الغيرة
إني خائفة أن يكون نصيب أختي (فهي أفضل مني في كل شيء) في الزواج أفضل من نصيبي أو قريباتي أو أن يتقدم لي، أفضل ممن يتقدمون فكلما تقدم شخص أطمع في الأحسن فطموحاتي وأحلامي كبيرة.
كما أني لم أجد ما أتمنى في من تقدموا وأدعو الله أن يحققها لي بالإضافة إلى خوفي من مسؤوليات الزواج وتبعاته (لقد دللتني أمي رحمها الله حتى أفسدتني فلا أقوم بأعباء المنزل).
كل ذلك دعاني لأن أؤجل الزواج وأرفض الفرصة تلو الأخرى خائفة من عدم تحقق ما أتمنى وكذلك في العمل كلما حصلت على وظيفة أطمع في الأفضل فما الحل لما أنا فيه أريد الحل والنصيحة إني أعترف أني أكره الخير لأختي وأكره أن تكون أفضل مني في كل شيء فهي بالفعل أفضل مني في الجمال والروح والأخلاق والدين والمرح والسعادة والصحة بشهادة الجميع.
أكره أن تكون أفضل مني حتى في الزواج فلا أجد ميزة واحدة تميزني عنها وكذلك أكره أن تكون صديقاتي أفضل مني في أي شيء وأكره أن اسمع عن فتاة أنها احسن مني فهل أنا غير طبيعية؟؟
أريد مضادات أكتئاب وكيف أصلح حالي, إني أكرهها وأكره نفسي وكم أتعذب بسبب ذلك
وأنا أيضا كثيرة الأخطاء والجميع يبتعد عني على عكسها تمامــــــــــــــــا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
13/8/2003
رد المستشار
الأخت السائلة:
لماذا لا ترين نفسك إلا مقارنةً بأختك فإذا تكلمت عن صفاتك رأيتها أفضل منك في كل شيء وإذا تكلمت عن التعاملات مع الناس رأيت أنها أفضل منك ورأيت نفسك كثيرةَ الأخطاء والكل يبتعدون عنك ما قلت في إفادتك ووصلت إلى الحد الذي أصبحت قلقةً فيه لا من أن لا يكتبَ الله لك زواجًا موفقًا ولا من أن يكونَ زوجك أقل من ما كنت تتمنين، وإنما حتى هذا الزوج ترينه فقط من منظور مقارنته بزوج أختك، هل أدركت الآن ما أرمي إليه؟.
لم تخبريني عن والدتك يرحمها الله إلا أنها دللتك فلم تعلمك الكثير مما كانَ يجبُ عليك أن تتعلميه، فهل فعلت هيَ معك ذلك ولم تفعله مع أختك؟؟؟ لقد قلت بالحرف الواحد أنها (دللتني رحمها الله حتى أفسدتني فلا أقومُ بأعباء المنزل)، لو كانت أختك أفضلَ منك كما قلت فلماذا لم تدللها أمك أيضًا؟
لستُ أجد عندي إلا إجابةً واحدةً وهيَ أنك أنت السبب في ذلك لأنك كنت دائمةَ الشكوى من أن أختك أحسنُ حظا منك وكانت أمك رحمها الله تحاول تعويضك بالتدليل.
المهم أن السبب لا يهم كثيرًا وإنما المهم هو كيفَ نتعامل مع الموقف الحالي؟ أنت تقولين بأنك طموحةٌ وتريدين الأفضل دائمًا، وهذه صفةٌ جيدةٌ ومحمودة بشرط أن يكونَ تقييمك لقدراتك سليمًا وأن تحسني معاملة الناس، فليس عيبًا أن أطمحَ ولكن العيب هوَ أن أطمح إلى ما لا أستحق أو ما لا يتوافقُ مع قدراتي!
وأما الجزءُ الثاني من مشكلتك أو بالأحرى رسالتك الثانية ففيها ما يشيرُ إلى غيرتك لا فقط من أختك وإنما من صديقاتك، والغيرة ما دامت تدفعُ إلى الأحسن في الخلق والعمل فإنها شعورٌ طيب ولكنها إذا زادت عن الحد عذبت صاحبها وأبعدت عنه الآخرين، وأنا أعتقد أنها تعذبك بالفعل خاصةً وأنك لا تحاولين أبدًا البحثَ داخل نفسك عن ما أودعه الله فيك من صفاتٍ طيبةٍ لابد أنها موجودةٌ ولكنها تحتاجُ إلى من يدلك عليها لأنك لا ترينها.
إن الله سبحانهُ وتعالى يعطي كل إنسانٍ ما يماثلُ ما أعطاه للآخر من حيثُ القيمة ولكن الإنسان ظاهرٌ وباطنٌ ومن الناس من تكونُ صفاتهُ المحمودةُ ظاهرةٌ ومنهم من تكونُ مختفيةً تحتاجُ إلى فهم للذات لكي يستطيع إخراجها.
من الممكن أن تستعيني بعد الله بمساعدة اختصاصي في الإرشاد النفسي إذا كنت ستستطيعين ذلك، فإن لم تكن لديك القدرة فأنا أقترحُ عليك استخدام أحد عقاقير الم.ا.س.ا (مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية) فهذا العقار سوفَ يحسنُ بفضل الله من إحساسك بقيمة ذاتك، كما أنه يقلل من الشعور بالغيرة، وأنا لا أعرفُ بلدك الذي تعيشين فيه ولذلك سأذكرُ لك الاسم العلمي للدواء وهو عقار السيرترالين Sertraline 50 mg وتؤخذُ حبةٌ منه يوميا بعد الإفطار، واعلمي أن التحسن لا يحدثُ قبل الأسبوع الثالث من بداية الانتظام على تناول العلاج وربما حتى تأخرَ عن ذلك ولكنه سوف يساعدك كثيرًا بإذن الله، وتابعيني بأخبارك.