هل يكرهونني
أنا أعيش في مجتمع يتقبل الشكل أكثر من الجوهر، شكلي الخارجي قبيح إلى حد ما حتى أنني لا أحب أن أرى نفسي في المرآة لدي أصدقاء لكن لدي هاجس دائم دائم دائم بأنهم لا يحبونني وعندما أقول لهم ذلك يقولون لي (يعني إنك لا تصدقنا وإننا لا نعزك)، يعتبرون كلامي كتقليل لهم وبالذات إني متعلق جدا بأحدهم، فكيف أتخلص من هذا الهاجس الذي لا يفارقني ليل نهار؟
وكيف أعرف أنهم يحبونني عن حق وحقيق؟
13/04/2007
رد المستشار
الأخ الكريم؛
أهلاً وسهلاً بك معنا..
الأخ الكريم إن الشكل حقاً مهم في تعاملنا مع الآخرين، لكنه ليس كل شيء في تعاملاتنا، بل هو لا يشكل في الأهمية نسبة معتبرة في رسم طبيعة علاقاتنا مع الآخرين، وهنالك عوامل عديدة تلعب دوراً في تحديد علاقتنا مع الآخرين من أهمها، فلكي يقبلني الآخر ومن ثم يحبني لا بد لي من أن:
أتقبل الآخر وأحترم رأيه – أتفهم الآخر –أتعاطف مع الآخرين (Empathy)– أن أتحلى بالخلق الحسن كالوفاء والصدق – أن أجيد عملية التواصل اللفظي وغير اللفظي (Verbal and Nonverbal Communication) بشكل مناسب وفعّال – أن أستقبله بشكل مناسب.. وهكذا، فإن الشكل الخارجي لا يؤثر إلا تأثيراً بسيطاً على كسب المحبة من قبل الآخرين وخاصةً إذا طغى عليه جمال الجوهـــر!!
بمعنى أنه عندما يكون جوهر الإنسان نقياً جميلاً فإن نوره يطغى على الشكل الخارجي.. كلنا يعرف ثمرة تين الصبار، وكل من يتذوق حلاوة جوهرها ينسى وخز إبرها عند تقشيرها!!
ومن هنا يأتي أن قولك ((أنا أعيش في مجتمع يتقبل الشكل أكثر من الجوهر)) قول مبالغٌ به، إلا من أجل بعض المهن التي تتطلب بشكل أساسي جمال الشكل كقطاع الإعلام والتلفاز.. وكم وكم نجد يا أخي من جميلي المظهر وقبيحي الجوهر، ننسى حينها جمال سحنتهم ولا نذكر إلا قبيح صنيعهم والعكس صحيح
أليس كذلك؟!
مشكلتك الأساسية هو عدم تقبلك لذاتك ورفضها.. من المفيد استشارة أخصائي نفسي لتقييم حالتك النفسية، ويمكن إجراء بعض الجلسات من العلاج النفسي المعرفي السلوكي.
أتمنى لك كل الخير، و تابعنا بأخبارك.