السلام عليكم؛
أشكر الدكتور علي إسماعيل على تفضله بالرد علي وأحس أني استمديت منها بفوائد عديدة ولكن دكتور أود أن توضح لي بعض النقاط، كيف يا دكتور أننا نتعلم من الألم ما لم نتعلمه من السعادة دكتور أريد علاج ينسيني ما حصل لي أنا أقصد تدريب عملي يساعدني على تخطي محنتي دكتور ردك علي أحس أنه جدد لي الأمل بنفسي فكلامك أكثر من رائع ومؤثر أريد أن ترشدني أكثر لأستفيد أكثر.
دكتور علي سأسألك سؤال ربما تستغرب منة ولكن والله يا دكتور أني لا أعلم هل أنا خلقت هكذا أم ما حصل لي سبب في أفكاري هل إذا عولجت نفسيا سوف تتغير نظرتي للرجال والجنس والزواج أم سوف تستمر كما هي؟
أما مسألة المزاج الاكتئابي يسود على مزاجي فوالله يا دكتور أحيانا لكن قليل ولله الحمد تطرأ علي فكرة الانتحار حتى أني أدخل في الإنترنت على مواقع في هذا الاختصاص وكثيرا ما أكرة الحياة وأتمنى لو أن الله يأخذني.
وبمناسبة اختلاطي بالناس فأنا أدرس في الجامعة وأحاول أحيانا أن أكون علاقات لكنها لا تدوم لا أعلم لمَ يا دكتور أشعر أنني أقل من الناس وأني لا أستحق حياة مثلهم هذا الشعور بالنقص يعذبني كما أني في طفولتي تعرضت للتحطيم والتقليل من شأني والإهمال كل هذا من والدي وإخواني والناس.
أنا أصغر إخوتي...
شاكرة لك يا دكتور علي على ما أفتيتني به لك مني كل التقدير والاحترام
ولكم جميعا على ما تبذلونه من مجهود يذكر.
23/02/2007
رد المستشار
عزيزتي "جوليانا":
أسف لتأخري في الرد على رسالتك ولكنها ظروف خارجة عن إرادتي، أكرر الاعتذار.
عزيزتي الألم هو أكبر معلم للإنسان فالمعاناة تجعلنا نرى جوانب أخرى من المشكلة ومن الحياة ومن البشر، فألم الجوع أثناء الصيام يعلمنا الرحمة بالجوعى وأن نقتسم معهم جزءا من أرزاقنا!، وألا نترك شخص يتلوى من الجوع، وألم المرض يجعلنا أكثر صبرا وتقربا إلى الله وأكثر تحملا لمعاناة مرضانا وعصبية أهالينا، ونتعلم من الفشل أضعاف ما نتعلم من النجاح حيث نرى مستوانا الحقيقي وما قصرنا في تعلمه أو تنفيذه ونزداد نضجا وخبرة.
بينما السعادة تعتبر ستارة جميلة تحجب كل أخطائنا فالفرح ينسينا عثرات الطريق فنمر عليها دون أن نتوقف أمامها وبالتالي لا نتعلم أن نتجنبها في المرة القادمة، أما ما تعانين منه الآن فهو حالة من حالات الاكتئاب التي تثيرها خبراتك الماضية التي لم تتعاملي معها حتى الآن، وهو ما يفسر كل ما جاء في رسالتك (هل أنا خلقت هكذا، فكرة الانتحار، عدم دوام العلاقات، أقل من الناس، لا أستحق الحياة مثلهم).
عزيزتي ما خلق الله من داء إلا خلق له دواءً، وبالتالي تعاملي مع أفكارك التي أخرجتها لك من رسالتك بطريقة منطقية ناقشيها وأخرجي منها الحقائق ومنها اعتقاداتك غير المنطقية، وبالتالي ستجدين أن اعتقاداتك هي التي حركت القلق والاكتئاب داخلك، ادخلي في العديد من العلاقات الإنسانية، اشغلي وقت فراغك بكل ما يفيد بشرط أن يحتوي جزء منه على علاقات اجتماعية وجزء على نشاطات ترفيهية وجزء ثالث على أنشطة تدخل السرور على قلبك، مارسي هواية بانتظام، سجلي كل فكرة تخطر على بالك وحددي درجة منطقيتها، سجلي ما تفعلينه يوميا وقومي بتقييمه بحياد، أفرغي كل مشاعرك دائما على الورق وأعيدي قراءتها.
وأذكرك عزيزتي أن هذا ليس بديلا لمراجعة طبيب ثقة يساعدك في العودة إلى صفائك النفسي والذهني، لكنها أنشطة مفيدة لك في كل مراحل حياتك بإذن الله
واقرئي من على مجانين:
حزن وكسل الحل: ض ح ن
تابعينا، وأكرر مرة ثالثة اعتذاري لتأخري.