بسم الله الرحمن الرحيم
أنا في الصف الأول الثانوي المشكلة باختصار تجمع بين التعليمية والنفسية. المشكلة بدأت بالضبط وأنا في الصف الأول الإعدادي عندما كنت أذاكر ولكن كان ينقصني التركيز والاهتمام بالدراسة. لماذا؟ لأنني كنت عندما أذاكر وأنوي بإذن الله التحسن والتفوق في الدراسة كان يعوقني شيء هو صديقي كان يذاكر وأنا أذاكر كان يجتهد وأنا أجتهد ولكن هو كان متميزا عني، وكنت عندما أنوي من جديد أن أتفوق كانوا زملائي يشجعونه، أما أنا فلا أجد لي مأوى يسعني ويسع همومي وأحلامي المستقبلية كانت تهدم وكأنها ذهبت مع الريح وكان شيء ينبع من داخلي يقول لي لن تنجح ولن تتفوق أبدا.
ثم ذهبت إلى مرحلة جديدة وهي الثانوية وكان أملي أن أبدأ صفحة جديدة بيضاء ليست فيها نقطة سوداء ولكن ظهر لي زميل في الفصل وبدأت نفس المشكلة من جديد. فماذا أنا بفاعل؟
مشكلة أخرى صغيرة: عندما أذاكر أشعر بالتكاسل والخمول فما هي العوامل التي تساعدني على النشاط والحيوية والتفوق وأن أصل إلى المقدمة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
8/1/2007
رد المستشار
الابن العزيز أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك في موقعنا مجانين، الحقيقة أن مشكلتك نفسية وتربوية في نفس الوقت، فقضيتك هي أنك تريد أن تكونَ متميزًا، ولكن كما تقول ينقصك التركيز والاهتمام بالدراسة، أي أنك تنقصك أصلاً وسائل التميز والتفوق، ولماذا تنقصك؟ تنقصك كما تجيب أنت بنفسك لأن هناك من هو أكثرُ تميزًا، فهل هذا تبرير؟ أقصد هل هو تبرير معقول؟
إن من الغريب أنك تعتبرُ أن وجود شخص أكثر تميزًا أو قدراتٍ أو موهبةً منك هو الوضع الشاذ، مع أن المفروض والطبيعي أنك وأنني وأن كل إنسان معرضٌ لوجود من هو أكثر تميزًا منه، وذلك في كل مرحلة من حياته ينافس فيها من أجل الوصول إلى الأفضل، ولا يجوز أن نعتبر ذلك سببا في الإحجام عن المذاكرة والاجتهاد لأن سنة الله في الأرض هي أن فوق كل ذي قدرةٍ من هو أقدرُ منه، أو بلغة الطلبة فوق كل شاطرٍ أشطر!
ثم أنك تهدفُ أصلاً إلى المقدمة ومعنى ذلك أنك تمتلك كثيرًا من القدرات، لكنك فيما يبدو تحمل حساسيةً أكثر من اللازم فيما يتعلق بالإحباط الذي يتعرضُ له الناس جميعا ولكنهم عادةً ما يتفاعلون له ببذل مزيد من الجهد وليس العكس كما تفعل، ومعنى ذلك هو أن استجابتك للإحباط تكونُ غير صحية من الناحية السلوكية والنفسية، أو أن وقعه عليك يكونُ شديدًا لأن تقييمك له يكونُ مفرطًا، مثلما هو إحساسك وتقيمك للشعور بالخمول والكسل عندما تبدأ المذاكرة، فماذا أقول لك يا بني؟
إنني قول لمرضاي من المكتئبين أو المصابين بالفصام (وأنت بفضل الله بعيد عن ذلك فلا تقلق)، أقول لهؤلاء المرضى الذين أعرف أن لديهم إعاقاتٍ نفسية معرفية وسلوكية، وعضوية أحيانا تجعل المذاكرة صعبة عليهم: أقول لهؤلاء بل وأكتب أحيانا في وصفتي الطبية لهم: المذاكرة عدة ساعات يوميا (تختلف في عددها من حالة إلى حالة) حتى ولو بدون رغبة، وحتى ولو بدون تركيز، وحتى ولو بدون فهم، وحتى ولو بدون استيعاب إلى آخره، وهذا الأسلوب تعلمته من أستاذي الدكتور يحي الرخاوي زاده الله من فضله، فما رأيك حين يكونُ الكلام عن حالةٍ بسيطةٍ كحالتك؟ والتي لا أستطيع الفصل فيها دون تقييم نفسي مباشر ووجها لوجه لأنني أحتاج إلى توضيح أو استيضاح نقاطٍ عديدة منك، وأنصحك بأن تقرأ ما تأخذك إليه الروابط التالية:
المذاكرة بين المستوى والمجهود
المذاكرة واللعب: طبيعي
مذاكرة وتركيز فتافيت السكر
ومن يحب المذاكرة؟
الاكتئاب والتركيز أم عدم الثقة بالنفس أيهم أولاً؟
الذاكرة والتركيز بداية ملف
كما أن من الواضح أنك تفتقر إلى مهارة كسب المؤيدين أو المشجعين، وهذه المهارة تحتاج إلى بعض أشكال التدريب التي يستطيع الأخصائي الاجتماعي أو النفسي (المفترض توفره في كل مدرسة) أن يقدمها لك ويدربك عليها، أما إذا لم يكن هذا متاحا بالمدرسة فإن مشكلتك تصبح بالفعل تعليمية، وعليك بالبحث عن البديل،
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.