لماذا أفكر في عقاب نفسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا كنت شخصية باختصار كتلة عقد نفسية ولكن بفضل الله تعالى تخلصت من أغلبها تبقى مشكلة لا أعرف طريقة التخلص منها وهي أنني أريد معاقبة نفسي دائما وبطريقة معينة وخاصة عندما أقوم بفعل شيء كويس يعنى مثلا قمت بحفظ سورة من القرآن أو تعلم شيء جديد وعندما يقوم الآخرون بمدحي ولا أحب أي إنسان أن يمدح في.
بدأت هذه المشكلة وأنا في الصف الرابع الابتدائي....... في هذه السنة كنت أكثر إخوتي التزاما وأقلهن أخطاء ومع ذلك كنت أكثرهن عقابا من والدتي رغم أن ما أعاقب عليه كان كل إخوتي يفعلونه ولا يعاقبون بل أمي تضحك معهم ويقلب الموضوع لهزار!
في هذه السنة بالذات حدث أني رجعت من المدرسة متأخرة شويه لأني لعبت مع أصحابي فقامت أمي بضربي ضربا عنيفا لدرجة أن جسمي ظل أياما كله بقع زرقاء وقالت لازم تكوني في البيت الساعة واحدة ونصف علما بأني كنت باخلص الساعة واحدة وربع والمسافة بين البيت والمدرسة ساعة إلا ربع فمع إني كنت باخلص المدرسة وأروح جري إلا إني كنت باخد علقة محترمة لا تقل عن العلقة الأولى..... فضل الموضوع حوالي شهرين على نفس الحال لغاية ما أمي ولدت لأنها كانت حامل وفى الفترة دي والدي رجع من السفر لأنه دائما مسافر..... بعدها أختي رجعت متأخرة قوي يمكن أكتر مني ومن نفس المدرسة وأمي ما عملتلهاش حاجه بالعكس كلمتين والموضوع قلب هزار.
ده بداية الموضوع وقتها ولفترة قريبة كنت بأشعر بكره شديد لأمي ودائما أحلم وأتخيل أن لي أهل ثانين وهاييجوا ياخدوني لكن دلوقتي معاملة أمي تغيرت كتير وبدأت تتحول مشاعر الكره إلى مشاعر حب شديد ومبائتش أتخيل إنهم مش أهلي لكن مشكلة العقاب مازالت موجودة بحاول أهرب منها كتير لكن بحلم بيها وأنا نايمه.
أنا آسفة جدا للإطالة لكن حاولت إني أذكر كل شيء علشان حضرتك تقدر تساعدني وأنا على يقين تام إن أي إنسان إذا أراد سوف يتخلص من أي مشكلة سواء بالتعلم أو بالتدريب.
09/03/2007
رد المستشار
حضرة الأخت الكريمة حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لم نقرأ في رسالتك ما يستحق أن تعاقبي نفسك عليه، بل وجدنا أنه يجب علينا أن نعاقبك على إهمالك هذه الناحية. هذا فقط للهزار الذي طالما حُرمتِ منه، بل كانت تكسبه أختك في حال تأخرها عن المنزل.
الأخت الكريمة: سوف تعرفين عندما سيرزقك الله بالأولاد، بأن الوالدين يحبون أولادهم بالتساوي، ولكن التعبير قد يختلف من يوم لآخر ومن ولد لآخر، حسب المزاج الذي يكون عليه الأبوان في لحظة المشكلة، وحسب طبيعة كل ولد على حدة.
فأنا نفسي قد أغدق على الولد الضعيف أو المريض أو الصغير من الشعور ما لا أقدمه لأخيه القوي والكبير والواعي ليس لأني أحب أحدهم أكثر ولكن لحسابات أبوية لا نستطيع فلسفتها، بل نحسها ونقوم بها كلنا بالغريزة التي فطرنا الله عليها.
أحب أولادك إليك: صغيرهم حتى يكبر، ومريضهم حتى يشفى، وغائبهم حتى يعود. قد توصلتِ الآن إلى هذه القناعة، وعرفتِ أنكِ ابنة أبويك والحمد لله.
ولكن عقاب النفس لمَ...!؟؟
قد يكون هذا شيئا من "الماسوشية" والتي نرجو من الله أن تنتبهي لها، وتعرفي بأنه عليك أولاً أن تحبي شخصاً واحداً؛ وهو أنتِ نفسكِ. وعليك الاهتمام أولاً بشخصٍ واحد؛ وهو شخصك الكريم. فلا يمكن أن تحبي الآخر وأنت لا تستطيعين، أن تحبي نفسكِ. وكيف يمكن لكِ أن تسامحي الناس، إذا كنتِ لا تستطيعين مسامحة نفسكِ.
الأخت الكريمة: السماحة في الشخصية تبدأ بالأنا، ثم تنتشر لمن حولنا، حتى تصل إلى أعدائنا. فإننا ندعوكِ إلى المزيد من المحبة، والمسامحة، والسخاء،.... والكمال. وعندها نتمنى لكِ الوصول إلى السعادة.
وفقك الله.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت الفاضلة أهلا وسهلا بك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الدكتور قاسم غير أن أتساءل عن الطريقة المعينة والخاصة التي تعاقبين بها نفسك؟ هل هي سر؟ أتمنى أن تتابعينا واقرئي من على مجانين:
من سمات الموسوسين فرط الشعور بالمسؤولية والذنب
جلد الذات عقدة أم قفص؟ م
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.