تحذير امرأة: الفرد والمجتمع، تفسير أم تبرير؟مشاركة
بدأت أخاف!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أود أولا أن أشكر جميع من يشارك في هذا الموقع الرائع وجزاكم الله عنا كل خير.. فأنتم ربما لا تدركون حجم الفائدة التي تعود على من يقرأ هذا الموقع حتى وإن لم تكن لديه مشكلة.. وسأخبركم عن الناحية التي استفدت منها في هذا الموقع فيما بعد
لقد لفتت انتباهي مشكلة الأخت تحذير امرأة: أحبني، ويستر على فضيحتي!!!، وما لفت انتباهي هو أنها تقول أنها لشدة حبها لذلك الشاب (الذي أصبح فيما بعد زوجها) ولذلك فإنها تنازلت له وأخبرته بكثير من الأمور التي لا يجدر بها أن تخبره عنها، وأنا لست أكتب هذه المشاركة لألومها. لأنني أعرف ما هو الحب وكيف أنه يجعل الإنسان يفعل أمورا لم يكن أبدا يتقبلها من قبل.. فأرجو منكم أن تشاركوني تفكيري وتعطوني رأيكم فيه..
أنا فتاه جامعية، محجبة وأحاول أن أكون ملتزمة ما استطعت، أحببت شابا يكبرني بـ 5 سنوات من كل قلبي، وقد قاومت حبه في البداية بشدة، ولكنني وجدت فيه الصفات التي لطالما حلمت أن تكون متوفرة في شريك حياتي مثل الالتزام والاهتمام الشديد بالمظهر والشخصية الجذابة، كل هذه الأمور جعلت عنادي وصدي له يقل شيئا فشيئا إلى أن بدأت أحبه، بل أعشقه وهو كذلك، علاقتنا بدأت منذ سنتين وما زلنا نحب بعضنا أكثر من السابق، في البداية لم أكن أوافق أبدا أبدا على أن أخرج معه وكان هذا الأمر يحزنه ولكنه كان يتنازل لأنه يحبني، وشيئا فشيئا صرت ألتقي معه في الأماكن العامة وأصبحنا نتصافح باليد (هذه التطورات تحدث بشكل بطيء بسببي فقد كنا نتحدث لمدة عام كامل دون أن يراني عن قرب).
والآن سأخبركم ما العلاقة بين صاحبة المشكلة وبين ما دفعني إلى الكتابة إليكم.. إنه خوفي الشديد من ان أخطئ كما أخطأت.. فقد قرأت كثييييرا على موقعكم وموقع إسلام أون لاين عن مشاكل مشابهة، وفي معظم المرات يكون رد المستشار -في ما معناه- بأن هذه هي النتيجة الطبيعية للحب المحرم وكثرة الخروج يتبعها اعتياد فيذهب الخجل ومن ثم تتولد حاجة إلى مزيد من الإشباع الجسدي، تقريبا أكثر الردود تكون كذلك، ومن كثرة قراءتي لتلك المشاكل وحلولها أصبحت واعية جدا ولا يضحك علي أحد وعلى هذا أدعو الله أن يجزيكم عنا كل خير لأن شخصيتي تغيرت كثيرا، فهذا الشاب قبلت أن أتحدث معه بعد أن طلعت عينه ومرة بكى من شدة قسوتي عليه فبدأت أحن، ولكنني أخاف من النتيجة التي وصلت إليها أكثر اللواتي راسلنكم، أخاف على حبي الطاهر أن يتلوث بالحرام، أخاف على براءتي التي لطالما تميزت بها أن تتلطخ بهذه الذنوب القبيحة التي أكرهها ولكن أخاف أن أقع فيها لشدة حبي لهذا الشاب، صحيح تذكرت، منذ حوالي نصف سنة كنت أتحدث معه على النت فقال لي أنه يتمنى أن يقبلني _والله أخجل أن أقول ذلك- وأخذ يلح ويلح بشكل فظيع وأنا كنت أقول له أنني مستحيل أفعل شيء كهذا ونحن ليس بيننا شيء رسمي (والفضل لله تعالى ثم لكم لأنني لم أقبل).
وأخذ يلح ويقول لي يبدو أنك باردة ومن هذا الكلام، أكيد تعرفون أكثر مني كيف يحاول الشباب استفزاز الفتيات باتهامهن بالبرود حتى تدافع الفتاة عن نفسها وتحاول أن تثبت له العكس بأن تفعل ما يريد، طبعا لم أوافق وظل لمدة أسبوع يطلب مني بكل الطرق بالشجار بالكلام الجميل بالاستفزاز ولم أوافق ـالحمد لله ـ، بعدها جاء ليقول لي بأنه يتمنى أن يتزوجني وأنه لا يستطيع الصبر وأنني محترمة ومن هذا الكلام وطبعا فرحت جدا لأنني أحسست أنني نجحت في اختبار.
على فكرة أنا لست ألومه على طلبه ولم أشك في أدبه وتربيته ولكنه الشيطان وكذلك حبنا الشديد لبعضنا فأنا أيضا أتمنى هذه الأمور بشدة ولكن خوفي من الله يمنعني، المهم انتهى هذا الموضوع ومنذ حوالي نصف السنة لم يذكره مرة أخرى، ولكننا نخرج تقريبا مرتين في الأسبوع ولا نتجاوز المصافحة أو ربما يلمس يدي أحيانا أو يقول لي أنه يحبني وأنا أكون في غاية السعادة -أستغفر الله-.
والآن أنا أشعر بالرعب من أن تتطور الأمور أكثر من ذلك، أحبه بجنون ولا أستطيع الابتعاد عنه اتقاءا للفتنة، جربت تركه لمدة أسبوعين وأحسست بأنني سأموت ونسيت كيف يضحك الناس !! ستقولون لي لماذا لا يخطبك.. هو يتمنى أن يأتي هذا اليوم ولكن المشكلة أن ظروفه المادية ليست جيدة وكذلك هو ينتظر أن أنتهي من دراستي الجامعية -بعد سنة إن شاء الله- وفي هذه الفترة هو يحاول جاهدا أن يبحث عن عمل يوفر له مرتبا أفضل ولذلك ربما نبقى لمدة سنة أو سنتين قبل أن يتقدم لي، وأنا دائما أدعو الله أن لا يحرمني منه لأنه رائع وحنون بمعنى الكلمة، وأحبه بعيوبه ونواقصه، وأخاف بشدة على نفسي من أن أخطئ معه ولذلك عندما نخرج أحاول ألا أترك مجالا ليفكر بهذه الأمور فأبقى أتحدث وأنكت وهو كذلك.
أخبروني أرجوكم كيف أبقي حبي طاهرا نقيا؟، أعلم أن خروجي معه أصلا حرام ولا يجوز وأستغفر الله دائما على ذلك ولكن أخشى الفتنة.
والسلام
27/12/2006
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
أشكر تقديرك لعملنا من أجل توعية الشباب هنا وعلى إسلام أون لاين ونسأل الله أن يجعله في موازيننا يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا مراكز أو مسميات، وكما يقال بالعامية حديث القلب يصل القلب ونحن نعطيكم من قلوبنا فرحين أن ينفع الله بعلمنا وعملنا وأستخدم صيغة الجمع هنا للإشارة لكل من يشارك بأي شكل في وصول العمل لأهله.
تقولين أن الله قد أنعم عليك بنعمة التعلم من الاستشارات الاجتماعية بحيث أصبحت واعية وحافظة للنقاط المهمة في الأمور وإلى هنا يكون انتهى عملنا فقد بلغنا وأنت شهدت لنا بهذا ولكن أرجو ألا تضيعي جهدنا بتجاهل التطبيق فالعلم ليس ما يحفظ ولكن ما ينفذ وأنت تقولين أنك مقتنعة بأن تكرار اللقاء والتعامل بينكم سيؤدي لتطور طبيعي في المشاعر والحاجات غير المشبعة ويؤسفني أن أخبرك أن لا طريقة وسطى بين الصواب والخطأ.
أكره وأتحفظ على الارتباطات العاطفية التي تستمر طويلا على أمل الإشباع فعند إحباطها وفشلها تحطم الكثير داخل الإنسان، مع تراكم السنوات تتراكم الأحلام بحيث لا يستطيع أي واقع مهما بذلنا فيه أن يشبعها.
تعرفينه من عامين وأمامكما حوالي العامين أيضا بالإضافة لضرورة تحسين وضعه المادي، مع طول الوقت يتأرجح الناس مثلك بين الرجاء والخوف من الله ومن عدم نيل المنى ومع الوقت يسرق الشعور بالذنب من مشاعر الحب بهجتها وبريقها، كما أن التأرجح لفترة طويلة بين الحرمان والاقتراب من الإشباع يهدد بالسقوط بل يجعله الاحتمال الأقوى، وفي الظلام يزيد العفن.
لن ألومك على مشاعرك فإن كان ابن الرومي يرق لحال المحبين فيقول:
لا تكثــرنّ ملامــة َ العشـاقِ فكـفـاهمُ بالوجـد والأشواق
إن البلاء يطاق غيرَ مضاعفٍ فإذا تضاعف كان غير مُطاقِ
لا تُطفئن جوى ً بلومٍ إنـهُ كالــريحِ تُغــــرِي النارَ بالإِحراق
فإن كان حبك له قد أصبح في أمر الواقع لا تملكين مقاومته فأنت عزيزتي وحدك مسئولة عن سلوكك وتصرفك مع هذه المشاعر ابدئي بتصحيح الفكرة التي لديك بأن الحب يدفع الناس لأمور غير مقبولة لهم فهذه مجرد حجة معرفية تبرر ما نريد من مخالفات فهل ترى الحب يشفع لنا عند الله؟ هل تراه من الأمور الواردة في التخفيف من الضوابط الشرعية؟ تعرفين بنية أن الجواب هو النفي.
وتعرفين أنك سائرة إلى ما لا تحبين مهما تأخر الوقت كما تسردين من تطور المواقف بينكم ومهما تعذب وأصر ففي النهاية يسعد الرجال بتحقيق أهدافهم وينسون ما بذلوا من أجلها، ولا تعتبري قبوله لتمنعك وما تضعينه من حدود كرم أخلاق من جانبه فهو ليس أصلا بصاحب حق كي يتنازل عنه فما للص أو المتسول من حق سوى ما تجود به النفوس عليه.
لن أطلب منك مالا تطيقين مثل نسيانه ولكن احرصي على عفاف مشاعركم بتجنب اللقاء حتى يصبح أمرا مقبولا شرعا فإن كنت لا تملكين مشاعرك فأنت بالتأكيد تمليكن سلوكك والفتنة التي تخشينها عزيزتي لا يكون تجنبها إلا بارتباط شرعي يرضاه الله ويقبله الناس.
إن كنا جازمين بصدق المشاعر وحسن الاختيار لما لا يكون التنازل عن الماديات الحياتية ولن ندعي المثالية كصباح فنقول عش العصفورة يكفينا ليكن أوسع قليلا كي يتسع للفرخ القادم، لماذا نستسهل التضحية بحمى الله؟
الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات ومن رعى في المشتبهات كاد أن يقع في الحرام فلماذا نضع أنفسنا تحت نصل السكين اختياريا، أعانك الله وباعد بينك وبين سائر الفتن حين نغامر بوعينا ثم نتهم الشيطان.
كي نشفى لابد من تناول الدواء مهما كان مرا، الطريق الوحيد كي تحافظي على نفسك وليس حبك فأنت كإنسان كامل أهم من مشاعرك انظري لأولوياتك في الحياة هل هي رضا الله واحترام نفسك أم اتباع الهوى.
ويتبع >>>>>>>>>: تحذير امرأة : أحبني، ويستر على فضيحتي !!! مشاركة2