بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم وشكر الله لكم هذه الجهود العظيمة لمساعدة الناس في حل مشاكلهم أسأل الله تعالى أن يدخرها لكم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
أخي الأصغر يبلغ 31 عاما. أدمن الحشيش والمخدرات في سن مبكرة جدا لما كان عمره 14 سنة. دخل مصحة نفسية مرتين ويتابع لحد الآن علاجا نفسيا مع الطبيب ويأخذ الدواء الذي يصفه له بانتظام... ولكن!!! هنا تبدأ المشكلة التي تؤرقني وتأخذ مني الكثير حيث إنه لا يتبع نصائح الطبيب الذي أكد أكثر من مرة أن الدواء لوحده لا ولن يحل المشكلة بل المفروض أن يبتعد نهائيا عن كل أنواع المخدرات وأن الدواء مجرد مساعد له لكي يستطيع التخلص تدريجيا من ذلك السم القاتل.. إلا أن أخي لا ينقطع أبدا عن تعاطيه.
هو منقطع عن الدراسة من مدة طويلة بحيث لم يكمل حتى تعليمه الثانوي. مأكله وملبسه ودواؤه بل وحتى سجائره كلها من عند والدي.. عرضنا عليه أنا وإخواني أكثر من مرة أن يدخل لأحد المعاهد كي يحصل على شهادة تؤهله لإيجاد عمل شريف ونتكلف نحن بمصاريف المعهد ولكنه رفض الفكرة من أساسها.. عرضنا عليه أن يبحث بجدية عن أي مشروع صغير يستطيع أن يقدر مسؤوليته فيه رفض أيضا.. واقترح بالمقابل أن نعطيه مبلغا من المال فيشتري بضاعة ويعيد بيعها فكنا هذه المرة نحن من نرفض ليس لأجل المال ولكن لأنه سبق أن قال نفس الشيء من حوالي 9 سنوات وأعطيناه المبلغ الذي طلبه وفعلا اشترى سلعة وأعاد بيعها ولكنه ما إن حصل على الربح حتى صرفه كله في المخدرات وكاد يودي بحياته ساعتها حتى أدخلناه المصحة النفسية وسهرانا على علاجه مدة طويلة.
هو الآن لا يعمل شيئا يأكل وينام بغير وقت وكل مرة نكتشف أنه سرق شيئا من البيت وباعه بأبخس ثمن لكي يشتري السم الذي يقتل به نفسه ليل نهار... لدرجة أن كل واحد منا في البيت يضطر لإغلاق غرفته بالمفتاح وكأننا نعيش في مكان غريب ليس بيتنا الذي من المفروض أن نحس فيه بالأمان بمجرد دخوله...
أحيانا كثيرة يطلب مني مبلغا من المال فأرفض أن أعطيه وأذكره بأفعاله وسرقته لأشيائنا ظنا مني أن هذا التوبيخ وهذا التذكير قد يجعله يفيق مما هو فيه من جهة ومن جهة أخرى أخاف أن يكون طلبه أساسا لشراء المخدرات فأكون بذلك مشاركة له في جرمه، ولكن سرعان ما أندم وأبكي لأني أحس بأني قسوت عليه..
تعبنا من إغلاق الأبواب بالمفاتيح، تعبنا من توجيه النصح إليه، تعبنا من رؤية أخينا هكذا بدون شغل بدون شهادة بدون أدنى أمل أو مجرد محاولة لإيجاد الأمل في حياة كريمة...
أفكر دائما ويزداد تفكيري عندما أراه أمامي نائما في عز النهار فأقول لنفسي: ترى هل من طريق لإصلاح حاله؟ هل من أمل لإعادة روح الحياة لحياته الميتة؟؟؟؟
لا أدري ولكن كل ما أعرفه وما أوقن به أن الله تعالى قادر على كل شيء وأنه يهدي إليه كل من يهتدي بهديه ويصدق الخطو إليه... كما أوقن أن موقعكم الموقر ساعد ويساعد الكثير من الحيارى والضائعين وأنا اليوم ضائعة حائرة أرى أخي قد تجاوز الثلاثين ولا زالت خطواته كلها تجره للهلاك وتقربه من الهاوية يوما بعد يوم.. أريد أن أساعده أريد أن أعمل شيئا لأجله أريد أن أبرئ ضميري أمام ربي أريد أن أجفف دموعي التي تبكيه ليل نهار... أريد وأحلم بيوم أرى فيه أخي كبقية إخواني له حياة طيبة وله أسرة وبيت و و و .... ولكن كيف السبيل؟؟؟؟ أرجوكم ساعدوني ودلوني عن أصوب الطرق التي أستطيع من خلالها أن أقربه لطريق الصلاح والفلاح.
بارك الله فيكم وعذرا للإطالة
15/12/2006
رد المستشار
أختي العزيزة:
من الأشياء الجميلة في الحياة أن يهتم الإنسان بالآخرين، وأن يكون الترابط الأسري بهذه الصورة الجميلة، ولكن يبدو من كلماتك عزيزتي بعض الاحساس سبب بالذنب وتعذيب الضمير كأنك أو أحد أفراد الأسرة سبب مباشر ورئيسي في تعاطي أخيكم للمواد المخدرة، يا أختاه الإدمان مشكلة من أكبر المشكلات التي تواجه المهتمين بها فهي ليست مشكلة طبية فقط بل مشكلة طبية اجتماعية على خلفية دينية وثقافية ويؤثر فيها بشكل مباشر نمط الشخصية الانسانية واحتياجاتها وطموحها، وعادة ما يبدأ المدمن في سن المراهقة بخوض التجربة تحت دعاوى ومبررات مختلفة، ويتحول تدريجيا من نوع إلى آخر وتتحول شخصيته بالتدريج إلى شخصية شبه انتهازية ولا يرتدع بأي قانون أو عرف حيث يصبح المخدر هو أخيه وأبيه وصديقه.
وهي مشكلة تحتاج إلى تضافر جهود كثيرة لحلها، وليست جهود أسرية أو طبية فقط، وأنت لم تذكري في رسالتك هل سبق لأخيك العلاج في مصحات نفسية خاصة بالإدمان أم لا، وما هي المدة التي قضاها، وهذه هي المساعدة الحقيقية التي يمكن تقديمها له وهو البحث عن مصحة وتفضل أن تكون معزولة ولمدة طويلة يتم وضع برنامج علاجي مكثف قد يصل لمدة سنة يتم خلالها خلق هوية جديدة لأخيك وإبعاده عن مصادر التمويل التي يحصل منها على المخدرات وكذلك عن أصدقائه ومعارفه، وعن حمايتكم الزائدة له.
وفقك الله وسدد خطاك.
واقرئي أيضًا من على مجانين:
أخي الصغير مدمن! ماذا أفعل؟
المدمن وعذابات الأسرة
حبيبي مدمن وكذاب
نصائح لمدمن صغير!
أخي مدمن: ما العمل؟
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا.