رهاب وتأتأة، علاج دون طبيب نفسي.. كيف؟
ملاحظة:
أقرأ في كلية الاقتصاد حتى لا يشتبه بي.الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
أولا، أحب أن أشكركم في الحقيقة على هذا الموقع الرائع بل الممتاز (مجانين. كوم) وأنا أول ما دخلت عليه صدفة عن طريق موقع (إسلام أون لاين) وفي الحقيقة ظننته مجرد موقع عادي لا أكثر. ولكن حين استطلعت عليه أعجبني جداً جداً. أشكر القائمين علي هذا الموقع. وأشكرهم على هذه الإجابات الرائعة التي يقدمونها للزوار هذه ليست مجامله بل حقيقة... وقررتُ أن أكتب مشكلتي في هذا الموقع، اسمحوا لي أن اطرح عليكم مشكلتي ولكن لا أستطيع من أين ابدأ وكيف أصوغها.... على كل حال سوف أكتب؛
أنا شاب متدين وأحب الإسلام وأحفظ من القرآن الكريم حوالي خمسه أجزاء أنا طالب جامعي في السنة الثانية في كلية الهندسة وعمرى20 سنه من عائله محترمة..... أنا قرأت تقريباً كل مشاكل الزوار لموقع (مجانين.كوم) وكل مشكلة أقرأها أجدها مثل مشكلتي أنا لا أحتقر نفسي ولا أفكر بالتفكير النكدي أو الاكتئابي. بل حقيقة أنا عندي مجموعة من المشاكل الشخصية، وأحمد الله وأشكره على هذا البلاء والامتحان ولكن في نفس الوقت أعيش حياة حلوة وسعيدة وخير والحمد الله والشكر الله، ولكن واجب عليّ أن أتخلص من سلبياتي وأبدلها بالإيجابية وأنا راضي عن واقعي وعن حالي. بس أطلب منكم أن تساعدوني وأطلب من الله أن يساعدني، وأسلم أمري إلى الله هو الذي خلقني وهو الذي يشفيني..... على كل حال...!!
مشكلتي أولا:ـ أنا أعانى من مرض (الرهاب الاجتماعي أو الخجل المرضي الشديد) إن صح التعبير؟!! ولم أكن أعرفه قبل أن أدخل لهذا الموقع ولم أعرف أن المريض النفسي يأخذ (دواء عقاري)..!! المهم، أنا أخجل من الناس كافه وأرهَبهم من أصدقاء ومن زملاء وأقارب والجيران، وأرتجف أثناء مقابلتهم والغريب في ذلك حتى الأطفال أخجل منهم. أنا أخاف من الاحتكاك بالناس ومن معاشرتهم أعيش بدون أصدقاء أصدقائي قليلون يَعَدونَ على أصابع اليد الواحدة.
أنا خجول، وانطوائي، كرهتُ الخروج من المنزل، وعندما ألتقي في الشارع بأحد من أصدقائي أو زملائي أو أي أحد أعرفه... يتملكني الشعور بأن أهرب منه وبالفعل حصله ذلك بل مرات عديدة... ولا أحب التكلم والاختلاط مع الآخرين وهذا يؤثر في مستقبلي تأثيراً سلبياً... وتفصيل عن حياتي في الجامعة، أنا في السنة الثانية في الجامعة أدخل في المحاضرة عندما يشرح الأستاذ أبقى صامت وكأنني لستُ موجوداً وعندما أدخل المحاضرة أتمنى لو أنني أستطيع أن أشارك.. أجاوب.. أناقش الأستاذ ولكنني لا أستطيع.. ولقد نجحت في السنة الأولى والحمد الله.
ولم أذاكر كويس وحصلت أقل من جيد لأنني شارد الذهن ومتوتر بعض الشيء وعندما أخرج من المحاضرة أبقى وحدي وأتهرب من زملائي وصدق أو لا تُصدق أبقى في الجامعة في بعض الأحيان صامت إلى حين أن أصل إلى المنزل. ولكن ليس هذا الموقف فقط، بل يوجد عدد كبير من المواقف. سوف أتحدث عنه.... وهو أن عندما أتعرف علي زملاء جدد في الجامعة أو أي مكان في الأول يحترمون كامل الاحترام وبعد ذلك لا يعبرونني ولا يحترموني، لا أعرف لماذا؟ أقول في نفسي هل اكتشفوا أمري؟!!
وحتى زوج أختي عندما كان خطيب أختي قال لي سوف نقوم بعمل مشاريع أنا وأنت فرحت ولكن بعد ذلك لم يتحدث معي حول هذا الموضوع!، هل عرف أني خجول وانطوائي وأتأتأ في كلامي.... وحولت أكثر من مرة إن أتخلص من هذه العقدة أو المشكلة النفسية بإرادة وعزيمة ولكن دون جدوى لم أنجح في ذلك لا أعرف لماذا مع العلم أن شخصيتي قويه!!. هذه ليست مشكلتي الرئيسة.
والمشكلة الثانية:ـ هي أنني أعانى من (التأتأة)نعم "التهتهة" وأعاني منها منذ الصغر عندما كان عمري حوالي 10سنوات إلى يومي هذا وهى تؤثر في بشكل سلبي وهي تَبقى حاجزاً أمامي هي وخجلي، وفى بعض الأحيان أسيطر عليها يعني "الكلمة التي أتأتأ" فيها لا أقولها بل أجد مرادفها ولكن الحمد الله لم يلاحظها فيا بعض الناس، وبعض الناس عرفوني "أتأتأ" ولكن إلى متى أضلُ هكذا أتأتاه؟؟؟ وعندما أتأتأ يضل وجهي أحمر وأشعر في حرارة في جسمي ووجع في صدري.
أريد أن أتكلم بطلاقه كباقي الناس دون أي صعوبة لأنني أحب نُصح الناس وإرشادهم إلى الحق، ولكنى لا أستطيع كما تعرفون، أبقى صامت وهو الحل؟ وعندما يطلب مثلاً زميل لي في الجامعة أن أشرح له محاضرة أظل أتأتأ في شرحي له، وفي بعض الأحيان التجأ إلى الكذب حتى لا يكتشفني..! وحتى الإجراءات التي تريدها مني الجامعة أو أي مكان يتكلم عني صديقي نيابة عني في بعض الأحيان.
وعندما أجتمع مع بعض زملائي وهم يتحدثون في موضوع ما وأنا عندي معلومات عن هذا الموضوع أتمنى أن أشاركهم في هذا الموضوع ولا أستطيع بسبب (الخجل والتأتأه) أبقى صامت حتى لا يكتشفونني وهم يزهقون من صمتي.اه اه. مع العلم أن معلوماتي العامة والدينية مقبولة وكويسة وأنا مازلتُ أُنميها والحمد الله. وحتى وان أتحدث معهم يخرج مني صوت كصوت الأطفال ولا يسمع لا أعرف لماذا؟؟ ولكن في المنزل أتكلم بصوتي الطبيعي وها أنا الآن وحيد قاطع صلة الرحم ولا أذهب إليهم إلا في الأعياد وليس أقاربي كلهم. وقليل ما أذهب إلى المناسبات الاجتماعية وأرهبهم لأنني في الماضي كنت أتشاجر مع أقاربي ويسخرون مني وأنا كنت سريع الغضب. ويضنون أنني الآن متكبراً.
وأنا أشعر الذنب لِما حصله من ذلك: لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يعلمنا هكذا وكان متلاحماً مع الناس أجمعين من غنى وفقير... إلخ ،ولم يعلمنا الانطوائية والعزلة وأنا أريد مثله. أنا أحب الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأقتدي به وأريد أن يهتدي الناس علي يدي. ولكن اكتشفت شيء في شخصيتي وهو عندما أغضب على شيء ما غضب شديد لا أخجل من الناس!!.
وأنا يوجد في شخصيتي أشياء جميلة وإيجابية منها أُحب تصليح الأشياء المْعطلة وأشعر بالذكاء وعائلتي تشهد بذلك وهذه، هبه من الله، وأنا أحب الأطفال وهم يحبونني لأنني أُعاملهم بلطف وعندي وفي الحي الذي أسكن فيه عندي صاحبان الأول في مرحلة الابتدائي والثاني في مرحلة الإعدادي وأنا دائما أنصحهم وأرشدهم وأمرهم بالمعروف وانهيهم عن المنكر، وأحب الناس الْكبار في السن وأخذ بيدهم وأساعدهم وأقدم لهم الخير، أما بالنسبة للحياء فأنه ينبض في شخصيتي والكل يشهد لي بذالك وقد ميزتُ بينه وبين الخجل. أما بنسبه إلى أهلي فأعاملهم بكل الاحترام والتقدير ولا أحب عصيانهم. وأبى قاسي وعصبي بعض الشيء وعندما كنت صغير كان يضربني بقسوة عندما أخطئ، وحتى الآن في كبرى في بعض الأحيان يضربني ويصرخ في وجه وإنّ انتقاده حاد جداً ومؤلم لأنني في بعض الأحيان لا أوضح له الأمور ولكن أبى يحبني وأنا أريد أن أنال رضاء الله ورضاء أبي وأمي وأما عن الجنس الآخر فإن حالتي تزداد وتتضاعف..!.
أما مشكلتي الثالثة فهي صغيره وهي مكملة لمشكلاتي السابقة وهى (الضحك) لا تفاجئوا نعم الضحك لا تفهموني غلط أنا لم أكمل حديثي بعد، إن الضحك يؤثر فيا سلباً مثال لذلك: عندما أكون في الجامعة ويقول زملائي شيء مضحك أبقى أضحك في المحاضرة علي شيء تافه ولا يستحق الضحك ولا أركز مع الأستاذ ويقوم الأستاذ بطردي وكأنني قليل الأدب، وغيرها من المواقف لا أستطيع تحكم في الضحك، وحتى عندما ألتقي بأحد أقاربي أو جيراني أو زملائي أبقى أضحك مع ابتسامه وخجل وخلجات في الوجه وعدم الضبط شعوري وانفعالاتي، أشعر أن ملامح وجهي غريبة. وحتى عندما أكون مع أقربائي ويضحكني شيء ما أبقي أضحك في وقت ليس وقت ضحك كالأهبل وهم يزعجون مني ويضنون أنني زهيد!!.
لا أقصد بأن ابقي جاف في تعاملي مع الناس!! أنا أعرف أن الابتسامة في وجوه الآخرين من الأفعال المحمودة وأعرف أن الضحك هو علاج، وحثنا رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) على التبسم و تبسمك في وجه أخيك صدقه، ولكن إذا زادا الضحك عن حَده يقتل القلب، أريد أن أتحكم في هذا الضحك وأن اضحك في المواقف التي تستحق الضحك فقط. قد أُبالغ في هذه المشكلة ولكن لا تجعلوه حجه لي، وأنها تعتبر مكمله لمشكلاتي السابقة!!!.
في مواقف حصلت في الماضي وأريد أن أنساه وهي قد تعرضت في الماضي إلي مضايقات من قبل زملائي في المدرسة في مرحلتي الابتدائي والإعدادي وهي ليست مضايقات من النوع العادي، بل إلي درجه متتصورش لا أُبالغ في هذا .فقد كانوا زملائي يضربونني بشده في شكل جماعي وكنت أبكي من شده الضرب ويشتمونني أنا وأهلي من صفع علي الوجه وكانوا يلقبوني بألفاظ بشعة جداً، لا أعرف ما السبب أظنه حيث كان في وجهِي شيء من التشوه وهم اعتادوا علي سخريه مني كل عام....
والآن قبل ثلاثة سنوات عَمِلتُ عمليه علي هذا التشوه الصغير جداً والحمد الله والشكر الله وأصبح وجهِي سليم، وكنت دائما أذهب إلى الأستاذ ليدافع عني، وحتى الأستاذ حفظ وجه لأن كان ذلك بشكل مستمر .كل يوم أتشاجر مع تلميذ... وأذكر مره أثناء عودتي إلى المنزل كنت ُأتشاجر مع تلميذ شفتني أستاذة في الطريق ثم نظرت إليّ باستهزاء وتعجب وقلتْ أنت أنت... ماتقوليش خيرك دائماً تتشاجر مع زملائك "وهذه الكلمات هزتْ مشاعري كأني ساقط من مكان عالِ وعدتُ إلى المنزل وضلتُ أنفجر من شدة البكاء"، وكنت دائماً عندما أعوذ إلي المنزل وأنا أبكي بكاء شديد وملابسي متسخة وفي اليوم التالي يذهبون أهلي إلى المدرسة،ولكن دون نتيجة... لا أعرف لماذا لا يحبونني "أذا كان الحب والصداقة في ذلك الوقت تباع كنتُ قد اشتريتهم".
حيثُ كنت أعاملهم بلطف وود ومعامله حسنة حتى أكون صديقهم ولا يسخرون.... وحتى في المرحلة الثانوية وهي أعتقد أكثر مرحلة تعرضت فيها إلى عنف من زملائي وحيثُ الضرب علي الوجه وكذلك وكانوا يلقبوني بألفاظ بشعة جداً، حتى أنني أصبحت مشهور في المدرسة التي أقرأ فيها والحي الذي أسكن فيه، وكنت أحس أنني أنفجر في داخلي، وعصبي جداً ولستُ راضي علي واقعي وعلي هذه الإهانات وكنتُ أقول في نفسي ما هذا البشر؟!! سلبوا وأخذوا ثقتي بنفسي حتى بدأتُ أرهب الناس وأخُاف منهم ولم أهتم بدراستي وأصبحت انطوائي، وحساس جداً أتحسس من أي كلمة سلبيه توجه إليّ وتضل في مخيلتي وأقول في نفسي هل هذه الكلمة تنطبق عليا؟
والكثير من الأسئلة أضل أرددها بسبب كلمة تفِها كل هذا هو عدم شعوري الثقة في النفس... والآن في بعض الأحيان أشعر وكأنني قبيح المنظر وكأني غريب ومع العلم أن شكلي طبيعي ومقبول ولائق والحمد الله. وعندما أتحدث مع الناس وأنظر إليهم أشعر أن شعري مجعد وحتى وإن سرحته وأشعر وكأني أنفي يسيل وهذا سببه عدم ثقتي في نفسي وفي بعض الأحيان أني أشعر وكأنّ الناس تنظر إليّ وتراقبني وحتى في المشي أرتبك ولا أعرف متى أغير ملامح وجهي.
وحتى الآن بدأتُ أسترجع أجزاء من ثقتي في النفسي، وأحيانا بدأتُ لم أهتم بنفسي وحتى بـمظهري الخارجي....... والحمد لله أننا انتقلنا من هذا الحي إلى حي أخرى ولا أريد أن يري أحد منهم وجهِ مره أخري ماعدا بعض الناس الذين احترموني وقدروني وأصحابي. وعلي كل حال الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
وها أنا الآن مستواي الدراسي لم يتحسن هو أقل من جيد وعندما أدرس أحس أنني متشتت أو شارد الذهن مما يسبب عدم تركيزي وعدم حفظي في الدراسة، وأثناء مذاكرتي في المادة التي يوجد عندي فيها امتحان أجد نفسي سرحان وأُفكر في أشياء خارج هذه المادة والصفحة الواحدة ابقي فيها حوالي نصف ساعة مع كل هذا واتعب في هذه المادة وأسهر الليالي من اجل الحصول علي درجه مرتفعه ولكن في يوم الامتحان أرتبك وأتوتر وأنسي كل ما حفظته وأبقى بطِي جدا ًجداً في كتابة الحل إلي أن ينتهي الوقت وتؤخذ مني الورقة، وأنا أعرف الإجابة ويوجد أسئلة أعرف الإجابة ولكن أخلي مكانها فراغ مما يُسبب لي إحباط وفشل وندم وعدم رغبتي في المذاكرة.
مع أنني أحب مشاهدة البرامج مثلا التنمية البشرية والبرامج الدينية وأطلع كل ما هو مفيد من هذا الجانب من مقلات ودروس تتكلم عن المذاكرة أو الجانب النفسي مثل التنمية الذات... وغيرها. ولكن كل هذا في بعض الأحيان لا يؤثر فيّ!! وحتى هدفي مزال مشوش ولم يتضح بعد. لا أعرف لماذا أحس أنِي مقيد بسب تفكيري الدائم في أن أجد حل واضحا ًوحقيقياً لمشاكلي.
ويوجد عندي كتب دينية وعلميه لم أتـمّ قراءتها؟؟! أجد نفسي أُضيع الوقت بكميات كبيره دون استغلاله في أشياء مفيدة، "وأنا في الحقيقة لستُ مصدق ومندهش أن عمري 20سنه وأني أقرأ في الجامعة ومع زملاء بـلـحْيتِهم وأجسامهم ضخمه ظننتُ أني صغير" صرت أنى أخاف من الكبر، وأخاف من مرور الزمن وحتى أنى أخاف من النظر إلى الساعة أشعر أنني لا أستطيع أن أوصف الذي في داخلي!! أحس أني ضيعت الوقت كثير لا يعوض، ودائماً أقول في نفسي لماذا أخجل وما هو العلاج لتخلص من التأتأة الكلام لكني لم أجد الجواب، وأذكر مرة عرض عليَّ صديق لي في المسجد أن يعلمني الأذان فَفَرحت وعندما قامَ ليعلمني الأذان قال لي ردد معي وعندما أُردد معهُ أشعر أن صوتي هرب حتى مع المايك لا يسمع خرج مني صوت غليظ وكأنه صوت أطفال وكأنُ مش صوتي لأنني خجلتُ وارتبكت ثم توقف الشيخ عن تعليمي ،ثم شعرت بِإحباط شديد وغضبت.
مع أني أُحب أن أذن وعندما أذن في مكان خالي مثلاً في المنـزل أو في الشارع يظهر صوتي جميل من أحسن الأصوات لماذا؟!! أُريد أن أذن؟ هل يتغير صوتي مره أخره ـ خاف أن يخذلني صوتي. وغيرها من المواقف التي فيها يتغير صوتي مثل عند مقابلة الغرباء أو الأصدقاء أحياناً. وأشعر عندما أتحدث مع الناس أن صوتي لا يسمع وارتجاف في جسمي والأرجل وكأنه هناك برد شديد.
أما بنسبه إلي شخصيتي فأنا أُحب الخير إلى درجه ما تتصورش من تصدق على الفقراء ولا أحب المال الحرام ولا أسرق، أحب التنظيف المساجد والمنزل والشارع وغيرها.... وأحب رد الأمانات إلى أهلها ولا أحب الكذب حتى في المواقف الصعبة وبعض الأحيان أكذب وبعد ذلك أحس أن ضميري يؤنبني وأشعر بالذنب والحمد لله، وبعض هذه الأسباب التي تـخليني أكذب هي الخجل والتأتأة وأكذب حتى لا تسلط الأضواء علىَّ. ولكني سريع الغضب، ولا أحب أن أزعج أي شخص أو اقلق منه، وإذا قال عني أي شخص كلمة لا ترضيني ولا تعجبني تضل هذه الكلمة في دماغي لا أنساها وأظل أرددها في نفسي وهي تأثر فيَّ بشكل سلبي وأبقي أحقد علي هذا الشخص هذا بسبب عدم ثقتي في نفسي وشعوري بالنقص. ولكنى أحب التسامح أنا أتقدم أولاً، وأحب العفو عمنْ ظلمني.
أنا أحفظ من القرآن الكريم حوالي خمسة أجزاء ويوجد في الجامعة مسابقة للطلبة الذين يحفظوا من القرآن ما تيسر، وأنا قرأت الإعلان وأُعجبت بهذه المسابقة وشجعتني علي مراجعة ما حفظته، وأُريد الدخول في هذه المسابقة ولكني متردد أخاف من أن صوتي يخذلني ويظهر كأصوات الطفل أخشي من أن أخجل أمامه و"أُتـأتأ" في كلامي وأرتبك في تصرفاتي وأخشى من تسلط أضواء الجمهور عليَّ، وهذه المسابقة على أبواب يعني في الأشهر القادمة أريد أن أقدم شيء لأمتي ولدين ولعلها تكون هذه المسابقة.
وقلت في نفسي إذا أبقي علي الحالة هذه سوف أتخلي عن العِلم الذي تعلمته والناس وأشتري مزرعة وأعيش فيها وأكل من يداي وأزور أهلي. ولكن لا لا أريد أن أعيش هكذا بل أريد أن أضيف لهذه الدنيا التي فيها إلي هنا قد انتهيت من كتابة مشكلتي وأرجوا منكم الحل المثالي والواضح لمشكلتي، مع العلم أنني لم أذهب إلي أي طبيب نفسي ولا أريد أن أذهب إليه. حلاً علمياً وعملياً وليس مجرد كلام وأرجو وعدم التقصير في الإجابة لأنَ هدف هذا الموقع هو "الصحة النفسية للجميع"وأنا أحب النصائح ولي أراده عاليه. وأرجو منكم عدم النظر إلي مشكلتي من جانب واحد ،بل النظر إلي مشكلتي من جميع النواحي وأجركم عند الله، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وأنا لستُ مستعجلاً في الإجابة وأرجو أخذ الوقت الكافي في الإجابة وعدم الاستعجال في الرد وأرجوا التدقيق"
وبارك الله فيكم وجعل أعمالكم في ميزان حسناتكم. وأنا متأكد سوف أقرأ الإجابة تقريباً كل يوم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
09/02/2007
رد المستشار
علاج من: الرهاب الاجتماعي والتأتأة والضحك بدون طبيب نفسي..... كيف؟؟؟؟
الأخ المهندس العزيز
بعد التحية نشكرك على مجاملتك الرقيقة لموقعك مجانين، ودعني أبدأ من نهاية رسالتك، والتي ستوضح لك أسباب بعض المشاكل التي حدثت لك في بعض مراحل حياتك.
أخي العزيز لا أتصور -أنا شخصياً على الأقل- أن أطلب مساعدة من طبيب زميل معالج لي لمشاكل صحية أعاني منها، ثم أضع له شروطاً تتوافق مع مزاجي ورغبتي، وليس وفقاً لمناهج العلاج الطبي المعمول بها، والتي أتقنها زميلي هذا في مجال تخصصه، فمادمت قد وثقت به كطبيب معالج متخصص فعلي أن أسمع له وأنفذ ما يطلبه مني وأطيعه قدر استطاعتي، والشفاء من الله وعلى الله، وهذا الطبيب هو سبب من أسباب الشفاء عليّ أن آخذ به، وأتمنى أن يكون فحوى كلامي قد وصل إليك.
أخي العزيز
واضح من رسالتك أن إرادتك قوية، وأنك تملك عزيمة نافذة ماضية، وقد يصل تصميمك إلى درجة العناد أحياناً، والعناد كما تعلم سلاح ذو حدين، وإذا زاد العناد مثلاً مع الزملاء في المدرسة فقد يؤدي ذلك إلى نفورهم، وعندما يزداد نفورهم قد يصل هذا النفور إلى درجة العدوان على من يعاندهم، وأظن أنك كنت عنيداً بشكل ما مع البعض من زملائك في أثناء مراحل دراستك الابتدائية والإعدادية والثانوية –وبالذات مع من هم أكبر منك جسماً- لدرجة أنهم كانوا يتشاجرون معك، وقد قلت بنفسك أن إحدى المدرسات رأتك وأنت تضرب بعض زملائك!، وأصابك كلامها الموجع بحزن شديد وبكاء!!، وأنا كطبيب نفسي قد شعرت بدرجة من الاستفزاز من بعض جملك في رسالتك الطويلة "سبع صفحات"، ما رأيك أخي العزيز أراجع معك بعض الجمل في رسالتك؟!! هيا ينا:
1- "أرجو منكم الحل المثالي والواضح لمشكلتي"، ما معنى الحل المثالي، وهل تتصور أخي العزيز أننا نقدم الحل المثالي مثلاً في عياداتنا الخاصة؟، بينما مع مرضانا على الإنترنت –مجاناً– "نكروتهم" بالعامية المصرية أو نرد عليهم بأي كلام؟؟!!!!.
2- "مع العلم أنني لم أذهب إلي أي طبيب نفسي ولا أريد أن أذهب إليه"، وقد ناقشت هذه العبارة من قبل!.
3- "أريد حلاً علمياً وعملياً وليس مجرد كلام وأرجو عدم التقصير في الإجابة لأنَ هدف هذا الموقع هو الصحة النفسية للجميع"، والله يا هندسة أنا حاسس هنا أنك مَلِك يكتب والعبد لله واحد من الرعايا في بلاط سموك!!، ولقد ذكرني كلامك بالقول المأثور: "فيك الخصام وأنت الخصم والحكم"، فلا يُعقل يا أخي طيب القلب أن تكون مريضاً والطبيب المعالج لنفسك في نفس الوقت، وعندما يجتمع الاثنان لدى أمهر الأطباء فأنا واثق أن الطبيب الماهر سوف يفشل في علاج نفسه، وهذا هو الواقع، وكم من أطباء مهرة قتلوا أنفسهم عندما عالجوا أمراضهم بأيديهم!!
سامحني أخي الفاضل عن تلك الأسطر السابقة ثقيلة الدم والظل ولكن أظن أن لها فوائد علاجية منها:
إذا أراد أي منا أن يحبه الناس فعليه أن يراعي ما يؤذيهم من قول أو فعل فلا يقدم عليه، وأن يدقق في كل ما يقوله للآخرين وما يكتبه وما يفعله نحوهم، وإلا فليستعد وليتقبل بصدر رحب تهجم الآخرين عليه سباً وشتماً وضرباً وإيذاءً بكل الطرق!. وأظنك تعرف هذا البيت من معلقة زهير بن أبي سلمى:
ومن يفعل المعروف من دون عرضه يفره ومن لا يتقي الشتم يشتم
وهذين البيتين أيضاً للإمام الشافعي:
احفظ لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك إنه ثعبان
لسانك لا تذكر به عورة أمريء فكلك عورات وللناس ألسن
ومن حكم العرب أضيف إليك هذين البيتين أيضاً:
ومن هاب الرجال تهيبوه ومن حقر الرجال فلن يهابا
ومن قضت الرجال له حقوقا ومن يعص الرجال فما أصابا
أخي الطيب جدا أصل معك الآن إلى موضوع الرهاب الاجتماعي وقد سبق لي ولغيري من المستشارين أن أجابوا عن استشارات كثيرة في هذا المجال أدعوك لمراجعتها على صفحة الاستشارات:
يحدث في أوطاننا:صناعة الرهاب الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي : الاسترخاء ثم المواجهة
إذا هبت أمرًا فقع فيه
مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات
الخوف من المشاركة
الحياء الشرعي والرهاب المرضي
رهابي .. في النزع الأخير !!
صعوبات اجتماعية : لأنني بنت!أما التأتأة فلها علاقة وثيقة بالرهاب الاجتماعي، فالرهاب يزيد من التأتأة والعكس صحيح، لذلك قد يلزمك الاستعانة بأخصائي في التخاطب مع الطبيب النفسي الذي سيتولى علاج الرهاب الاجتماعي ويساعدك على اكتساب بعض المهارات السلوكية والاجتماعية كي تقترب من الناس الطيبين دون خوف أو وجل.
وهناك طريقة قديمة وبسيطة في علاج التأتأة وهي أن تقوم بتسجيل الآذان مثلاً بصوتك على شريط كاسيت وأنت منفرد في غرفتك، ثم تستمع إلى صوتك في الآذان. وبعد ذلك يمكنك أن تسجل حواراً مع أحد المقربين منك في غرفتك أيضاً ثم تستمع إلى هذا الحوار وهكذا تبدأ في اكتساب الثقة بنفسك بالتدريج، وستلاحظ أن التأتأة بدأت تقل أيضا وأنت تتحدث أمام مجموعة من الناس، وقد وجد بعض الأطباء أن إضافة بعض مضادات الذهان الجديدة قد تفيد في مثل حالتك "اللعثمة" أيضاً مثل الزيبركسا والريسبريدال والسيروكويل ولكن لابد أن يكون أخذ مثل تلك العقاقير تحت إشراف طبيب نفساني متخصص، ولا تنس أن نبي الله موسى عليه السلام كليم الله كان لديه بعض صعوبات في النطق تمنع الناس من فهم كلامه أحياناً، فدعى الله عز وجل قائلاً "واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي"، وعليك أخي العزيز أن تتبع وتسأل الله عز وجل أن يحل بعضاً من عقد لسانك، وقد اتقنا من قبل أنك صاحب إرادة فولاذية؛ فاستعن بالله ولا تعجز. وأنصحك بعد كل ذلك أن تقرأ على مجانين الاستشارات التالية:
التأتأة والأيزو والسادة العلماء: إعادة نظر م
بين التأتأة والرهاب : بحثا عن الأيزو !
الهذرمة (سرعة الكلام) حل عملي
الهذرمة وشيءٌ من الرهابأما موضوع استجابتك للمواقف الصعبة بالضحك، فلست وحدك في ذلك؛ فأنت وكنوع من التحدي لنفسك وللآخرين لا تحاول أبداً الظهور بمظهر الضعف البشري المعتاد في مثل تلك المواقف كإبداء الضيق أو القلق وأحياناً البكاء؛ فتقوم بفعل العكس تماماً وهو الضحك، وذلك كي لا تبدُ ضعيفاً أمام الآخرين، وأعتقد أن تصرفك هذا من تراكمات الماضي: من ضرب الزملاء لك في المدارس التي دخلتها وضرب والدك أيضاً، وكذلك شعورك بالتحدي الدائم والمستمر حتى مع أقاربك.
وأظن أن علاج هذا الموضوع سيبدأ الآن بعد أن عرفت سبب حدوثه في الماضي، وكذلك من المهم أن نعرف أن إظهار أعراض الضعف البشري المناسب لكل موقف علامة من علامات النضج، فلا مانع من أن نبكي ونحن رجال على وفاة عزيز علينا، ولا مانع أبداً أن نقدم الاعتذار لمن أخطأنا في حقهم ولو كانوا أقل منا عمراً وقدراً، وهكذا النضج في الحياة، وفي النهاية أتمنى أخي العزيز أن تبدأ العلاج الدوائي والنفسي وعلاج التخاطب في أسرع وقت وبنفس راضية تماماً حتى يؤتي العلاج أكله، واعلم أن تقبلك للعلاج هو علامة من علامات نضجك وليس نقصاً فيك أبداً. وأتمنى أن تداوم التواصل معنا للاطمئنان عليك وعلى شفائك.