الشخصية الاتكالية
السادة الأكارم إنني أعاني كثيراً من مشكلة الشخصية الاتكالية والإهمال. فهي تسبب لي المشاكل من نقطة أنني لا أجرؤ على القيام بأي شيء دون السؤال والاستفسار وأخذ الآراء المتناقضة وبعد ذلك حتى انتهي بدون أخذ ولا حتى أي قرار ناهيك عن التردد في أغلب الأمور، كذلك الإهمال يضايقني جداً في حياتي العملية والشخصية مما تسبب لي بالعديد من الخسائر المادية جراء هذا الإهمال واللامبالاة.كنت أعيش في بلدي الأصلي في ظل أم نوعاً ما متابعة للمواضيع، وأب يحب التدخل في الأمور العامة للعائلة ويترك الخصوصيات للام، أما الآن وقد انتقلت إلى السكن والعمل خارج البلد الأصلي هل من الممكن أن تكون هذه المشاكل انعكاس لغياب الشخصية "المشرفة" في حياتي؟؟؟؟
أرجو المساعدة والإرشاد، وأرحب بأي نوع من الخطوات العملية التي تساعدني على التخلص من هذه المشاكل، وأنا جاهز لتقديم أي توضيحات إضافية.
وجزاكم الله خيراً
وجعله في ميزان حسناتكم
09/03/2007
رد المستشار
أخي العزيز "محمد"؛ تحية طيبة مباركة لك وأهلا ومرحبا بك على مجانين.
بالفعل تمثل الشخصية الاتكالية أو الاعتمادية Dependent Personality مشكلة لصاحبها؛ وغالبا ما تنشأ من تسلط ولي الأمر على المنزل وغالبا ما يكون ولي الأمر صاحب شخصية قهرية، ويصبح كل من في المنزل تبعا لأوامر ونواهي ولي الأمر وبالتزام شديد لا يسمح بنمو أي نوع من الشخصيات الناضجة المسئولة في الأسرة، فالنوم بنظام والأكل بنظام والخروج والدخول والمذاكرة وحتى الملابس بتعليمات محددة وعلى جميع من في المنزل الالتزام حرفيا بذلك وإلا فليتوقعوا الصدام مع ولي الأمر!!!، ولا يمنع ذلك من أن يتقمص بعض أفراد الأسرة دور ولي الأمر هذا ويصبح هو الآخر شخصية قهرية مثله تماما أو يتخذ البعض السلبية التامة والاعتمادية والطاعة العمياء لولي الأمر حتى في الخطأ!!!، بل لا يقوم بفعل الأشياء الحياتية اليومية العادية إلا بتوجيه من شخص آخر، ليس شرطاً أن يكون هو ولي أمره؛ ولكنه شخص يوجهه لعمل كل شيء في حياته اليومية وأي شيء حتى عند تناوله لطعام فطوره!!!.
من هنا كان من العلاجات المفترضة لهذه الشخصية الاتكالية الوهمية السلبية التابعة "الإمعة" هو أن يرتبط الشخص الاعتمادي بشخصية قهرية "خيرة" تدله على الخير وتحضه عليه وتنهاه عن الأذى والشر، وفي نفس الوقت يمارس صاحب الشخصية القهرية تعنته وعدم مرونته وأفكاره التصادمية على "شخص ما" يطيعه ولا يثير المشاكل معها أو معه، وهذا هو الحل السهل القريب ولكنه ليس الحل الأمثل أو الصوب!!.
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: لا يكون أحدكم إمعة إن أحسن الناس أحسن وإن أساؤوا أساء، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا ألا تظلموا.
لذلك أصبح لزاما على كل من يعاني من شخصية سلبية اعتمادية اتكالية أن يبدأ في التدرب على برامج تأكيد الذات، والحمد لله لها كتاب كامل طويل على مجانين في حلقات، فيمكنك أخي الطيب أن تتابع حلقات ذلك الكتاب وأن تدرب نفسك على ما فيه من مواقف مشابهة لمواقف حياتك، وكيفية تنفيذك للجوانب الإيجابية من مواقف الحياة دائما مع تجنب المواقف الاعتمادية والسلبية، وكذلك فيه تدريبات لتغيير بعض السلوكيات الاعتمادية المكروهة لديك، وفيه أيضا بعض المقاييس النفسية التي تساعدك على تقويم حالتك في البداية ثم متابعة حالتك على فترات من الوقت، تقوم فيها بالتدريب على سلوكيات تأكيد الذات، ولا مانع من أن ترسل لي بعض المواقف "الصعبة فقط" التي تواجها في مشوار حياتك لأشرح لك بعض الطرق في مواجهتها.
أكرر الدعاء لك بالتوفيق والنجاح في المهمة الملقاة على عاتقك، وتابعنا بأخبارك.
واقرأ أيضًا:
الشخصية الاتكالية (الاعتمادية/السلبية)
الشخصية الاتكالية (الاعتمادية): م. مستشار