ماذا بعد.........
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ جزاكم الله كل خير عن هذا الموقع الذي تسعدوننا من خلاله وتسمعون آلامنا وأحلامنا....
مشكلتي سيدي أنني أصبحت في 30 من عمري .وكأن الأمر حدث فجاءة. ربما لأني لم يكن عندي أيام من السعادة، ربما لأني لا يوجد عندي ذكريات سعيدة، ربما لأني عشت في مشاكل والدي طول عمري، لست أدري؟
المهم أني الآن 30 عاما تزوج كل أخوتي وبقيت أنا وأخي الذي عرسه بعد أيام وأصبحت الآن أشعر بكلمة عانس... وما كنت أحسبني سيصل بي الأمر إلى هذا..... الحمد لله على كل حال. والدي رجل عصبي لأبعد الحدود. ويحزنني أن أقول عنه ذلك ولكنه عُرِفَ بأنه نمَّام...... وهذا الأمر يؤلمني ولا أعرف سبيلا لتغييره ولكم خاض في أعراض الناس. ولا أريد أن أقول أن ما حدث لي بسببه..... فهو قضاء الله. والحمد لله.... عشت طوال عمري حامدة لله أرى النعمة قبل المصيبة لأظل دائما حامدة لله... فالحمد لله.
ولكن شعرت بمعنى عانس منذ أشهر كنت أزور أخي وهو كان بمثابة الأب لي فعاملتني زوجته أسوأ معاملة حتى أنها كانت تخفي الطعام وتدعى الفقر, وعندما أردت أن أوقفها عن إهانتي نعتتني بالعانس التي تغير من الجميع وبالطبع ساعدها أبي علي فهذا طبعه.
وزوج أختي هو الآخر يقابلني دوما بتجهم فكرهت أن أزوره, وصار هو الآخر يقول أنني أغير من أختي فقررت عدم زيارة أحد لأظل في بيتي معززة ولكن أبي كان أشد قسوة من الجميع طوال الوقت يقول أنت حمل ثقيل. حتى الطعام يحضر منه ما لا أحبه وإن تفوهت ينزل عليّ بوابل من اللعنات وأنني صرت حملا عليه, يطفئ الكهرباء علي وأنا أقرا في كتاب الله حتى يوفر.
ممنوع علي سماع التليفزيون. واستخدام التليفون في أضيق الحدود الحمد لله. هذا ما أحيا فيه حاليا يعلم الله أني أكتب لكم ودموعي تغطى وجهي فالأمر مؤلم بحق الحمد لله أحفظ كتاب الله وأعلمه. ومعي أكثر من لغة. شاركت في تأسيس أكثر من جمعية خيرية. لي نشاطات اجتماعية كثيرة.
هذا بعضا عنى وأعود معكم الآن للوراء قليلا حينما كنت في 20 من عمري لم يشعرني أحد بأنني أنثى كسائر الفتيات بعمري أهم شيء عند والداي الدراسة والتفوق فقط. لم تهتم أمي يوما بصحتنا ولا مظهرنا دائما الدراسة أولا لم يعلمني أحد شيء غير كيف أتفوق حتى ارحم من غضب أبي كنا ثلاث بنات أنا الوسطى فيهم و2 بنين هم الأكبر.
عندما يتقدم أحد لخطبتي وكانوا كثيرين كان يرفض الجميع بشكل سريع دون تفكير. حتى في أحد المرات غضبوا جميعا من تقدم دكتور صيدلي كان في نفس المنطقة التي أقطن بها كنت أمر على صيدليته في طريقي ولم ألاحظه يوما إليك سيدي ما حدث بالضبط.
أبي ذهب إليه وأخبره أنه يسره أن يناسبه ولكن على أن يخطب أختي التي تصغرني وأني لا أناسبه أمي. أخذت أختي الصغرى إليه وقالت له أنك رأيت هذه وليس أنا وأن أختي الصغرى هي الأجمل أخي قال له نفس الكلام بالإضافة إلى أني غير مسئولة وكسولة .
أما أختي الأكبر فقالت لي هو شاف فيك إيه أكيد ده شاف أختنا الأصغر لأنهم شافوا أنه عريس لقطة ومش لازم نخسره. في المقابل اعتذر العريس عن الأمر كله وصمم على الارتباط بي وكان الرفض من جانب أهلي أشد..... كل هذا حدث أمامي آلمني حتى هذه اللحظة يبكيني . وتكرر الأمر كثيرا..... بشهادة أصدقائي أنني جميلة لي وجه ضحوك. مشرق .baby face كما يرونني حتى أن سني لا يظهر عليّ والحمد لله، لكن كل هذا لا يهمني في مقابل أنني أردت أن أرى نفسي جميلة في عيون أهلي أقرب الناس لقلبي. معاملتهم معي جعلت بداخلي شعورا لا يتغير أنني لا يحبني أحد.
آه أهلي يروني هكذا لأن عندهم جمال المرأة جسدها. وأنا لي صدر صغير جدا فهم لا يرونني أنثى لهذا السبب سامحهم الله على ما فعلوه بى...
سيدي منذ عدت من عند أخي أرى الدنيا ضيقة بى. أشعر أنني غير مرغوب فيّ أي مكان. أشعر أنني عالة على الجميع وبعدما كنت أنتظر زوجا صالحا أرى معه الأمان والحنان والسعادة التي كان لي نصيب قليل منها مع أهلي قل الأمل لديّ ما عدت كسابق عهدي زاد حزني وكما يقولون لي من يرضى بمن في مثل عمري غير مطلق أو أرمل، على فكرة حتى الآن يتقدم لي الكثيرون بدون علم أهلي عن طريق صديقاتي ولكن سبحان الله كلهم أصغر مني سنا لذلك أرفض حتى لا يتركونني هم الآخرون يوما ما أو يشعرونني أنني همٌّ عليهم مع تقدم العمر، في خلال كل هذا رجل كان يدرس لي بالجامعة كنت على صلة دائمة به كنت أعتبره ليس فقط معلم بل أيضا أبا كريما أعطاني مذكراته أقرأها بعضا منها كتبها من عدة أعوام عرفت منها أنه أحبني من أول يوم رآني فيه ليس كابنة بل كزوجة وحبيبة والآن طلب مني ردا على طلبه الزواج.
يعني هو في الخمسينات من عمره. ثري جدا جدا جدا. سألني يوما هل إذا تقدم رجل مثلى لك تقبلين فأجبته بنية الابنة وهل هناك مثلك، نعم أتمنى زوجا مثله ولكن في عمر مناسب. أستاذي به كل الصفات التي أتمناها في شريك عمري .ولكن سنه كبير أشعر بذلك حتى وإن كنت في نظر الجميع عانس، لست أدري ماذا بعد؟
أريد أن أرحل من هنا أخاف أن أعصي الله يوما وأقول لوالديّ حرام ما تفعلانه بى.... وتعبت من كلِّ حمل يضعونه علي. أريد أن أكون في بيتي مع رجل يشعرني أن لي قيمة في الحياة وأنني لست حملا على أحد من هم أصغر مني لست أدري متى سيتركونني ومن هو أكبر مني أخشى ألا يسعدني
أشيروني
وجزاكم الله كل خير
23/02/2007
رد المستشار
حضرة الأخت "shao" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
إننا نعرف أنك حزينة في هذا الوقت، وتأثرنا لكتابتك الرسالة وأنت تدمعين. ولكن يا آنستي لم نعرف لماذا تشعرين بالتعنس؟ ففي هذه الأيام الكثيرات جداً في مجتمعنا يتزوجن في هذا العمر. كما وقد سررنا لوجود الكثير من الخطاب والذين هم أصغر منك سناً وهذا شيء إيجابي بالطبع ولا نفهم لماذا تضعين العمر عائقاً أمام القبول. المهم في الزواج هو الحب والتفاهم والأخلاق وخاصةً الدين "أي علينا أن ننتقي من يخاف الله" فإنه عادةً يحفظنا ويتقي الله بنا.
رجاؤنا الحار أن لا تعتبري العمر عائقاً أمام الزواج لا بالناقص ولا بالزائد. كما أننا لا نرى بأن أستاذك رجل غير مناسب. كل ما هو غير مناسب عندك هو حياتك التعيسة الحالية والتي يجب عليك التخلص من مواجهتها والفشل في تفاهمك مع أخوتك ووالدك. فإن ما تسنت لك الفرصة بالخروج من هذا المأزق، أخذت تبحثين عن إيجاد سبب للبقاء حيث أنتِ. قد تكونين سعيدة بما أنت عليه وأنت لا تعلمين؟!
إذا كان ما ادعيت من تعاسة وعدم تأقلم في جوك العائلي الحالي صحيحاً، فعليك أن تنتهزي الفرصة الأولى المناسبة لإيجاد مُناخ حياتي جديد ومناسب.
حضرة الأخت shao نتمنى عليك أن تسرعي بالاختيار قبل أن يقول لك الحظ shao!!!
وفقك الله للخيار الأفضل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة شاو أهلا وسهلا بك، آلمتني سطورك مثلما حيرتني يا ابنتي، ثم أتحفني أخي الدكتور قاسم برده الموجز الرشيق النافذ السديد... فوجدتني معه تماما أتفق وما لدي غير بعض روابط من مجانين عن حدود فارق السن بين الزوجين وعن معادلة فارق السن بين الزوجين، وليس هذا كل ما أود قوله.... ولكنني أضفت لعنوان مشكلتك ماذا قبل؟ لأنني أراك إنجازا كبيرا لما سبق، وإن شاء الله تكونين كذلك فيما يلي..... فقط تابعينا بالتطورات ونحن معك.