فصبر جميل والله المستعان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فإني أتقدم إليكم بالشكر الجزيل والى كل من يساهم معكم في تقديم المشورة والنصيحة واللتين نحن في أمس الحاجة إليهما فتسأل الله أن يجعل جهودكم هذه في ميزان حسناتكم انه سميع مجيب، أما بالنسبة لمشكلتي فبدايتها لما يزيد على أربعة سنين خلت بحلوها ومره عانيت فيها الكثير وواجهت فيها من المصاعب والمتاعب ما الله به عليم.
باختصار: سبب مشكلتي هو شدة تأثري لما يحدث للمسلمين من قهر وظلم وتآمر تكاد السموات تنشق منه وتخر الجبال هدا، حيث كنت وما زلت شديد المتابعة لأخبار المسلمين في شرق الأرض ومغربها وبالأخص ما يحدث في فلسطين الحبيبة على أيدي الاحتلال الصهيوني البغيض، مما كان له اشد الأثر علي وخصوصا في فترة سنة الثانوية العامة، حيث أني من المتفوقين في دراستي، وفي هذه السنة الصعبة وخصوصا في الفصل الثاني "وكان وقتها اجتياحات للمدن الفلسطينية" أصبح اعتكافي على الأخبار بدل اعتكافي على الدراسة والمذاكرة مما حدا بي للاصطدام مع أهلي الذين دائما يطالبونني بالدراسة.
وبعد انتهاء هذه السنة وحصولي والحمد لله على معدل جيد بدأت رحله أخرى من المعاناة والمشاكل بالظهور ذالك أن ما كان يحدث لمدننا من المحتلة من اجتياحات وما كان يحدث لإخواني وأصحابي من اعتقالات واغتيالات كان له أثر كبير على نفسيتي فكان كل أخ يستشهد أو يعتقل وكأنه ينتزع من روحي الثائرة خصوصا أخي الصغير الذي استشهد أثناء ذهابه إلى مدرسته وحزنت عليه حزن كثيرا ومازالت ذكرياتي له ولغيره من الخلان والأحباب، كل هذه الأمور انعكست علي سلبا خصوصا على دراستي وتحصيلي العلمي حيث أن تفوقي انقلب تقصيرا وضعفا حيث أني أحاول دائما أن أستعلي على جراحاتي واجتهد لاسترجع تميزي وتفوقي المفقود، ليس فقط في دراستي وإنما في معظم نواحي حياتي إلا أنني افشل في كل مرة، فرغم أني أريد أن أدرس فأني لا أستطيع وكلما مسكت كتابي لأدرس لا استطيع فألقي الكتاب جانبا، وإذا أجبرت نفسي فاني لا أركز في دراستي وأكون دائم التشتت والسرحان، مما انعكس على شخصيتي فقد أصبحت خجولا ممن يعرف تقصيري لا أحب مواجهتهم لأني أتألم أن يراني احد في غير المكان الذي كنت فيه، وأصبح عندي قلة في التركيز وضعفا في الذاكرة مقارنة بما كنت عليه في السابق وأكثر نسيانا .
كل هذه الأمور دفعتني إلى الذهاب إلى طبيب نفسي فوصف لي دواءا اسمه triptozol 20mg وبعدان التزمت به فترة طويلة شعرت بتحسن طفيف وكنت أشعر أني إذا لم أتناول الدواء يوما أن حالي ساءت كثيرا، عندها ذهبت إلى طبيب آخر منذ حوالي ثلاثة شهور الذي أخبرني أني أعاني من حالة اكتئاب خفيفة وقد وصف لي دواء آخر اسمه cipralex20mg خففه بعد شهر إلى 10mg إلا أني وبعد فترة شعرت أن حالتي العامة ساءت كثيرا جدا فقد أصبحت اشعر بالاكتئاب والخمول وقسوة القلب لا اكترث بأي من واجباتي حتى أنني أصبحت أضيع بعض الصلوات أحيانا بعد أن كنت شديد المحافظة على صلاتي وواجباتي وقد مضت فترة الثلاثة شهور التي أخذت فيها الدواء كأسوأ فترة في حياتي وعندما اخبر طبيبي يقول لي سوف تتحسن وهو الشيء الذي لا أجده. حتى أني الآن تركت الدواء منذ أن أرسلت إليكم رسالتي الأولى أي قبل حوالي الشهر على أمل أن يأتيني منكم ما انتصح به إلا أني لم أجد ردا
(واني التمس لكم كل الأعذار فكان الله في عونكم)، وأود أن أخبركم أن وضع الآن هو أفضل بكثير من وضعي أثناء اخذي للدواء.
أرجو من حضرتكم أن تساعدوني وتعملوا على تفريج كربتي راجيا ربي أن يجزيكم خيرا ويفرج عنكم كربة من كرب يوم القيامة، وسامحوني على الإطالة فرغم أني لم أذكر الكثير من التفاصيل خوفا من الإطالة إلا أني أطلت. والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته
09/03/2007
رد المستشار
أخي العزيز "عمر"
تحية مباركة طيبة من الله عليك، وعلى أهل الرباط بالأراضي الفلسطينية المحتلة وبعد:
واضح أخي العزيز من رسالتك أنك تحاول اختلاق الأعذار لتبرر هبوط مستواك الدراسي في الثانوية العامة، وإن كنت شديد الأسى والحزن معك لاستشهاد أخيك وهو ذاهب للمدرسة، إنني أحس وأشعر بمعاناتك لما يحدث لأقاربك وأصدقائك يومياً بالأراضي المحتلة، سواء بفلسطين المحتلة أو أفغانستان المدمرة، أو العراق المكلوم الممزق، وغيرهم من بلاد المسلمين المنتهكة الحرمات!!.
أخي الحبيب الغالي:
هذا هو قدر جيلنا الحالي و قد يكون قدر بعضاً من الأجيال القادمة –ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم– فماذا عسانا أن نفعل في مواجهة ذلك الغزو المغولي الصهيوني الغربي الجديد الطامع في خيرات بلادنا؟؟!! هل نستسلم؟؟!! هل نضعف؟؟!! هل نترك سلاح العلم الذي أذل أعناقنا به الغرب الصهيوني بقيادة الصهاينة من المحافظين الجدد؟؟!!. هل نبكي على الماضي والأطلال؟؟!!. هل نترك التفوق الدراسي لإخواننا المستغربين – أقصد بهم أخواننا الذين لحست عقولهم مظاهر الحضارة الغربية فأصبحوا يسبحون بقوة وقدرة وملابس وطعام وشراب وأفلام وأخلاق الغرب وأهله ليل نهار!!! – الذين تركوا ساحة النضال، واتجهوا بقلوبهم و عقولهم نحو الغرب الغني بالمال والعلم، ونسوا قضيتهم الأساسية في رفع شأن أبناء أمتهم الضائعة، ومثلهم القائد في ذلك: "اليد التي لا تستطيع عضها عليك أن تُقبَّلها"!!!؛ فهل نستسلم للقلق والاكتئاب والوسواس والضياع؟؟؟!!.
أظن أنك تشترك معي في الإجابة على كل تلك الأسئلة بلا و كلا و أعوذ بالله؛ أليس كذلك أخي الفاضل؟؟!!. إن المسئولية الواقعة على أعتاقنا وكواهلنا كبيرة، وأنا لا أريد أن أزيد من همك الثقيل ولكن أريدك أن تبصر معي مستقبلك ومستقبل عائلتك بإذن الله، إن حث عائلتك لك أخي الحبيب على الاستذكار هو نتيجة لإحساس منهم بأنك غير واعٍ لمستقبلك الهام، وأن أجندة الأولويات لديك بها الكثير من اللخبطة والتشويش؛ فأعد النظر في أولوياتك، هل الأولوية أن تتابع أخبار بلايا ومصائب المسلمين على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز وما أكثرها حتى بالنسبة للمتخصصين؟؟!!؛ ثم تعيش بعد ذلك في عالم مظلم من بحور الحزن والكمد والأسى؟؟!!، أم الأولوية أن تجد وتجتهد في دراستك لتحقق لنفسك ولأهلك ولأسرتك المستقبلية –بإذن الله- ولوطنك ولأمتك نهضة في مجال تخصصك العلمي؟؟!!.
ولنا في ألمانيا واليابان عبرة وعظة فبعد أن تم كسر شوكة الدولتين تماماً في الحرب العالمية الثانية أصبحنا نراهما الآن –وفي غضون ستين عاماً فقط- من أقوى القوى الاقتصادية المرهوبة الجانب في العالم، وتعمل لهما دول الحلفاء المنتصرة عليهما في الحرب العالمية الثانية ألف حساب. ألا ترى ذلك أخي الفاضل؟؟!!.
أخي الحساس؛
بالنسبة للاكتئاب يمكنك العودة لاستخدام Tryptizol 25 or 30 mg مساءاً يومياً وستشعر بتحسن تدريجي من كل أعراض الاكتئاب البسيط الذي تعاني منه على أن تستمر عليه حتى تنتهي من دراستك إن أردت، ولو استخدمت هذا الدواء لعدة أعوام فلن يضرك، أما إذا تحسنت حالتك تماماً بعد عدة أشهر من العلاج -ولكن لا تقل مدة استخدامك له عن ثمانية أشهر، لتجنب أي انتكاسة مرضية– فيمكنك عندئذ إيقاف الدواء بالتدريج على مدى عدة أسابيع. أما ذاكرتك فسوف تتحسن، وكذلك رغبتك في المذاكرة، وسيتلاشى خجلك من الناس عندما تؤكد ذاتك، وتشعر بأنك أكثر تفوقاً عما كنت من قبل.
أخي الفاضل؛
أنا واثق من قدرتك على الوقوف على قدميك مرة ثانية واستعادتك لتفوقك الدراسي السابق، بل أعتقد أنك ستكون دراسياً أفضل مما كنت من قبل، ولكن المهم هو استحضارك دائماً لنية الجهاد في سبيل الله بتفوقك الدراسي، وأن أفضل سلاح لأبناء أمتنا في وقتنا الراهن هو سلاح العلم، ولن نتقدم في العلم إلا إذا استوعبنا العلوم الأساسية التي تدرسها حالياً في المرحلة الثانوية تمهيداً للدراسة الجامعية المتخصصة.
فلتبدأ من اليوم بالتحايل على المواد الدراسية مثلاً: بحل أسئلة امتحانات الأعوام السابقة كتابة ونقلاً من كتبك الدراسية، ثم يمكنك أن تستذكرها وتحفظها لاحقاً، و حاول أيضاً أن تنوع في المواد الدراسية التي تذاكرها يومياً، حاول أن تقرأ الدرس أول مرة بسرعة كقراءتك للجريدة، ثم في المرة التالية حاول أن تلخص النقاط الهامة في الموضوع الذي تذاكره. حاول أن تقرأ المادة الثقيلة الظل على قلبك قبل النوم دائما ولأكثر من مرة؛ فهذا يعطي العقل البشري فرصة لاستيعاب المعلومة الصعبة أثناء فترة النوم.
أخي الغالي؛
جد واجتهد واجعل التفوق الدراسي للنهوض بشأنك أولاً من أهم أهدافك الحالية، ولا تجعل أي هدف أو أي شيء آخر يلفتك ولو للحظة عن هذا الهدف، وتابعنا بأخبارك الطيبة دائما.
واقرأ أيضًا:
دماغي محتاج تجميع: ثمن الصمود الفلسطيني
ستار أكاديمي الفقرة الأخيرة علي شاشة الانتفاضة
ويتبع >>>>>>>>>: أولويات المرحلة الحالية م. مستشار