الإخوة الأفاضل، بعد الشكر الشديد والعرفان لما تقدمونه من خدمة جليلة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، والدعاء لله أن يجزيكم خير الجزاء عليه.. أكتب إليكم للحصول على مساعدتكم في حل مشكلة بسيطة تعرضت لها، وأعلم أن الله سوف يعينكم على مساعدتي في حلها؛ لأني لا أجرؤ أن أصارح بها لا أخا ولا صديقا.
أنا شاب في أواخر العشرينيات تزوجت منذ أسبوعين تقريبًا من ملاك يمشي على الأرض، تكبرني بعشر سنوات، أحبها كثيرا، وأحترمها كزوجة وكقريبة، مشكلتي التي أنا بصدد روايتها مع زوجتي هي أنها شديدة البراءة، بل والجهل فيما يتعلق بالعلاقة الخاصة بين الزوجين حتى إنها أيضا لا تعلم الكثير عن التركيب التشريحي لفرجها، وأدى ذلك إلى أننا حتى الآن لم نستطع إتمام أي لقاء خاص (معاشرة زوجية) بنجاح، ويعلم الله أني لست متضايقا فأنا أعاملها بالرفق والحب والصبر.
وأعلم أن هذه المسألة تحتاج لوقت، خاصة بعد علمي أنها تحمل ذكريات مؤلمة لما يحدث في ليلة الزفاف بعد حضورها للكثير من حفلات العرس، وما رأته من عادات جاهلية ما زال البعض من أهل بلدنا العربية يمارسونها في ليلة الدخلة، وهي قيام العريس بالخروج بمنديل مبلل بدماء العذرية على المدعوين ليلة الدخلة، مما سبب لها عقدة نفسية، وشعرت بقلقها الشديد، وخوفها من إقدامي على فعل هذا الأمر.
طبعا لم أفعل ذلك، بل عرضت عليها أن تفض هي بنفسها الغشاء في الحمام بعد عجزي عن فعل ذلك، نتيجة خوفها الشديد، وقيامها بتقليص عضلاتها، وعدم تمكيني من الإدخال. وهذه هي المشكلة الرئيسية التي أكتب لكم بخصوصها، فأنا اتبعت كل الهدي النبوي الشريف معها في عدم الوقوع عليها كالبعير، وجعلت بيننا الكثير والكثير من الرسل، وهو ما أثنت عليه، وتمنت لو أننا نكتفي بهذه المقدمات، ولا يتطور الأمر إلى النهاية الطبيعية، وهذا أيضا سبب لي القلق، وهو اكتشافي أنها إلى حد ما مصدومة من أن الزواج يتضمن أمورًا قليلة الحياء كتلك!!
فهي كما أخبرتني تعلم بوجود علاقة ما بين الرجل وزوجته، لكن لم تكن تعتقد أنها تصل لهذا الحد من الجرأة!! فأرجو منكم مساعدتي بخطوات عملية كعهدكم دائما عند الرد، وعدم إحالتي إلى ما سبق من الرسائل والردود التي قرأتها جميعا، وساعدتني كثيرا إلا في هذا الأمر.
كما أود إعلامكم بأني حاولت أن أصل إلى المكان الصحيح في المرات القليلة التي سمحت لي فيها بالإدخال، لكنى عجزت بعد أن كانت تخبرني بتألمها الشديد من هذا الأمر، فهي تكاد تصرخ منه، وتصفه بأنه شديد الألم، وأنا أعلم أني كنت في تلك الأحوال خارج المكان الصحيح الذي كلما وصلت إليه فوجئت كما لو أنه مسدود، وألقى مقاومة عنيفة أعتقد أن سببها هو تقلص عضلاتها.
أرجو أن أكون قد أوضحت الأمر، وأرجو منكم التكرم بالرد المسهب والسريع، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
28/9/2003
رد المستشار
الأخ السائل.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أولا مبارك زواجك إن شاء الله، فأنت بعد أسبوعين من عرسك ما تزال عريسا، ولكن عريسا عربيا مسلما ملتزما في زماننا لا بد أن يدفع على ما يبدو ثمن وجوده في زماننا، لست أدري ماذا أقول لك؟ إن مشكلتك فجرت في الكثير من الوجع الفكري، الذي قد تقول أنت إنه لا شأن لك به، وأنا أعفيك الآن فقط لأنك عريس، لكنني أرى لك شأنا لا بد أن تقوم به في يوم من الأيام، لأنك ستكون قد تعلمت من هذه التجربة الصعبة التي شاء الله أن يبتليك بها!
أولا: الواضح الذي يظهر للقارئ المتسرع أن المشكلة هي التشنج المهبلي الأولي عندما تحاول الإيلاج في الفرج لأول مرة في حياتكما، وأنا هنا مضطر كطبيب نفسي أن أشرح لك ما هو التشنج المهبلي الأولي؟ فهو تشنج في العضلات التي تحيط بالمهبل في الأنثى التي تدخل لأول مرة يتسبب في إغلاق فتحة المهبل، ويجعل الدخول فيه متعذرًا أو مؤلما، وهناك التشنج المهبلي الثانوي الذي يحدث في امرأة دخـلت من قبل لأسباب قد تكون عضوية وقد تكون نفسية، وأنا أعرف بالطبع أنك تعرف هذا، لكنني أحاول جاهدا أن آخذ موضوعك بدم بارد فأرد عليك كما يجيب الأطباء النفسيون المعتادون لو سُئلوا هذا السؤال، والله إنني أحاول وأتمنى أن أنجح!
من الممكن أن تكون أسباب التشنج المهبلي الأولى أسبابًا عضوية كأي التهاب في أحشاء منطقة الحوض مثلا، مما يتسبب في تشنج العضلات في محاولة للتقليل من الألم، إلا أن الأغلب في مثل هذه الحالات الأولية هو أن تكون الأسباب نفسية، وهو ما لمحت إليه أنت أيضا في إفادتك، حيث تكون لدى البنت العذراء مخاوف متعددة مرتبطة بالخوف من الألم الذي تتوهم هي أنه يصاحب عملية الإدخال. والأفكار المغلوطة المتعلقة بهذا الأمر منتشرة بشكل كبير في مجتمعاتنا مع الأسف، حيث كان يرى محدودو النظر من الناس فيها خط دفاع يحفظ البنت من الوقوع في الخطأ قبل الزواج.
والظاهر أن نتيجته تكون الوقوع في الخطأ أيضا، ولكن بعد الزواج؛ لأنها ستكتشف أنهم كانوا يكذبون عليها!! أو تكون نتيجته كما يحدث في حالة زوجتك الآن أن تجد البنت نفسها في موقف العاجزة عن تحويل الجنس من موضوع قذر سيئ محرم مخجل يجب رفضه واجتنابه (قبل الزواج) إلى موضوع جميل محبب يجب الإقبال عليه وطاعة الزوج فيه (بعد الزواج)!!
إن أفكار محدودي الحكمة هؤلاء يا عزيزي أفسدت زوجات المسلمين أكثر مما صانتهن أو أصلحتهن، فأصبحت الزوجة المثالية في مجتمعاتنا المحترمة هي الزوجة التي لا تجد المتعة في الجنس إلا تمثيلا على زوجها، أو هي المرأة التي إن وجدت في الجنس متعة خافت من التصريح لزوجها بمتعتها أو برغبتها في ممارسة حقها فيها.
وبعيدًا عن ذلك يوجد في رسالتك ما يجعل التشخيص بالفعل منطبقا على الحالة؛ فمثل هذه البنت تكون قادرة على التمتع والاستجابة لكل أصناف المباشرة الجنسية إلا فيما يتعلق بالإدخال حتى ولو كانت ترغب فيه كما بينت، عندما قلت: "في المرات القليلة التي سمحت لي فيها بالدخول".. فهي إذن غير متمنعة عليك بإرادتها، وما يحدث أمر خارج عن إرادتها، ولكنني لا أقول لك هذا لكي أزيد من حنانك ورقتك عليها؛ لأنني أراها في حاجة إلى بعض الحزم، ولا يعجبني منك أن تقول: "ويعلم الله أني لست متضايقا"!!؛ لأنني قابلت أثناء عملي كطبيب نفسي عدة حالات وصل الأمر فيها إلى سنوات، ثم ما زالت البنت بكرًا؛ لأنها تخاف من الإدخال، وزوجها لا يريد أن يجرح أحاسيسها، لا بد بالطبع ألا تترك أمركما يستفحل، وأنت ابن السبع والعشرين وهي بنت السبع والثلاثين من العمر، فليس الوقت في صالحها هي على الأقل!
وأما غير ذلك من الأسباب النفسية المحتملة للتشنج المهبلي الأولي فهو وجود خبرة مؤلمة تعرضت لها البنت في طفولتها كأن تكون قد تعرضت لحادثة ضرار جنسي Childhood Sexual Abuse، سواء كان الفاعل بعيدا أو قريبا مثلما يحدث في حالات غشيان المحارم Incest أو ربما تحدث حتى في بعض حالات بعض التعرض للاغتصاب الصريح، والحقيقة أن كل ما أقوله هنا ناتج عن ملاحظات الأطباء الغربيين المتضمنة ضمن تعليقاتهم على الحالات الموصوفة من التشنج المهبلي، لكن معظم هذه الأمور والأبعاد ما تزال غير مدروسة بشكل علمي دقيق في الغرب، ناهيك عن أنها عندنا غير مدروسة لا بشكل دقيق ولا حتى بشكل غير دقيق، إن أحدًا من الأطباء العرب لم يتعرض لهذه المشكلة فيما يبدو أو ربما رأى من تعرضوا لها أن الكلام عنها يُعتبر ضربًا من قلة الأدب، مع أنني أرى عكس ذلك!
يا أخي.. مشكلتك تحتاج إلى أن تؤخذ بجدية ودون تراخٍ، عليك أن توضح لها أن صبرك قد أوشك على النفاد، وأنك تنوي إن لم تفلح محاولاتك أن تقوم باصطحابها إلى طبيب متخصص أو طبيبة إن أحببت، وما يفعله أطباء النساء والتوليد في هذه الحالة هو أن يتم ولوج المهبل تحت التخدير الكلي؛ حيث يقوم الطبيب أو الطبيبة بإجراء الكشف النسوي العادي الذي يتم فيه إدخال إصبعي الفاحص (السبابة والوسطى) في فتحة المهبل، والغرض الأساسي هو استبعاد وجود أسباب عضوية، ويقوم الفاحص بفعل ذلك أمام الزوج وفي حضوره لكي يضمن إطلاع الزوج على المكان الصحيح وطريقة الدخول واتجاهه الصحيح!
وبعد ذلك من المفروض أن يتم فحص آخر في يوم آخر دون تخدير في وجود الزوج أيضا، ثم يتم بعد ذلك تطبيق برنامج تفضل الاستعانة في تطبيقه بأحد المتخصصين في الطب النفسي والعلاج السلوكي المعرفي، لكي تتأقلم المرأة تدريجيا على إرخاء عضلات المهبل، وتخيل استقبال جسم فيه؛ أي أن الأمر ليس دائما كما تتخيل (لأنني أعرف أنك تحسبها تنتهي لو أنك أدخلت مرة، وهذا ممكن طبعا لكن الغالب غير ذلك) أي أنك قد تنجح مرة أو أكثر في الإدخال، ولكن بصعوبة، وهذه الصعوبة ستتكرر؛ لأنها لن تتمكن من إرخاء عضلاتها.
ومعنى ذلك أن أمرين يزيدان من تعقيد المشكلة سيحدثان:
الأول: أنها لن تتمكن من أن تجد المتعة التي تحسب أنت أنها ستكون العلاج، وذلك بسبب تقلص العضلات الذي لا يسمح لها بالاستمتاع.
وأما الثاني: فهو ما أخاف أن يكون قد حدث بالفعل، وأتمنى ألا يكون قد حدث (وهو ما أشرت إليه في بداية ردي عليك عندما قلت أن ما يبدو للقارئ المتسرع هو أنها حالة تشنج مهبلي أولي فقد كنت أقصد أن هناك أيضا على ما يبدو ضعف انتصاب ثانوي لما يقابله الذكر من مقاومة وتصلب عند فتحة المهبل! خاصة أن المشهور في الحالات الموصوفة من التشنج المهبلي الأولي في حالات الزواج غير المكتمل كحالتك التي أدعو الله ألا تطول هو أن نجد الأمرين معا (تشنجًا مهبليًّا في الزوجة، وضعف انتصاب ثانوي في الزوج)، فمن المتوقع في الزوج الملتزم المؤدب الحنون الرقيق كما هو حالك أن يحبطه انقباض عضلات زوجته فتقل قوة الانتصاب لديه!!
إذن أنا شخصيا لا أرى مكانا للصبر في حالتك.. عليك بسرعة اللجوء إلى أقرب اختصاصي أو اختصاصية نساء وأقرب طبيب أو طبيبة نفسية.
ثانيا: من أي أنواع النساء زوجتك تلك؟ هل هي غير متعلمة بالمرة؟ هل هي من كون آخر غير الذي نعيش فيه؟! لقد صدمني والله ما قرأته في إفادتك، كيف تكون رجلا في السابعة والعشرين من عمرك وزوجتك بنت في السابعة والثلاثين من عمرها، وتبحثان عن مكان الفتحة، وتسألها فتكتشف أنها لا تعرف شيئا عن التركيب التشريحي لفرجها!!
سبحان من له في خلقه شئون!! هل هذه هي المرأة المسلمة التي ينتجها مجتمعنا؟ إنه من المستحيل أن تكون على هذا القدر من الجهل!! وكيف يكون الجهل محمودا إلى هذا الحد فيعيش سبعة وثلاثين عاما دون أن تحاول أن تفهم هي شيئا، لست أدري في الحقيقة.
ولا أدري إلى متى سيظل الحال هكذا على الإنترنت كما بينته في ردي السابق على صاحبة مشكلة التشنج المهبلي والزوج أيوب، وكما قلت كأنه لا يكفي أن يعشش الجهل في عقول الناس؟ لا بل يفرشونه على الإنترنت أيضا! لكي يضمنوا تشنج عقول العرب ما استطاعوا لذلك سبيلا! فمن الواضح أننا أمة أصبحت تحتاج إلى التربية من جديد!.