ابني عنيد جدا
ابني يبلغ من العمر 14 وهو الأكبر في أخوته منذ سنتين بدأ يهمل في دراسته وأصبح عدوانيا كثيرا خصوصا أنه في طفولته كان شقيا، والآن يضرب أخوته ويسيطر عليهم وأيضا في المدرسة والشارع ويحب اللعب كثيرا حتى مع أطفال صغار أما أنا أمه فلا يسمع كلامي في شيء وإذا نصحته يضع يديه على أذنيه لكنه يخاف من أبيه وينفذ ما يقوله له بس في نفس الوقت وبعد كذا خلاص أردت أن آخذه إلى دكتور نفسي لكن أبوه رفض وهو لا يصاحب أصدقاء سوء ودائما في البيت
أردت أن أشجعه على تنمية هواية عنده وأن أجعله يصادق عبر النت لأشغله لكنه رفض
ونحن نعيش في أسرة كبيرة جدا وجدة في الثمانينات من العمر وعم وأولاده لكن كل واحد معه شقة منفصلة وكبار السن لا يحبون الفوضى ويصيحون من ذلك
ودرجة الإهمال في دراسته كبيرة فلقد كان يأتي بمعدل 90% أما الآن يجيب 59% وهو لا يحب الكتابة وطول الوقت دفاتره ناقصة ويقول لنا كاملة كذب!
ماذا أفعل معه؟؟؟
أرشدوني
16/12/2006
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة "أم محمد".... أعانك الله أختي فأنت الآن تمرين مع الابن العزيز بأخطر مرحلة وهي مرحلة المراهقة المبكرة... هذه المرحلة التي يحس فيها الأهل وكأن طفلهم الهادئ المطيع فجأة تم استبداله بواسطة قوى خفية بهذا المراهق الأهوج العنيد المعارض على طول الخط وعرضه الرافض تماما لأي نصيحة....
ولكن أختي دعينا نحاول معا أن نفهم طبيعة المرحلة الحرجة التي يمر بها ابننا الغالي....
مرحلة المراهقة أمر مربك جدا للطفل فهو على أعتاب الشباب ....يشعر أنه أصبح ناضجا بما فيه الكفاية ليأخذ قراراته بنفسه وفي نفس الوقت هو في حقيقة الأمر مازال لحد كبير طفل... يتصرف بتهور في أحيان كثيرة....
المراهق يمر بتغيرات كثيرة جدا ... وفي بحثي عن المعنى العربي لتعبير hormonal surge
الذي غالبا ما نستخدمه لنصف حالة تغير الهرمونات في جسد المراهق وجدتها تأتي بالمعاني التالية:
يتمورٌ: يشتد التيار فجأة إلى حد مفرط
يجيش ... يصطخب... يندفع... يموج!!!!!
فنظرة سريعة على التغيرات الجسدية في الفتيان نجد التالي:
زيادة الشهية
زيادة في الطول والوزن
اضطرابات في النمو
ظهور الشعر في الوجه والجسم
خشونة الصوت
زيادة نمو العضلات
تغيرات في الأعضاء الجنسية في صورة: نمو العضو الذكري والخصيتين
بداية الاحتلام وممارسة العادة السرية
أما بالنسبة للتغيرات التي تحدث على المستوى النفسي:
ظهور التفكير المجرد
بداية تكوين صورة الذات
إحساس أن لا أحد يفهمه أو يفهم احتياجاته
الاهتمام بآراء أصدقائه والسعي لكسب قبولهم له
الاهتمام بالجنس الآخر وبداية تكوين صورة عنه
كسل عام ويبدو المراهق وكأنه أخرق وغير متقن لما يصنع
المزاجية
الغضب والانفعالات الشديدة
الاهتمام بالشكل والجاذبية
عدم اهتمام بالنظافة الشخصية
ما أقصده من هذه المقدمة الطويلة هو أن ابنك طبيعي جدا !!!
قد يبدو هذا الأمر صعب التصديق ولكن ما يحتاجه ولدك منك الآن هو التالي
رجاءا .... رجاءا .... ابتعدي عن النصائح فالنصائح لن تجدي أبدا .... وبالبلدي دمها تقيل جدا..عزيزتي من منا يحب تلقي النصائح .... بالعكس فبمجرد أن يشعر طفلك أنك ستلقين عليه موعظة أخرى يتوقف عن الاستماع لك .... وسيبدو الأمر وكأنك توجهين الكلام لشخص آخر
تحتاجين أختي لبناء علاقة مع ولدك وأول خطوة في بناء علاقة متميزة هو أن تركزي قليلا على مميزات ولدك ....حاولي اكتشافه من جديد والتركيز على ايجابياته...فمن سطورك القليلة عرفنا
أنه لا يصاحب أصدقاء السوء
لا يخرج من المنزل إلا قليلا
لديه علاقة جيدة نوعا مع الأب
إن ما يحتاجه كذلك ولدنا الغالي هو التواصل....بمعنى أن تصاحبيه ..أنت وأبوه.... تصاحبيه حقيقة وتدعيه يتكلم معك ويخرج كل هذه المشاعر وكل هذه الحيرة التي تملأه...
يجب أن تنصتي له جيدا.... وأقصد هنا أن تستمعي له.... لا تتكلمي.... فقط أنصتي.... وأشعريه باهتمامك الشديد بكل ما يقول مهما كان ما يقوله تافها وغير مهم .... فبالنسبة له الأمر مهم وحيوي ومسألة حياة أو موت
وعندما تقومين بتوجيهه حاولي اختيار معاركك معه بحذر بمعنى.... لا تدخلي معه في مشاكل حول كل مالا يعجبك ولكن بالعكس قومي باختيار أمر واحد يجب تغييره الآن وتقومين بالعمل عليه لفترة وبأسلوب يناسب ولدك
وبالنسبة لهواياته هي طبعا فكرة جيدة أن تشجعيه على هذا الأمر ولكن أختي دعيه هو يختار .... ويمكن أن تقومي أنت بمراقبته لفترة وتسجيل ما يحب ثم تقومين بتوفي أدوات تنمي ما يحب ولكن أقولها مرة أخرى دعيه هو يختار....
وفقك الله أختي وأعانك وبارك لك في أولادك.... وأتمنى أن توافيني بالتطورات
واقرئي أيضا :
"كيف أتعامل مع مراهقتي؟"
"كيف أتعامل مع مراهقتي؟ مشاركة"
"مشكلات المراهقة"
"التقلب المزاجي.. طبيعي في المراهقة"
"مشكلات المراهقة مشاركة"
ويتبع ..... : ابني عنيد جدا: طبيعي! مشاركة مستشار