أعتقد أني أعاني من مشكلة
السلام عليكم، شكرا على موقعكم وأرجو إفادتي.. وأفضل الدخول في الموضوع مباشره، أحياناً أشعر بخوف شديد وكأن شيئاً ما سيقع أو شخصاً ما يترصد بي ويريد إيذائي... شعور يراودني من حين إلي أخر بأن أحدهم سيؤذينني أو ينوي هذا.
أحياناً يسعدني هذا الشعور وأجد فيه لذة غريبة حتى أنني استغرق قدر الإمكان في تلك الأوهام (مع العلم بأنني لا أفقد الصلة بالواقع وأعرف أنه لا يوجد من يراقبني أو يريد إيذائي) وأحيانا أشاهد أو اقرأ عمداً بعض المواضيع لأندمج في هذا الخوف أو أتخيل مواقف غريبة من الصعب حدوثها ولكني في أحيان أخري يزعجني جداً هذا الشعور وأحاول التخلص منه ولكني لا أستطيع. في هذه الأوقات أكون فعلاً مرعوبة وأريد التخلص من هذا الخوف فجسدي يرتجف وانعزل عمن حولي أو قد أبكي من الخوف... ولا أستطيع التركيز في أي شيء. في الوقت نفسه قد احتاج في بعض الأحيان إلي هذا الشعور لإتمام عمل ما.
بدأت هذه الحالة في الصف الثالث الثانوي متزامنة مع بداية الوسواس القهري معي ومع العلم أيضاً بأني تخرجت من الكلية هذا العام وكنت أعاني من الاكتئاب في السنة الثانية بالكلية وقد تجاوزته بحمد الله. (مع العلم أيضا باني نسيت اسمي ثلاث مرات قصيرة جدا لا تتجاوز الثلاث دقائق وكنت في كل مره واعية لكل ما حولي من أشخاص وأماكن ومواعيد وحتى هويتي عدا اسمي) لست أعاني من التناقض الداخلي تجاه هذا الشعور فقط, بل أجد تناقضاً في كل ما حولي. لم أعد أعرف ما الذي أريده وما الذي لا أريده.. ما الذي أتمناه وما الذي أهرب منه وأحاول تجنبه.. أهدافي في الحياة تتناقض من وقت لآخر. حتى رأيي بنفسي يختلف.. ما بين الذكاء الشديد والغباء المدمر, القوة النفسية والجسدية الغير متوقعة والضعف وقلة الحيلة. أحياناً أشعر بأن لدي إرادة لا تقهر وأحياناً أشعر بأنه لا فائدة مني في أي شيء.
وكلٍ له أدلته فأحياناً أفهم بسرعة فائقة وأحياناً لا أفهم علي الإطلاق مهما كان الأمر تافهاً.. أحياناً أتحمل وأعالج مشاكلي بكل شجاعة وثقة وجدارة وأحياناً أصبح أضعف من طفل صغير.. أحياناً أملك إرادة حديدية لا تقف أمامها شيء طالما في حدود القدرات البشرية وأحياناً لا أتغلب علي أتفه الظروف.
آسفة علي الإطالة.
وجزاكم الله كل خير.
30/12/2006
رد المستشار
أختي "سارة" تحية طيبة على موقعك وبعد،
أعتقد أنك مازلت تعانين من بقايا تأثير الوسواس القهري في صورة تردد في اتخاذ أي قرار أو التناقض الذي ترينه في نفسك وفي تصرفاتك وفي قدراتك وبالذات بالنسبة لموضوع ذاكرتك. أما الشعور بالقلق والتوجس الدائم والمخاوف مما قد يحدث لك في المستقبل، فهذا أيضا من أعراض الوسواس القهري، ولذلك يُصنف الوسواس أحياناً كواحد من اضطرابات القلق. ونتيجة لزيادة أعراض الوسواس القهري ومعاناة الشخص منها بشدة يصيبه اكتئاب مصاحب لأعراض الوسواس، وهذا ما حدث معك في السنة الثانية من دراستك بالجامعة.
المهم الآن هو أنك بحاجة إلى متابعة العلاج الدوائي بأحد مضادات استرجاع السيروتونين الانتقائية (م.ا.س.ا) مثل : فافيرين أو بروزاك أو لوسترال أو سيروكسات أو سيبراليكس. أو الأنافرانيل (م.ا.س) إذا كنت من أصحاب القوام النحيف. وستجدين على الموقع الكثير من طرق العلاج السلوكي المعرفي والتي سوف تساعدك كثيراً في التخلص من آثار الوسواس القهري لديك.