السلام عليكم؛
أولا أشكركم على هذه الخدمة التي تساعد كثير من الناس جعل الله ثوابكم عليها في الدنيا والآخرة، أنا سني 36 سنة أعمل محاسبة، كنت مخطوبة من 10 سنين وفسخت الخطوبة من شدة ما عانيته من بخل خطيبي، وهو كان زميلي في الجامعة وكنت لا أبه ولكني كنت أتمنى الزواج فقط وربما كانت أنانية مني ولكن عذري الوحيد صغر سني ومراهقتي.
وتمسكت به على الرغم أني لا أشعر نحوه بأي انبهار أو خفقان القلب أو أي علامات الحب ولكني كنت أريد أن أعيش قصة حب بأي شكل، المهم بعد ما عانيت وفسخت الخطوبة شعرت براحة غريبة وشعرت كأني خرجت من سجن، وأقبلت على الحياة بحب وتمنيت أن أظل هكذا في الراحة بدون منغصات جديدة، وكان نتيجة ذلك رفضي الارتباط بأي شخص حتى لو كان يحبني ومناسب، كنت أرفض بدون تفكير اعتقادا منى أني لم أستمتع بفترة الراحة من الخطوبة السابقة والمؤلمة، مع شعوري بأني ممكن أن أسيء الاختيار مرة أخرى.
والآن بعد أن أتممت سن 36 أفقت على أني أصبحت عانس، والفرصة ضئيلة إن لم تكن معدومة أن يكون لي زوج وحياة، نسيت أن من حقي أن أحب وأعيش، والآن منذ شهرين تعرفت على شاب عن طريق الشات وأعجبتني أخلاقه وعدم تطرقه لمواضيع غير محترمة ولم يذكر لي سنه الحقيقي، وحدث أن كلمته مرتين أو ثلاثة بالتليفون ولكن في حدود الأدب ولم نتعد أي حدود لأني أخاف الله جدا، وعرفت أن سنه أصغر منى بـ6 سنين، ولكنه ذكر لي أنه لا تأثير نهائي عليه من فرق السن وأنه يرغب في الارتباط الرسمي بي وبالطريقة التي ترضيني على الرغم من أنه لم يرني حتى الآن.
وغضبت جدا أنه لم يذكر هذه الحقيقة من الأول، وصممت أني لن أحدثه مرة أخرى، خصوصا بعد ما سمعت حديث لعمرو خالديقول أن محادثات التليفون حرام، قلت لنفسي ما بنى على حرام فهو حرام والآن هو لا يلح عليا بشيء ولكنى أفكر ربما يكون الفرصة الأخيرة لي لكي أعيش! لماذا لا أعطي نفسي فرصة لكي أعرفه أكثر في وجود أختي أو أمي مثلا، وأعود وأقول فرق السن.
ممكن أن يكون من العته أن أفكر في شخص أصغر مني، أم أصدق كلامه إن السن ليس بتاريخ الميلاد، أنا في حيرة ما بين الحلال والحرام، أنا أمنع نفسي من الحديث معه لسببين خوفي من الله عز وجل وخوفي أن أتعلق به وأزيد الطين بلة! ماذا أفعل؟؟
ربما تكون المشكلة تافهة ولكن أنا أخجل أن آخذ رأي أحد غيركم وأشكرك يا د. وائل على مجهودك وأرجو أن ترسل لي رد أي رد
وشكرا والسلام عليكم ورحمة الله.
8/10/2003
رد المستشار
آنستي، أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، لقد أثار خطابك عدة تساؤلات وعدة أفكار لدى:
لقد دفعت ثمناً باهظاً لخطأ شائع وهو التعميم.. فلقد عممت تجربة واحدة (مهما كانت قسوتها) إلى جميع التجارب المستقبلية، وعممت رجل واحد إلى جميع الرجال، وظللت على هذا الحال لمدة عشرة سنوات.... ألم يحن الوقت لدراسة الموقف بدون تعميمات؟ إن حديثك على الهاتف مع هذا الشاب وفى التشات لم يتعد حدود اللياقة والأدب على حد قولك.... ففيم الحرام هنا؟؟؟، في نفس الوقت أقلق عليك من شاب يريد الارتباط بناءً على معرفة من خلال التشات، في غرف التشات، لا يمكن أن نعرف من هو الآخر حقيقة.... إنك لم ترى هذا الشاب، وهو لم يرك.... سبعة في المائة فقط من المعنى يكمن في الكلمات، ثمانية وثلاثون بالمائة في نبرة الصوت ونوعه، وخمسة وخمسون بالمائة في لغة الجسد أو فيما تراه العين.
أوافقك في أن تقابلي هذا الشاب في حضور والدتك وأختك لمجرد التعارف الحقيقي وليكن هذا في مكان عام وليس في منزلكم كحماية لكم جميعاً ومنعاً للإحراج. وقد ينتج عن هذا صداقة أو توافق يفتح لك مجال ممارسة الحياة العاطفية.... فقد يصدف أنه شاب سوى ومخلص.... وإذا لم ترتاحي له فسوف تكونين أقدر على منع المكالمات والتي لا أظن أنها حرام حتى الآن.
ولكني لا أنصحك بالاستمرار في المكالمات الهاتفية... إما أن تتعرفي عليه في العالم الحقيقي أو أن تكتفي بذكرى افتراضية من عالم افتراضي يحوم حوله سؤال محير: ماذا لو كان...؟ إذا كان شاباً ناضجاً يعنى ما يقول من أن فارق السن لا يضيره فلم لا؟، ولكنك لن تعرفي هذا بدون المقابلة ولن تختبري صدقه بدون معاملة حقيقية طويلة الأمد نوعاً، ستة أشهر على الأقل.
بالمناسبة، لماذا غضبت من إخفائه فارق السن؟ هل بحتِ أنت بسنك الحقيقي منذ البداية؟ إذا لم يعجبك هذا الشاب فلا ضير.... الفرصة ما زالت سانحة أمامك.. هناك الكثير من الرجال يريدون الزواج من فتاة عفيفة مؤمنة فهناك الأرمل وهناك المطلق، وهناك من لم يتزوج بعد، وهناك من لا يريد الأطفال، وهناك من لا يستطيع الإنجاب.... والكثيرون منهم أناس أسوياء مؤمنون... والكثيرون منهم أناس مخادعون.... حمايتك الحقيقية أن تعرفي نفسك جيداً وأن تعرفي ما تريدين في الحياة وليس في الزواج فقط.
أنا أعرف من النساء من تمت أول زيجة لهن في سن فوق الأربعين... وأعرف من النساء من تزوجن عدة مرات ومنهن من لديهن عدة أطفال، في نفس الوقت أنصحك بالتعرف على أصدقاء جدد من الجنسين.... كيف يأتي العريس وأنت مختفية؟؟
عليك بممارسة الرياضة وعدة هوايات بسيطة وغير مكلفة حتى تتعرفي على ميولك وتلمي بجوانب نفسك لكي تقرري عن علم ما تريدين وما ترفضين. وفقك الله لما فيه الخير والصواب، وتابعينا بأخبارك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت السائلة أهلا وسهلا بك، ما أود إضافته فقط بعد الإجابة الشاملة للأخ الزميل الدكتور علاء مرسي هو أن حكم الحديث في الهاتف وحكم التشات وغير ذلك تنطبق عليه القاعدة الفقهية حسنه حسن وقبيحه قبيح، بمعنى أنه إذا كان ما يدور بينكما في الهاتف مثلا هو حديثٌ في أمور تغضب الله فإن الحكم يكونُ أنه حرام وأما ما كان يدور بينكما وأنتما تتحدثان بشأن تقدمه للزواج منك فأين الحرام فيه؟.
إن ما يحرم في هذا الإطار وما دفع الداعية (وليس الفقيه ولا المفتي) عمرو خالد إلى القول بأن الحديث في الهاتف حرام وإن كنت لم أسمعه، قد يكونُ المقصد منه إما أن ما يتم الحديث فيه هو محتوى حرام، أو أنه يخاف من أن يتطرق الأمر بالتدريج إلى الكلام في الحرام، خاصةً في سنوات المراهقة التي لا ينتظر فيها الزواج.
فيصبح الحديث في الهاتف أو التشات بين شابٍ وفتاة شيئًا للتسلي والتعامل مع الملل ومقدمةً للدخول في أمور لم يحن وقتها اجتماعيا كالممارسة الجنسية أو غيرها، فهنا يكونُ الكلام عبر هذه الوسائل حراما، خاصةً وأن كل كلام لا ينبني عليه عمل يعتبر الخوض فيه من التكلف الذي نهينا عنه شرعا كما قال الإمام حسن البنا رحمة الله عليه، وفي النهاية أود إحالتك إلى عدة ردود سابقة على استشارات مجانين ناقشنا فيها موضوع الحب من خلال التشات أو الهاتف تحت العناوين التالية:هل يوجد حب عن طريق النت م
العلاقة عبر الهاتف ليست صداقة شكر وم
عاشقة الأكشن جريئة وتبحث عن الحنان
من النت إلى الجوال: عجائب الخليج العصري
حب سابق التجهيز: من النت إلى الجوال! مشاركة
الكائن الافتراضي (الرجل الحلم)، والفتاة الطيبة.
نتمنى أن نكون قد وضحنا لك ما استدعى حيرتك فزالت الحيرة، كما أدعوك إلى مجال العمل العام حتى ولو كان تطوعيا لأن في هذا ما سيفتح أمامك أبواب الخير لك ولمجتمعنا الذي هو في أمس الحاجة لذلك، وأهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>>>: 36 عاما من التعميم: على مشارف العنوسة م