أنا بنت مدينة وهم فلاحون..!؟
بعد التحية أنا متزوجة ولا يوجد معي أطفال مع العلم أني في الثانوية العامة وزوجي يكبرني بعشر سنوات، ولقد رحلت معه إلى بلدته التي تقع في أقصى الشمال بينما بلدتي أنا تقع في أقصى جنوب مصر.
المهم أنني رحلت معه بكامل رغبتي وأهله في البداية رحبوا بي وبعد ذلك بدؤوا تغيير معاملتهم لي والسبب أن عاداتي مختلفة تماما عنهم مع المعذرة لأني بنت مدينة وهم فلاحون، لذلك هم يريدون أن أتأقلم معهم وهذا بالفعل مستحيل!
وزوجي يعمل خارج البلدة التي نسكن فيها ويتركني لمدة أربعة أيام كل أسبوع بمفردي مع أهله الذين يتشاكلون معي باستمرار أثناء غيابه
وأنا الآن في بيت أبي في بلدي، وذلك بعد أن حاولت معه بجميع الطرق لكن دون حل وأنا لا أريد الطلاق منه.
أريد حلاااا سريعا جدا
ملاحظة***** المشكلة الفعلية مع أهل زوجي شكرا.
5/10/2003
رد المستشار
الأخت العزيزة، أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في موقعنا واختيارك لصفحتنا استشارات مجانين، الواقع أن أكثر ما يشعر الإنسان بالضيق هو أن يشعر بأن هناك من يتكبر عليه أو يشعره بأنه أقل منه أو أن حياته التي تلائم عليها غير لائقة لقد لفت انتباهي قولك"هم فلاحون وأنا بنت مدينة"!
أعتقد أننا هنا وصلنا لبيت القصيد في مشكلتك هذه! إن السبب وراء تشاجرهم معك هو إحساسهم بأنك تتكبرين عليهم وتشعرينهم بأنك أفضل منهم فالفلاحون أناس بسطاء في كل شئ وأكثر ما يؤلمهم هو أن يشعرهم أحد بأنهم غير لائقين له أو أقل منه، ثم لماذا تنفرين منهم هكذا؟ أهم لا قدر الله لديهم أمراض معدية أم أن رائحتهم كريهة؟!!؟
ماذا يعيبهم أو يشوب معيشتهم ألم تعلمي عند ارتباطك بزوجك هذا أنه يعيش مع أهله الفلاحين ووضعت في اعتبارك ذلك أم أنك توقعت أن لن يكون هناك احتكاك وتعامل بينك وبينهم؟ أو توقعت أن ينحنوا لك تقديرًا لأنك بنت مدينة وهم فلاحون؟؟ إنها فقط مسألة حظ أن تولدي في مدينة ويولدون هم في الريف ولا أرى في ذلك أي عيب أو نقص أبدا كل الفرق بينك وبينهم اختلاف في أسلوب الحياة إذن لقد ساهمت أنت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في حدوث هذه المشكلة ويمكنك تلافيها إذا أردت، مثلا تباسطي معهم ولا تشعريهم بأن حياتهم هذه غير لائقة أنا لا أقول لك عيشي مثلهم ولكن فقط تبسطي معهم فأهل الريف يحبون من يباسطهم ويشعرهم بأنه واحد منهم.
وكما قال المثل قديما خاطبوا الناس على قدر عقولهم، وكوني ما تريدين في منزلك الخاص ومع زوجك والأولاد القادمون إن شاء الله، إنك مازلت في بداية حياتك وتتوقفين أمام مشكلة بسيطة تستطيعين معالجتها بمنتهى اللباقة والهدوء دون اللجوء للأهل وترك المنزل، إن ما تعانين منه تعانى منه كل المتزوجات حديثا وخاصة من ينتقلن للعيش في بيئات تختلف عن بيئتهم كل ذلك نتيجة لاختلاف العادات والتقاليد وأسلوب وطريقة المعيشة، ولكنك سوف تعتادينها ما دمت ترفضين الطلاق!
لأنها هي الحياة التي قبلت واخترت أن تحييها وكما أنك لا ترضين بأسلوب معيشتهم فلا تفرضي عليهم أسلوب معيشتك، اعرفي كيف يعيشون وكيف يفكرون وعامليهم على هذا الأساس واعلمي أنهم الآن أهلك وأهل أطفالك القادمين وراعى الله في معاملتك لهم ، وأكرميهم من أجل ذلك ومن أجل زوجك. كوني إذن سباقة بالخير فلا يوجد من يغضب أو يتشاجر مع الآخرين دون سبب فامنعي عنهم الأسباب حتى تسير حياتك بسلام.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك الحقيقة أن الأخت الزميلة أ.إيناس مشعل، قد وضحت لك رأينا ونصيحتنا لك جيدًا لكنني أيتها الابنة العزيزة أرى أن إفادتك جاءت أقصر من اللازم بالرغم من أهمية الموضوع الذي تطرحينه فيها بالنسبة لك ولنا، فمن الواضح أنك تعلقت بزوجك تعلق المسلمة الطيبة بزوجها، وهذا شيء طيب ولكنك في نفس الوقت لم تتمكني من التأقلم مع أهل زوجك فما الذي يعنيه ذلك؟ أنت لم توضحي لنا شيئًا في الحقيقة من التفاصيل!
فما معنى أنك بنت مدينة وأنهم فلاحون؟ هل يطلبون منك مثلاً أن تذهبي معهم إلى الحقل أو أن تقومي بحلب الجاموسة؟ إن هذا هو ما قد يفهم من إفادتك وهو الذي إن صدق فأنت تكونين على حق تماما في صعوبة التأقلم، إلا أنني أحس أن في الأمر شيئًا آخر! من المهم أيضًا أن نعرف من هم أعضاء أسرة ذلك الزوج؟ الذين يتركك زوجك معهم أربعة أيام كل أسبوع! هل تقصدين أمه وأخته فقط أم أن له كثيرين من الأخوة؟ ومن المهم أن نعرف أصلاً ما الذي يشعرون به تجاهك وما هي نوعية المشاكل التي تحدث بينك وبينهم؟
كما أن من المهم بمكان أن نذكرك بأن المفترض هو أنك أضفت إلى أسرة زوجك أي أنك أصبحت واحدةً من أعضاء أسرته، وربما بدرجة أكبر بكثير من العكس (أي من إضافة زوجك إلى أسرتك أنت) فهكذا عرف المجتمع الذي تعيشين فيه!، فإذا كنت قبلت بكل إرادتك أن تذهبي مع هذا الزوج من مدينةٍ في أقصى جنوب البلاد إلى قرية في أقصى شمالها، فلماذا وجدت التأقلم صعبًا؟
هذا سؤالٌ يحتاج إلى إجابة، مع ضرورة تذكيرك بأن زوجك الطيب هذا الذي عبرت أكثر من مرةٍ عن أنه لا توجد مشاكل بينك وبينه، هذا الزوج الطيب المحب لن يبقى طويلاً كذلك إذا ظللت على إصرارك بأنك لن تستطيعي التأقلم مع أفراد أسرته! فهو الآن بين اختيارين هما: أن يختار زوجةً ترفض أن تكونَ واحدةً كالأخريات في أسرته، أو أن يختار أسرته التي ينتمي إليها أيا كانت تلك الأسرة! فيما عدا أن تكونَ علاقته هو شخصيا بهم سيئة لأنهم أناس سيئون مثلا وهذا ما لا يبدو أنه الواقع!،
ولذلك فإن ما يحدث الآن هو أنك وربما أهله أيضًا يضعونه في صراع هو من أصعب أنواع الصراعات! وهو إذا اختار تفضيلك أنت على أعضاء أسرته سيكونُ مخطئا بالتأكيد، وأنت أيضًا ستكونين مخطأة إذا قبلت ذلك واعتبرته انتصارًا لأنه في هذه الحالة تأكدي أن الدائرة ستدور عليك، ومن يبيع أسرته القديمة من أجل عيني زوجته يوما يبيع أسرته الجديدة بما فيها زوجته لعيني حبيبة قد تقتحم عليه حياته يوما ما! إذن فلن تكوني منتصرة!
والزوجة الذكية هي من تزيد انتماء زوجها لأسرته وليست هي من تنزعه منهم! بالرغم من كل ذكرته لك فإنني أرى أن لديك رغم عدم إنجابك حتى الآن نقاطًا في صالحك أهمها أنه يحبك ويحافظ حتى الآن على مشاعرك، ولكن لديك نقاط ضعف أيضًا من أهمها أنك طالبة في الثانوية العامة ولا وقت لديك للدخول في منازعات، كما أن عجزك عن الوصول إلى التأقلم مع أهل زوجك لا يمكن أن يحسب لك خاصةً وأنت لم تنجبي، وربما تكونين نويت تأجيل الإنجاب إلى أن تنتهي من أزمة الثانوية العامة.
وسوف أحيلك الآن إلى بعض الردود السابقة لمستشارينا على صفحتنا استشارات مجانين لتعرفي كثيرًا من الآراء حول اختيار شريك الحياة وحول التعامل مع الحوادث ولتغيرات التي تطرأ بعد الزواج ما كانا معروفا أنه سيحدث (مثلما هو في حالتك على الأغلب)، وما لم يكن ولكنه حدث لمركبة الأسرة الجديدة وهي تسير، كما أن في هذه الردود بعضًا من الحديث عن آثار الطلاق السيئة (لا قدره الله لك)، فانقري إذن على العناوين التالية واحدًا بعد واحد:
اختيار شريك الحياة هل من ضابط
حبيبي، هل يصلح أبا لأبنائي؟
وجهة نظر حول الحب مشاركه
التوافق بين الزوجين: قواعد عامة
مشاعر الطلاق لماذا المطلقة منبوذة؟!
وفي النهاية أكرر لك أننا نريد منك توضيحا لنوعية المشكلات وبالتفصيل لأن ما ذكرته لا يكفي، فتابعينا بأخبارك، وأهلا بك دائما.