حين يكون الشذوذ ابتلاءا
أريد أن أعقب على مشكلة الشذوذ الجنسي...... أنا أواجه نفس المشكلة ولكن مع أخي الذي اكتشفت ميوله المثلية...
لا أعرف لماذا تطورت لديه هذه المشكلة.. فأنا طبيعية جدا.. ولكني اكتشفت مشكلته حين وجدت عزوفه عن البنات وبعض الميل للرجال في فتره المراهقة على عكس كل من أعرفهم من الأولاد في تلك الفترة... ولكني كنت أكذب نفسي... إلى أن تأكد هذا الأمر حين استخدم جهاز الكومبيوتر الخاص بي خلال الفترة التي تعطل بها جهازه... وكانت الفاجعة حين فتحت جهاز الكومبيوتر ذات مره ووجدت بعض أجزاء من أفلام إباحية شاذة.. أدركت حينها صحة شكوكي... منذ ذلك الوقت أخلفت نظرتي للأشياء.... ولا أستطيع إخراج تلك المشكلة من تفكيري..
دائما ما أجد مقاطع من أفلام إباحية شاذة على جهاز الكمبيوتر الخاص بي.. إلى أن واجهته واعترف لكن المصيبه الأكبر هي أنه قال أن هذا ليس عيبا ولا مرض وأنه مقبول وأنه سيمارسه ذات يوم مع رجال وأنه حين يسافر إلى الخارج ليكمل تعليمه سيكون حرا وأنه قد يتزوج برجل مثله....
هذا تعقيبي
أو مشكلتي أو ما ستكون عليه حياتي من خذي وألم أو ما أنهى علاقة شاب بأخته.
21/10/2006
رد المستشار
الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
نعم الشذوذ يكون ابتلاءا لمن وجد فى نفسه ميلا مختلفا وهو لا يدرى من أين جاءه هذا الميل وهو لا يستجيب له بالممارسة وإنما يحاول السيطرة عليه ويتألم منه ويتمنى الخلاص من هذه الميول ولكنه لا يعرف كيف وهذا النوع يسمى Ego dystonic أى المخالف لسياق الشخصية, أما الشخص المتوافق مع شذوذه والذي ينتظر الفرصة السانحة للتعبير عنه أو هو يمارسه فعلا فهذا يسمى Ego syntonic أي الموافق لسياق الشخصية.
ومن الواضح أن أخاك ينتمي إلى النوع الثاني والذي يتقبل هذه الميول الجنسية المختلفة ويستمتع بها ويشاهد على الكومبيوتر ما يدعمها لديه وينوي أن يصل في هذا الأمر لآخر مدى وهو أن يتزوج برجل مثله حين يسافر إلى الخارج, أي أن ما يمنعه من الممارسة العلنية لميوله المثلية هو العامل الاجتماعي فقط, أما هو شخصيا فليست لديه أية مشكلة.
وأخوك يتبنى وجهة النظر الغربية في موضوع الجنسية المثلية حيث يعتبرونها خيارا جنسيا ويدافعون عن حقوق الشواذ في ممارسة شذوذهم. والأمر في مجتمعاتنا العربية والإسلامية مختلف حيث توجد نصوص شرعية تحرم هذا الفعل لأقصى درجات التحريم وتوجد قوانين تجرمه, وهناك رفض هائل على مستوى الأعراف والتقاليد للشذوذ الجنسي.
وهناك هيئات دولية تحاول الضغط على الدول الإسلامية والعربية لاعتبار الشذوذ الجنسي مقبولا قانونيا واجتماعيا ولكن هذا الأمر لن يتحقق إلا في حالة واحدة وهي أن يغير الناس دينهم, وهذا ما لا تفهمه تلك الهيئات الدولية فهي تعتقد أن المسألة مجرد مفاهيم ثقافية يمكن تجاوزها.
إذن فأخوك ليس لديه أي دافع –على الأقل حتى الآن– لضبط ميوله المثلية وبالتالي فلن يطلب أو يقبل أي مساعدة مهنية أو غير مهنية في هذا الأمر, وقناعته به يجعله قابلا لممارسته في أي وقت إن لم يكن قد مارسه فعلا, ولن تستطيع الأسرة عمليا أن تمنع حدوث ذلك فهو شاب يروح ويجئ ويسافر ويقابل من شاء في أي مكان وفي أي وقت, ولكن من حقك أن تناقشيه في هذا الأمر وأن تنبهيه للموقف الشرعي من الشذوذ الجنسي وللموقف القانوني ولنظرة المجتمع الذي يعيش فيه, وأثر سلوكه الشاذ –في حالة وقوعه– على سمعته وعلى سمعة أسرته, ولا مانع بل من المفيد أن تمديه ببعض الكتب أو الفتاوى حول هذا الموضوع.
والأمر لا يتوقف عند الجوانب الشرعية والقانونية والاجتماعية –وهي جد مهمة– ولكن أيضا من الناحية الطبية فالشذوذ يساعد في نشر كثير من الأمراض وعلى رأسها الإيدز.
إذا فعلت كل هذا مع أخيك فربما يضع هذه الأمور في الاعتبار فإما أن يسيطر على شذوذه ويطلب المساعدة للتغلب عليه أو في أسوأ الظروف يحاول أن يستر شذوذه حتى لا يؤذيكم في سمعتكم, وواصلي الدعاء له بأن يعافيه الله من هذا الأمر.