من عدم القذف...
في السنتين الأخيرتين لم نقم بأي محاولة وذلك بسبب اليأس الذي سيطر علينا من عدم قدرتنا على المشاركة الجنسية... ونحن لا نثير هذا الموضوع إلا كل بضعة أشهر يقترح هو خلالها أن نقوم بمحاولة الإنجاب بغض النظر عن العملية الجنسية (طفل الأنبوب أو الزرع الصناعي) ولكننا لم نتقدم حتى في ذلك لأنه لم يستطع القيام بتحليل السائل المنوي فهو لم يستطع حتى الاستمناء...
بالنسبة لي أنا لم أيئس من محاولة أن أعيش حياة جنسية سليمة لذلك طلبت من زوجي أن نراجع طبيباً نفسياً وفعلا فقد استجاب لطلبي ولكن دون قناعة وقمنا بمراجعة الطبيب فأخبرنا أن للأدوية التي يستخدمها دورا في وضعنا الجنسي... وقد وصف لنا مجموعة من الأدوية هي (أولانزيبين5 ملغ 0.5 حبة يوميا-ترازون هيدروكلورايد50 -حبة يوميا على مرحلتين- تادالافيل10ملغ حبة يوميا-سوبر 5ملغ حبة يوميا) كما طلب منه الطبيب التوقف عن تناول الليثيوم لفترة من الزمن مع المراقبة المستمرة لعدم حدوث أي نوبة... وقد رفض زوجي رفضاً باتاُ تناول أيا من الأدوية وخصوصاً بعد أن قرأ استخداماتها وأعراضها الجانبية... وأخبرني أنه قد عانى طويلاً من الأدوية النفسية وأنا لا يريد أن يكرر ذلك.. وقد راجعنا بعد ذلك طبيب الأمراض العصبية والذي من خلال تحليل الأعصاب المعصبة للقضيب أكتشف أنها لا تعمل بشكل جيد... ولكننا أيضا لم نتابع معه...
هذه هي مشكلتي وأريد الآن أن أفند في الأسئلة :
1- ما هو مرض زوجي النفسي... ما هي أعراضه؟؟؟ أدويته؟؟؟ وهل فعلاً له تأثير على وضعنا الجنسي... وكيف أستطيع أن أتعامل معه...
2- ما رأي حضرتكم في الأدوية والاستشارة النفسية التي قدمها لنا الطبيب النفسي...
3- هل تنصحوني بمحاولة الإنجاب دون السعي لحل المشكلة الأساسية؟؟؟؟ وكيف السبيل إلى ذلك إذا كان زوجي غير قادر على إخراج السائل المنوي؟؟؟
4- بصراحة لقد بدأت أتعود على نمط الحياة دون وجود لعلاقة جنسية تربطني مع زوجي وخصوصاً أننا متحابين ومتفاهمين بشكل جيد
وأخشى أن يؤثر هذا على العلاج في المستقبل فبماذا تنصحوني؟؟؟؟؟؟
5- ما هو تشخيصكم للمشكلة وكيف برأيكم يكون الحل؟؟؟؟
في النهاية آسف لأنني أطلت ولكني كنت بحاجة لأن أحيطكم بنواحي المشكلة...
وأرجو أن أجد لديكم الجواب الشافي وشكراً.
15/12/2006
رد المستشار
أختي الفاضلة؛
تحية طيبة وأهلاً ومرحباً بك على مجانين، والشكر الجزيل الجليل يا سيدتي على لغتك العربية الراقية الجميلة، وهذا أمر نادر الحدوث ممن يرسلون استشاراتهم لمجانين، ويعلم الله عز وجل أنه من الاستشارات ما أقضي في تصحيح لغته أكثر من ساعتين، فقد أجد في كل سطر مثلاً 3 أخطاء إملائية وغيرهم من أخطاء نحوية وأخطاء في الأسلوب، ورغم ذلك يكتب صاحب الاستشارة سبع صفحات!!!!، إي والله!!، وطبعاً إما أن يصحح تلك الأخطاء العبد لله أو الدكتور وائل، فلنا الله، ولذا أكرر شكري مرة أخرى لبراعتك في الكتابة.
لقد سألت أختي القنوعة خمسة أسئلة مركبة، وسأحاول الإجابة عنهم جميعاً بإذن الله...
بالنسبة لمرض زوجك فهو مرض الاضطراب الوجداني الثناقطبي، وأهم أعراضه كما ذكرت أنت: حدوث نوبات من الاكتئاب أو الهوس، وقد يصاحب نوبات الاكتئاب الحزن والضيق والأرق والإحساس بالزهد في الحياة ونقص الشهية وقلة الرغبة في الجنس أو الرغبة أحياناً في الموت، أو عدم الرغبة في الكلام أو عدم الرغبة في الاختلاط بالناس، أما نوبات الهوس فهي على النقيض من نوبات الاكتئاب حيث تتميز بكثرة الكلام والابتهاج الزائد والضحك بصورة غير طبيعية أو ازدياد القلق مع ازدياد الرغبة الجنسية أحيانا ونقد الناس والسخرية منهم أحياناً مع الإسراف والتبذير، وأحياناً تصيب المريض ضلالات الشك أو الغيرة أو الإحساس بالعظمة أو الاضطهاد، وأحياناً بعض الهلاوس السمعية أو البصرية، وتتفق نوبات الهوس والاكتئاب في قلة الطعام والنوم، وقد تكون النوبة المرضية خليطاً من أعراض القلق والاكتئاب أو خليطاً من أعراض الاكتئاب مع الابتهاج والهوس.
ومن الواضح أن زوجك وأمه حريصان على العلاج وهذا شيء جيد، فلماذا لا تذهبي معه أنت إلى طبيبه الذي وصف له العلاج بالليثيوم والأدوية الأخرى؟؟!!، وهذا سيساعدك على وصف الآثار الجانبية للأدوية النفسية التي يأخذها زوجك لطبيبه المعالج، ومن الآثار الجانبية لبعض الأدوية النفسية: ضعف الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب في عدد من المرضى الذين يستخدمون تلك الأدوية، وضعف الجنس ليس عرضاً جانبياً مشهوراً عن عقار الليثيوم، والحمد لله فأنت متقبلة لاستمرار الحياة مع هذا الزوج الودود الطيب الخلق بكل حسناتها وسيئاتها، وهذا يا سيدتي من أصلك الطيب وكرم أخلاقك أيضاً.
وكما لاحظت يا سيدتي أن هذا الاضطراب له العديد من الصور والأعراض المرضية وتفاوت النوبات في الشدة؛ ويستتبع ذلك تعدد صور وأنواع العلاجات المستخدمة والتي من أهمها:
- مثبتات المزاج مثل: الليثيوم والتيجريتول والديباكين واللاميكتال والتوباماكس ومضادات الذهان الحديثة (غير الاعتيادية)، والجابابنتين أو النيورونتين.
- مضادات الذهان الاعتيادية مثل سارينيز وستيلازين ودوجماتيل وفلوناكسول وكلوبيكسول وأوراب وموديكيت، وغير الاعتيادية مثل زيبركسا أو أولانزابين وريسبيردال وسيروكويل وليبونيكس وسوليان وأبيِلِيِفَي: وذلك إذا كان لدى المريض هلاوس أو ضلالات أوكلاهما.
- مضادات الاكتئاب كالترازولان والفافيرين والبروزاك والسيروكسات والريميرون والسيبرام والسيبراليكس واللُسترال والإيفيكسور والتريبتزول والتوفرانيل والأنافرانيل: وذلك إذا كان لدى المريض أعراض اكتئابية كالضيق والحزن وفقدان الأمل في الحياة.
وقد يعطي الطبيب للمريض خليط من هذه الأدوية حتى تزول الأعراض المرضية للاضطراب الوجداني الثناقطبي، وأرى أختي العزيزة أنك تتعاملين مع زوجك بصورة طيبة وفقاً لما ذكرته من تفاصيل في رسالتك، وينقصك أن تقرئي عن هذا الاضطراب بعد أن أخبرتك بأرجح تشخيص له، وعليك أيضاً أن تتعرفي على الطبيب النفسي المعالج لزوجك، وذلك عن طريق زوجك حتى تتمكني من مساعدة زوجك والطبيب النفساني في اختيار العلاج المناسب لحالة زوجك؛ فهناك أدوية نفسية قد تحسن الحالة الجنسية لدى بعض المرضى النفسيين مثل: الترازولان هيدروكلوريد والريميرون والسيروكويل والأبيليفي والويلبيوترين.
كما أن هناك أدوية نفسية قد تزيد من اضطراب السكر والحالة الجنسية لدى بعض المرضى مثل الأولانزابين!!. وبالنسبة للتيجريتول والنيورونتين مثلاً كمثبت للمزاج فله خاصية تحسين تغذية الأعصاب الموجودة في جسم مريض السكري وبالذات الأعصاب الطرفية كأعصاب القضيب، وكذلك أعصاب القدمين واليدين الذين قد يصيبهم التنميل والخدلان في مرضى السكري.
وأنصحك بقراءة الاستشارات التالية:
الاضطراب الوجداني الثنائي القطب (الثناقطبي(
الاضطراب الثناقطبي المختلط
نوبات الهوس: جزء من اضطراب أشمل
الشخصية الفَـرَح انْقباضية والشُّوَاق والإنترنت !
الانهيار الدوري واليويو : شخصية فرح-انقباضية
اكتئاب أم فصام وهل هناك احتمالات بارانويا؟
الاكتئاب الجسيم ، وماذا بعد ؟؟
غضب الله أم اكتئاب ؟
بالنسبة لموضوع محاولة الإنجاب أقول: ابدئي فوراً بمحاولة العلاج، فاذهبي لأحد المراكز المشهورة بعلاج العقم عندكم بالأردن؛ حيث أتقن بعض أطباء العقم الآن سحب الحيوانات المنوية من خصية الزوج ثم تنشيطها وتركيزها وحقنها في الزوجة، وأحيانا تلقيح بويضة الزوجة نفسها بالمجهر (الحقن المجهري)، وذلك إذا كان عدد الحيوانات المنوية ضئيلا لدى الزوج، ومن الواضح أختي العزيزة أيضاً أنك عاقلة وحكيمة وصبورة جداً، فلا تيأسي ولا تملي من علاج زوجك، "وبشر الصابرين"...
وبعد أن أجبت على أسئلتك؛ أكرر الدعاء لكما بدوام المودة والرحمة بينكما، وأن يرزقكما الله قريباً بأكثر من مولود تقر أعينكما بهم، وأن يتعافى زوجك من مرضه بإذن الله، وأن يديم عليكما استقرار حياتكما الزوجية، ولا يسعني إلا أن أبدي إعجابي الشديد بقناعتك لما أعطاك الله عز وجل في الحياة وأقول: اللهم قنعنا بما أعطيتنا...آمين...
وأتمنى أن أسمع منك أخباراً طيبة قريباً بإذن الله.