السلام ورحمة الله وبركاته
أحس بالتعب النفسي ومرهق دائما.. عندي خيال واسع يسبب لي مشكلة.. عندي أفكار غريبة تتردد ببالي، أفكار متنوعة غريبة..
ليس لي أصدقاء كثيرون لأني لا أتفق بالأفكار..
أفكر في كل ما أراه وأتخيل أحداثا مرت أو ستمر وأيضا بكل امرأة أراها.. عشت في الخليج مدة 16 سنة ثم انتقلت إلى بلدي الأصلي..
أحس نفسي ضائعا..
الرجاء نصحي ما أعمل؟
8/2/2007
رد المستشار
الأخ السائل؛
أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، الحقيقة أن إفادتك قصيرة بشكل لا يسمح لنا بالوصول إلى تصور أو انطباع مبدئي مؤكد، فأنت كمن يكتبُ برقية لنا، تكتفي بالإشارة إلى الجملة بنصفها أو بأن تعطفها على ما سبق.
والحقيقة أن الطبيب النفسي لا يستطيع الوقوف على أرض صلبة في هذه الحالة، فعندنا ما يشير إلى أن الحالة التي تشتكي منها الآن، أو بعض جوانبها على الأقل، قديمة معك، وعندنا في نفس الوقت ما قد يعني أنها بدأت تضايقك منذ فترة قريبة فقط، وأنت لم تشر إلى مدة تعبك النفسي وإرهاقك، إنما أشرت فقط إلى أنك عشت ستة عشر عاما في الخليج ورجعت الآن إلى بلدك، وتحس نفسك ضائعا.. ما معنى ذلك؟
ما معنى قولك (أحس بالتعب النفسي.. مرهق دائما؟) هل تقصد بالتعب النفسي ذلك الإرهاق الذي تحس به بلا سبب مثلا؟ أم أنه إرهاق تعني به الكسل؟ وهل "دائما" هنا تعني دائما منذ شهر أم منذ سنة أم منذ أكثر؟
وما معنى أنك لا تتفق في الأفكار مع أحد، وبالتالي فليس لك أصدقاء؟ وما معنى أن خيالك واسع يسبب لك مشكلة؟ وهل هي مشكلة مع نفسك أم مع الآخرين؟ وما معنى أن عندك أفكار غريبة؟ متنوعة وغريبة؟ إنك لا تقول لنا شيئا يا أخي!
وبالرغم من ذلك فإنني سأعتبر أنك خانك التعبير، وأقول لك إن كونك وقد بلغت من العمر ما يزيد على العشرين عاما وليس لك أصدقاء كثيرون لأنك تختلف فكريا، فهذا ربما يعني أن خللا ما قد يوجد في سمات الشخصية لديك، أو أن أفكارك غير مقبولة من غالبية أعضاء الفئة العمرية التي تنتمي إليها في ثقافتك، وهذا يعني الكثير في الواقع، لكننا لا نستطيع التكهن بماهية اختلافك الفكري عن أقرانك، وأنت لم توضح لنا ما ينير لنا الطريق.
أما التعب النفسي والإرهاق الدائم فقد يكونان بسبب الاكتئاب أو الوهن العصبي أو أي مرض عضوي، وقد يكونان بسبب كثرة التفكير، إذا اعتبرنا أن الأفكار التي أشرت إليها ترهق تفكيرك، وهناك في إفادتك أكثر من إشارةٍ إلى أنك تطيل الشرود أو التخيل فيما لا يستوجبُ ذلك، والحقيقة أن ما تسميه بالأفكار الغريبة المتنوعة دون تحديد أكثر من ذلك، لا يفيدنا بأكثر من أنك تفكرُ أحيانا فيما لا ترغب بالتفكير فيه، وربما تفكر فيما لو صرحت به لاتهمت بالغرابة فيما تقول، وكل من هذين يسوقنا إلى احتمال، فإن كانت الأولى فنحن نتكلم عما قد يكونُ وسواسا قهريا، وإن كانت الثانية فنحن ربما نتكلم عن أحد أشكال التفكير الذهاني، ولأنك لم تقل لنا شيئا عن محتوى الأفكار فنحن لا نستطيع الوصول إلى حكم.
وأما الجملة الوحيدة التي يبدو أنها اكتملت دون أن تدري، فهي قولك: (أفكر في كل ما أراه وأتخيل أحداثا مرت أو ستمر، وأيضا بكل امرأة أراها)، ورغم اكتمال هذه الجملة فإنها قد تعني مجرد استغراق مفرط في أحلام اليقظة، وقد تعني وسوسة بمعنى الأفكار التي تتسلط على ذهنك ولا تستطيع الخلاص منها وأنت لم تقل ذلك بوضوح، لكننا اعتدنا سماع مثل هذا التعبير من مرضى وسواس الترتيب العقلي للأحداث، حيث يجد المريض نفسه مضطرا لتخيل ما سوف يحدث وكيف سيتصرف فيه، أو مضطرا لإعادة تذكر ما حدث طوال اليوم والتفكير فيه مرةً أخرى، لكن هذا المريض يصرخ بأعلى صوته: أنا لا أريد أن أبقى كذلك ويصرح بوضوح أنه مقهورٌ على الاستمرار في مثل هذا النشاط العقلي.
ولعل ما تقرؤه تحت العناوين التالية يساعدك في فهم حالتك:أحلام اليقظة بين الصحة والمرض
أحلام يقظة مفرطة: مفتوحة كل الاحتمالات
أحلام اليقظة متابعة
وسواس وأحلام يقظة
الوسواس القهري وأحلام اليقظة!
فهل الأمر في حالتك مجرد أحلام يقظة؟ أم أنها وسوسة؟ أم أن هناك اكتئابا، كل هذه أسئلة لا نستطيع الرد عليها في حدود سطورك الإلكترونية التي وصلتنا
وأما بأي شيء ننصحك لكي ينعم الله عليك بالخلاص من شعورك بالضياع فهو أن تسارع بعرض نفسك على أقرب طبيب نفسي متخصص ليقوم بتشخيص حالتك أولا ثم وضع الخطة العلاجية المناسبة لك ووصف العلاج اللازم،
وأهلا وسهلا بك دائما وتابعنا بأخبارك