لا أدري هل تسمى مشكلة أم أنت أخبر؟؟؟؟؟؟
أشكر كل القائمين على هذا الموقع وأخص بالذكر الدكتور وائل أبو هندي، لا أدري من أين أبدأ فمشكلتي ما قرأت مشكلة في الموقع تشبهها حتى ولو بعض الشيء، إذا كانت تسمى مشكلة!
أنا طالب في إحدى الجامعات العمانية، أنا ولا اخفي عليكم فإنني من النوع الخجول الذي أسمي نفسي بأني أقرأ لغة العيون حسب ما يتهيأ ليأحس أحيانا بأن جسمي مشلول من الخجل حتى من الزملاء وأحيانا من الأهل والأقارب أحيانا أشعر وأنا بين أقاربي وكأني غريب وليس لدي أحد في الدنيا أشعر وكأني أتيت من المتجمد الشمالي تزداد برودة جسمي ونادرا أشعر بحرارة في جسمي وخاصة في الأطراف.
أما في بعض الأحيان فإني أشعر وكأن الناس الذين من حولي كلهم أهلي وكلهم أصدقائي وعندما أذهب إلى أحدهم لأتكلم معه بعضهم إذا انسجمت معه أحبه حبا لا يوصف يستمر حبي له ولا أستطيع العيش إلا معه، فإذا مر يوم وأنا لم أره، أشعر وكأن شيئًا ينقصني وكأن ذلك اليوم غير محسوب من عمري، أشعر وكأن كل شيء ضدي أكره كل من يكلمني بأن الحياة حلوة وأنا في هذا الموقف تستمر هذه الاضطرابات حتى اتوووووه نعم اتوووووووووووه في بحر الخيال.
وفجأة أشعر وكأن الدنيا وجدت لي لكي أعيش فيها وحدي تنعنش الدنيا عندي وأشعر بالسرور وأكون على غير الحال كل من يراني لا يصدق بأني أنا الذي يراني كل يوم أعزائي القائمين على هذا الموقع لا تستغربوا من حالتي هذه سأقول لكم شئ مناقض لما ذكرته سابقا في بعض الأوقات أكاد أجن من تصرفاتي لا أذكر المواقف التي مرت بي إلا بعد أن اذهب للنوم وبعد ذلك تبدأ ما أسميها أنا بالمعركة بيني وبين نفسي.
أما بالنسبة للدراسة فإنه من المتعارف عليه أن الإنسان عندما يمر بشيء جديد على الروتين الذي تعود عليه فإنه وبدون شك يشعر بالخجل، ولكن الذي حدث لي غرييييب فإنني وفي إحدى المحاضرات كنت متعلقا بتلك المادة كنت أحبها حبا من الحب حقي الذي لا يوصف يشبه حب قيس لليلى وأعتقد أنه أزيد بقليل كنت أجلس في الجانب المقابل للطالبات وكنت أخجل كثيرا من البنات ولكن الأقدار في هذا اليوم ساقتني إلى الكرسي المحاذي لهن كان هناك طالب مشاغب كان دائما تشتكي منه الطالبات جلست بجانبه وعندما مر من المحاضرة بعض الوقت إذا بي أرى يدا تلوح وكأنها تشير إلي استمريت في الاستماع إلى المحاضرة ولكن الدكتورة صاحت بأعلى صوت:
اطلع بره.... قلت لها أنا قالت نعم أنت جن جنوني لست أدري من أين خرجت إلى البوابة الخارجية ولكني خرجت من ذلك اليوم وأنا أرى الكلية وكأنها وحش كاسر سيلتهمني كان هذا في الفصل الدراسي الأول.
أما في الفصل الدراسي الثاني فإني كنت غير قادر على الذهاب من الخجل الذي خيم في أوتار قلبي وكاد أن يقتلع كل ما كان فيا من تفاؤل في المستقبل لم أعد أصدق أي إنسان يكلمني عن المستقبل، ولكنني أتقبل منه النصيحة في الأخير تحياتي لكم ورجاء، رجااااااااااااء خاص أن لا تسموني مجنووووون فأنا لست مجنونا ولكم من الله الأجر والثواب.
13/10/2003
رد المستشار
عزيزي السائل، أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في موقعنا وصفحتنا استشارات مجانين،
الخجل هو إحساسنا بأن الآخرين يرون فينا أسوأ ما فينا من مجرد النظر إلينا... الحقيقة هي أننا نعتقد أنهم يرون ما نعرفه عن أنفسنا من سوء أو من نقاط ضعف. فنعتقد أننا مفضوحون أمام الآخرين أو سوف نكون كذلك عندما نتعامل معهم.
هذا يعنى أنه ليس لدينا قاعدة راسخة ننطلق منها في الحياة وإنما نتخبط بين آراء وأهواء الناس المختلفة. ما حدث في المحاضرة على قدر ما فهمت هو أنك اتهمت ظلماً بالمشاغبة، ولكنك لم تدافع عن نفسك.. في نفس الوقت أصبحت ترى الجامعة كوحش كاسر.. إذا لم تكن قد ظلمت يوما قبل ذلك، ولم يسئ فهمك أحد قبل ذلك فأقول إنك محظوظ يا سيدي.. فأنا أعرف عن الآلاف بل الملايين من الأطفال الذين تعرضوا للطرد من حصة دراسية بسبب شغب شخص آخر ولم يكن لهم من الخبرة أو الحنكة ما يكفى للدفاع عن أنفسهم وإقناع المعلم أو المعلمة... ولكن هذا لم يجعل المدرسة أو الدراسة بمثابة وحوش كاسرة بالنسبة لهؤلاء الأطفال، إن ما نشعر به في بداية التعامل مع أي شيء لا خبرة لنا فيه هو الارتباك وليس الخجل.
أرجو منك أن تراجع أحاسيسك ومصطلحاتك التي تستخدمها لوصف هذه الأحاسيس.. فإن في تعريف الإحساس بتعريفه السليم جزء كبير من العلاج والراحة، هذا الارتباك يزول بعد قليل من التمرس في المهمة الجديدة، وإن لم يكن الأمر كذلك لما استطاع أحد لعب أي لعبة أو تعلم أي لغة أو الوصول إلى البطولات الرياضية والحصول عليها، فكيف بالله عليك تكون هذه الحادثة في الصف الأول هي الفيصل في علاقتك بالجامعة؟؟ وكيف تؤثر وإنكار إلغاء ما هو حقيقي وواضح بدلا من التخلص من هذا الخجل قبل أن يخيم على أوتار قلبك؟ ما الفائدة التي تحصل عليها من الخجل؟ و لماذا تستمر فيه؟ هل تحب دراستك؟ ما هي أهدافك في الحياة؟ ما هو هدفك من دخولك الجامعة؟ كيف تقول أنك لم تعد تصدق من يحدثك عن المستقبل وفي نفس الوقت تتقبل منه النصيحة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شعورك بأنك غريب بين أقاربك يعنى أنك لم تقرر بعد من أنت.. لم تكون لنفسك تعريفا لنفسك.. لم تصادق نفسك ولم تحبها بعد.. ماذا تود أن تكون؟ أهناك من تود أن تكون مثله؟ حتى ولو كان أحد الشخصيات في رواية؟ لماذا تود أن تكون مثله؟ لكي تحقق ماذا؟ ما هي طريقة تفكيره في نفسه وفي الحياة؟ ما هي معتقداته عن نفسه وعن الحياة؟ وما الذي يمنعك من أن تقلد أفعاله ومعتقداته إلى أن تكون مثله؟
لست مجنوناً يا سيدي، ولكنك تعانى من عدة أشياء في نفس الوقت وبالتالي فأنت تتأرجح ما بين السرور والاكتئاب، ما بين الانطواء والانفتاح الشديد، ما بين الأمل والإحباط الشديد. ما تمر به يحتاج إلى أن تستشير وتتحدث إلى طبيب نفسي لكي يساعدك على تخطى هذه العقبات والتأرجحات الوجدانية في جلسات نفسية وقد يصف لك من الأدوية (مؤقتاً) ما قد يقلل منها. وفقك الله لما فيه الصواب.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ السائل أهلا وسهلا بك، وأشكرك على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، ما أود إضافته فقط بعد الإجابة الشاملة للأخ الزميل الاستاذ علاء مرسي، هو إحالتك إلى عدة ردود سابقة لمستشارينا على استشارات مجانين لعلك تلمس فيها ما يماثل حالتك التي ما تزال غير واضحة لنا، بسبب ما نبهك إليه الأخ الاستاذ علاء مرسي، من اختلاط المفاهيم لديك وعدم قدرتك على تسمية المشاعر بأسمائها، فانقر على العناوين التالية:
الشخصية النوابية (الفرح انقباضية)
الشخصية الفرح انقباضية والشواق والإنترنت
بين الجنون والعقل
سعادة بلا سبب.. وحزن بلا سبب..
وفي النهاية أقول لك أن مجنون في هذا الموقع تعني المعنى الذي أشرنا إليه في افتتاحية الموقع، وفي أكثر من موضع فيه، ولو أنك بحثت عن المعنى العربي للكلمة لتمنيت أن تكونَ مجنونا!، وأهلا وسهلا بك فتابعنا بأخبارك.