الصداع النصفي والوسواس
السلام عليكم، أعاني من الوسواس من 4 سنوات وأنا الآن في حالة تحسن والحمد لله وذلك لأني أخيرا انتظمت على العلاج السلوكي كما أنني تعودت على المعاناة التي يسببها لي، المشكلة الآن في الصداع كنت دائما أعاني من نوبات صداع غريبة حيث أبدأ في رؤية قوس من الضوء يشبه البرق ويظل يتسع ويكبر أمام عيني حتى يختفي ثم يبدأ الصداع الفظيع الذي لا يجدي معه شيء فكانت الطريقة الوحيدة هي النوم لكنه يداهمني أيضا أثناء وجودي في العمل فيجعلني شديدة العصبية ولا أستطيع تحمل أقل الأصوات حتى إن مجرد الهمس يصيبني بعصبية شديدة وأشعر بالرغبة في الصراخ لمن يتكلم لأقول له اخرس.
وقريبا داهمني الصداع في صدغي الأيسر وكنت ذاهبة للطبيب الباطني لشيء عادي فإذا به يقيس ضغطي ليجده 90/50 على إن الصداع كان كالنبض وأثناء نوبة الصداع أشعر بإرهاق فظيع وهبوط يجعلني غير قادرة حتى على الحركة من مكاني، والآن أنا أتعاطى المسكنات بطريقة مبالغ فيها بعض الشيء وأصبحت حتى في الأوقات العادية لا أحتمل الصوت مرتفعا أو منخفضا أنا مدرسة أطفال أقضي يومي وسط صخبهم مما يجعلني كثيرة الصراخ داخل الفصل وأفقد أعصابي بسرعة ما الحل؟
هل أنا بحاجة لعلاج ما وإلى أين أذهب ولمن؟ الطبيب الباطني أم غيره؟ وهل كثرة تناول المسكنات له أضرار ما؟
وجزاكم الله خيرا
23/03/2007
رد المستشار
الأخت العزيزة الفاضلة، تحية طيبة وبعد؛ مرحباً بك أختي الفاضلة، وأهلاً بك على مجانين.....
بالنسبة لارتباط الوسواس القهري بالصداع النصفي فهناك علاقة وطيدة بينهما، لذا يُعَد الصداع النصفي واحداً من اضطرابات طيف الوسواس القهري، وقد لاحظت أنا وبعض زملائي هذه العلاقة وقمنا بعمل بحث وجدنا فيه ازدياد السمات الوسواسية القهرية بصورة ملحوظة في الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي بصورة أكبر من الأشخاص الذين يعانون من أنواع أخرى للصداع.
ومن خلال عملي في مجال الطب النفسي لاحظت أن علاج المرضى الموسوسين سواء بالعلاج السلوكي أو العقاقير النفسية يؤدي إلى تناقص عدد نوبات الصداع النصفي، كما تقل مدة وحدة تلك النوبات!!. وقد لاحظت أنت يا سيدتي هذه الملحوظة أيضاً على نفسك...
ومن المعروف أن هناك أدوية ننصح مرضى الصداع النصفي بتناولها مرة واحدة يوميا كوقاية من الصداع النصفي، وهذا الاستخدام يكون لأي واحد من هذه الأدوية يكون تقريبا يوميا ولفترات طويلة (لمدة أعوام) مثلا:
السيبليوم: وهو مضاد لممرات الكالسيوم في الخلايا العصبية.
الأميترايبتلين: (التريبتيزول أو الإينديب): بمقدار 10 ميلليجرام مساءاً يومياَ.
الإندِرال: بمقدار 10 ميلليجرام مساءاً يوميا، وهو من مثبطات البيتا، ولا يستخدم في حالات الربو والهبوط الشديد في القلب والنقرس والسكر.
الموسيجور: (البيزوتيفن): بمقدار حبة مساءاً يوميا،و هو من مثبطات بعض أنواع السيروتونين، ويزيد من الشهية والنوم؛ وبالتالي لا يستحب استخدامه مع البدانة.
أما في حالة حدوث نوبة الصداع النصفي، وقد وصفتيها بما يحدث لك من نوبات أحسن وصف فيستحب أن يؤخذ من البداية بعض المسكنات –أي عند حدوث قوس الضوء وبسرعة، وليس عند بداية حدوث الصداع- مثل:
الباراسيتامول أو الفيفادول أو البانادول أو التيلينول بجرعات تبدأ في البالغين من 500 ميلليجرام وقد تصل الجرعة إلى 2000 ميلليجرام كل 4-6 ساعات.
الأسبرين أو الريفو أو الأسبو للبالغين فقط، ومن مشاكل هذا العقار التهاب المعدة وإيذاء الكلى.
المسكنات غير الاستيرويدية: مثل الفولتارين والبروفين والإيبيبروفين والإندوسيد والنابروكسين والفيلدين و......... غيرهم الكثير، وأهم عيوب تلك المجموعة هو التهاب جدار المعدة وأحيانا قرحة المعدة وإيذاء الكلى أيضاً.
الكاتافلام، الكافِرجوت: وهو من الأدوية المحتوية على الإرجوتامين، والذي يساعد على انقباض شرايين المخ، وهو عكس تأثير الصداع النصفي والذي يعمل على ارتخاء واتساع شرايين المخ. والجرعات الكبيرة منه لها مضار كثيرة.
الإيميجران: وهو من مضادات السيروتونين.
والآن من الواضح أنك تأخذين من المسكنات غير الاستيرويدية وهي التي تسبب آلاما بالمعدة، ويمكن علاج آلام المعدة في تلك الحالة بموانع مضخات البروتون أو مضادات الهيستامين الثنائية.
ويقوم بعلاج حالات الصداع النصفي الأطباء النفسانيون وأطباء الأعصاب وأحياناً الأطباء الباطنيين وأطباء الأطفال في حالات الصداع النصفي لدى الأطفال.
أما أعراض العصبية والنرفزة وعدم تحمل الأصوات المرتفعة من حولك ولو بدرجة بسيطة، وكذلك الضجيج والإزعاج وبالذات من الأطفال فهذا مُتوقع بصفة عامة من الاضطرابات المصحوبة بالقلق والاكتئاب أحيانا مثل اضطراب الوسواس القهري، ومما يزيد آلام الصداع النصفي لديك حدوث نوبات انخفاض ضغط الدم...... وفي حالتك أنصحك بالمتابعة مع طبيب نفسي لضبط علاج الوسواس القهري مع علاج الصداع النصفي، كما أنصحك -مع الاستعانة برأي طبيبك المعالج- اختيار أحد الأدوية الوقائية من الصداع النصفي -والذين ذكرتهم من قبل- وبصفة مستمرة للتقليل من عدد و حدة نوبات الصداع النصفي.
واقرأ أيضاً:
الصداع النصفي: الشقيقة والمجتمع والشيخ
أختي العزيزة نتمنى لك الشفاء العاجل وتابعينا بأخبارك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة منى أهلا وسهلا بك ونشكرك على ثقتك، كما نعتب عليك إرسالك المشكلة مرتين مرة من خلال بريد المشاركات بتاريخ 19/3/2007 وقد وصلتنا وأرسلتها الأستاذة نانسي إلى الدكتور قاسم كسروان، ومرة أخرى من بوابة استشارات مجانين بتاريخ 23/3/2007 وأرسلتها بنفسي إلى الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني والذي يظهر رده أولا على الصفحة لأنه رد على النص المرسل من الطريق الرسمي لإرسال المشكلات، طبعا هناك اختلاف في نص المشكلتين وتفاصيل أكثر فيما أرسل للأستاذ الدكتور مصطفى، وعلى أي حال أعتذر أنا للمستشارين وأقول لك رزقك وفير يا منى ربنا يزيدك، ويهون الحمل على مستشاري مجانين، وأهلا بك.