هل هو بخيل
أنا فتاة عندي 22عام حاصلة على لسانس آداب وأعمل أخصائية اجتماعية في مدرسة إعدادي، وأنا مخطوبة لشخص سنه 22 عام ولكنه مازال في ثالثة حقوق بسبب رسوبه، وأنا أحبه جدا، وهو كذلك يحبني جدا وأنا بدأت أشعر أنه بخيل ولا أعرف هل هذا صحيح أم لا؟
أحيانا أشعر أنه كريم ولكنه برغم من معرفتنا 4 سنوات عمره ما أحضر لي هدية في عيد ميلادي أو في أي موسم أو رمضان ولكنه أحضر لي بعض الهدايا في أوقات عادية ولم يحضر لزيارتي في المنزل لا يحضر أي شيء حتى عندما جاء في رمضان على الإفطار لم يحضر أي شيء مما أحرجني أمام أسرتي وهم لا يحبونه هو أو أسرته.
وإن أختي الصغرى مخطوبة لزميله وهو على العكس تماما كل مرة يحضر أكثر من هدية مما جعل أسرتي تقارن بينهم، وهو يجهز لعمل مشروع خاص به ينفق عليه كل أمواله لدرجة أنه يحرم نفسه (لا يشتري أي ملابس جديدة أو يخرج للترفيه) لتحقيق حلمه عن نفسي أنا بقول: (هو مش معاه فلوس ولما يكون معاه هيجيب لي كل حاجة) وهو ليس بخيلا في مشاعره بالعكس فياض بالمشاعر ويحترم والديه جدا وقد لاحظت أن والداه بخلاء حتى على أولادهم، وأنا مرة خرجنا ركبنا تاكسي كلفه 20ج ومرة تناولنا غذاءنا في الخارج فكلفه 40ج.
أنا مش عارفة هل هو بخيل أم لا؟ وما هو الشخص البخيل ومواصفاته هل أترك خطيبي بسبب هذه الصفة وأجرح مشاعره؟؟ وأخاف أن أتركه وأندم بعد ذلك، وكيف أتركه وماذا أقول له؟؟
أرجوكم أفيدوني جزاكم الله خيرا عني.
17/10/2003
رد المستشار
الأخت الفاضلة "koko" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، أرسلنا استشارتك إلى المستشارة أ. دعاء جمال الدين فكان ردها كما يلي:
الأخت السائلة: النقطة المحورية التي تدور حولها مشكلتك هي بداية شعورك بأن خطيبك الذي تعرفينه منذ أربعة أعوام بخيل فما هي الأسباب التي دفعتك للشعور بذلك، إن مرحلة الخطوبة هي فترة من الوقت سواء طال أم قصر ليكون إتمام ذلك الارتباط بالزواج على قناعة تامة من كلا الطرفين، وأعود ثانية لأسألك هل هناك أسباب منطقية لهذا الشعور الذي بدأ يتواجد لديك؟؟ ولماذا لم تلاحظي ذلك منذ بداية معرفتكما أي منذ أربعة أعوام.عزيزتي إذا كان ما دفعك لذلك الشعور هو عدم إحضاره لك هدية في أعياد ميلادك وفي رمضان والمواسم الأخرى كما ذكرت في إفادتك، فإن ذلك لا يعد سببا كافيا ليدفعك أن تصفيه بالبخل ذلك لأن أعياد الميلاد والاحتفال بها لا يعد ضمن اهتمام العديد من الأشخاص ويرجع ذلك عادة إلى نشأتهم حيث أنهم لم يعتادوا على تلك الأمور داخل أسرهم وربما يقدمون هدايا محببة في أوقات أخرى بعيدا عن تلك المناسبة، كما ذكرت بالنسبة لخطيبك أما مسألة الهدايا الأخرى فترجع إلى الأمر ذاته، فربما لم يلقَ توجيها من أحد لمثل هذه الأمور ولم يتعرض لمواقف مثيلة قبل ذلك.
ولقد ذكرت أنك تشعرين بأنه كريم وأنه قد أحضر لك بعض الهدايا في أوقات عادية ذلك برغم حرصه على إتمام مشروع خاص به وإنفاق كل أمواله على إتمام ذلك المشروع، وهو في هذه المسألة يعتبر شابا جادا يسعى لتحقيق هدفه ويضحي من أجل أن يحقق حلمه وبالرغم من ذلك يحاول ألا يكون مقصرا معك من خلال هداياه التي ربما تكون بسيطة،
ومن خلال خروجكما معا حتى وإن كان ذلك قليلا فإنه إن كان بخيلا حقا فإنه لن يفعلها فالشخص البخيل ليس لديه القدرة على العطاء عموما عطاء أي شيء حتى وإن كان شيئا لا يستفيد منه ولا يحتاج إليه وإذا أعطى لا يكون ذلك إلا ليأخذ الأكثر, ولقد ذكرت أنه فياض بالمشاعر والشخص البخيل غالبا ما يكون بخيلا في عواطفه ومشاعره، فإنك إذن تظلمينه إذا كانت الأسباب السابقة فقط هي التي دفعتك لهذا الشعور تجاهه.
أما بالنسبة لكونه مازال لم ينهِي دراسته بعد بسبب الرسوب، فتلك نقطة لابد من الوقوف عندها لابد أن تعرفي ما هي الأسباب وراء ذلك هل الأمر متعلق بانشغاله بالمشروع الخاص؟ أم أن هناك مشكلة أخرى فمع كونه يسعى لتحقيق هدفه وتلك نقطة إيجابية له إلا أن مسألة الرسوب هذه نقطة سلبية لا تحسب لصالحه.
فلابد أن تناقشي هذا الأمر معه وتعرفي إذا كانت هناك مشكلة ما فعليك مساعدته ومحاولة إيجاد حل لهذه المشكلة فهذا دورك تجاهه وعلى أية حال فلا يجب أن تكملا ارتباطكما نهائيا إلى أن ينهي دراسته.
ولقد ذكرت أنه يحترم والديه وذلك دليل على حسن خلقه وأنهم قد أحسنوا تربيته وقد قال تعالى "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" صدق الله العظيم. [لقمان: 14]، وقال تعالى "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً" صدق الله العظيم [العنكبوت: 8].
فكونه كذلك يعني أنك يجب أن تكوني مطمئنة من ناحية خلقه، وأنه سوف يحسن إليك في حياته معك إن شاء الله كما يجب أن يكون الأساس الذي تبني عليه تلك المفاضلة هو من ترضين دينه وخلقه. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- " إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ" صدق رسول الله، فذلك ما أمرنا به ديننا.
ومن ناحية أخرى فلقد ذكرت أن والديه بخلاء حتى على أبنائهم فما هي الأسباب التي دفعتك لذلك أيضا وإذا كانوا كما تصفينهم حقا، أتعتقدين بأن ولدهم كان سيحمل لهم ذلك القدر من الاحترام؟ إنهم إن كانوا كذلك فلابد أن يترك ذلك أثرا في مشاعره تجاههم, فلا يجب عليك أن تتسرعي في إصدار حكمك على الآخرين وليس كل من يكون جادا في أسلوبه في الحياة بخيل إنك تحتاجين إلى أن تعيدي التفكير في هذه الأمور بهدوء وأن تقارني بين مزايا خطيبك وعيوبه،
وحاولي أن يكون ذلك بموضوعية بعيدا عن أي تأثيرات خارجية عليك مقارنة بخطيب أختك الذي يحضر الهدايا، أو تأثير أسرتك، وعليك باستخارة ربك وتسليم أمرك لله تعالى، حتى يكون الخير بإذن الله، وإذا تيقنت من أمرك فعليك محاولة إظهار إيجابيات خطيبك لأسرتك وإقناعهم بأنه يستحقك حتى يفتحوا له قلوبهم ذلك لأن قبول أسرتك له ورضاهم عنه وعن ارتباطكما أمر بالغ الأهمية حتى يرضى الله عنكما وتعيشا سويا حياة سعيدة بإذن الله ووفقك الله، وتابعينا بأخبارك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخت السائلة العزيزة أهلا بك، لدي إضافة صغيرة حول تفسير حديث رسول الله الوارد في رد الأستاذة دعاء جمال الدين عليك، وهو أن تفسير هذا الحديث الشريف الصحيح ليس أن نكتفي بالدين والخلق فقط فلابد من التكافؤ في كثيرٍ من المعايير بين شريكي الحياة.
ولهذا أنصحك بقراءة الردود السابقة المنشورة على صفحتنا استشارات مجانين تحت العناوين التالية:
اختيار شريك الحياة هل من ضابط
السن المناسب للزواج
التوافق بين الزوجين: قواعد عامة
وأهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك وشاركينا بآرائك.