أسطورة الذئب والحملان!! مشاركة16
أسطورة الذئب والحملان م مشاركة
سطورة الذئب والحملان.. مشاركة مستشار4
كنت قد اطلعت على هذه المشكلة من قبل وعلى حلها الذي ليس فيه أي بعد إنساني وأقول هذا بعيدا عن مذهب المستشار د.قاسم الذي أراد أن يحلها بصبغة تشريعية دينية، وما جعلني أشارك هو مشاركة المستشار الأخيرة والتي أخذت صبغة دينية كذلك، والمشكلة أبعد من ذلك.
فالطلاق حلال وهو أبغض الحلال نعم ولكن حلال، ولكن أذلك لا يمنعنا من التعاطف مع التأثيرات النفسية السلبية لذلك الأمر على كلا الطرفين ومحاولة تقديم الحلول المعرفية والسلوكية لتجاوز تلك المحنة بدلا من أن نقول لهم: أنتم زعلانين ليه من شرع ربنا؟؟!!!
الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- لم يطق أن يتزوج سيدنا علي -كرم الله وجهه- على فاطمة ابنة الرسول.... المشاعر الإنسانية موجودة ولها ما يبررها وليست بحكم أحد أن يحكم على أحد أن ينساها، وقد حكمت عليها بالكفر لمجر غيرتها عليه وكأنها ليست أكثر من حيوان متعة!!! أو كلبة تنتظر من سيدها أن ينظر إليها.. وأقول لك ليس من حق أحد أيا كان أن يحكم على أحد بالكفر ما دامت على يقين الإيمان بالشهادتين ومجمع على ذلك.
ما قيمة مشاعر الزوج والزوجة دون غيرة كلا الطرفين على بعضهما البعض، بصراحة نظرتك دونية جدا للمرأة..، أنا لا أنكر قوامة الرجل على المرأة، فهذا شيء فطري موجود في الإنسان، ولكن ذكر الله في كتابه الكريم السكينة والمودة والرحمة...
السيدة تشتكي من زوجها الذي يتزوج ويتزوج وحضرتك تدافع عنه بل وتحترمه!! لو كان الموضوع أنه أراد أن يتزوج امرأة أخرى لكان الأمر ممكن التكلم فيه بمنطق، ولكنه رجل أبى على أن يصارح زوجته بالفراغ العاطفي الذي تدعيه له وكأنه مظلوم، وكأن المرأة بالنسبة للرجل مجرد آلة للجنس، أي صلاح يرجى من رجل مثل ذلك اعتاد أن يلج أكثر من فرج أكثر من امرأة ونطلب منه الإخلاص بعد ذلك، وما دام مش قادر يمسك نفسه، طب ما يغض بصره... أو يتكلم مع زوجته، ما هو ده الإصلاح الذي ذكر في القرآن، و بعدين لو منفعش ممكن نتكلم!!
أترضى ذلك لابنتك الكريمة أن تتحمل رجل والذي قلت فيه "أنا أحترم زوجكِ لأني أجد أنه استخلص من ملذّات هذه الحياة كلها باب النساء! فأخذ يتزوج على سنّة الله ورسوله، وقد يكون يعتقد كما هو شائع عند الكثيرين، بأنه قد يكسب الأجر أمام الله إذا ما قدّم شيئاً من الحبور الجسدي لامرأة محرومة، مطلقة كانت أم أرملة، وأظن أنه له ذلك!"... أترضى لابنتك أن تنتظر زوجها يريدها لأكثر من شهر وشهرين...
كيف تستقيم نفسية امرأة متزوجة لا ترى زوجها كل هذه المدة.. أتذكر حادثة رويت عن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- أنه سمع امرأة ترثي غياب زوجها في الحرب، فسئل أحد زوجات الرسول -صلى الله عليه و سلم- (لا أتذكر اسمها ولكن أعتقد أنها كانت عائشة رضي الله عنها) سألها عن أقصى مدة تطيقها الزوجة في غياب زوجها، و أتذكر أنها ردت عليه في حدود الشهرين أو الثلاثة، و أمر عندها بوجوب عودة الزوج لزوجته خلال هذه المدة،، الإسلام يحترم حقوق المرأة كالرجل، -أعتذر عن عدم تذكري للحادثة بصورة دقيقة-
الإخلاص بين الزوج وزوجته مكون أساسي للزواج وليس هبة من الزوج لزوجته، وإباحة التعدد لأسباب مذكورة في كتب الفقه التي درسناها في المدرسة -كعدم الإنجاب-وأيضا من أجل عدم هدم البيوت لو حدث ذلك الفراغ العاطفي الذي تشير إليه، ولكن ممكن لو كان متزوج واحدة، اتنين، مش حاجة وعشرين!!!!!!!! ما الهدف من ذلك!!!! ولا أريد الخوض حديث فقهي عن زواج المتعة أو المسيار أو العرفي لعدم أهليتي لذلك وثانيا وحيث أنها قد تكون من المباحات وليست فروضا أو واجبات فأنا لا أرضى أن أرى ابني أو ابنتي في هذا النوع من الزواج... بل أفضل أن أرى ابني أو ابنتي في زواج المشهر المبني على التأبيد والإخلاص والمشاركة والبناء، والذي تسوده السكينة والمودة والرحمة.
أنت تتكلم من منطلق تشريعي بحت وليس من منطلق نفسي ولست قادرا على الإحساس بمشاعر تلك المرأة التي هجرها زوجها إلى غيرها، والمفروض أن الموقع ليس له في التشريع الذي اختلفت فيه المذاهب كما ذكرت في أكثر من رد على المشاركات التي وردت على الموقع، وأخص بالذكر مشاركة الزوجة والأم، ومشاركة المستشار 1
ولو مشيت معاك في أننا لم نسمع الطرف الآخر إذا ممكن تنصحها أنها تتكلم معه، أو تكلم أحد من أهلها ممن له قبول وحضور لدى زوجها يتحدث معه، وليس أن تجعل منه الضحية وهي الكافرة الغيورة...!!!
وأخيرا أنا مستغرب أن د.وائل لم يقم بالرد على رسالة السيدة "توتا" رغم مخاطبتها له صراحة في الرسالة.
9/12/2006
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الأخ "أحمد" حفظك الله؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شكراً لمداخلتك في هذه المشكلة، أتدري يا أخ "أحمد" وأنا أخاطبك الآن أحس بأني أتحدث إلى عبد من عبيد الله سبحانه، فتعظم مكانتك عندي وأحاول أن أجمّع من باقات فكري أجمل أزهار أقدمها لك، ليس لأني أعرفك سابقاً، بل إكرامأً للخالق الكريم الذي كوّّنك ويرعاك.
هكذا نفكر أيضاً بالنسبة للسيدة توتا والسيد زوج توتا. إنهما عبدان لله عز وجل، جمعهما الحب وسنة الله ورسوله، وعندهما عائلة جميلة وهادئة، إلى أن عكّر صفوها اكتشاف السيدة توتا لبعض زلّات زوجها، لقد أمهله الباري عزّ وجل مدة لكي يصلح الأمور وهو بطبيعة الحال يستر على الجميع، وعليك أيضاً، وإن لم يكن لله عندك حدود فأقم عليه الحد؟!
نعم! إننا نحترم كل الناس، الخطائين والمعصومين، ونحبهم أيضاً، حباً بخالقهم.
فإذا ما وقعت مشكلة في أي منزل سارعنا إلى إصلاح ذات البين، وكما أشرنا سابقاً نحن لسنا على قوس محكمة، لنقول مَن سيربح الدعوى! بل نحن في صدد حل لمشكلة معينة، لا يجب أن ننسى جميع عناصرها، خاصة الضحايا الأبرياء، وأعني بهم الأولاد البراعم.
لقد خفّفنا من وقع تصرفات زوج توتا، ليس لأننا نوافقه، أو نخالفه الرأي، بل ليكون هناك مجالاً أمام السيدة توتا للعودة إلى رشد الصلاح، وتقبُّل الزّوج ومخاطبته من جديد لتعيده إلى كنف العشّ الزوجي والعائلي.
حضرة السيد أحمد! أنت أيضاً ننصحك بأن تحل مشاكل الناس بالتي هي أحسن، وأن تصلح بينهم ما استطعت، وعندما تيأس من الطرفين، تتركهم يأخذون القرار الصعب والأصعب، وهو الطلاق بأنفسهم، ولا ننصحك بأن تنصح به أحداً من العالمين لأن الأولاد سوف يلعنون الناصح والمصلح في هذه الحال. وفقك الله لما هو خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويتبع........: أسطورة الذئب والحملان مشاركة18