السلام عليكم ورحمة الله
|
أنا شاب من الغرب الجزائري أبلغ من العمر 21 سنة وكل ما مر بي من أشياء غريبة كان في فترة المراهقة، بدأت المشكلة منذ الطفولة فقد كان عندي شعور بالاكتئاب متوسط الشدة استمر معي حتى مرحلة الدراسة في المتوسطة. لكن بعد أن انتقلت إلى الدراسة في الثانوية بدأت الأمور تتعقد أكثر.
كنت تلميذا متوسط النشاط والذكاء وقليل العلاقات الاجتماعية وكنت أتجنب الاحتكاك بزملائي في الدراسة اللهم إلا ثلة من الأصدقاء كنت اختارهم بعناية فائقة. كنت في منتصف السنة الدراسية عندما انتابتني رغبة شديدة في التغيير. اجل التغيير للأحسن كنت أريد إن أكون مثل زملائي أو أحسن منهم ولهذا فقد سطرت لنفسي برنامجا صارما يشمل ممارسة الرياضة بشكل يومي كما التزمت بالصلاة وقيام الليل وحفظ القران وصيام التطوع وتفرغت لطلب العلم وتحصيل المعرفة وعملت بجهد لتحسين مستواي الدراسي .وبإرادة صلبة وإصرار منقطع النظير وبالمثابرة وجدت نفسي أتغير تدريجيا حتى أصبحت فعلا الشخص الذي كنت أتمنى إن أكونه .اكتسبت الكثير من الصفات الحميدة وأصبحت مواظبا على أداء الصلوات الخمسة في المسجد اكتسبت احترام الآخرين من حولي أصبح عندي ثقة بنفسي وأنفة وكبرياء.
نجحت في مسعاي وفي وقت قياسي جدا لكن ويا للأسف لم يستمر هذا طويلا وكمن كان في حلم جميل واستيقظ منه كذلك وجدت نفسي ليس فقط أفيق من حلم جميل ولكن دخلت في كوابيس مرعبة مازلت أعاني آثارها إلى اليوم.
بنهاية السنة الدراسية حصلت لي تطورات درامية خطيرة مازالت أعاني منها إلى اليوم.شيئا فشيئا تحولت ثقتي بنفسي إلى غرور وأصبحت اعتقد إن كل ما أريده وأتمناه أستطيع الوصول إليه حتى لو كان من سابع المستحيلات .رافقه إحساس بالتفوق والذكاء على الجميع. أدركت في البداية أنا ما بدأ ينتابني أمر غريب وكنت أستغفر الله منه لكن تلك الأحاسيس لم تتوقف واستمرت معي طوال فترة العطلة الصيفية .ويا لها من عطلة كانت كل لحظة فيها كأنها الجحيم بعينه.
أصبحت قليل النوم وتحول النشاط إلى توتر ثم قلق قلق فظيع لا يحتمل وتحولت الثقة بالنفس إلى شعور مفرط بالتفوق الذهني والبدني على كل حولي. وأنا أمر بتلك الظروف الصعبة أشتد البلاء أكثر فقد انفجرت علي قنبلة من مخلفات الإرهاب وأصابتني في رجلي. كان المكان بعيدا جدا عن مقر إقامتي ولحسن الحظ أنني لم أكن لوحدي بل كان معي صديقي. قطعت تلك المسافة من مرتفعات ومنحدرات مشيا وكنت أتكئ على صديقي ولم أصل إلى البيت إلى بشق الأنفس. ومن فرط خوفي لم أجرأ حتى على إخبارهم الحقيقة بل قلت لهم أنني وقعت ولم أر هم إصابتي حتى لا أزيد من خوفهم علي. لم تكن إصابتي بالغة ولكنها خلفت الكثير من الخوف في نفسي. سيما وأنها تزامنت مع الفترة الصعبة التي كنت أمر بها.
نجحت في مسعاي وفي وقت قياسي جدا لكن ويا للأسف لم يستمر هذا طويلا وكمن كان في حلم جميل واستيقظ منه كذلك وجدت نفسي ليس فقط أفيق من حلم جميل ولكن دخلت في كوابيس مرعبة مازلت أعاني آثارها إلى اليوم.
بنهاية السنة الدراسية حصلت لي تطورات درامية خطيرة مازالت أعاني منها إلى اليوم. شيئا فشيئا تحولت ثقتي بنفسي إلى غرور وأصبحت أعتقد أن كل ما أريده وأتمناه أستطيع الوصول إليه حتى لو كان من سابع المستحيلات. رافقه إحساس بالتفوق والذكاء على الجميع. أدركت في البداية أنا ما بدأ ينتابني أمر غريب وكنت استغفر الله منه لكن تلك الأحاسيس لم تتوقف واستمرت معي طوال فترة العطلة الصيفية. ويالها من عطلة كانت كل لحظة فيها كأنها الجحيم بعينه.
أصبحت قليل النوم وتحول النشاط إلى توتر ثم قلق قلق فظيع لا يحتمل وتحولت الثقة بالنفس إلى شعور مفرط بالتفوق الذهني والبدني على كل حولي .وأنا أمر بتلك الظروف الصعبة أشتد البلاء أكثر فقد انفجرت علي قنبلة من مخلفات الإرهاب وأصابتني في رجلي .كان المكان بعيدا جدا عن مقر إقامتي ولحسن الحظ أنني لم أكن لوحدي بل كان معي صديقي .قطعت تلك المسافة من مرتفعات ومنحدرات مشيا وكنت اتكئ على صديقي ولم أصل إلى البيت إلى بشق الأنفس. ومن فرط خوفي لم أجرا حتى على أخبارهم الحقيقة بل قلت لهم أنني وقعت ولم أرهم إصابتي حتى لا أزيد من خوفهم علي. لم تكن إصابتي بالغة ولكنها خلفت الكثير من الخوف في نفسي. سيما وإنها تزامنت مع الفترة الصعبة التي كنت أمر بها.
ومع الدخول المرسي للعام الجديد كنت ارسم لنفسي مشوارا دراسيا عامرا بالتفوق والنجاح تماما مثل ما حصل في الفصل الأخير من السنة الفارطة لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .كنت اقل تركيزا ومضطربا ولا املك أي فكرة عما يحصل لي. ومع هذا فقد كافحت بإصرار وعزم ونلت إعجاب الأساتذة وزملائي .لكن مرة أخرى تحولت الثقة بالنفس والإصرار إلى شعور مفرط بالتفوق الذهني والبدني على زملائي في البداية ثم على أساتذتي وكل من حولي.
بدأت اقرأ كتبا خارج المقرر الدراسي في الفلسفة والأدب وكان الإحساس يتفاقم حتى شعرت أنني خير من الأدباء والفلاسفة الذين اقرأ لهم وتحولت إلى الكتب العلمية وكنت كلما قرأت كتابا عن الكون أو الفضاء أو البيولوجيا أو الرياضيات أو الفيزياء تنتابني أسئلة وأحاسيس رهيبة أما من الجانب الديني فقد أصبحت أرى نفسي ازكي وأفضل وأنقى وأتقى وأطهر من الآخرين. وفي يوم من الأيام تابعت فيلما صوفيا يعرض لحياة الزاهدة رابعة العدوية وفي لمح البصر قررت أن أكون مثلها أو أفضل منها ووجدت نفسي أغرق في سكرات من ضلالات العظمة لا أول لها ولا آخر.
كنت أعتد أن ما أصابني ابتلاء من الله ليختبر إيماني لكن في النهاية انهرت أمام قوة تلك الأفكار. عندها قررت إن أضع حدا لهذا الشعور وبطريقتي الخاصة أمعنت إهانة نفسي والاستهزاء بقدراتي العقلية وكنت أضع نفسي في مواقف محرجة تدل على الغباء والضعف فقط حتى اقنع نفسي أنني لست خارق الذكاء كما أتوهم ومن جهة أخرى فقد قررت إن أغير سلوكاتي أيضا وأتصرف مثل المنحرفين.
بدأت أكذب وأنظر إلى زميلاتي في الثانوية والبنات وأبدي إعجابي بمفاتنهن. لكن هذه المعاصي البسيطة لم تقنعني ولم تقلل من حدة الأحاسيس بأنني في مصاف الأنبياء والملائكة فقررت ارتكاب الكبائر تخليت عن الصلاة وبدأت أمارس العادة السرية ولم ألبث أن أدمنت ممارستها حتى مرتين أو ثلاث مرات في اليوم والأسباب كثيرة جدا سأذكرها في المراسلة المقبلة وجدت نفسي شاذا أمارس اللواط كلما سنحت لي الفرصة. كي أعزز الشعور بأنني بشر أخطأ وأصيب وأنني لست ملاكا ولا في صفوة الأنبياء ولا وفي درجة جبريل من القرب من الله.
أما الجانب الدراسي فقد أهملت تماما كل دروسي وكنت أتحاشى أي احتكاك بأي كتاب أو أي شيء له علاقة بالعلم حتى اتقادا تلك الأفكار لكن شيئا لم يشفع لي أمام قوتها وكنت اعتقد أنني مثل اينشتاين في الذكاء وأنني سأكتشف أشياء لم يسبقني فيها احد وأنني سأكتشف كل أسرار الكون واكتشف حتى من هو الله.....؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أصبت بإرهاق شديد وضعف عام ونقص وزني بشكل كبير وأصبت بالقولون العصبي والغازات في المعدة والأمعاء والآم شديدة في الرقبة. أصبت بإحباط شديد وخوف مستمر ليل نهار من الموت ومن الناس واكتئاب مزمن وأفكار سوداوية عن الحياة والناس وفقدت الثقة بنفسي وكرهت الحياة.أعيتني كل السبل في محاولات يائسة للتخلص من تلك الأحاسيس والأفكار لكن دون جدوى.
ولا أدري كيف خطر ببالي أنني ربما أكون مريضا فطلبت من أمي إعطائي بعض النقود وذهبت إلى طبيب عام وأخبرته أنني مصاب بالقولون والقلق فقط ولم أجرأ على إخباره بالأمور الأخرى ولم يخطر ببالي أصلا أنها يمكن أن تكون مرضا .وأعتقد أن هذا ما زاد من وحدتي وشعوري بأن أحدا لا يمكنه مساعدتي. كنت أعتقد أنه ابتلاء من الله لكي يمتحن عبده الذي طلب أن يكون في مصاف الزاهدة رابعة العدوية.
ما علينا المهم وصف لي بعض الأدوية لكنني لم أتحسن ومع ذلك تابعت معه لمدة ثلاثة أشهر لكن دون فائدة. فازداد إحباطي واكتئابي ووحشتي وازداد اعتقادي بأنه أمر يخصني وحدي مع ربي فمتى من علي بالشفاء شفيت ومتى لم يشأ فلن أشفى. لكن الآلام كانت لا تحتمل فقررت الانتحار فتناولت علبة من الأدوية المهدئة التي وصفها لي الطبيب لكنني شعرت بالخوف فذهبت إليه فأرسلني إلى المستشفى وهناك قاموا بإجراء عملية غسل للمعدة. لا ادري كيف إن مفعول الدواء لم يكن سريعا رغم الكمية الهائلة التي تناولتها إلى أنني لم اصب بشيء ورغم مرور وقت طويل قبل إجراء تلك العملية.
نجوت بأعجوبة للمرة الثانية بعد إن خرجت من انفجار مروع لقنبلة بأضرار جسدية طفيفة........ ثم أرسلني طبيبي إلى طبيب أعصاب مختص هو الآخر شخص حالتي على أنها قلق واكتئاب وأعطاني أدوية تحسنت حالتي نوعا ما لكن ليس كثيرا فقررت أن أتوقف عن تناول الأدوية الكيميائية وبدأت أعالج نفسي بالأعشاب فقط. ومن هذا المدخل تعرفت على الدكتور جميل القدسي دويك صاحب برنامج الغذاء الموزون وبدأت أطبق البرنامج الذي أعطاني مدة ثلاثة أشهر فتحسنت صحتي بشكل طفيف على الأقل لوقف البرنامج التدهور المستمر في صحتي.
وحتى يومنا هذا فرغم إن تلك الأفكار (ضلالات العظمة) قد خفت حدتها بشكل كبير إلى أنني ما زلت أتعرض لنوبات القلق والخوف والاكتئاب ولا استطيع التركيز وأي عمل بسيط لا أتقنه. في بعض الأحيان أفقد التوازن وتختل مشيتي ولا أرى بشكل واضح سلوكياتي مضطربة بين البينين وأتعرض للضغوط النفسية من جراء تكاليف الحياة الصعبة والتفكير في المستقبل الذي ينتظرني.....
أيه أيه الآن فقط وبعد إن اطلعت على بعض المقالات في الانترنت أدرك تماما إن ما أصابني هو وسواس وجداني ثنائي القطب.... أن أعراض هذا الاضطراب تنطبق تمام الانطباق على ما مررت به من تجربة قاسية ورهيبة، كنت اشعر بوحدة قاتلة وفراغ رهيب. كنت أحس أحيانا أنني فارغ وأن دماغي قد توقف عن التفكير. كل هذا من شدة الألم الجسدي والنفسي الذي أصابني. الآلام الرقبة ونوبات القولون العصبي لم تترك لي أي فرصة حتى للتعبير عما يحصل لي.
كانت تنتابني حالة انقباض نفسي وجسدي تستمر مدة طويلة تعقبها فترة استرخاء روحي وبدني لمدة يوم أو نصف يوم فقط لا أكثر. والكثير من الأحاسيس المتناقضة كالخوف والاطمئنان والخوف من الموت والرغبة في الموت وسوداوية النظرة إلى الحياة والتفاؤل بمستقبل مشرق رغم كل شيء وارتكاب المعاصي ثم الندم والتوبة.... تعقدت ولم أعد أعرف كيف أتصرف أرشدوني يرحمكم الله هل هناك علاج لهذا المرض وهل هنا كاحتمال أن تعاودني أفكار التدين إن أنا ألتزمت مرة أخرى.
أفقي يلفه الكثير من الغيوم والغموض ووحده الله يعلم أين ستنتهي بي هذه الطريق فحتى ثمن الأدوية لا أملك ثمنها أتمنى لو أستطيع العمل لكني أصاب بالتعب عند أقل مجهود وتركيزي لا يسمح لي بإتقان أي شيء سوى الجلوس في البيت وقتل الوقت أمام شاشة التلفاز. وأبي يكد ليل نهار ليوفر قوت عائلتنا الكبيرة ويغطي احتياجات أخوتي الذين يدرسون. أنا لم أعد أدرس فقد طردت أشعر بحرقة شديدة عندما أذكر تلك الأيام التي كنت فيها متفوقا في دراستي وأقارن نفسي بما آل إليه وضعي اليوم فيهيج خاطري وتذرف عيناي دموعا حارة واشعر إن مستقبلي قد سرق مني على حين غفلة .
كم الحياة قاسية وصعبة وعشوائية لا تعترف بأي منطق .حسبي هذا القدر من الكلام
ولا حول ولا قوة إلا بالله مسك الختام والسلام.
31/12/2006
رد المستشار
الأخ العزيز: "عبد الإله"
مرحباً بك على موقع مجانين، ورسالتك الطويلة تشير إلى قدر كبير من المعاناة أحس وأشعر بها كطبيب نفسي، وأعتقد أنك اقتربت كثيراً من التشخيص الصحيح لحالتك المرضية والمتمثلة في اضطراب وجداني ثنائي القطب، والتي تأتي على صورة نوبات من ضلالات العظمة أو الاضطهاد ونقص في النوم "أرق" وازدياد في الرغبة الجنسية ونقد لاذع للآخرين وتطاير في الأفكار مع غزارة في الكلام أحيانا، وقد يكون هناك نوبات من القلق الشديد والمخاوف أو الهلع، وأحيانا يصاب المريض بنوبات من الاكتئاب الذي قد يصاحبه بعض الضلالات المتعلقة بالدين أو الاضطهاد أو توهم المرض أو لوم النفس وغيرهم وقد يفكر المريض جدياً في الانتحار مع وجود أرق وأحيانا عدم الرغبة في الطعام، وقد يشعر المريض بالضياع وفقدان الأمل واليأس والقنوط من الحياة.
أخي الفاضل:
العلاج في مثل حالتك يحتاج إلى طبيب نفسي متخصص، وليس طبيباً باطنيا يعالج اضطراب القولون، والعلاج لمثل هذا الاضطراب النفسي ليس كله غالياً ومكلفاً للمريض وأهله فهناك علاجات وأدوية رخيصة الثمن، ويمكنك اللجوء إلى إحدى المستشفيات النفسية الحكومية القريبة منك لمواصلة العلاج والمتابعة فيها لأن حالتك تحتاج إلى المتابعة بانتظام حتى تستطيع استكمال دراستك بإذن الله، وهذا ممكن وأود أن أخبرك أن الكثير من العباقرة في مختلف المجالات كان لدى بعضهم مثل ذلك الاضطراب النفسي ولم يمنعهم الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من الابتكار والإبداع وخدمة البشر والوصول إلى أعلى المناصب والدرجات.
واقرأ أيضاً:
الاضطراب الوجداني الثنائي القطب (الثناقطبي)
الاضطراب الثناقطبي المختلط