من كان طبعه الخيانة سيخون ألف مرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم.... أختي د.حنان طقش؛
أنا مش فاهمه لماذا تسميها استغلال من قبل المرأة...... لا نتحكم بقلوبنا....... الحب أعمى حتى إن كانت متزوجة فقد يخفق قلبها فعلا لآخر غير زوجها... أحاسيس ومشاعر لا يمكن أن نكبتها ونطمسها حتى بيننا وبين أنفسنا........أنا معك أنه الشرع والدين يحرم لكن لا نستطيع أن نكذب على أنفسنا.......... قد ننجح في إخفاء هذه العاطفة أمام الجميع.. ولكن بيننا وبين أنفسنا لا يمكن ذلك..
لا أعرف إن كان بإمكاننا أن نعتبر المشاعر هذه خيانة للزوج..... هي فقط أحاسيس قد تشعر بها المرأة لحظة ضعف وربما لسد حاجه..... أنا لم أتصور أني في يوم من الأيام ممكن أحب شخص آخر غير زوجي...... لا بأسوأ أحلامي..... عشت معه 10 سنين بصبر ومحبه ووفاء رغم سفره الكثير إلى الخارج بحجة مستقبل الأولاد غير مكترث باحتياجاتي العاطفية والجنسية وحتى احتياجات أولاده كل هذا لا يعنيه أهم شيء الفلوس؟...؟...؟
رغم ذلك صبرت وقلت في نفسي خلاص هذا نصيبي... يجب أن أرضى بقسمتي... تعرفت مؤخرا على شاب أصغر مني بثماني سنوات..... اعتبرته مثل أخي الصغير وكنت أتكلم معه بشكل رسمي..... فهو يصغي لي ويحاول مساعدتي نفسيا... أرتاح له كثيرا وأستشيره في كل كبيره وصغيره في حياتي.....
مع الوقت الوضع تغير من صداقه إلى حب...... رغم أنه أصغر مني إلى أنني أشعر بالأمان معه وأحس أنه رجل بكل معنى الكلمة.... تفكيره سابق سنه كتير.... ما بيننا هو اعتراف بحبه فقط لا يتجاوز ذلك.... وأنا أرفضه وأصده.. في كل مره يعترف لي بها بحبه.... وأغير الموضوع فورا... هو بقول أنه مش عاوز يهدم بيتي وأنه يحترم زوجي ولكنه لا يستطيع كبت مشاعره... وأنه سيبقى يحبني من بعيد.... وأنا دائما بتكلم معاه بمنطق وأصده عن أي فكرة أو حلم قد يربطنا ببعض.... وهذا ليس لأني أعشق زوجي الذي بدأت أنسى ملامحه لكثرة غيابه ولكن حتى لا أغضب الله مني ومن أجل أطفالي أيضا.........
ولكنني بيني وبين نفسي أعشقه بجنون والله..... وفي كل مرة أجاهد فيها نفسي حتى لا أضعف أمامه..... حاولت أكثر من مرة أبتعد عنه.... ونجحت لعدة أيام فقط وكنت خلال هذه الأيام أشعر أني مثل المجنونة.... أبكي بحرقه وأتعذب بصمت..... وأطلب من الله كل يوم أن يشفيني من عشقه....... لا أستغله عاطفيا وإنما أعشقه بجنون......... وفي الوقت نفسه لا أريد هدم بيتي.... كيف أتخلص من هذا الشعور اللي سميتيه خيانه!!!!!
13/1/2007
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله
عزيزتي بداية لنوضح أنا إنسانة أكاديمية لا أومن كثيرا بالأساطير المصدرة لمقولة أن الحب أعمى فمع كل دراستي وبحثي في موضوع الحب وما سمعت من قصص وكفكفت دموع الملتاعين لا أعتقد أبدا أن الحب أعمى ولكنها فكرة تبرر التنصل من مسئوليتنا عن سلوكنا.
أنت وأنا كمسلمات مطالبات باستخدام عقولنا قبل كل شيء ولندع فلسفة الحب الغربية وآلهتهم بعيدا عن الجد في حياتنا, أنت ترين ذلك حين تقولين وربما لسد حاجة وهل لي أن أسألك عن هذه الحاجة؟ ألا يعاني زوجك من غيابها مثلك تماما سواء كانت نفسية أو حسية؟
عزيزتي لا اعتبار لفارق السن بينكم فهو بالفعل رجل ولهذا يعتبر تبسطك في التعامل معه تجاوز مرفوض شرعا وعرفا. هناك أسباب ومعايير لاختيارنا شخصا ما لنحبه قد نعيها وقد نخجل من كشفها حتى لأنفسنا ولكن السببية هي ركيزة كونية فلكل شيء سبب حتى خلقنا كان بهدف عبادة الرحمن. أشارت إحدى الدراسات عن الحب من الناحية البيولوجية بأنه يؤدي لرفع مستوى نوع معين من البروتين في الدم لمدة تقارب العام ولكنه يعود للانخفاض بصورة تلقائية.
أخبرك أن ما جذبك له ما قدمه من إحساس بأنك مهمة فأنت وضعت في خانة الحالة لا شيء وأستغرب من أن ترى أنها كذلك, من هنا عزيزتي تسلل تعلقك بهذا الشخص لفرحك بما يعطيه لك من مكانة رغم عدم حاجتك لها فأنت أكثر من مهمة في حياة زوجك وإن لم يعبر وبالتأكيد أنت كذلك في حياة أولادك.
إن كنت ترين مشاعرك من حقك لماذا تقاومينها وتصدينه؟ هذه المشاعر ليست من حقكما فالخيانة هي عدم القيام بالأمانة والزوجة مطالبة بصون عرض زوجها لأنه أتمنها على عرضه ونسبه, وفي ذلك لا فرق بين الخيانة المادية حين تصل العلاقة إلى مستوى علاقة حسية والخيانة المعنوية حين تظهر له ما لا تبطن. ما هو شعورك عندما يطلبك زوجك؟ لن أبحث معك عن مبررات وحكمة غياب زوجك الطويل بحجة تأمين الحاجات ولكنه مثلك يعاني الغربة ويصبر على الكثير من حاجاته رغم رؤيتك أن سلوكه يعكس أنانية إلا أنه يدفع مقابل ما تعيشينه أنت وأولاده وإن لم يكن قادرا على تقديم جميع ما تحتاجون من حاجات نفسية فهذا جزء من ضعف وجهل الرجل حين يظن أن قيمته ودوره الوحيد التمويل ولكن إن قعد عن القيام به من يرحمه؟ أنه مدفوع لجمع المال كما تقولين لطموحه الشخصي وللقيام بأمركم.
لم تذكري كيفية تعرفك بهذا الشاب وإن كنت أقرأ من بين السطور أنها علاقة من خلال الشات, ولذلك لم تلمحي المعنى الخفي في كلامه حين يقول بأنه لا يرغب في هدم بيتك بينما يعني في الحقيقة أنه غير مستعد لتحمل مسئولية مشاعره نحوك أو ما قد ينتج عنها. كيف غفلت عن أن قوله باحترام زوجك فيه تحقير لك فالاحترام لملكية زوجك وليس لشرفك.
لماذا أسميته استغلال؟ لأنك تأخذين في هذه العلاقة بهذه الصورة أكثر مما تعطين فما من رجل تكفيه كلمات ناعمة فلديه المزيد من الحاجات التي تشعلها مثل هذه الكلمات فهل أنت على استعداد لإشباعها له وهو ما يعتبر زنا رسمي يورثك معرة وعقوبة في الدنيا والآخرة قبل اعتبار انعكاسه على أولادك.
تظنين أنك لن تصلي إلى هذه النقطة- أرجو أن يحفظك الله وينير بصيرتك- ماذا إذن عن حاجاته غير المشبعة ألا ترين أن تعلق قلبه بك -إن كان صادقا- سيمنعه عن التقدم في حياته من الارتباط بإنسانة قادرة على إشباعه حسيا ونفسيا واجتماعيا حين تجعله ربا لأسرة يشبع فيها حاجته للسيطرة مقابل ما يقدمه لها من حب ودعم.
أرفقي بنفسك واقطعي علاقتك به وطوري علاقتك بزوجك الذي هو أولى من غيره بمشاعرك سواء في غربته أو حين عودته وأنفقي في هذا فقط نفس الجهد الذي تبذلينه في علاقتك التي تظنين أنها نزيهة. لا تهوني لنفسك سبل الغواية بسوء علاقتك مع زوجك وإن كنت متأكدة من صدق مشاعرك وعدم قدرتك بالبعد عنه انفصلي عن زوجك ولا توردي نفسك مهالك النار والسقوط أرجوك, فسقوطكما ما هو إلا مسألة وقت كالذي احتاجه الوضع ليتطور من معرفة إلى ألفة إلى عشق.
كيف تبتعدين؟ سؤال أجبت عنه كثيرا هل تذكرين خطوات ومراحل تعلقك به؟ اعملي عكسها تماما. بدل الحديث معه اشغلي نفسك بأمور أسرتك, وبدل التفكير فيه انشغلي بالتفكير بآخرتك وما قد يؤول إليه حال علاقتك به وإن بكيت الآن خير من أن تبكي حين لا تنفع الدموع.
أطلت وكررت وأنا ضد الإطالة ولكني شعرت بأنك بحاجة لمناقشة الموضوع بتفصيل يذهب عنك التشويش النابع غالبا عن شعورك بفقدان الأهمية والوحدة بين مسئوليات الحياة نعم ابحثي عزيزتي عن دعم وملاذ ولكن لا تكوني كالمستجير من الرمضاء بالنار, استغلي وقتك بالدراسة أو بالتطوع واشغلي تفكيرك بكيفية تطوير نفسك فهي في النهاية ما يتبقى لك من أي حكاية في الحياة فيا أختي نفسك نفسك لا تورديها موارد الخسران. إن شعرت بالوحدة والألم فالمجانين على الخط.
ويتبع >>>>>>>>>: من كان طبعه الخيانة سيخون ألف مرة مشاركة1