التبول اللا إرادي

رد المستشار

 ابنتي الضابطة؛
إذا كنت قد قمت بعمل أشعات مغناطيسية على المخ وعلى أسفل عمودك الفقري وتحاليل دم لوظائف الغدة النخامية وبول وبراز وتبين منها أنه لا يوجد عيب خلقي في أسفل العمود الفقري بحيث لا يوجد لديك ما يؤثر على أعصاب التحكم في البول!، وكذلك لا يوجد لديك التهاب مزمن في مسالك البول، أو طفيليات في البراز، ولست ممن يعانون من مرض الصرع بأنواعه، وكان تخطيط الدماغ سليماً؛ فعندئذ نعتبر سبب التبول الليلي اللا إرادي هو عامل نفسي يدخل فيه الاكتئاب أو القلق غالباً.

ولعلاج ذلك ننصح باستعمال أحد مضادات الاكتئاب المانعة للقلق مثل الإيميبرامين أو التوفرانيل الذي يساعد على احتباس البول بالمثانة لبعض الوقت، والجرعة تختلف وفقا لعمر المريض ووزنه، وقد نبدأ بجرعة صغيرة ونزيد من الدواء بالتدريج حتى يقل القلق تدريجيا لدى المريضة.

وقد نستخدم معه هورمون مضاد لإدرار البول ليلاً يسمى "مينرين"، ويتوافر منه أقراص أو بخاخ للأنف، والجرعة أيضا تتوقف على وزن وعمر المريض، ويجب أن يستمر العلاج الدوائي للمريض من عدة أشهر إلى عام كامل لضمان عدم انتكاسة المريض.

أما العلاج السلوكي والذي كثيرا ما نستخدمه مع صغار السن فيشتمل على:
إعطاء المريض هدية رخيصة -ولكن غير موجودة بالمنزل ويحبها– وذلك عندما ينهض ويكون الفراش جافاً تحته. نعمل للطفل "لوحة تشجيعية" بأن نضع له نجمة على موضع اليوم الذي يستيقظ فيه جافا غير مبتل ببوله، ونجعل له مكافأة مجزية في نهاية الأسبوع إذا كان عدد النجوم التي نالها خلال الأسبوع أربعا أو أكثر مثلاً، كنزهة لحديقة الحيوان أو الملاهي أو السيرك أو.... أو....

نطلب من المريض ألا يشرب الماء والعصائر ولا يأكل البطيخ بعد السادسة مساءاً.
نطلب من المريض ألا ينزل بوله مباشرة بعد دخوله للمرحاض بالنهار، بل يحاول أن يقبض عضلاته على مجرى البول لبعض الوقت كنوع من التدريب؛ لتقوية تلك العضلات.

يحاول أحد الأقارب إيقاظ الطفل بعد ساعة أو اثنين من نومه ليلا ليقوم بالذهاب للمرحاض وإفراغ مثانته. هناك جهاز يصدر صوتا مزعجا عاليا إذا ابتلت ملابس المريض ببوله أثناء النوم، فيستيقظ المريض منزعجا ويكره عملية التبول أثناء نومه لتجنب الانزعاج والفضيحة.

واقرئي من على مجانين:
التبول اللاإرادي: أحيانا وراثة 
علاج التبول اللا إرادي والاكتئاب: هل له نهاية

وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.

المستشار: أ.د مصطفى السعدني