ظهر الرد على هذه الاستشارة من قبل للدكتور أحمد الموجي تحت عنوان: أنا اللي غلط ولا الدنيا تغيرت؟
أنا غلط؟
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أحب أن أذكر أن هذه المرة ليست الأولى لي لكن لا يتم الرد على منذ أكثر من 5 شهور ولكن لا يهم ولكنى فقط أود أن أتكلم مع أحد. ورجاء أرجو أن يكون د.محمد المهدي لأسباب أود الاحتفاظ بها. أنا فتاة جامعية ومتفوقة ومن أسرة محترمة وأتمتع بحب وثقه ناس كثير -على ما أعتقد- وذلك أني لم أعد أثق كثيرا هذه الأيام إلا أني أعلم أني محترمة والناس تحترمني على الأقل. منذ صغرى وأنا أحاول جاهده أن أكون الشخص الذي أرضى عنه ويرضى عنه الله والأهل وأكون على قدر الثقة الموضوعة في.
أنا اجتماعية وأتعامل مع الناس بقلب صافى وأفهم من أمامي جيدا وغالبا لا تخطئ نظرتي فيمن أتعامل معهم وإن كان هذا جزء من مشكلتي الآن كم كنت أتمنى أن تخيب. أثناء الدراسة كنت أحب صديقاتي جدا وكنت ومازلت أعتبر كاتمة لإسرارهن ومن يثقن برأيها عند اللزوم أو في أي موضوع حتى أن بعضهن كان يعتبرني مثل الأم التي تحتضن أبنائها وتشعرهم بالأمان ولو أن تعاملي هذا كان يسبب بعض الغيرة لدى بعضهن لكن عندما يقتربن منى يحببنني بل ويعتذرن أيضا وأنا كنت سعيدة بذلك ودائما أتعامل بما في قلبي أشعر أنى إذا فعلت عكس ما في قلبي أكون منافقة. دخلنا الجامعة وكل ذهب في طريقه ولكنى كنت أحافظ على الخيوط التي تربطنا فلا تنقطع. زملائي قبل زميلاتي احترموني وأحبوني ووثقوا في جدا طوال سنين دراستي لا أتذكر الآن أي مشكله نشبت بيننا فتعاملاتنا قائمه على الاحترام والمودة. بعد الانتهاء من الدراسة تركت مدينتي إلى مدينه أخرى وحاولت المحافظة على الأصدقاء لكن الجميع بدأ يبحث عن مصلحته وهكذا حال الدنيا.
بدأت العمل وتعاملت مع ناس مع الأسف كل حياتهم شك وريبه ومصالح قبل أي شيء وبصراحة لم يعنوني الكثير ولكنهم رفضوا أن أكون غيرهم فبدئوا يضعون لي المشاكل ومع مرور الوقت زرعوا داخلي الشك وأصبحت ثقتي صعبه. أنا اجتماعيه ومرحه ولكنى الآن أصبحت كاذبة على نفسي على الأقل فانا اظهر أنى اضحك أو سعيدة لكنى لست كذلك بل أهرب للنوم أو للتليفزيون. حدثت لي معوقات كثيرة على مدى عمري الدراسي تقف أمام ما احلم به لكنى لا اجعل شيء يقف أمامي بل ابحث عن طريق آخر أعوض به وأكمل المسير ولم اعترف بالفشل أو أن ما يحدث لي مشكله بل هي قضاء من الله وامتحان لا بد أن أنجح فيه وأن ما يضيع ليس لي من البداية هكذا أفكر وهكذا أعيش ولا اندم على ما يحدث لأني أؤمن أن ما يحدث مقدر فقط يجب أن أتوخى الحذر ويكون الله أمامي ومعي.
ولكنى الآن اشعر بوحدة فلا أجد من حولي من يفهمني لأتكلم معه كان أخي لكنه انشغل عنى وقد كان يفهمني دائما فأصبحت لا أتحدث مع احد أحيانا أتكلم مع نفسي أو ابكي ولكن حتى هذا أحيانا يصبح صعب. وجدت أشخاص كانوا حولي تركوني للمصالح وكنت اشعر بهذا لكن كنت أتمنى أن أكون مخطئه لكن للأسف لا ولذلك اهتزت ثقتي بالناس أصبحت أخاف منهم. أصبحت لا استطيع الاندماج مع الناس كالسابق ولا اعرف كيف أعود أو هل أنا أصلا أود العودة. أبى وأمي يحاولان معي أحيانا لكننا غير متفقين تماما في الأفكار مما يوجد خلاف أحيانا بيننا أواجهه الآن بالصمت. أحاول أن أكون قريبه من الله ليخفف عنى دائما وكل أمنيتي أن يحبني الله ولكنى لا اجعل احد يراني ولا ادري لماذا حتى القيام أو الدعاء لا اجعل احد يشعر بي مما يجعلهم أحيانا يعتقدون أني لا افعل ذلك وأنا لا أقول أبدا.
عملي منذ فتره لا أقوم به وهى دراسات عليا لان من حولي نجح في قتل حماسي للعمل على الأقل هذه الفترة بأن يقللوا من أهميه حماسي أو إن يعطلوا لي العمل بحجة أنه ليس هناك سبب للتسرع. أجد أشياء تربيت عليها وعشت معها أجد الناس الآن تفعل عكسها أو تستهين بها. قالتها لي صديقه منذ زمن: مشكلتك انك متربية ومحترمه أوى. لم اعتاد أن اترك صديق حتى لو كنت اعلم انه تغير وغالبا لا اتركه إلا عندما يبيعني حتى أكون أمام نفسي لم أتجنى عليه. صدقني أنا لا اكره احد مهما يفعل لكنى اكتم ألمي بداخلي واحزن وخاصة عندما يجئ الغدر من أهل كانوا كالأخوات أو من شخص أحببته بصدق.
في حياتي أشياء كثيرة أحبها كما هي وأرضى عنها مهما كانت لكنى بجد اشعر داخلي الآن بألم أحيانا اهرب للنوم ممكن باليوم. بالصمت. بالضحك والخروج. من داخلي اشعر أنى غير راضيه عن نفسي وهذا الإحساس يعذبني. هناك كلام كتير لم اقله لأني لا ادري كيف أقوله ولكن هل أنا احتاج للذهاب لدكتور فقط ولو لأتحدث معه واستفيد من رأيه. أنا أود ذلك منذ فتره بل والدي أيضا يشجعوني ولكنى لم اذهب حتى الآن. أرجو ألا تطيل على الانتظار فأنا احتاج للرد وبشده وبسرعة أرجوك.
24/10/2006
رد المستشار
صديقتي
إن في كلامك الكثير من الغموض والإبهام وقد يكون هذا هو سبب المشكلة... إنك تعتقدين أن كلامك له معنى واحد وأن الجميع (إذا كانوا أسوياء من وجهة نظرك) سوف يفهمون بنفس الطريقة وسوف يوافقون على رأيك أو يتفهمون أحاسيسك التي تعتبرينها بديهية لكل الناس.. الحقيقة هو أنك لست مرنة بما فيه الكفاية حتى تتقبلي الآخر...
وهذا لا يعنى أن توافقي أو تتبنى كل ما يفعله الآخرون وإنما التفهم يكمن في أن تعرفي أن الناس عموما يفعلون ما يعتقدون أنه اختيارهم الوحيد (من وجهة نظرهم التي قد تكون خاطئة)...كيف نجح من حولك في قتل حماسك؟ هل تدرسين وتتفوقين لإرضاء الآخرين؟
لماذا تتأثرين برأي من حولك إذا كان ما تفعلينه صوابا لا يختلف عليه اثنان من الأسوياء؟ من سيعارض التفوق والتقدم إن لم يكن مريضا؟
إنك تختارين أن تسمى المعارف أصدقاء وهو ما يصدمك فيهم... وأعتقد أنك لا تعطين نفسك الفرصة لمعرفة الناس معرفة حقيقية (ولا علاقة لهذا بطول مدة المعرفة) قبل أن تسميهم أصدقاء.. أعتقد أيضا أنك تضحين بالكثير ولمدة طويلة من أجل من لا يستحقون هذا وبالتالي تشعرين بالألم وخيبة الأمل والإحباط.
التعامل مع الناس عموما بقلب صاف هو شيء جميل ولكن افتراض أن الآخر سوف يقدر أو يحترم هذا بدون احتمال لسوء التفاهم أو لقصور في وجهة نظر أي من الطرفين هو ما يجعلك في النهاية تحسين بالخيانة ممن وثقت فيهم واعتبرتِهم أصدقاء أوفياء.
تقولين أنك تهربين بالنوم والتليفزيون... تهربين من ماذا تحديدا؟ إن في الدنيا كل المتضادات وكل الدرجات فيما بينهما، وعلينا جميعا أن نختار ما نتبع وما نأخذ وما نترك... لماذا تصرين على الإحساس بالألم والإحباط واليأس بدلا من البحث عن ما تريدين؟؟؟ إذا ما لاحظت ما يحدث في الحياة وفى الكون فسوف ترين أن الخير والشر متلازمين وأن كل المتضادات متلازمة.. وبالتالي فالناس الذين صدمتي فيهم لا بد وأن يقابلهم من الجهة الأخرى من هم عكسهم ولكن يجب أن تؤمني بوجود هؤلاء قبل أن تجديهم ويجب عدم التسرع في الحكم على الآخرين سواء بالسلب أو بالإيجاب.
أنصحك بمراجعة أفكارك وقوانينك وافتراضاتك المسبقة ومناقشتها (بل وتحديها) مع معالج أو معالجة نفسية حتى تصلين إلى ما هو مريح وفعال ومعتدل بدلا من الهروب وحبس نفسك في دور المفعول به.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة ريم أفندي شكرا جزيلا على ما سببته لنا من لخبطة في الموقع، لا أدري أنا ما هي الحكاية ولا أدري ما معنى أن ترسلي استشارتك أكثر من مرة، ولا أذكر إن كان أحمد الموجي تأخر في الرد فأرسلت لعلاء مرسي أم العكس، بمعنى آخر لا أذكر إن كنت أنت أرسلتها مرتين أو نحن أرسلناها مرتين، وليس هناك من يذكرني بما حدث، على أي حال مبروك رزقك الله إجابتين لا إجابة واحدة، وربنا يصلح حالنا في مجانين.