غياب هزة الجماع
د. وائل أبو هندي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أولا أريد أن أشكر لكم هذا الموقع المميز، جعله الله في ميزان حسناتكم.
لدي مشكلة أعاني منها مند ست سنوات تقريبا، وعملا بهدي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، اجتهدت في طلب العلاج. هذه المشكلة بدأت مند ست سنوات، وذلك بعد زواجي بعامين. وإليكم مشكلتي أطرحها عليكم، لعلني أجد عندكم العون إن شاء الله.
عمري 36 سنة، عانيت فترة طويلة من عمري من الوسواس القهري- وسواس الطهارة والوضوء، الذي شفاني الله منه بمساعدة الطبيب النفسي وذلك منذ سنتين. لقد كان لموقعكم الفضل بعد الله في أن أتعرف على مرضي، وأن أطلب العلاج النفسي. دائما كان يقول لي المفتون أن ما أعاني منه هو من الشيطان، وأنه سوف يزول بالاستعاذة، ولكن دون جدوى وبقيت أعاني لسنين طويلة، إلى أن عثرت بالصدفة على موقعكم، وعلمت أنني مريض بالوسواس القهري.
كنت في تلك الفترة أعكف على دراسة الدكتوراه في أحد الدول الأجنبية، ولم أتمكن من مراجعة الطبيب النفسي، وما أن عدت إلى بلدي توجهت إلى الطبيب. دام العلاج حوالي ستة شهور، وكانت النتيجة أن شفاني الله. مارست العادة السرية فترة طويلة، غفر الله لي، منذ بلوغي وحتى زواجي، أي أنني مارستها خمسة عشرة سنة، بواقع مرتين في الأسبوع تقريبا. ثم توقفت عنها تماما بعد أن أنعم الله علي بالزواج. عانيت في الفترة ما قبل زواجي (1992-1999)، مرة أو مرتين من التهابات في البروستاتا، وقد شفيت منها تماما، بتناول المضاد الحيوي، الذي وصفه لي الطبيب.
المشكلة:
في بداية زواجي لم أعاني من أي مشاكل في العلاقة الحميمة مع زوجتي، كان ومازال هناك تناغم وانسجام تام بيني وبين زوجتي. كنت أشعر بانتصاب قوي وممتاز، كان هناك توافق في الوصول إلى هزة الجماع، كنت أشعر بفحولة ونشاط عالي جدا. دام ذلك حتى مضي عامان على زواجي، وبالتحديد قبل ست سنوات، حيث فجأة فقدت القدرة على الاستمتاع والوصول إلى هزة الجماع، حتى أنني صرت لا أشعر بخروج المني، وكل ما أشعر به انقباضات في الأعضاء التناسلية، تشبه تلك التي تحدث عند القذف. قمت بالقذف مرتين خارج المهبل لأرى هل فعلا لا يوجد قذف حقيقي، والنتيجة كانت أنه يوجد قذف ولكن المني يخرج على غير عادته، إنه يخرج دون تدفق لدرجة أنه بمجرد خروجه يسيل على عضوي، وكأن هناك شيء عند قاعدة القضيب يمنع خروجه وتدفقه.
الذي حيرني منذ البداية وقلته دوما للأطباء أن الانتصاب لا زال ممتاز ولا أشعر بضعف فيه، وهذا ما تؤكده زوجتي، التي أنا دوما معها في حوار وتفاهم في كل الأمور ومنها أمور فراش الزوجية. زوجتي ما زالت حتى الآن تستمتع وتسعد بالممارسة الجنسية وتصل إلى هزة الجماع.
بدأت أطلب العلاج منذ اللحظة الأولى، وبدأ الأطباء يصفون لي المقويات الجنسية مثل جنتابليكس GENTAPLEX وجينسينج GINSING. كنت حريص منذ البداية على الاستمرار مع كل طبيب حتى النهاية وعدم تغييره، لما لذلك من ضرر، ولذلك راجعت خلال الست سنوات أربعة أطباء.
في 31-3-2005 طلب مني الطبيب إجراء تحليل وكانت النتائج كالتالي:
PROLACTINE (هرمون حاثَّةُ اللبن أو البرولاكتين) = (20.5) .
F.S.H (هرمون حَثّ الجُرَيْبات) = (4.3)،
L.H، (هرمون اللوتَنَة) = (7.0)
TESTOSTERONE (2.3)، (التستوستيرون أو الهرمون الذكري الرئيسي)
T.S.H (الهرمون حاثّ الدرقية) = (2.8)
وصف لي بناءا على التحليل إبرة testosterone تستوستيرون. لم يحصل بعدها أي تحسن.
في تاريخ 3-5-2006 طلب مني طبيب آخر تحليل لكل من التستوستيرون و التستوستيرون الحر FREE TESTOSTERONE وكانت النتائج كالتالي.
التستوستيرون 1.8 و التستوستيرون الحر 8.5، وكذلك قمت بإجراء فحوصات للبول، للتأكد من عدم وجود التهابات، وكانت النتيجة أن لا يوجد التهابات.
قام الطبيب بوصف خمسة إبر تستوفيرون TESTOVIRON تؤخذ واحدة كل أسبوع، وأندركسون ANDROXON حبة ثلاثة مرات يوميا ولمدة عشرة أيام، ثم حبة يوميا مرتان ولمدة ثلاثة شهور، وسنشاري أدفاتيج CENTURY ADVANTAGE حبة يوميا لمدة شهر.
شعرت أثناء العلاج الأخير بتحسن، حيث بدأت أشعر بالقذف وزيادة قوته ولكن دون الوصول إلى هزة الجماع، ولكنني بقيت أحيانا لا أشعر بشيء سوى الانقباضات المنوه لها سالفا. راجعت الطبيب بعد ثلاثة شهور وطلب مني فحص التستوستيرون مرة أخرى وكانت النتيجة جيدة وهي8.7 حيث كانت قبل العلاج 1.8. هذا كل ما وصلت إليه مع الطبيب الأخير. رغم التحسن الذي حققته لازلت حتى الآن لا أصل إلى هزة الجماع.
إضافة إلى المشكلة السابقة فإني أعاني مما يلي:
1. القذف المبكر، الذي تناولت له علاج وصفه لي الطبيب، هذا العلاج يسمي فلوكسيكير FLUOXICARE ، حيث أحدث هذا الدواء بعض التحسن.
2. أعاني من التخيلات الجنسية، حيث أنني دائما وقبل النوم أتخيل نفسي أمارس الجنس مع فتيات غير محرمات، وخصوصا الجميلات اللاتي أراهن خلال اليوم. هذه التخيلات الجنسية كانت تصاحبني قبل الزواج، حيث كنت أمارس العادة السرية عن طريقها، حتى يتم الإنزال، ثم اختفت بعد زواجي. عندما بدأت مشكلتي فقدت معها الإشباع الجنسي، وعدت إلى هذه التخيلات كنوع من الإشباع البديل، ولكن دون أي استمناء، الذي صرت مقتنعا بحرمته.
3. زوجتي لا ترغب الجنس أكثر من مرة واحدة كل عشرة أيام، بينما أنا أرغبه ثلاثة مرات على الأكثر في الأسبوع. لذلك نحن نمارس العلاقة مرة أو مرتين في الأسبوع، وذلك في أحسن الظروف. أريد أن أعرف من سيادتكم الأبعاد النفسية لمشكلتي،
كما أرجو منكم النصح والتوجيه.
بارك الله فيكم
13/04/2007
رد المستشار
الأخ العزيز "ح. ح نور الهدى" أهلا وسهلا بك...... على مجانين، ما تعاني منه على ما أخمن –والله أعلى وأعلم- هو ما نسميه تثبيط الإرجاز في الذكور Inhibited Male Orgasm، وأظن أن الله سبحانه سيفتح علينا بإرشادك إلى طريق صحيح قريب للخلاص من معاناتك إن شاء الله.
تثبيط الإرجاز في الذكور أو (غياب الذروة الجنسية (الإرجاز) لدى الذكور) هو اضطراب نفسجنسي Psychosexual Disorder يتميز بالتأخر أو غياب الإرجاز المتكرر أو المستمر لدى الذكر بعد مرحلة استثارة جنسية سوية خلال ممارسة جنسية. وكثيرا ما يرتبط هذا الفشل بجوانية المهبل، أما خارجه فيمكن الوصول إلى الذروة الجنسية بإثارة أخرى مثل الاستمناء (العادة السرية).
وأحيانا يطلق على هذا الاضطراب أيضاً تأخر القذف، حيث يحصل الرجل على القذف بصعوبة خلال عملية الجماع Retarded Ejaculation، وهناك أيضًا من الذكور من يقذفون ولكن بدون الشعور باللذة أي إرجاز عديم الطعم كالذي تصفه، وهذا الاضطراب لدى الذكور أقل انتشاراً من العنة Impotence وتبلغ النسبة 3.8% في بعض الدراسات الغربية.
وأما أسباب تثبيط الإرجاز في الذكور فقد تكون عوامل بيولوجية مثل بعض الأمراض كبعد استئصال البروستاتا، أو مرض باركينسون، أو عند مستخدمي بعض الأدوية المخفضة لارتفاع ضغط الدم، وبعض مضادات الذهان ومن أشهرها مجموعة الفينوثيازين phenothiazine وكذلك مع مضادات الاكتئاب ومن أهمها وأكثرها إحداثا للمشكلات الجنسية مجموعة الم.ا.س والم.ا.س.ا وهي العقَّاقير المضادة للاكتئاب والوسوسة.
وقد تكون أسباب تثبيط الإرجاز عوامل نفسية، وذلك في حالات تثبيط الإرجاز الأولي إذ يكون السبب نفسياً، حيث يرى الرجل المصاب بهذا الاضطراب الجنس كشيء مثير للشعور بالذنب والأعضاء التناسلية كشيء قذر، وقد تكون لديه رغبات (شعورية أو لا شعورية) محرمة وشعور بالذنب تبعاًَ لذلك، وتوجد صعوبة في علاقته الحميمة خارج نطاق الجنس. وقد يعكس اضطراباً في العلاقة مع الشريك الجنسي، أو يكون متناقضاً إزاء رغبة زوجته في الحمل، أو أن زوجته فقدت جاذبيتها الجنسية بالنسبة له، أو أنه يعبر عن عدوان مكبوت تجاهها.
ليس لممارسة العادة السرية بالكيفية التي وصفت -فيما مضى من الزمان- علاقة بمعاناتك الحالية على قدر علمي، إلا أن تكون عززت لديك عادة التخيلات التي تعاني منها الآن، فإياك والتفكير بأن ما تعانيه من فقد التلذذ بالإرجاز والقذف هو عقاب رباني أو عاقبة بشكل أو بآخر من عواقب الاستمناء.
ومن المشتهر الآن –وإن كنا ما نزال بحاجة للبحث- أن هذا اضطراب تثبيط الإرجاز شائع بين مرضى الوسواس القهري أكثر من غيرهم، ولذلك سببان:
أولها -وقد يكون الوحيد في بعض المرضى- هو الاستجابة المعرفية الوسواسية لفكرة غياب القذف أو حدوث الإرجاز عديم الطعم Orgasmic Anhedonia، حيث يعتبر الموسوس ذلك حدثا جللا فيوسوس به وترتفع معدلات القلق لديه بما يمثل عائقا جديدا أمام عدم تكراره، فتتكرر الخبرة الجنسية عديمة الطعم وتتوالى التداعيات الممكنة، وليست بين يدي دراسات تؤكد إمكانية حدوث ذلك في مرضى الوسواس القهري من غير مستعملي العقاقير.
وثانيها وهو الأهم والأرجح في حالتك هو الآثار الجنسية لعقاقير الم.ا.س.ا وأنت تتناول أحدها أو قل أسوأها مع الأسف... وتظنه آمنا لعلاج.
إذن من الأفضل في مثل حالتك -ما دمت شفيت من الوسوسة- أن تتوقف عن تناول الفلوكسيكير وأن تتم معالجة القذف المبتسر بطريقة أخرى غير العقاقير أي بأيٍّ من الطرق السلوكية التي يصفها لك الطبيب النفسي المعالج، كذلك عليك أن تقلع عن الاسترسال في تلك التخيلات، وأن تطلب من الله أن ينعم عليك بعودة الإشباع الجنسي كما كان..... تحمل حتى لو حدث شيء من القذف المبتسر أو المبكر وأتوقع أن ثلاثة أسابيع -أو أقل- ستكون مطلوبة من يوم أن توقف العقَّار الذي تستخدمه وبعدها ستشعر تدريجيا إن شاء الله بعودة الإرجاز إلى طبيعته، نسأل الله أن نكون أصبنا...
إذن طمئنا عليك، ولا تنسانا من دعائك.
ويتبع>>>>>>>>>>> : تثبيط الإرجاز في الذكور م