من الإدمان إلى التوهان
أحداث داخل عقلي متداخلة وبدون توقف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شدني هذا الموقع بجودة الاستشارات ووضوحها ودقة إجابة المستشارين وأسال من الله أن يجعل أجرها وثوابها لكل من بذل الجهد في إنجاح هذا الموقع.
مشكلتي بدأت قبل ثلاث سنوات عندما كنت أدرس بالجامعة في السعودية وذلك قبل انسحابي من الجامعة بسنه تقريبا أو اقل بقليل. في تلك الفترة كنت أتمتع بصحة ممتازة وكنت في قمة النشاط الذهني والجسدي وكنت حريصا للذهاب للنادي والتمرن بجهد وممارسة حياتي اليومية كشخص طبيعي. بعد ذلك بدأت أتعاطى حبوبا مخدره اسمها الكبتاقون وهي حبوب مسهرة ويستخدمها بعض الطلاب في الاختبارات لزيادة التحصيل الدراسي أو الاستيعاب لأنهم لم يذاكروا من بداية السنة، أدمنت على هذه الحبوب وصرت آكلها حتى في أوقات فراغي حتى اعتمدت عليها وفي نفس الوقت كنت أتعاطى منشطات وسترويدات لأنني أتمرن في النادي وكنت أحرص على ضخامة العضلات.
الحبوب جعلتني أدمن على الشراب (الكحول) والسبب أني كنت أريد أن أذهب مفعول الحبوب بالشراب لكي أنام، مع مرور الوقت الشراب لم يعد يكفي لأني كنت أتعاطى الحبوب بشكل شره حتى أصبحت أدخن الحشيش وبشراهة.
استخدمتها حتى أصبحت معزولا دماغيا عن الواقع يعني أصبحت تحت تأثير إما الحبوب أو الخمر أو الحشيش. في يوم من الأيام كنت أدخن الحشيش وتحت تأثير الحبوب وأشرب الكحول وكان معي أحد أصدقائي اللذين لا افتخر بمعرفتهم مع الأسف. المهم أن هذا الشخص شاذ جنسيا أي يميل إلى الأولاد أكثر من البنات، كان يحكي إحدى مغامراته مع أحد الأولاد اللذين كان يحاول أن يتحرش بهم جنسيا وقتها كنت شارد وكنت أتخيل الموقف الذي كان يحكيه وأتصوره في عقلي فجأة توجست منه وحاولت أن أبين له من بعيد أن يطلع برا لأني حسيت أنه تمادى وكأنه بدأ يميل لي أنا (يعني طردته من بيتي) صديقي استغرب وطلع.
المهم مع الوقت تولد عندي إحساس بالخوف شديد أصبحت متوجس وعدواني وأغضب بسرعة ولا أقدر أن أتوقف عن التفكير حتى التركيز صار عندي شبه معدوم ولم أتوقف عن تعاطي الأشياء كلها فجأة قررت أن أتوقف عن كل شيء حتى الجامعة وأرجع لبيت أهلي لأني إذا استمريت على الحالة هذي راح أموت وكنت أخاف من سوء الخاتمة. المهم مرت الأيام والسنين وتوظفت، بعدها قررت أن أكمل دراستي الجامعية خارج المملكة لأني أحس أني أصبحت في أفضل حالاتي النفسية، قبل خمس شهور سافرت لبريطانيا لإكمال الدراسة ولكن صدمت أن الحالة النفسية رجعت لي مع ظهور حالات غريبة لم تكن موجودة عندي من قبل.
صرت جبانا بمعنى الكلمة، أخاف من الناس وكنت أحرص على أني أنال رضاهم (ما عرف ليه؟)، صارت تصرفاتي وكلامي غريب لدرجه أن بعضهم صار يعتقد أني غبي أو مجنون أو (GAY) وهذا سبب عندي قلق شديد، فقدت القدرة على التواصل مع الناس، ما عرف أفتح حتى حوار بسيط مع أي شخص وصار فهمي بطيء، فقدت القدرة على التركيز تماما وما أقدر أقرأ سطرين من كتاب وأنا مركز، السبب أنه صار بالي مشغول في كل شي حولي، انشغل في مراقبة الناس وكلامهم ولبسهم، صرت انطوائي وما أثق بأحد أو أصدق أحد نهائيا، صرت أقعد بالغرفة لوحدي وقلقان مع إني ما عرف إيش السبب من القلق أكل وأشرب طبيعي ولا عندي مرض عضوي ومع ذالك قلقان، صاروا الناس أعدائي، وكرهتهم لدرجه أني أفرح لما يحصل لأحد شيء يضره.
لما الواحد يتكلم معي على طول بالي يشرد وأقعد أفكر في المقصود من كلامه وليش هو أتكلم معي في الموضوع هذا والشرود هذا سبلي مشكلة عدم التركيز لا في الحياة اليومية أو التركيز في الدراسة، ما أعرف متى الوقت المناسب للنوم أو للأكل أو هل أنا ظمآن محتاج لشرب الماء. والآن صرت أقلد الناس يعني أقلد تصرفاتهم كلامهم تفكيرهم. صار عندي خوف من التعبير عن مشاعري حتى لو طلب أحد رأيي أحيانا أكذب عليه ولا أدري ليه أكذب.
الآن اللي أبغي أعرفه هل اللي أنا أحس فيه طبيعي أو لا ؟ مع العلم أني لا أتعاطى شيء ولله الحمد.
وإذا كان طبيعي كيف أتخلص منه طيب؟
لكم شكري مقدما
مع خالص تحياتي،،،،
16/12/2006
رد المستشار
أخي العزيز وائل، السلام عليكم :
مشاركة مني في رد أخي الأصغر الدكتور أحمد الموجي على مشكلة هذا الشاب أقدم لكم بعض المعلومات عن الكيبتاجون الذي كان يستخدمه هذا الشخص، وأصل الكيبتاجون هذا هو "Pemoline magnesium"، وهو منشط مشهور الاستخدام في دول الخليج، واستخدامه الطبي في الأصل لمرضى فرط النشاط الحركي ونقص الانتباه وبالذات في الأطفال -بجرعات صغيرة- حيث يؤدي ذلك إلى زيادة التركيز والانتباه والهدوء لديهم وبالتالي يتحسن تحصيلهم الدراسي.
ولكن المدمن يأخذ أحياناً من 5 - 10 حبات حتى يسهر ويزداد نشاطه الجسدي والجنسي ولكنه يقع في الشك والهلاوس والتهيؤات بدلا من الإحساس بالنشاط الجنسي الزائد والسهر، ونرى ذلك خصوصاً مع سائقي الشاحنات لمسافات طويلة، وبالمناسبة الغريبة فليس لونه أبيض كما يطلق المدمنون عليه ولكنه بيج فاتح أو أصفر فاتح مثل لون تراب الصحراء ولكن على الحبة ملف محفور بالفعل تشبه الضمة الكبيرة أو حرف الواو إن جاز التعبير، وأكثر الأعراض التي ألاحظها في من يأخذونه هي ضلالات الشك والخيانة الزوجية فتجد المريض يبدأ يشك في خيانة أمه أو أخته أو زوجته، ومن العادات السيئة أن بعض الشباب العابث يضعه في الشاي أو القهوة في الأفراح حتى يصخب المعازيم ويرقصون ويغنون بلا كلل حتى الصباح مجاملة للعريس!!؛ لذا أنصح مرضاي دائماً بعدم شرب الشاي أو القهوة في الأفراح بعد أن لاحظت أن عداً كبيراً منهم يضطرب وتعود له أعراض الشك والهلاوس بعد تناول شاي أو قهوة في أحد الأفراح دون أن يدري أنه قد تناول قهوة بالأمفيتامين!!!.
ويستطيع أهل الأذى والشر من تصنيع تلك الحبوب في بناية قديمة أو جراج قديم مهجور بأجهزة وتحضيرات معملية وكيماويات بسيطة في تجهيزها أو الحصول عليها، أو قد تقوم بعض الشبكات من دول معادية بتهريبه عبر الحدود، ليخربوا به شباب الأمة بحجة السهر أيام الامتحانات أو في الأفراح، أو لزيادة قدراتهم الجنسية، أو السهر أثناء القيادة لفترات طويلة، وأقول أن عواقب استخدام تلك المنشطات الوخيمة على القدرات العقلية في بعض الأشخاص قد تستمر في الجسم بعد انقطاع الشخص المدمن عن تناول تلك العقاقير لفترات طويلة قد تصل إلى شهور أو سنوات.
أذكر من هؤلاء شخصاً استمر سنة كاملة على تناول عقار الريسبيردال 2 مجم مع الريميرون 15 مجم لمدة عام كامل بعد توقفه عن استخدام الكيبتاجون تماماً، وأذكر شخصاً آخر ما زال على العلاج بالعقاقير النفسية لأكثر من تسع سنوات وحتى الآن.
ومن المعروف أن الأمفيتامين يستخدمها العلماء لإحداث الأعراض الذهانية في حيوانات التجارب ثم علاجها بمضادات الذهان المكتشفة حديثاً لتجريب تأثير العقاقير الحديثة المضادة للذهان على تلك الحيوانات قبل تجريبها على الإنسان، وهذا قد يوضح خطورة هذه العقاقير المنشطة إذا استخدمت بجرعات زائدة عن الحد كنوع من الإدمان أو لعمل "الدماغ العالية".
ومن طريف ما ذُكر من برامج تسجيلية على قناتي الجزيرة والعربية أن القوات الجوية الأمريكية قد شجعت طياريها على استخدام الأمفيتامين بجرعات صغيرة أثناء غزو العراق حتى يستطيع الطيارون القيادة لمسافات طويلة، وبالفعل استطاعوا القيادة والسهر، ولكن بعضهم أطلق النيران على قوات التحالف ؟ظاهرة النيران الصديقة؟ بدلا من الجيش العراقي!!. والبعض الآخر أصيب بالذهان العضوي وتطلب علاجه بالمصحات النفسية!!!.
ومن المنشطات الأخرى المؤذية "القات" في اليمن وأريتريا وأثيوبيا، وهو يلتهم قدراً كبيراً من اقتصاد تلك البلدان، ويحتوي القات على مادتين منشطتين هما الكاثين والكاثينون والمادة الثانية هي أكثر فاعلية ولكنها تتلف عند ذبول أوراق القات بعد حوالي يومين من قطف الأوراق، لذا يحبذ المُقَيِّتون (مستخدمو القات) استخدام الأوراق الخضراء الطازجة، وفي البداية يُحدث القات تأثيره المنشط بأقل كمية ولكن نتيجة لظاهرة التحمل "Tolerance" يحتاج نفس الشخص إلى كميات كبيرة من القات بعد ذلك لينتعش وينشط، ولكن هيهات هيهات فقد كان ذلك في بداية تناول القات أما بعد فترة فقد أصبحت الاستجابة أقل بكثير عن وقت بداية تخزينه.... زمان!!!.
ومن طريف ما قرأته في هذا الموضوع أن الجالية اليمنية في كندا والولايات المتحدة وهي بالمناسبة كبيرة تستورد القات عن طريق بعض خطوط الطيران العالمية بعد لف أوراق النبات في ورق الجرائد الرطبة أو ورق الموز الرطب حتى يصل إليهم هناك أخضر الأوراق وقبل أن تذبل أوراقه الخضراء المحتوية على المادة المنشطة الأكثر فاعلية!!!.
وفي مصر وأثناء الخمسينات كوَّن كيميائي "صيدلاني" شرير تركيبة الماكيستون فورت، وما زال أهل الشر يصنعونه ويحقنون به المدمنين حتى الآن، وهو توليفة من الأمفيتامين والباربيتيورات وغيرهما من التحابيش الشيطانية!!!.
وهذه صرخة من قلبي لشباب أمتنا أن يبتعدوا تماماً عن المنشطات وبالذات في أوقات الامتحانات، أو لأي غرض أيا كان، فلا يصح أبداً أن نكون عبيداً لما يسبب "الجنون والذهان" لحيوانات التجارب.