هل أنا مغرورة؟
أصدقائي يقولون لي أن ثقتي بنفسي زائدة جدا، وأحيانا يسمونه غرور وذلك لأني أثق بقدرتي على فعل أي شيء مع أني أحيانا قد أخطئ فيه، فأهتز قليلا لكن سرعان ما أجدني أطمئن نفسي قائلة كل البشر خطاءون.
فهل أنا مغرورة؟؟، وإن كان غرورًا، فما الحل؟
أخاف أن تنسب هذه الكلمة لي فهي من أقبح الصفات.
8/10/2003
رد المستشار
الابنة العزيزة: أوافقك في أن الغرور من أخطر الصفات التي يمكن أن تودي بصاحبها، ولكن إطلاق الأحكام حول الصفات الشخصية في مثل سنك يبدو خطأ فادحا من الناحية العلمية والعملية، فالشخصية لا تكتمل معالمها إلا على أعتاب العشرين تقريبا، وبالتالي فإن طباعك لا تزال قيد التشكل، ومن الناحية الواقعية فإن الكثير ممن هم في مثل سنك يتسرعون في الحكم على أنفسهم أو على الناس بزيادة أو نقصان في التقدير، وعدم الدقة في الحكم علي الأشياء والأشخاص هو من أهم ملامح مرحلة المراهقة.
وإنضاج الشخصية واختبارها إنما يكون بتوسيع دائرة الاحتكاك بالعالم، والمعرفة به وكذلك قدراتك بالاندراج في أنشطة حقيقية متنوعة تكشف للإنسان حجم قدراته الفعلية، ونواحي مواهبه وتميزه، وتضع أمام عينيه نقاط النقص والخلل، وكذلك نواحي القوة والإيجابية، فيستطيع تقييم نفسه بحق، وتطويرها بالتدريج.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الابنة السائلة العزيزة، أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين وشكرًا على ثقتك فينا، لدي إضافة حول مشكلتك هي في نفس إطار ما أشار إليه أخي وزميلي المستشار الدكتور أحمد عبد الله، في آخر كلمات رده الحنون عليك، وهو تطوير نفسك بالتدريج، فأنا أقترح عليك أن أول ما يجبُ أن تقومي به لكي تغيري قليلاً من التوجهات والتصرفات التي تجعل زميلاتك يقلن أو أصدقائك يقولون كما قلت أنت في إفادتك عنك أنك مغرورة، أول ما يجب عليك فعله، هو أن تراجعي نفسك في الاسم الحركي الذي اخترته لنفسك "فينوس"، لأن ميلا ما يتشكل داخلك تجاه ما تخافين منه وهو الغرور، وهذا الميل الظاهر لنا جميعا (وقد يكونُ خافيا عليك لأنه لا واع) من خلال اختيارك لاسم وثن الجمال اليونانية كاسم حركي لك، يدل على الغرور حتى ولو كنت تستحقين من فرط جمالك وذكائك وانطلاقك أن توصفي بملكة الجمال.
وأنا أذكرك بأنني أسير في نفس إطار الدكتور أحمد عبد الله، ولا أقول أن الغرور هو أحد سمات شخصيتك، ولكن أقول أن لديك ميولاً وربما مقوماتٍ لأن تكوني مغرورة، وأن عليك أن تبدئي باختيار اسم يدل على معنى أفضل من المعنى الذي يتركه اسم الجمال الوثني الذي لا يكلم أحدًا ولا يسمع أحدًا، ولا يحس أحدا، ففضلاً عن أنه اسم وثن (وإياك أن تقولي أنه اسم إلهة الجمال، فالإله عند المسلمين واحد ونحن في هذا الموقع نسمي الأشياء بأسمائها قدر استطاعتنا) هو في النهاية جمال مغرور!! إذن غيري هذا الاسم وتابعينا بالتطورات، ولا تنسي أن تقرئي الردود التالية على صفحتنا استشارات مجانين لأن ما فيها ما يفهمك كثيرًا عن المراهقة، وذلك بأن تنقري برفقٍ على العناوين التالية:
هل أنا مجنونة؟: نعم ولا، ولا ونعم!
صراع الهوية المتأخر؟ أم ماذا؟!
كيف أواجه مراهقة ابنتي
وفي النهاية أشكرك على ثقتك بصفحتنا وأتمنى أن يفيدك ردنا وأن تتابعينا بأخبارك، وأن تشاركينا بآرائك وانتقاداتك، فأهلا وسهلا بك دائما على استشارات مجانين.