الخروج في سبيل الله: بابا يرفض
السلام عليكم ورحمة الله؛
في البداية أشكركم على هذا الموقع الرائع -أفادكم الله وجزاكم خيرا به- أنا طالبة جامعية أضطر أغلب أيام الأسبوع إلى النزول إلى الجامعة وفي طريقي واجهت الكثير من الحيوانات البشرية من المعتدين بالمعاكسة أو محاولة التطاول بالأيدي والتحرش غالبا ما تكون من مجموعة من المراهقين على ناصية أو بجوار كوبري والحمد لله أكون سباقة في رد الفعل وأجري بسرعة قبل أن يحكموا حلقاتهم الشيطانية لافتراسي وفي مرة من المرات كنت مع صديقة لي ولله الحمد لم نتأذى، ولكن اليوم حدث لي حادث شنيع أني أثناء سيري جهارا نهارا بالشارع وهو ليس في مكان مقطوع أو بحي شعبي أجد من يمسك مؤخرتي من الخلف بطريقة بالطبع أدهشتني وباغتتني فنظرت للخلف فإذا بطفلين-نعم طفلين- يبلغ عمرهما حوالي الثانية عشر!!! وشكلهم متشرد وقذر ويبدوا أنهم أما من أطفال الشوارع أو أولاد بوابين إلى هذا الحد أصبح جميع الذكور هائجين حتى الذين لم يبلغوا بعد!
فقمت بركلهم بقوة وشتمتهم ولم أجد أي رد فعل لعابري الطريق سوى أنهم قالوا لي: أهدي_!_ولم يفعلوا للمعتدين شيء،.
أنا ارتدي زي عادي ليس ضيق ولكنه عملي وهو البنطال ولا أرتدي سوى الأكمام الطويلة في كل الأوقات رغم أنني غير محجبة. كما أنني مثال حي علي المشي مثل العسكري. أنا منهارة وغير متمالكة أعصابي وأدق لك ويدي ترتعش وقد بكيت منذ رجوعي المنزل لمدة ساعتين.
لقد فقدت الإحساس بالأمان نهائيا وهذا الشعور ندي منذ فترة وتأجج منذ أحداث وسط البلد. هل يجب ألزم المنزل ولا أخرج منه إلا في وجود أبي معي وفي سياراتنا حتى لا تمتد أيدي العابثين؟ وهل هذا إنذار بأن غير المحجبة لا مانع من أن تنتهك؟
لقد كنت على بعد أمتار قليلة من قسم البوليس ولم يتحرك أحد لنجدتي ولم يرتدع المنتهكان كذلك كنت على مدى خطوات من شرطي مرور-صحيح أنه شرطي مرور لكنه شرطي- ولم يفعل شيء. بالمناسبة أنا ارتدي غطاء الرأس عندما تكون المحاضرات متأخرة والسماء تظلم وأنا بالشارع. ولكن مع هذه المهزلة يبدوا أنني سأرتديه -وعن عدم اقتناع وغصبا" عني-نهارا وليلا لأبعد عني معدومي الضمائر، ولكن فكروا معي ماذا تفعل غير المسلمة الغير مكلفة به؟
هل تفرض عليها حالة الخوف ارتداء ما لم يأتي في دينها؟
ولكن ماذا لو ارتديت الإيشارب ولم يكفوا عني؟
هل أنتقب ؟ فأكون من جهة أخرى أعقت مصالحي؟
وإذا لم يكفوا أيضا هل أسير بداخل صدفة مثل السلحفاة؟
لقد فقدت الشعور بالأمن والاطمئنان رغم اخذي بالمحاذير المعروفة والمعتادة لإيقاف هؤلاء السفلة؟
ماذا أفعل؟
13/12/2006
رد المستشار
لا بل أريدك أسدا! يزأر ويرعد من يحاول الاقتراب منه...... وأنت تستطيعين فحينما تصورتك تقررين عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى في حماية رداء أو حماية كبير قفزت في وجهي أحداث وسط البلد مخرجة لي لسانها تقول لا رداء يحمي ولا أب أو زوج!!
ثم قفز في وجهي مشهد آخر يحدث كل يوم ...
فتاة فلسطينية في التاسعة عشر من عمرها-مثلك- تعلم تمام العلم أن هناك في الخارج سفلة بحق لن يتورعوا عن فعل أي شيء بدءا من التحرش ومرورا بالإذلال وانتهاء بالقتل!! ومع ذلك لا يثنيها هذا عن الخروج لطلب العلم أو ممارسة حياتها!! ولم تفكر أن "تتسول" إحساس الأمان خارج نطاق إرادتها وإيمانها وقد حملت الحق راية لها.... فأين أنت منها؟
فالسفلة دائما ضعاف وإن ارتدوا قناع القوة..... جبناء وإن ارتدوا لباس المبادرة، فرغم مرارة الحق إلا أنه عزيز لا يغلب فلا يصح استجدائه وإنما يؤخذ أخذا ورغم جهد الوصول للإرادة إلا أنها تقهر الخوف الذي قد يتسرب لداخلنا ورغم استقرار الإيمان في القلب إلا أنه يظهر وقت الاختبار على جوارحنا.
فلا تبحثي خارج مثلث الحق والإرادة والإيمان عند آخر تتمسحين فيه -وإن كان مهما- إن لم تكتمل أضلاعه الثلاثة في نفسك ولكن من بين سطورك أقف عند عدة مفاهيم لديك تحتاج للمراجعة فأذني لي في توضيحها:
العبادات ليست تكاليف لا رابط بينها يربطها فنقوم بها راضين أو كارهين ولكنها شعور مكتمل العناصر يبدأ بالمعرفة العقلية ثم الانفعال الوجداني ثم تترجم أخيرا في سلوك فالسلوك هو ثمرة ما قبله وهذا هو الوضع الصحيح لإقامة الصلاة وارتداء الحجاب وحسن الخلق.... الخ.
المعرفة الحقة بالله عز وجل تهون من قيمة الأخطاء التي يتورط فيها الإنسان لأنها أخطاء عابرة أو خدوش سطحية أما الجهل بالله فهي الخطيئة التي لا تغتفر ولا يصلح معها عمل وإن كان نقابا!
الزواج فقط هو الحل للمشكلة الجنسية ولكن أين هو؟ فأكاد أسمع من تصفينه بالذئب يقول أشعر بالعجز.. بالفشل.. باليأس فلم أجد من يربيني فأعرف نفسي وأحترمها ولم يمد البشر لي يدا لتعزز مقاومتي ضد الخطأ فأبعد عن سوء الخلق.. ولم أجد سوي دولة جبانة أسقط دوما من عداداتها فلا أجد مكانا لي فيها.. فأنا أشعر بالقلق والخوف وضياع الأمان أيضا!
فلقد أصبحت شيئا ولست بشرا يشعر ويتألم ويحلم ويرغب ولا يتاح لي سوى ما أسرقه من مشاهدة سماوات مفتوحة تأكل برأسي التي أعيتني الحيل في حل مشكلاتها فأغرق فيها وإن كنت على خطأ وأتسكع في الشوارع فيراني المتزوجون أو أصحاب المكانة المرموقة كأنني متشرد أو ذئب أو من أطفال الشوارع من القذرة الذين يخدشون حيائهم ويثيرون حفيظتهم ونسوا أن وجودهم في أسرة وحصولهم على شريك حياة يأنسون به وعمل يركنون إليه يثير حفيظتي أنا أيضا فأشعر بالضياع أكثر وأكثر حين وعيت تماما أنه لا أمل لي في غد قريب أو بعيد.
ابن الثانية عشر ليس طفلا ولكنه مراهق في سن حرجة.
أدعوك لمتابعة دورة "الوقاية من التحرش الجنسي للإناث قريبا جدا على موقع إسلام اون لاين أقوم بإعدادها تتضمن الكثير من النصائح والتدريبات التي تساعد على التفادي واختيار الوسائل المناسبة.
دمت سالمة
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، أحييك وأنتظر منك المبادرة الشجاعة مثلما تنتظرها منك مجيبتك الأستاذة أميرة، وأدعوك أن تقرئي من على مجانين:ملف كيف تقين نفسك من التحرش لمستشارنا المهدي وتابعي معنا دائما على مجانين.
ويتبع>>> : السفلة مشاركة