رغبة غريبة نابعة من حب قديم
لا أعرف كيف أبتدئ بمشكلتي حيث أنها غريبة نوعا ما.
أنا شاب عمري 29 سنة متزوج حديثا منذ أقل من عام، زوجتي هي ابنة عمي أحبها وتحبني وهي الآن حامل، مشكلتي هي بقايا حب قديم في قلبي لابنة عمي الكبرى وهي أخت زوجتي، عندما كنت صغيرا (حوالي عمري 15 عام) كنت معجب بابنة عمي هذه حيث أنها جميلة ومدللة ولم أصرح بأي شي من حبي لها طوال فترة الصغر، وبعد أن كبرت نسيت القصة وانشغلت بالبحث عن عمل بعد التخرج، وبعد مدة سمعت أن ابنة عمي هذه خطبها ابن خالها وبعدها تزوجا، وبعد أن تزوجت كلموني أهلي عن أختها الأصغر منها فأبديت قبولي بها وخطبوها لي (وأهلي لم يكونوا يريدون أختها الكبرى هذه حيث أنها نوعا ما أنانية وعصبية وغير ملتزمة دينيا) ثم بعد مدة تزوجنا.
المشكلة أنه بعد الزواج أصبحت أشعر برغبة شديدة برؤية وجه ابنة عمي الكبرى وكيف أصبحت الآن (لأنه عندنا هنا المرأة تغطي وجهها) ومع الأيام زادت عندي هذه الرغبة وأصبحت كأن حلمي الوحيد أن أرى ابنة عمي الكبرى هذه وأتكلم معها أو تكلمني، لا أدري ماذا أصنع، مع أنني أشعر أنها لا تصلح لي زوجة بسبب عصبيتها وأنانيتها ودلعها وعدم التزامها الديني، إلا أني أشعر برغبة شديدة جدا بنظرة إلى وجهها ولو أدفع نصف مالي (أنا مجنون فعلا) ربما بسبب أنها حبي الأول، حاولت أن أتخلص من هذه الرغبة لكن لا فائدة،
طبعا هذه الوساوس النفسية لا تعلم بها زوجتي التي أشعر أنني أظلمها معي.
أفيدوني رحمكم الله.
06/04/2007
رد المستشار
أخي العزيز "أحمد"؛ تحية طيبة وأهلا بك على مجانين،
أحس وأشعر بمعاناتك، نتيجة لهذا الوسواس اللعين الذي يطارد مخيلتك ليل نهار؛ ولكن أخي المدقق ما لديك من وسواس هو نوع قليل الانتشار نسبياً في هذه الأيام، وذلك لسهولة وصول أي شخص منا لأي أنثى يفكر فيها إذا أراد ذلك!، وقد أطلق عليه أبو زيد البلخي عليه من حوالي 1200 عام مضت "وسواس العشق" وإليك ما كتبه عنه في كتابه مصالح الأنفس والأبدان، (وقد أعدت نشره على موقع مجانين ضمن صفحات نطاق الوسواس القهري تحت اسم تاريخ الوسواس القهري):
ويقسم البلخي هذا الوسواس المرضي من حيث موضوعاته إلى نوعين:
الوسواس المتعلق بما يحبه الإنسان ويتمناه أمثال مجنون ليلى.. وكثير عزة.. وجميل بثينة. وحاليا يطلق عليه بعض علماء النفس المحدثون "Stalking"، وبالعربية هو الملاحقة والتعلق وشدة الولع والحب الشديد لشخص ما لدرجة المشي وراءه ومتابعته في كل مكان وملاحقته وغالبا ما يكون هذا الحب من طرف واحد والوسواس الثاني هو مثل تحديث نفس الإنسان بأمر مخوف لعله يحل به عن قريب واشد من ذلك هو تحديثها إياه بمكروه قد ينزل به في بدنه وحياته وهذا أصعب المخاوف وأشدها تمكنا من القلب واستيلائها عليه!.
ويرى البلخي أيضا أن الوسواس (عرض ليس بمعروف السبب وليس بالحقيقة علة موجبة وإنما هو شيء يقع في طباع بعض الناس من قبل مولده). وكأنما يشير من طرف خفي إلى عامل الوراثة كمسبب لهذا المرض أو الاضطراب وهو ما يشير إليه كثير من الدراسات الحديثة في الغرب، وقد ذكر البلخي بعض السمات الشخصية للموسوسين منها: (أنهم يوجدون سيئي الظنون بأنفسهم في خيفتهم عليها مما لا يجب أن يخاف الشخص منه، كذلك يوجدون سيئي الظنون في مجمل أمورهم فلا يعرض لهم أمر من الأمور الممكنة التي تتصرف على وجهين إلا ذهبت أوهامهم إلى الوجه الذي هو أصعب وأخوف، فهم دائما يتوقعون الأسوأ!). وهذا يشابه كثيرا ما نشر في الدوريات الغربية خلال الثلاثة عقدين الأخيرين.
ويجد هذا الطرح لأبي زيد البلخي ما يؤيده لدى التصنيفات الحديثة؛ حيث يصنف الوسواس القهري ضمن اضطرابات القلق، كما في التقسيم الأمريكي للأمراض النفسية- الرابع.
والآن ما هو الحل لمشكلتك تلك أخي "أحمد"؟!
أعتقد أن أهم شيء في هذا الموضوع ألا تشعر زوجتك وأهلها بأي شيء عنه!، و إلا سندخل في كهف ظلمات المشاكل الأسرية، والغيرة المدمرة القاتلة بين الأختين، والتي من أجلها حرم الله عز وجل الجمع بين الأختين في عصمة رجل واحد وهن أحياء.
ثانيا: استعن بالله عز وجل، وأعقل الأمور، و أكثر من التوبة والاستغفار وقراءة سورة الناس والتقرب لله تعالى بشتى الطاعات والدعاء المستمر اللحوح بأن يصرف الله عز وجل هذا الوسواس عن قلبك، واللجوء إلى الله عز وجل بتلاوة آيات وأدعية الشفاء من القرآن الكريم والسنة النبوية.
ثالثاً: تذكر دائما عيوب ابنة العم تلك (من الأنانية وعدم الالتزام والعصبية وعدم تحمل المسؤولية نتيجة للإفراط في تدليلها)، كل تلك الصفات السيئة في امرأة واحدة تكفي لأن يبتعد عنها أي رجل عاقل ولو كانت في جمال مارلين مونرو، وإغراء هند رستم، وفتنة جسم دينا وعذوبة صوت ودلال نانسي عجرم!!!. وفي نفس الوقت تذكر أنك تحب زوجتك المطيعة المتدينة، وأن الله رزقك منها بالذرية الصالحة، وأنها ابنة عمك أيضاً، وأن أهلك يحبونها ويفضلونها عمن تهيم بها عشقاً.
رابعاً: حاول أن تتجنب أماكن تواجد تلك السيدة قدر استطاعتك، فلو عرفت مثلاً أنها ضيفة عندكم، فافتعل أي عذر في العمل حتى لا تذهب إلى البيت، ولا تنسى أنها خالة أبنائك أيضاً؛ فلا تكن أنت سبباً في تدمير صلات القربى التي أوصانا الله بها.
خامساً: إن عجزت كل الطرق السابقة في الوصول إلى العلاج الكافي، فأنصحك هنا بالعلاج الدوائي تحت إشراف طبيب نفساني، والأفضل في تلك الحالات من الوسواس استخدام عقار "الفلوفوكسامين" أو الفافيرين وهو من مجموعة الماسا، والتي تكلمنا عليها كمستشارين في مجانين كثيراً من قبل.
الحب من طرف واحد
كيف أتعامل مع فقد الحبيب؟
عاجز عن الحب الثاني: سجين السراب
عاجز عن الحب الثاني : سجين السراب مشاركة مستشار
ونتمنى أن نسمع منك أخباراً طيبة بعد عدة أشهر من العلاج.