اعترافات ثقيلة الظل م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الأستاذة مجيبتي أميرة بدران...... أشكرك مرة ثانية على ردك، وقد يبدو لك أنك قد قسوت علي، ولكنني سأخبرك أن قسوتك كانت أهون بكثير مما حدث..... فمن عجائب القدر، أنه بعد أن قرأت ردك على رسالتي بأيام قلائل أن يكلمني هو... ويخبرني أنه لا أمل، وأننا يجب أن نضع حدا لاستمرار اتصالنا ووو........ ولم يحصل ذلك فجأة فقد كنت بدأت أنا وهو نناقش مشكلتنا طيلة الفترة السابقة في محاولة للتوصل لحل وكيفية إقناع أمي وكلما حاولنا نجد الطريق مسدودا... أخبرته أنني لم أكلم أمي بعد، قال لي لن توافق ولا فائدة من هذا الكلام ولا أنصحك أن تخبريها حتى لا تغضب منك وتفقد الثقة بك وقد تمنعك من كل شيء ومع كل هذا فهي لن توافق أيضا لأنها كما قلت ترى أن زواجنا ضرب من الجنون ولا يمكن أن ترضى بما تراه يخالف مصلحتك.....
أصررت أن أحاول محاولة أخيرة معها، عل قلبها يرق........ لكن نزلت علي بكم من كلمات التجريح لي وله....... ولا تساوي قسوتك سيدتي شيئا أمامها، من قبيل "تريدين وضع رؤوسنا في الطين، يا ترى كتب على رقمك في هاتفه ساقطة رقم كم؟؟ ولم تستعجلين على رزقك بالحرام؟؟ وأنت بايعة أهلك وأشياء من هذا القبيل...... لتقتلني ألف مرة..... ليتها ضربتني بدل هذه الكلمات..... فوالله ما تخيلت أن يحصل أي من هذا، ولا عمري تكلمت مع شاب ولا تجرأت ولا أريد حراما....... ليتها تسألني لماذا أحببته.. لماذا أنا متمكسة به؟؟
ليتها تناقشني بهدوء لا بانفعال وعصبية..... إذ بمجرد أن تحس من بعيد أنني أتذكره حتى أجدها تشتط غضبا وتتهمني ب.... لماذا كل هذا الغضب؟؟ ألأنني أحببت إنسانا ووجدت فيه صفات أتمناها؟؟ أم لأنني لم أعد الفتاة التي تقول "حاضر"....... وكأنني لن أكبر أو لا يجوز أن تكون لي أراء مخالفة!! أعلم سيدتي أنك تقولين أنني متحاملة على أمي جدا... ربما معك حق، لكنني أشعر أنها لم تفهمني... لم تسمعني... لماذا لا تنظر للموضوع بنظرة أخرى؟؟ لماذا تستخف بمشاعري لهذه الدرجة؟؟ أنا من وجهة نظرها "هبلة" لا تعرف مصلحتها....
كثيرا كنت أسمع عن الصداقة بين الأم وابنتها... لكنني جربت البوح ووجدت نسيان الموضوع هو النتيجة وكأنني لم أقله!! ربما أحببته لأنه أعطاني أشياء تنقصني... كان حنونا جدا جدا... كنت ألمس ذلك في كلماته التي كانت تخفف عني حزني وتشعرني كم أنا رائعة وأستحق الحب والاهتمام وأن أرائي وتفكيري راقيان.... كان يخاف علي جدا وكان يسمعني.... كنت أكتب له رسائل بعشرات الصفحات يقرأها كلها، ويخبرني أنه مستعد أن يسمعني في أي وقت.... كثيرا كان ينصحني ويخبرني بأشياء تنم عن حكمة واتزان كنت أحسده عليهما... ثقته بنفسه أبهرتني وقوة شخصيته جعلتني أتمسك به لأنني أفتقد هذه الأشياء...... وكان أمينا معي حفظ سري وراعى مشاعري وأحسست معه بالأمان وأنه السند الذي أحتاج إليه أظنك سيدتي تخمنين أنه حب ليس طبيعي!! مرضي أو من أجل إشباع عاطفي....... ربما تقولين من الأسباب فقدان والدك ورغبتك في صدر رجل يحتضنك وأنا لن أنكر هذا، لكنني لا أرى في ذلك عيبا ولا ضررا.... خاصة إذا اقتنعت بصفاته وأخلاقه ودينه.... وكنا مكملين في صفاتنا لبعض ألم تقولوا أن الزواج قد يكون مبنيا إما على التكامل أو على التشابه والتوافق!!
أقول كلاما لا فائدة منه أليس كذلك؟؟ أجل، فعلا لا فائدة منه لقد انقطع اتصالي به بعدما أوصدت الأبواب أمي تماما دون أي بصيص من نور.... وكم كان الوقت عصيبا إذ كانت فترة امتحاناتي النهائية التي أحتاج فيها إلى كل ارتياح وهدوء أعصاب... لكنها كانت دمارا من جهاتكم الثلاث. سيدتي، لا أعلم هل أفضي لك حقا، أم أشكو أم ماذا؟؟ أم أحاول أن أستدر عطفك وشجون قلبك كما بدأت أحس مؤخرا؟؟ (فصرت أستجدي العطف من نفسي على نفسي!!) ربما لا أجد من أبوح له بما أحس به الآن من تمزق ووجع في القلب... لا أود أن أفتح على نفسي من جهة والدتي أبواب من النكد والشجار والغضب.... ولا أريد أن أعلق معي شابا قرر أن يبحث عن شريكة حياته رغم حبي له لدرجة العشق، ولا أستطيع أن أبوح ب "فضيحة" كهذه أمام أي صديقة مهما كانت مقربة كي لا أفقد أهلي تلك السمعة الطبية فأنا "الملتزمة المهذبة الخلوقة ذات الحياء والعلم" وكي لا أسقط من نظرهن خاصة أن أغلبهن ملتزمات محترمات لا يمكن أن يفعلن هذه الأشياء ولا أن يتخيلنها حتى من بعيد.. ماذا أخبرك سيدتي؟؟ هل وقتك يتسع؟؟
قلبي موجوع على مبادئ تنازلت عنها ظنا مني أنني قد أصلح الوضع بعد حين، ليستمر الوضع معوجا حتى آخر لحظة.. وموجوع على صورة تمنيتها لنا سويا من زوجين متحابين وأسرة كريمة تحب الله ورسوله وتربي أبنائها ليحبوا الدين ويسعوا لنهضة أمتهم... وينتهي المطاف إلى حوض النبي وجنات الخلد!! وموجوع على صورة تمنيتها لنفسي أن أكون لرجل واحد فقط أخلص له هو زوجي... وليست فتاة لها ماضي وحكايات وكان لها أخدان وو... لا أتخيل أنني اقتطعت من حق زوجي الذي لا أعرفه جزءا لشخص آخر ليس من حقه ظنا مني أنه هو ربما تظنين أنني أكبر الموضوع، لكنني بحت لهذا الشاب بكل شيء عن حياتي.. عن نفسي.. عن مكنونات قلبي وعقلي.. أفكاري.. أحزاني.. ذكرياتي.. كل شيء!!
حتى أمي لا تعرف عني ما يعرفه هو عني!! أتخيل أن يعرف عني شخص غريب كل هذه التفاصيل في حين أنني لا أستطيع البوح بها لزوجي الذي من المفترض أن أفضي إليه ويجمعني به كل شيء!! بل وكيف سأفعل في هذه القصة... هل سأخبره لألهب في قلبه نيران الشك من ناحيتي... أم أكتم سترا فأظل حبيسة ألم إخفاء الأسرار عنه؟؟ هل يبدو أنني أفكر في المستقبل كثيرا؟؟ ربما، فقد لاحظت على نفسي ذلك وأعلم أنني أبدو صغيرة و"لسه بدري" وحتى يحين وقت من يخطبني "يبقى يحلها الحلّــال"!! لكنني لا أخفيك سرا أنني لا أستطيع العيش طبيعية... لا أفتأ أذكره... وكأن كل شيء في حياتي يذكرني به... بل أنا من أذكر نفسي به... وكأنني لازلت أرجو أن يحلها ربنا وتحل لمشكلتنا من عنده على أهون سبب!!
أشعر أنني سلبية لم أستطع أن أدافع عنه وأن أدافع عن أرائي وحقي في الاختيار أمام أهلي فخسرته... هل ذلك صحيح أستاذة أميرة؟؟ شعرت أني لا أعرف التحدث مع أمي... بل أنني اكتشفت أنني لا أعرف أمي أصلا ولا كيف تفكر!! إذ لو عرفت ذلك ما فعلت ما فعلته من الأساس ظنا مني أنها ستوافق مع قليل من الضغط وكلمات الإقناع!! هل أستطيع أن ألومه على تخاذله واستعجاله؟؟ هل هو أيضاً سلبي إذ لم يصطبر ولو قليلا؟؟ أم أنها مجرد سخافات عشناها سويا من خلال هذه الشبكة العنكبوتية ولا تستحق حتى البكاء عليها؟؟
سيدتي... شعرت أن كلامك صحيح وأنني فعلا لست قادرة على أن أرضى...... لماذا لا أستطيع؟؟ أخبريني كيف أرضى؟؟ وهل الحب له قداسة عندي لهذه الدرجة التي تجعلني لا أريد التفريط فيه؟؟ لكن أمعقول أنني لا أدرك ذلك؟؟ أشعر باكتئاب شديد أخفيه بين ثنايا صدري لأضع أقنعة الابتسامة والسعادة أمام الآخرين.. أخفي وحدة ووحشة صرت أحس بها أكثر من ذي قبل في فصول الدراسة... وحدة قاتلة تحاصرني... أشعر أن لا أحد يحس بي. لم يكن أحد يحس بي غيره ويقدر مشاعري غيره ويسمعني ولو قلت كلاما سخيفا ورغيا لا معنى له.... أيضا غيره!! لكن أين هو الآن.........؟؟
حاولت مرات كثيرة أن أفكر في دراستي ومستقبلي لكنني أرى الصورة معتمة، لم أعد أحس بطعم الأشياء..... وكأنه ينقصها رونق وجوده... كما ينقص الملح من الطعام!! أجدني أدرس ما لست أدري إن كنت أحبه أم لا.. لست أدري هل يناسبني أم لا.... كيف سأنتج فيه، وهل سأبدع فيه؟؟ أحس بتشوش..... أدركت حقا أنني أصبحت أفكر بسطحية وأنني رغم إتمامي العشرين لم أنضج بما يكفي... ورغم ثقافتي وقراءاتي سواء من موقعكم أو موقع إسلام أون لاين وغيرها من مواقع النفع والإفادة إلا أنني شعرت أنها مجرد معلومات أتشدق بها ولا أستطيع أن أطبقها.... إذ ما أسهل الكلام!!
أحس بالنفاق وأنا ألبس زي التدين ولست قادرة حتى على الصلاة في أول الوقت!! أحس بألم شديد وضياع مخيف... وأنا لا أريد أن تمسني النار، أخاف..... لكن لا ألبث عن أشعر بالفتور بعد أيام من سماع محاضرة أو ارتخاء بعد ثورة حماس بتغيير نفسي لأقبل بحب وجد على الحياة... خاصة أنني في سن سأندم على كل ثانية ضاعت منه دون عمل صدعت رأسك بمتاهات العقل وأنات القلب... ربما كثيرون من هم أولى بوقتك مني فهم يحتاجون إجابة، ولست أدري ماذا أسألك حتى تجيبي عليه فالتساؤلات لدي في كل شيء.......
أنا أعلم أنك لست مارد المصباح الذي يحل المشاكل في جرة قلم وأن الحل عندي ولا شك... وربما هو قريب وأنا لا أدري... لكنني أشعر بيأس كبير ورغبة أن أبكي في حضن شخص مقرب مني أحبه حقا وكم أتمنى أن يكون رجلاً!! هل أخفتك؟؟ أجل رجلا!! ربما قد يعتبرها البعض تجاوزا عن الحياء والأدب... لكنني أشعر بذلك، إذ لم أعد أتمنى حضن الصديقة ولا دفء حضن الأم... صرت أعافه.... وحيث أن حضن الأب غير متاح ولا يمكن أن يتاح رغم شعوري بالاحتياج له في كثير من الأحيان... لم أجد سوى حضن الزوج ليشمل الزوج والأب في آن معا........ ولكن طبعا لن أقبل إلا أن يحدث هذا برضا المولى عز وجل فلا تقلقي سيدتي فلست أتمنى الانحراف....
فعلا أتمنى الحلال وأن أحس بهذه المشاعر في النور ثم في النور ثم في النور لذلك كنت أسعى أن توافق أمي حتى لو مبدئيا على الخطبة.... حتى ينتهي أمر الظلام في علاقتي مع من أحب أنا فعلا أبكي شبه يوميا........ كم أحتاج صدرك الحنون يا "....." هذه الأيام... لكنني لم أعد أستطيع، وحتى الآن لم أستجب لمراودات قلبي وإلحاح نفسي التي تطلبه وأنا أدعو الله أن يربط على قلبي ويصبرني وكما قلت سيدتي... هي أشد من الكي في ألمها. سبحان الله... ذلك الشخص داء ودواء في الوقت نفسه!! لكن أود أن أتكلم عن أمي قليلا قبل أن أختم..... فأنا استشفت من سطورك لوما على عقوق بأنني أمن على أمي بخدماتي!!
أنا أخاف أن أعق أمي لأنني أعلم أنه لا جنة مع عقوق... لكنني دائما بعدما أضايقها أندم وأتأسف. لا أعرف كيف أحبها.... أنا أحبها حقا.... بل أقول أنه لا توجد حواجز الإكبار والمقامات في تعاملي مع أمي، لكنني عندما لا أريد القيام بأمر يخصني (شخصي يعني) تزعل وتتضايق لا أعرف، أحس أنني أحاول برها حتى لا أعقها.... كم أتمنى أن أبرها حقا بحب شديد ورضا واخفض الجناح وبدون أن أشعر أنه واجب أقوم به.... إحساسي بذلك في حد ذاته يشعرني بالعقوق...... أنا أعلم أن أفضال أمي علي أكثر من أفضال أي أم على ابنتها وكثيرا ما أتذكر ذلك..... لكن حين أتذكر الأشياء الكثيرة التي تمنيت أن تمنحني إياها والتي لولا ذلك لما كنت مهزوزة وضعيفة ومنعدمة الثقة هكذا أشعر بألم وألومها بيني وبين نفسي وأحس أنها لم تفهمني يوما أو تسمعني..........
وحين أرى أيضا إحساسها بأنها لم تقصر معنا وأنها فعلت ما لم تفعله أم مع أولادها دون اعتراف بأي تقصير أحس أنها لا تعرف ما بي ولا تدرك كم أعاني اليوم.... لكن حين أفكر لو كنت مكانها ماذا سأفعل أعذرها فما مرت به ليس بالهين.. أكره نفسي حين أتخيل ما عانته وأحس كم تحتاج لتحس بأنها جنت ثمار تعبها وأدعو الله أن يجعلني قرة عين لها.. أتمنى أن تتحسن علاقتي بوالدتي التي أحس من جهتي أن طابعها العند والرغبة في فعل ما أريد دون نقد وتهميش أو محاولة لفرض الرأي......
أتمنى أن أشعر أنها تفخر بي أمام الناس دون كلمات الإحراج أو النقد المباشر أمامهم "أحيانا وليس دائما".... كما لا أنكر أنني أقفلت من جهتي أي نوع من أنواع البوح أو الرغبة في الصداقة كيف أفعل ذلك وأرضيها دون أن ألغي شخصيتي؟؟ هل أنا في حاجة حقا للتأديب في التعامل مع أمي؟؟ أطلت أستاذتي الكريمة..... لكن أملي فيك كبير ورغم ترددي في أن أبعث لك لأتابع مشكلتي لكنني قلت أنني لن أخسر إن أرسلتها ولم تردي أو حولها الأستاذ وائل إلى مستشار آخر............
جزاكم الله عني كل خير
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
23/03/2007
رد المستشار
لا حبيبتي لا أنا هنا من أجلك أنت؛
وقبل أن أرد علي متابعتك أريد أن أتخلص من أمرين مدينة لك بهما أولهما: أني مدينة لك باعتذار شديد عن تأخري عليك وان كنت ألمح بين جنباتي بعض السرور لهذا التأخر لأن الوقت حتما قد أبرد نارك ولو قليلا.
وثانيهما: اعتراف صادق وحار بحسك الأدبي الرفيع فأنت مشروع أديبة حيث تملكين لغة سلسة وقدرة على التعبير واستخدام الألفاظ الموحية فلا تهدريها يا بنيتي. وكلما حاولت ألا تسلبيني عقلي استعدادا للرد عليك إلا أن قدماي تنزلقان أكثر بين أنات قلبك الصغير وقوة تعبيرك عن نفسك وإحساسك. وأنا اصدق كل حرف سطرته عن مشاعرك تجاهه وعن احتياجك له وأصدقك فيما أعطاه لك ولكن هل تسمحين لي أن أقول لك عدة نقاط احسبها هامة للغاية حيث لا يمكن إغفالها وهي:
... جاء الوقت يا بنيتي أن تحنو على نفسك قليلا فلقد استنفرت كل قواها واستنزفت مشاعرها حتى الرمق الأخير باللوم والقسوة والتوبيخ وأحيانا بالكرة فلتربتي عليها برفق لتقوم بعد سقوطها صريعة الألم والحرمان.
... نسيت أن تتبعي التفكر في الحكمة من كل ما حدث لماذا ظهر؟ لماذا اختفي؟ لماذا ظهرت مساحة جديدة بينك وبين والدتك؟ لماذا تألمت؟ لماذا فرحت؟ وهكذا... فليس من الضروري أن يظهر شخص ما في حياتنا لأنه سيستمر معنا طوال الحياة فقد يكون ظهوره لينير طريقا... قد يكون لزيادة معرفتنا بذواتنا... قد يكون لكشف خبايا لم نكن لنضع أيدينا عليها لولا انه نبش بها... قد يكون لإراحتنا من عناء لم نكن نتصور وجوده أصلا وقد... وقد.
... حين نقترب من آخر للدرجة التي تجعله يعرف عنا ما لم يعرفه من نحيا معهم وإن كانت "أما" فلا نعزوه فقط للحب وإنما هو قرار نتخذه بأننا نريد أن نقترب فعدم وجود شخص مثله يعرفك بحق هذا يرجع بشكل كبير أنك لم تقرري بعد أن تقتربي.
... هو ليس متخاذلا.... هو رأى الحقيقة أسرع منك وتحلي بالقناعة والرضا أكثر منك فهو رغم رقته وإحساسه العالي إلا أنه رجل يحترم عقله ويجعل القيادة والصوت الأعلى لهذا العقل.
... لم تأخذي حقا من حقوق الزوج لأنه لا زوج بعد! فلقد تعلمت مع محبوبك ومعه الشيء الكثير فلتقتنصي دروسك من تجربتك ولتعلمي أن هذا الجزء من حياتك يخصك وحدك وليس من حقك حتى البوح به لغير ذاتك التي بين جنبيك!
فلا تقعي في مأزق البوح "الأخبل" فهو ليس محلا أصلا للاعتراف وليس محلا أصلا للألم حين لا تعترفين به، فهناك بوح جميل يبني ويعوض حرمانا وهناك بوح أخبل يهدم ويزيد الحياة شقاء.
... ما تشعرين به من عتمة وظلمة أمر طبيعي وعدم تذوقك لمباهج الحياة كذلك أمر طبيعي فأنت تخرجين لتوك من قصة حب حفرت سطورها بداخلك قد أعطيت فيها كل مشاعرك وكل اهتمامك وكل رعايتك وكل أمانيك فلتتركي الزمن يقوم بدورة وستتحسنين حتما.
... قد لا أستطيع أن أدافع عن تصرفات والدتك ولكن مازلت أستطيع أن أدافع عن حبها لك فالزواج ليس مشاعر فقط وإنما حياه كاملة تتطلب قرب من عائلتين وتواصل جذور بجذور وتحمل للمسؤوليات ومتابعتها فان لم تستطيعي الآن أن تري كل هذا فلك العذر لكن... إن لم تراها والدتك فمن يعذرها؟
... لن أحدثك عن العقوق فلست من أهله ولله الحمد والمنة بل أشكرك على القيام بواجباتك رغم ألمك مما تلفظت به أمك أو تصرفت به حيالك وغدا تتحسن الأمور بينكما.
... خلقنا الله تحتاج المرأة لحضن الرجل ويحتاج الرجل لحضن المرأة فأين الخطأ في هذا حين تقولينه.
فقط أطلب منك أن تكملي مشوار شجاعتك وقوتك لتفتحي الأبواب من جديد للأصدقاء والزملاء والوالدة وأخيك فلا تبخلي على نفسك بمشاعر العطاء والسعادة فأنت تستحقينها ونجاحك في دراستك نجاح تحتاجين إليه الآن أكثر من ذي قبل.
... تذكري أن الله موجود وأن العبد في التفكير والرب في التدبير فهو أعلم بشئون عبيده ويعلم أن هناك رجلا ما وجوده كشريك لحياتك هو الأفضل لك ولعائلتك قد لا يكون الأفضل... قد لا يكون الأسوأ ولكن يكفي أن يكون الأنسب.
واقرأ أيضًا:
مأزق لذيذ مشاركة مستشار
ويتبع>>>> : اعترافات ثقيلة الظل م2