السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عمري 20 عاما وأدرس في إحدى كليات القمة.. منذ ما يقرب من أربعة سنوات شعرت بانجذاب نحو أحد زميلاتي وكنت أنتظر موعد الدرس بفارغ الصبر... ولكن انتهى العام الدراسي وأنا لم أكن حتى متأكدا من ملامح وجهها بسبب حيائي الزائد والتربية الدينية التي نشأت فيها, وكانت هي الأخرى علي خلق كبير... وفي العام التالي تغير الوضع وأصبحت أتحدث معها وتتحدث هي معي وكنا نضحك سويا بكثرة, ووجدت اهتماما بالغا من جهتها بي علي عكس العام السابق بالرغم من وجود صديقاتها وبعض أقاربها فكانت دائما ما تختصني بالحديث وتمدح فيّ للمدرس وتطلب منه أن يزيد من درجتي (وقد كنت مجتهدا) فأحسست أنها تميل إلي كثيرا وفي بعض مرات قليلة أثناء الانهماك في الشرح كانت تطيل النظر إلي واصطدمت قدمها بي أكثر من مرة بطريقة غريبة (كانت تجلس أمامي) وكانت تومئ برأسها بصيغة اعتذار كي لا يشعر أحد فشعرت أنها تريد أن تلفت نظري إليها. وقد كانت علي خلق كبير...
وازداد تعلقي بها, وظللت أفكر وأنا في هذا السن كيف أستطيع أن أتزوجها عندما أنهي دراستي؟ وهل ستنتظرني أم لا؟! على الرغم من أني لم أكلمها في أي شيء.. وتعرفت إلي والدتها بالصدفة وكانت دائما ما تقول لي أنها تتمني لو أن لها ولد مثلي وكانت تمدحني كثيرا... ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن, فقد انتهي العام الدراسي.. ولم أعد أراها حتى الآن ومازلت اشعر بنفس المشاعر تجاهها بعد مرور أكثر من عامين علي رؤيتها ولا اعرف هل ما أنا فيه وهمي أم شيء يمكن تحقيقه (بالزواج)؟
بعد دخول الكلية اتجهت الكثير من زميلات أمي يطلبنني عيانا لأتزوج من بناتهن بعد الدراسة وبعضهن لديهن الشقة فلا أعلم ما أفعل هل الزواج السريع الذي يؤمن العفة وحفظ الفرج؟ أم الانتظار الطويل الذي يمكن أن أجدها قد تزوجت بعده (لأنها من سني)؟
ملحوظة: فأمي لا توافق علي أي من بنات زميلاتها بدعوى أنهم معارف، آسف على الإطالة اعذروني
والسلام عليكم.
15/12/2006
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
الحقيقة أنك لم تطل كي تعتذر ولكن لأنك هائم بين أفكارك ضعف إحساسك بالواقع شيئا ما. ليست مشكلتك حقا في الاختيار بين الزواج السريع أم البحث عن الحلم بقدر ما هي حساسيتك الزائدة التي تجعلك تبالغ في التأثر بكل ما يجري حولك وتأخذه بجدية أكثر مما يحتمل.
ما كان بينك وزميلة الدراسة الثانوية لا يتعدى الهوى والانجذاب الطبيعي نحو الجنس الآخر الذي لا بد أنك قرأت عنه على الموقع, ويجب أن تعرف أن هذا الهوى لا يصلح أساسا لاتخاذ قرارات مصيرية مثل البحث عنها أو التفكير في الاختيار بينها وبين من ترى أنهم يتقدمون لوالدتك راغبين فيك صهرا عتيدا, فرغم ما أنت عليه من خلق وجدية ورقة إلا أنك في حسابات الواقع ما زلت تلميذا في تخصص سيأكل من عمرك سنين قبل أن يعطيك أداة تحتطب بها لتعيش وبالتالي لا يشكل كلامهم أكثر من تعبير عن الإعجاب بك أكثر منه عروض زواج سريعة وجاهزة كما تعتقد.
لن أقول انسى هوى صباك ولكن لا تتركه يضللك أو يشغلك عن الواقع فإن كانت هي رزقك سيأتيك بها الله في الوقت المناسب وإن لم تكن كذلك ذكر نفسك بأنك لا تعرفها كشخصية من ناحية النضج أو القدرة على تحمل المسئولية في الحياة وهي الأمور التي نختار على أساسها شركائنا في الحياة. حتى وإن لم تعد تراها ستشكل زميلتك جزءا من صورتك عن شريكة حياتك المستقبلية وهكذا يبقى لك جزء وذكرى ناعمة من هوى الصبا.
ويتبع >>>>>>>: الحب أم الزواج... الوهم أم الحقيقة؟؟ م