الصدمة الجنسية
أكتب إليكم رسالتي هذه وأنا أعاني من حالة اكتئاب شديدة للغاية، وسأطرح عليكم مشكلتي التي سببت لي هذا الاكتئاب الحاد آملا أن تساعدوني على التخلص والشفاء منه، لكوني لست من الأشخاص الذين يجرؤون على التوجه إلى الأطباء النفسيين شخصيا، وجزاكم الله كل خير.
قبل شهر وعشرة أيام كنت أحاضر في الجامعة، وفجأة لاحظت فتاة تركز نظراتها تجاهي بشكل كبير، غير أنني تجاهلتها طوال المحاضرة، وقبل انتهاء المحاضرة بدقيقتين دفعني فضولي الشيطاني إلى النظر إليها، فشعرت الطالبة بأني معني بها، وعند بدء الطلبة بالخروج من غرفة التي تعقد فيها المحاضرة جاءت الطالبة لتسألني سؤالا عن مادة الامتحان إذ طلبت مني أن أحدد لها على كتابها صفحات موضوع معيّن من المادة، فأخذت الكتاب منها، وفي هذه اللحظة عند تناولي للكتاب منها تبين لي من خلال الدبلة التي تلبسها في يدها اليسرى أنها متزوجة، أخذت الكتاب منها وبدأت بتقليب الكتاب وفي هذه الأثناء دفع الهواء باب الغرفة ليرده دون أن يغلقه، وفي هذه الأثناء شعرت بالارتباك عندما رأيت الطالبة لم تهتم لكون الباب قد ارتد فقمت عن كرسي وتابعت تحديد صفحات المادة التي تريدها، وفي هذه الأثناء دخلت مجموعة من الطالبات اللواتي جئن لحضور محاضرة معي في الغرفة نفسها، ونظرا لكون شهوتي الجنسية قد كانت قوية، شعرت وكأنني أقوم بعمل غير مقبول رغم أن ما أقوم به قد يتكرر معي كثيرا لكن شهوتي الجنسية الداخلية فرضت علي هذا الإحساس فصار وجهي أحمر وقد تغلبت على حالة الارتباك التي أصابتني إلى درجة كبيرة للغاية. وأخيرا حددت للطالبة المادة وانصرفت.
ملاحظات لا بد من ذكرها:
- هذا الحدث الذي رويته لكم والذي يسبب لي اكتئابا شديدا لم يتجاوز الدقيقة ونصف الدقيقة.
- لم يحدث بيني وبين الطالبة أي شيء سواء على صعيد الكلام أو مجرد اللمس.
- لقد لا مس ذراع الطالبة كوع يدي أمام الطالبات بطريقة لا أعرف إن كانت عفوية منها أم أنها تعمدت ذلك لكنني عندما شعرت بقرب ذراعها من كوعي تنحيت وابتعدت عن الطالبة.
- لقد بدأ الاكتئاب بعد يومين من الحدث، فصرت أتصور تصورات مزعجة كـ: لو لا سمح الله لم تحضر الطالبات في ذلك الوقت إلى الغرفة وبقيت مع الطالبة وحدثت أشياء محرمة من كلام أو لمس وقبض علي متلبسة بذلك ماذا كان سيحدث لي؟ أو مجرد وجودي مع الطالبة في حالة شهوة دون أن يحدث شيء بيننا كان هذا يسبب لي اختناقا لكوني وضعت نفسي في موقف سيء كهذا وأنا إنسان محافظ جدا . وغيرها من التصورات السيئة التي لا أساس لها.
- لقد شرحت قصتي لأخوتي فقالوا لي كان عليك ألا تترك الباب مردودا فزاد ذلك الكلام من ندمي واكتئابي.
وفي الختام أرجو منكم أن تساعدوني في البحث عن مخرج من هذا المأزق النفسي الحاد فأنا لم أعد أطيقه، فهو يزداد يوم بعد آخر.
أرجو ألا تهملوا رسالتي فأنا بحاجة ماسة إلى مساعدتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
9/5/2007
رد المستشار
عزيزي "هادي"؛
أهلا بك على صفحة الموقع، يبدو من رسالتك التزامك الخلقي والديني الشديد الذي جعلك تجعل من الحبة قبة وساعدك على ذلك من لامك على تصرفك البسيط والعادي جدا جدا جدا، أنت تحاضرين طلاب وطالبات وحتى تحاضر بإجادة يلزمك التواصل البصري واستخدام الإشارات اللفظية وغير اللفظية وبالتالي من البديهي أن تتلاقى عيناك بعيني أي شخص سواء فتاة أو شاب، كما أن جلوس إحدى تلميذاتك معك لسؤالك عن بعض الغموض في المنهج جائز ولا شيء فيه، إذن أين المشكلة؟
المشكلة أن شخصيتك وسواسية (منظم جدا، تراقب الله في تصرفاتك بدرجة صعبة، تلوم نفسك عند أقل الهفوات، وغيرها من سمات هذه الشخصية) مما جعلك تسيء تفسير الموقف سواء من ناحيتك أو من ناحية الفتاة، وساعد على
ذلك (لكون شهوتي الجنسية قد كانت قوية) مما جعلك تعتقد أن الفتيات لاحظن ذلك ومن هنا بدأ اللوم، رغم أن كل هذا من نسج خيالك فقط ومن أفكارك أنت بل إنك بحثت عن أدلة تؤكد ظنونك (لم يحدث بيني وبين الطالبة أي شيء سواء على صعيد الكلام أو مجرد اللمس، لقد لا مس ذراع الطالبة كوع يدي أمام الطالبات بطريقة لا أعرف إن كانت عفوية منها أم أنها تعمدت ذلك لكنني عندما شعرت بقرب ذراعها من كوعي تنحيت وابتعدت عن الطالبة).
بل ودخلت في خلل معرفي آخر وهو ماذا لو (لو لم تحضر الطالبات في ذلك الوقت إلى الغرفة وبقيت مع الطالبة وحدثت أشياء محرمة من كلام أو لمس وقبض علي متلبسا بذلك ماذا كان سيحدث لي؟).
أخي؛ اذهب من فورك إلى أقرب طبيب نفسي حتى يضع لك برنامجا لعلاج أفكارك الوسواسية ليخلصك منها قبل أن تتحول إلى اضطراب وتسبب لك مشكلات نفسية أعمق. ولأنك لم تتحمل اللوم دخلت في مرحلة ثانية وهي الاكتئاب.
وفقك الله