تصفح الاستشارات والردود
| الأسئلة المتكررة FAQ   | طلب استشارة | بحث مفصل | تصفح الاستشارات بالتصنيف

تعليقات الأعضاء

العنوان: استشارة ترقّبت جوابها
التعليق: السلام عليكم هذه استشارة قد ترقّبت جوابها من الدكتور وائلما إن قرأتُ عنوانها، ولما قرأت "الملحمة" التي في السطور وتجسيد هذه الحالة لحالة "عقل جمعي" وليس مجرد حالة فردية شاذة، حتى زاد فضولي لطريقة معالجة طبيب نفسيّ لمثل هذه الأقوال التي كما قال الدكتور تقع تحت عالم "شبه غيبي" فلا هو بالملموس حتى يُبهَت فيه الخرافيون وأصحاب المزاعم والمبالغات، أو يتيه فيه المرضى أنفسهم! ولا هو في عالم "غيبيّ" تماماً قد وصلنا منه عبر ديننا شيء يُمكن الاعتماد عليه، أو يُمكن أن يبقى "غيبيّا" بمعنى الكلمة لا يؤثّر بشكل ملموس على حياتنا وواقعنا.. وأنا حقيقة أعجب للمتعلمين المدافعين عن تلبس الجنّ وكل تمظهرات السّحر كيف يتحدثون ولا يعلمون أبجديات الاضطرابات النفسية، مثل الهستيريا التحوليّة التي اكتشفتْ منذ قرن من الزمان! أزمة وعي وتعلّم حقيقيّة!
كل تلك الملحمات والمشاكل والأعطاب والتي ينسُبها الإنسان بكلّ سهولة لسبب يراه مركز الشرور وآفة الآفات وجامع قوانين الطبيعة، وهو السحر أو الحسد ! وقد يشيب العلماء والباحثون دون يجدوا علاقة محترمة مقبولة بين السبب والنتيجة (العزو السببي) ثم نأتي نحن ببراعة ومجازفة منقطة النظير نحسمها بجملة وفكرة !
- عندي هنا تساؤل بخصوص السحر دكتور وائل، الذي يجب أن يُنظر في تأثيره نفسه وليس مجرّد وجوده الذي نتّفق عليه (على أن يحدّد أي الأشكال هو)، إذ أنّ كلّ ما فيه أنّه سحر للأعين ولا يغيّر طبيعة الأشياء حتى إن كانت جماداً لا إرادة لها ولا تعقيد فيها، ولو كان للسحر أثر مماثل لما ننسُب إليه الآن في مجتمعاتنا، لكان أولى بذلك الأثر الخيميائيون الذين أفنوا أعمارهم لتغيير طبيعة المعادن الخسيسة لتصير معادنَ أرقى وأغلى ثمنا. وكأنّي أرى التمنّي نفسه يتكرر بطريقة أخرى! تغيير طبيعة الأشياء بضربة سحرية بعيدا عن قوانينا الجامدة القاهرة لكلّ زعْم ! فقد أردنا أن نجعل المرفوضة اجتماعيا أو نفسيا مقبولة بالسّحر، والفاشل ناجحا، والعقيم ولودا...كما أراد القدامى تحويل معدن غير مرغوب فيه إلى ذهب أو فضّة يتهافت الناس عليه! وقد فاتتنا بنية الإنسان وثَباتُه البنويّ وطُرقُ تكوّنه وتغيّره أيضا عبر "طبقات" تاريخه وتفاعلاته، كما فاتتْهُم طبيعة تكوّن المعادن وشروط ظهورها في طبقات الأرض !
وأعود إلى سؤالي هنا، والتفريق بالسحر بين الزوجين، وقد وُصف بالعلم، أي احتواؤه على معرفة ما، فما هي طبيعة التفريق بين الزوجين هنا؟ هل هي وساوس وسحر أعيُن كما في الآيات الأخرى "وسحروا أعين الناس" ؟ أم هلاوس كما في حديث البخاري عن سحر النبي صلى الله عليه وسلم فكان يخيّل له أنّه فعل الشيء ولم يفعَلْه (على اختلاف في الحدَث) أم أنه تسلّط على المال والأولاد والذهن والجسد !؟ وأيّ سحر هذا الذي يصمُد أمامَ عبادة وتضرّع وقراءة قرآن ؟ وكأنها معركة بين إله النور والظلام في المانوية، وليس بيْنَ عبد وخالقِه القائل فيه "إنّ كيد الشيطان كان ضعيفا"!
هذا على افتراض أن السحر هو نشاط يدخل في الشياطين بالضرورة، ونحن نعرف سحرا يأكله المسحور ليكون مجرّد تسمّم يسقُط به شعره ويهزُل جسده، ومع ذلك يدّعي الرقاة أنّه سحر من عالم آخر! وهنا إشكال الاصطلاح واضح. -بالنسبَة للحسد، والذي يُربَط بالعيْن بطريقة تلقائية، مع أنّ الحسد وشرّ الحاسد لم يُذكر معه قوّة خارقة تخرج من عينه، ولكنّه إذا حسد أقدم على أقوال وأفعال مؤذية ولها تبعات، وهذا حدود فهمي للحسد والحسّاد، ولا دليل دينيّ يوضّح أن للحاسد قدرة خارقة ليضرّ بها الناس ! واستدلال بآية مثل "وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون" على أنّه تعبير على وجه الحقيقة استدلال غاية في الضّعف، إذ لو كان لهم قدرة لفعلوا ذلك، وحتى إنْ عُصِم النبي عليه الصلاة والسلام، فلن يُعصم منهم كلّ المؤمنين، إذ قد عُصم منهم في الأذية الجسدية والتي أتمّوها ووُجدتْ حقا لديهم! ولم يُعصَم المؤمنون الآخرون ومنهم من قُتِل ! وهذا يعني أن الآية مجرّد تعبير مجازيّ على شدّة الحنق جراء سماعهم ما يكرهون وسط مجالسهم، فضلا على أنّ كلمة "يكاد" مع عدم التحقّق تعني غياب القدرة على فعل الشيء والله أعلم، مثل قوله تعالى: "يكاد سنا برْقِه يذهب بالأبصار" ولكنّها لا تعمى ! وكان الله في عون الأخت المكلومة، وكان الله في عون الذين يحاربون هذه التصوّرات!
أرسلت بواسطة: حسن خالدي بتاريخ 28/03/2017 15:18:47
لإضافة تعليق يجب تسجيل الدخول أولاً أو الاشتراك إذا كنت غير مشترك

المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع - حقوق الطبع والنسخ محفوظة لموقع مجانين.كوم © Powered By GoOnWeb.Com